أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علم الدين بدرية - السّعادة بمفهومها البشري















المزيد.....

السّعادة بمفهومها البشري


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 06:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



هل السّعادة مادية أم روحيّة حسيّة أم عقليّة ؟

البحث عن السّعادة ، والأمل بالوصول إليها كان ولا يزال القاسم المشترك لكل أبناء البشر ، البحث عن السّعادة شَغَلَ بال الإنسان في كلِّ العصور، حتى في عصرنا الحديث هناك اهتمام متزايد في البحث والتنقيب عن مصدر للسّعادة .. لكن ما هي السّعادة ؟! ما هذه الكلمة التي حيّرت ألباب الفلاسفة وعقول المفكّرين والتي تشغل بال كلّ إنسان ؟! هل هنالك مفهوم مادي للسّعادة ..؟! أم هو المفهوم الروحي !! وهل السّعادة حالة فردية أم حالة جماعية وهل هي تعبير عن شيء نتمناه ونأمل في الوصول إليه .؟!! أم أنه لا توجد هناك سعادة بالمعنى الحقيقي للكلمة وما هي إلاّ أوهام وأضغاث أحلام ومجرد سراب مخادع نقنع أنفسنا بأنه السّعادة ...؟!
السّعادة هي الضوء الذي يشعّ في آخر النفق هي الأمل الذي يجذبنا ويحفزّنا ، فنسير نحوه مشدوهين ، مبهورين ، في متاهات الوعي واللاوعي والإدراك واللا إدراك . هذا الضوء قد يُعمي بصرنا ، فنتوه عن الطريق ، أو قد ينير لنا درب المعرفة والحكمة فيطير بنا، ونحلِّق... عبر نفاذ البصيرة لكي نلتقي بذواتنا الحقيقة... فنبصر.
إذا نظرنا حولنا في هذا العالم الواسع ، لوجدنا السّعادة الماديّة قليلة وقليلة جداً ، والناس الذين يتمتعون بها هم قلّة من البشر ، والغالبيّة العظمى من الوجود والكيان البشري تعاني من الفاقة والفقر ، المرض والجهل ، الجوع والعطش ، المعاناة والألم الجسدي ، الضياع والقلق . فإذا فرضنا بأن البشر قد قُدّر وحكم عليهم بالمعاناة وتحمّل المصائب والكوارث والمحن ... في طريقهم الزمني على سطح الكرة الأرضيّة ... وفي مسارهم الأبدي عبر التقمص والولادات المتعاقبة إلى ما لانهاية ... لوجدنا الطريق مسدودًا أمام أعيننا ، وستارًا قاتمًا يُغلّف أفكارنا ... وكنّا أيضًا قد أتحنا بهذا لفلسفة اليأس والانتحار بأن تسيطر على حياتنا ، حقيقة كهذه من شأنها أن تُعطي انطباعًا بأن السّعادة ما هي إلاّ وهم وخيال ، أو أنها غير موجودة ومن الصعب الوصول إليها وإدراكها .
لكن مقالي هذا يطرح هنا الفلسفة الأخرى القائلة بأن السعي وراء السّعادة هو البحث عن المعرفة الحقيقيّة لهذا الوجود ، ونقطة الانطلاق لهذه الفلسفة تقول .. أنّ السّعادة هي وضع معيّن للوجود الإنساني ، وحتى نصل إليه علينا أن نفهم طبع هذا الوجود ، وحتى نفهم طبع هذا الوجود يجب أن نعرف وجودنا والطبع الكائن داخل أنفسنا ، ونفهم العلاقة بيننا وبين الوجود والكون الذي نحيا به ... ودون معرفة ذلك وإدراكه لن تكون لنا القدرة أن نضع أمام أنفسنا أهدافًا ، والتأمّل بتحقيقها ، ومن ثمّ لا تكون لدينا إمكانيّة للوصول إلى حياة سعيدة .
الحقيقة والواقع هي أن قلّة من بيننا تعترف بأهميّة هذه الأسئلة ، وأهميّة التجارب للإجابة عليها ، وحتى داخل هذه القلّة يكثر الارتباك والحيرة لأن البنية التربويّة تختلف من فئة إلى أخرى ، ومن مجتمع إلى آخر ، ولكل واحد منها الحقيقة المطلقة ، والإجابة المقنعة على هذه التساؤلات . وتكاثر الأجوبة المتضاربة لهذا الموضوع ، ولطبع الإنسان والكون والعلاقة بينهما ، من شأنه أن يُشكّك ويُربك فيما توصل إليه الإنسان من نتائج حول هذا الموضوع المعقّد الشائك ، ولذلك نرى معظم النّاس يعتريهم الشّك في أن يتوصّلوا يومًا ما إلى أجوبة مقنعة حقيقيّة حول هذا الموضوع ، وحتى الإجابة الصّحيحة لن تُقنع المتشكّك القلق الذي سيقول : من أين لي أن أعرف أنها إجابة صحيحة ..!!
كما قلنا أن موضوع السّعادة يحتل حيِّزًا مرموقًا في تاريخ الفلسفة والفكر العالمي ، ولا غرابة في ذلك ، فالسّعادة تتعلق مباشرة باهتمامات الإنسان وآماله ، وهي مطلبه وغايته القصوى من الحياة . والإنسان هو محور كل فلسفة وكل فكر وكل علم . والسّعادة التي يسعى كل فرد إلى بلوغها لأنها بنظره تُمثّل الخير كل الخير ، هي الحالة النفسيّة التي تحلّ الطمأنينة والسّلام والسّرور في أعماق الذّات الإنسانيّة الفرديّة . والنظرة إلى السّعادة تختلف من فلسفة إلى أخرى ، ومن مفكر إلى آخر ، ومن عالِم إلى عالِم ، ومن إنسان إلى إنسان .. حتى أننا نجد ونرى هذا التباين في الفلسفة الواحدة ، كالفلسفة اليونانيّة ، أو الفلسفة الإسلاميّة ، أو الفلسفة الشرقيّة القديمة ، أو الفلسفة الحديثة ، الخ ...
فهنالك بعض القطاعات من الفلسفة اليونانيّة مثلاً ترى أن السّعادة تكمن في اللذّة ، سواء ماديّة كانت أو روحيّة عقلية ( الفلسفة الأبيقوريّة ، الرواقيّة ...) ومن ربط السّعادة باللذائذ الماديّة رأى أن السّعادة تعظم كلما زادت اللذائذ الماديّة الحاصلة . وهناك فلاسفة يربطون السّعادة باللذّة الروحيّة ، يذهبون في رفضهم المطلق ربط السّعادة باللذائذ الماديّة إلى القول بأن السّعادة قد تتآتى أو تتولّد من بعض الآلام الحاصلة وليس من مجموع اللذّات الماديّة الحاصلة ، فالذي يدافع عن مبادئ ساميّة ، أو يناضل في سبيل تحقيق غاية إنسانيّة ، كالحريّة ، العدالة أو المساواة ، أو الذي يَهِبُ حياته دفاعاً عن شرف أُمّته وحماية شعبه ووطنه ، يحسّ غاية السّعادة حتى وهو يعاني أشدّ المصائب والآلام في سبيل غايته . وقد رأى أفلاطون أنّ تمام السّعادة يكمن في كمال النفس ، وأنّ تحصيل الكمال إنما يتم عن طريق العلم والمعرفة وممارسة الفضيلة ، وهذا يقتضي سيطرة العقل على الغضب والشهوة الخ .... وقد ربط سقراط أيضًا السّعادة باكتساب الفضيلة أو العلم الصحيح . وهنالك من الفلاسفة من رأى بأنّ الصحّة أي صحّة البدن والجسم وكثرة المال والغنى ، فضلاً عن تحصيل الجاه والتمتع بالجمال واكتساب النجاح في العمل إلى جانب السّمعة الحسنة أو الطيّبة ، من الأمور التي لا غنى عنها لبلوغ السّعادة . فأرسطو يرى أن هذه قد تكون من الوسائل لبلوغ السّعادة إذا ما استخدمت استخدامًا صحيحًا لاكتساب العلم الصحيح والمعرفة والفضيلة ، أما عدم استخدامها بهذا الطريق فلا تعدّ ، كونها خيرات ماديّة آنيّة عارضة ، أو خارجيّة وليست حقيقيّة ، وهكذا فأرسطو يرى السّعادة محققة وقائمة في أعماق الذّات الإنسانيّة وفي داخل الإنسان الذي بلغ مرحلة الكمال . إذًا فالسّعادة في نظر أرسطو هي تحقيق الإنسان لماهيته الإنسانيّة وامتلاك الفضيلة . والسّعادة عند سقراط تكمن بالمعرفة الحقيقيّة واكتساب الفضيلة ، والسّعادة والبهجة عند ابن سيناء تكون في معرفة الخير والحق ، أمّا الحق فلذاته وأمّا الخير فللعمل به ، كما تكمن في إدراك حقيقة الوجود وفي التحصيل العقلي الذي يوصل إلى الكمال ، فيصبح الإنسان ذا عقل قدسي مؤهل لتقبّل فيض العقل الفعّال عليه ، وما يريد ابن سيناء قوله هنا هو أن السّعادة لا تكون في تحصيل اللذائذ الماديّة كما يعتقد الجاهل ويسعى إليها ، إنّما تكون في انسلاخ الإنسان عن اللذّات الماديّة سعيًا وراء اللذائذ العقليّة العاليّة التي هي حقيقة باقيّة خالدة . أمّا الغزالي فالسّعادة عنده لا تكون إلاّ بالتقوى وكفّ النفس عن الهوى والإعراض عن الجاه والمال .
وفي الفكر الفلسفي الحديث يرى ديكارت أن جمال الحقيقة أبهى من أي جمال مادي زائل وأن السّعادة الحقيقيّة هي الوصول إلى المعرفة الصّحيحة وامتلاك الحقيقة . أمّا في الفلسفات الشرقيّة والمصريّة القديمة نرى أن الوصول إلى السّعادة هو بسلوك السّبل العمليّة المؤديّة إليها ، وهي تتمثل في راحة الضمير الداخليّة المتأتية عن القيام بالواجبات الخلقيّة اتجاه الآخرين ، فضلاً عن القيام بالواجبات الدينيّة إزاء الإله . وقد أدّت حركة أخناتون التوحيديّة في القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى شعور فيّاض بالقدرة على الاتصال الذاتي المباشر بالإله من جرّاء ثقة المتعبّد في عناية إله الشمس بكل المخلوقات ، وأصبح الضمير القوّة الموجهة للسلوك والذي فيه تتم التوبة الصحيحة ، ولم يعد للثروة أي دور يذكر في اكتساب السعادة .
وفي الفكر الهندي تحتل السعادة المرتبة الأولى ، ويرى الفلاسفة الهنود إن السعادة الحقّة تكمن في أعماق الذّات بحيث يشعر الإنسان معها بأنه منسلخ تمامًا عن هذا العالم الأرضي بكل ما فيه من مشاغل اجتماعيّة كانت ، أو ماديّة ، أو دمويّة ، وهم يرون إنه إذا تمكّن الإنسان من التجرّد من قيود الجسم الهيولانيّة والترّفع عن كلّ ما يمتّ بصلة إلى عالم الواقع المادي استطاع الوصول وبلوغ الاتحاد بالبرهمن المُبدئ الأول الكليّ للكون والإنسان والحياة ، حيث يعيش هناك إلى الأبد في حالة تامة من السعادة الغامرة والسلام المطلق ، فالمعرفة الهنديّة هي المعرفة التي تتحد فيها الذّات مع ذات الموضوع ، بحيث يصبحان شيئًا واحدًا . إذن فالسعادة في الفلسفة الهنديّة لا تتولد من السّيطرة على العالم الخارجي ، وإنما تحصل بالتكيّف مع الواقع الخارجي كما هو بحيث لا يقوم أي نزاع أو صراع بين الإنسان والكون وغيره من النّاس ، وهذا التكيّف يتم عن طريق كفاح الرّوح والنفس الفرديّة ضد نزعات ورغائب البدن الماديّة ، وعندما يتحرّر الإنسان من ميوله وأهوائه وشهواته وحتى رغبته في الوجود والحياة ، وعندما تتحكّم نفسه في أمور البدن وتترفّع عن كلّ وشائج المادة التي تربطها بالدنيا ، عندها فقط يتحرّر الإنسان ويقوم السلام بداخله ويصبح قادرًا على الاتحاد بالبرهمن أو النفس الكليّة الشاملة ، ويصل إلى النّشوة المطلقة (النرفانا) والسعادة القصوى الغامرة . وتذهب بعض المراجع الروحيّة إلى القول أن الجنّة تكمن في الإنسان السعيد وهو فيها ، ويكمن الألم في الإنسان الشقي التعيس وهو فيه ، وكلاهما موقع في سلّم الاهتزازات الكونيّة وفي نفس الوقت حالة عقليّة تقع داخل النفس الإنسانيّة ، وعلى ذلك فسعادة الإنسان لا تتوقف فحسب على المكان الذي قد يتواجد فيه ، بل تتوقف قبل كلّ شيء على حالته النفسيّة والعقليّة ، أي على ضميره في النهاية ولذا قال ماركوس أوريليوس بحق ( إن حياتنا من صنع أفكارنا ) فالازدهار الحق للحياة ينبعث من العقل ويؤثر بالتالي فيما يحوط به من ظواهر الحياة ، أمّا الازدهار المستورد من خارج العقل فليس له وجودًا صحيحًا ، وهو سراب ، أو بالأدق هو يمثّل حصارًا على العقول المحاصرة بداخله ما لم تعرف العقول بحكم ناموس التّطوّر كيف تتوافق مع هذا الازدهار الخارجي فتحيا- داخليًّا- في نفس مستواه ، وبذلك تكون مظاهر الازدهار صورة صادقة لمخبرها وهذا هو الازدهار الأصيل ، المستقر ، المتناسق مع نفس العقول التي تحيا فيه ، وهذه الحقيقة هي مصدر السّعادة عندما تجد الذّات نفسها ومهما تطوّرت أنها تحيا بحريّة تامة في نفس البيئة التي صنعتها لنفسها بمشاعرها الخاصة والتي تناسب مداها في التّطوّر ، وتطوّر العقل هذا يتطلّب تطوّرًا مقابلاً في الخُلق ، فالخُلق موضعه العقل ، ولا يغني عن نموّ العقل مثلاً مجرد طيبة القلب عندما تكون سلبيّة ساكنة ، فطيبة القلب فضيلة عظمى ، ولكنّها لا تكفي لازدهار الحياة ولا للنهوض بها في طريق قويم ، ولا ينبغي أن تكون سببًا للإنسان كي يحيا حياة سلبيّة ساكنة بلا تأمّل في عظمة الحياة ، ودون أن يجري وراء معرفة حقائقها وأداء خدماتها النقيّة ، ومن ثمّ يصبح القول بأن الوعي اليقظ الإيجابي هو كلّ شيء في الإنسان ... فهو النّور الذي يشرق في أروقة الضمير ، وهو النّار التي تحرق ما يُغذّيه من شعور الخير إذا شاء ، أو شعور الشّر إذا شاء ، فهو وحده إذًا مصدر سعادتنا وشقائنا ، ورافعنا وخافضنا ، ومحكم الأغلال ورافع القيود ، هو صديقنا وعدونا في آن واحد .
لذلك كانت السّعادة ليست حادثة بل قدرة ، وكانت أبواب السّعادة الحقّة كما قال تولستوي تفتح من الداخل أي داخل النفس ، فالسّعادة والشّقاء لا يجيئان إذًا من ناحية الأحداث الخارجيّة التي تواجهنا بقدر ما يجيئان من ناحية الطريقة التي نواجهها بها ، والتي تتوقف أول ما تتوقف على مقدار ما فينا من فضيلة أو رذيلة ، ثمّ أن سنن الطبيعة تعطي الحياة ولا تأخذها ، لأن الحياة كما قلت لا تتوقف ولا تفنى ، فهي تمثّل بذاتها الدرجة القصوى للإيثار خاليًا من الأثَرَة *، ولذا كان الإحساس بالسّعادة في ضمائرنا يشير إلى قانون من قوانين الحياة عرفنا كيف نطيعه ونترنّم به ، في حين يشير الإحساس بالشّقاء إلى قانون آخر عصيناه ، ولا يدفعنا إلى إطاعة نواميس الأخلاق الطبيعيّة شيء قدر نزعة الإيثار إذا ما وجّهت تفكيرنا ، ولا يدفعنا إلى مخالفتها شيء قدر نزعة الأثَرَة التي تتعارض حتمًا مع قدرة الطبيعة في أسلوبها معنا عندما تُعطي فلا تأخذ وتهب فلا تسلب وتمنح فلا تمنع إلاّ ما نمنعه عن أنفسنا وبأنفسنا ، والإنسان مركّب من فضائل متنوعة ورذائل شتى ، ولكلّ إنسان مستوى معلوم من السّعادة بقدر ما يُزيّنه من فضائل ، ومستوى آخر من الشّقاء بقدر ما يشينه من رذائل ومن حبّ للعالم ، وهو ما قاله سويدنبرغ بأن حبّ الذّات هو السّائد في الجحيم ، وهو الذي يصنع الجحيم في الإنسان .
إنّ سعادة الإنسان وشقاءه لا يتوقفان فحسب على مقدار فضائله ورذائله التي اصطلح النّاس عليها في مألوف حياتهم وقيمهم الاجتماعيّة السّائدة ، بقدر ما يتوقفان وقبل كلّ شيء آخر على مدى ذكائه وحكمته ، وأيضًا على صحّة إحساسه بذاته واستقلاله عمّا يحيط به من ظواهر الحياة ، وعمق هذا الإحساس من شأنه أن يتحكّم في نوع شعوره ، وفي عمق العاطفة الصّحيحة لديه أو ضآلتها ، وفي عمق الإحساس بالجمال حيثما وجد أو ضآلته ، الجمال في كلّ شيء ، في الطبيعة ، في نفوس النّاس ، في الفكرة الجميلة ، في التصرّف النبيل ، في اللوحة الجميلة ، في النغم المعبّر . وكلّ شيء يتوقف على المستوى الروحي ، أو أن شئت العقلي للإنسان ، هذا المستوى الذي يتحكّم فيه شيء واحد في النهاية وهو المعرفة أو الجهل ، إلى حدّ دفع سقراط إلى القول بأنه يوجد خير واحد للبشر هو المعرفة ، كما يوجد شر واحد هو الجهل والذي دفع شكسبير إلى القول بأن الجهل هو لعنة الله ، أمّ المعرفة فهي الجناح الذي يطير به نحو السماء .
إنّ قوانين دنيانا الأرضيّة قد تساعد عن غير استحقاق أو تعاقب ، وقد تجرّ الفائدة على ذوي الألقاب والمناصب والطبقات ، ولكنّ النفس يسجّل عليها طور التقدّم الذي وصلت إليه في حياتها الدنياويّة بالضبط ، والدرجة التي صعدت إليها هي الدرجة التي ستكون فيها عندما يناديها الموت لحياة أخرى ، فأمّا إلى مزيد من الشّقاء ، أو إلى مزيد من السّعادة والارتقاء ...

* الأَثَرَة : اختصاص المرء نفسه بأحسن الأشياء دون غيره ، حب النفس المفرط ، يعرف أيضًا بالأنانيّة .



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قَدَرٌ وانْعِتَاق
- حَنِين
- الاغتراب وقضايا أخرى في الشعر الحديث
- رِحْلَةُ يَقِيْن
- ذِكْرَيَاتٌ وَحَنِيْن
- نهوض
- سَامَرَّاءْ
- انعتاق في البعد الآخر
- * رُوحٌ لا جَسَدْ *
- ضَحَالةُ فِكْر
- خِدَاعُ الْعِشْق
- سحايا الذاكرة
- المَلْهَاةُ
- دَيْمُومَةُ الذَّاتِ
- مَتاهَةٌ
- بعضُ رثاءٍ
- تَمَنِّي
- حُلُمُ يَقْظَتي
- حَضَارةٌ آفِلَةٌ
- معاناة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علم الدين بدرية - السّعادة بمفهومها البشري