|
سحايا الذاكرة
علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 07:55
المحور:
الادب والفن
( فَاتِحَةٌ ) سَيِّدِي .. أَنْتَ الْذِي وَصَمْتَ الْهَزِيْمَةَ بالْعَارْ وَسَمَّيْتَ تَرَاجُعِي خِذْلانًا وانْكِسَارْ وَسُمْتَ الْبِضاعَةَ .. كُنْتَ الْرَابِحَ دَائِمًا .. بِعْتَ دَمِي !! بِعْتَ حُزْنِي .. وأَشْلاءَ أَطْفَالي الصِّغَارْ !! وَبَنَيْتَ فَوْقَ قَنَاطِري .. نَاطِحَاتِ سَحَابْ .. لَمْ تَقْرَأْ أَبَدًا ازْدِوَاجِيَّةَ الْحَيَاة ... وِلادَةٌ وَعَدَمْ .. خُسَارَةٌ وَانْتِصَارْ .. هَلْ عَرَفْتَ مَعْنَىً آخَرَ لِهَذَا السَّرَابْ ..؟! وَهْمٌ هِي .. هَزِيْمَةُ الْوَطَنْ .. هَزِيْمَةُ الرُّوحْ شَتَّانَ عِنْدِي .. فَأَنَا الْمَهْزُومُ ... مُنْذُ الْقِدَمْ !! خَلْقٌ وَمَوْتٌ .. هِي قَصِيْدَتِي .. هِي قَضِيِّتِي .. مَنْ مِنَّا الْقَاتِلُ والْمَقْتُولْ ؟! الْحَيّ .. أوْ الْذِي يَمُوتْ !!
( غَزَلٌ )
كَانَ الْقَمَرُ مُظْلِمًا ... وَعُيُونُ شِعْرِي تَرْقُبُ الْقَدَرْ حُلْمُنَا كَانَ يَغْفُو عَلىَ صَوْتِ الرِّيَاحِ حَفِيْفِ الشَّجَرْ صّمْتًا .. صَمْتًا يَا جَذْعِيَ الْمَحْرُوقْ .. وَمُنْذُ مَتَى كَانَ لِلْحَطَبِ مَذّاقٌ ..؟! هَمْسٌ وَبَصَرْ فَحْمُ الْوَغَى ( كُحْلٌ ) .. لِمُخْمَلِ الأَقْدَاحِ رُمُوشٌ تَعْزِفُ عَلَىَ وَتَرْ كَمْ ... شَفاهٍ لَثَمَتْ .. خَمْرَ دِمُوْعِ الأَتْرَاحِ !! الأَفْرَاحُ .. في بَاحَةِ الأَشْبَاحِ مُحَرَّمَةٌ ازْدِوَاجِيَّةُ الْمَعْنَى .. فِي وَاحَةِ الْبَحْثِ عَنِ الذَّاتْ ذَكَّرَتْنِي عَشِيْقَتِي الأَبَدِيَّة فِي الْمُقَلِ ... رُوُحُ الليْلِ تَسْرِي ... يَوْمَ تَرَكْتُ جَسَدِي مُعَلَّقًا .. خُرْقَةً تَذْرُوهُ الأَوْهَامُ يَوْمَ انْتَشَيْتُ .. حَلِمْتُ وَحَلَّقْتُ .. حُرًّا طَلِيْقًا .. وَتَمَنَّيْتُ أَنْ لا أَعُودْ !! فِي رُقْعَةِ الْحَقِيْقةِ الِمُطْلَقَةِ .. تَنْعَدِمُ الأَشْيَاءُ ، الْمَسَافَاتُ ، والزَّمَنْ !! يَبْقَى الْفِكْرُ .. والصُّورْ ... يُبْعَثُ فِيْنَا وَهْمُ الأّحْدَّاثْ .. وَمَنْ نَحْنُ ..؟! نُفُوْسٌ لَمْ تُمَزِّقْ الْحِجَابَ .. فِي رِحْلَةِ الْعَوْدَةِ والإيَابْ !!
( ذِكْرَيَاتٌ عَلَىَ الطَّرِيْق )
كَانَ ذَلكَ ... مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيْدٍ كُلَّمَا هَرَبْتُ .. كُلَّمَا أَعُودْ ... تَغْشَانِي الْفِكْرَةُ .. تَسْتَحْوذَني .. تُحَدِّدُ مَعَالِمَ الْوِجُودْ ... يُقَيْدُنِي الأَثِيْرُ ... يُعَاوِدُنِي الْحَنِينْ .. لِقَمِيْصِي .. لِمَادَّتِي .. لِسِجْنِي الرَّهِيبْ !!
( هّذَيَانُ الرَّجْعَةِ الأُولى )
سَأَمْضِي .. فَكّمْ شَهِيْدًا مَاتَ عَلَىَ الطَّرِيقْ ؟! مُنْذُ اجْتَرَحْتُ عُمْري .. لَمْ أَشْهَدْ غَيْرَ قَوْافِلَ الشُّهَدَاءِ والْعَبِيدْ .. لَمْ أُشْهِرْ سَيْفًا ... لَمْ أَعْرِفْ شَيْئًا .. غَيْرَ أَنّ لِي قَلَمًا مَسْلُولاً ... وَرُوْحًا تَسْهو .. وَشَاهِدًا عَلَيَّ .. وَعَلَى الطَّرِيقْ .. رِمَاحُ مَنْ خَانُوا .. كَانَتْ فِي الصَّمِيْمِ وَظُلْمُ ذَوي الْقُرْبَى .. أَلْعَنُ أَلْف مَرَّةٍ .. مِنْ كَأْسِ سُقْرَاط الْمَسْمُوْمِ بالْحِكْمَةِ ... وَهَشِيْمِ جَهَنَّم الأَرْضِ .. ذُلِّ الْمُسْتَضْعَفِينْ !! آهٍ مِنْ جَمْرِ الْبَقَاءِ .. يَا رَفِيْقَ التُّعَسَاءْ .. حَيْرَةٌ هِي آلامي .. وَأَلْحَانٌ أَزَلِيَّةٌ وَإكْلِيْلُ تَابُوتِي .. صَفْحَةٌ مِنْ غَضَبْ !! هَلْ لِي أَنْ أَسْأَلَ طَاغُوتِي .. كَيْفَ ارْتَفَعَتْ سَاقَاهُ فَوْقَ أَعْوَادِ الْقَصَبْ ؟! هَلْ لِي أَنْ أَسْأَلَ جَلاَّدِي ..؟! أَيَّهُمَا أَمْضى .. سَيْفٌ عَرَبِيٌّ .. أَم نَارٌ مِنْ لَهَبْ ؟! أَوْصَالي مُقَطّعَةٌ .. أَفْكَاري مِنْ عَصَبْ حَلَّلُوا دَمِي .. أَوْقَدُوا فِيَّ الْحَطَبْ لَكِنّي لا زِلْتُ أَحْيَا .. رَغْمَ أَنّ جَسَدِي أَضْحَى قَالِبًا مِنْ عَطَبْ عَفَوْتُ .. غَفَوْتُ .. وَكَانَ الْمَوْتُ يَتَسَاءَلُ .. عَنّي صُدْفَةً ... كَيْفَ أَمُوْتُ بِالزُّحامِ .. بِلا وَطَنْ ..؟! أَغْمَضْتُ أَسْرَارَ رُوْحِي .. تَوَحَّدتُ مَعْ نُوْرِ مِعْرَاجِي .. وَحَلِمْتُ ( بالرَّيْحَانِ والْحَبَقْ ) هّذِهِ الْحَقِيْقةُ .. تَقْبَعُ وَرَاءَ الْبَابِ .. اِقْرَعِي يَا أَجْرَاسَ صَمْتِي .. لَعَلَّهُم يَفْتَحُون .. الأَلف والنُّون .. أًنَا مَنْ يَمُوتُ .. وأَنَا مَنْ يَفْتَحْ .. وأَنَا مَنْ يَرَى الْحَقِيْقةَ فِي عَالمِ النُّجُومْ !!
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المَلْهَاةُ
-
دَيْمُومَةُ الذَّاتِ
-
مَتاهَةٌ
-
بعضُ رثاءٍ
-
تَمَنِّي
-
حُلُمُ يَقْظَتي
-
حَضَارةٌ آفِلَةٌ
-
معاناة
-
هَوَاجِسُ الْرُّوحِ
-
مَخَاضٌ قَبْلَ الفَجْرِ
-
هروب نحو الجذور
-
سُرَى فِي هَجِيعِ الليل
-
اعتراف
-
مَوْعِدٌ
-
تراكض خلف التساؤلات
-
مُنَاجَاةٌ
-
عُنْفُوان
-
نزيف
-
هروب نحو المغيب
-
مُفَارَقَة
المزيد.....
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|