أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - حَضَارةٌ آفِلَةٌ















المزيد.....

حَضَارةٌ آفِلَةٌ


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 08:21
المحور: الادب والفن
    



كَانَ وَجْهُ التَّاريخ ِمُغْبَرًّا!!
والخَنْساءُ تَرْثِي آمالَ أُمَّةٍ ..
تَنَاثَرَتْ في (أُمِّ قَصْرِ)
وَرَابِعَةُ العَدَويَّةِ تَبْتَهِلُ..
تَسْتَغْفِرُ رَبَّ الكَعْبَةِ..
تَتَضَرَّعُ صَامِتَةً في مَعْبَدِي..
تُرَتِّلُ صَلاتَها الأَخِيِرَة ...
عَلىَ ضِفَّةِ نَهْرٍ تَدَنَّسَ بالنَفْطِ
مِعْرَاجُ الذِكرَياتِ وَداعٌ
لِصَفْحَةٍ هَائِمَةٍ فَوْقَ المَوْجِ
وَقِراءَةُ الحَاضرِ..ذُلٌّ
لآثَامِ مُسْتَعْمِرٍ قَدْ تَعَمَدْ!!
*****
هَذا المَدُّ يَأْتي ثَقِيلاً...
رَحْمَاكِ أخْتَاهُ.. كَيْفَ يَكُونُ الغَدُ..؟!
كَيْفَ أصْحو..وأفْكَاريَ مَصْلُوبَةٌ،وأنْفَاسيَ تُحْتَكَرُ
وَأرضي تُسْتَباحُ...وَمَوارِدي تُغتَصْبُ...
ومَجْدُ حَضارَتي يُحْتَضَرُ!!
*****
وَكَانَ المُتَنَبِّي يَرْقُدُ صَامِتًا
لا الَلِيْلَ ولا الخِيْلَ تَعْرِفُهُ
ولا بأسَ يُرجَى في بَيْدَاءَ قَاحِلَةٍ
وَكَانَ الْقُرطَاسُ مُخَضَّبًا بِدَمِ الأحْرارِ
والَقَلَمُ يَنْعى بَقايا حَضَارَةٍ ..
يَنِزُّ بِشِعْرٍ مُلوَّثٍ ودِمَاء
*****
وَكَان وَجْهُ التَارِيخِ مُغْبَرًّا
وَعَيْنَاكِ على اسْوَارِ القدسَ تَرْتَسِمُ
آهٍ..عَشْتارَ من المدِّ الآتي..
بابِلُ تَخُرُّ راكِعَةً ...
وبَغْدادُ صَريعةٌ مُثَخَّنَةٌ بالجِراحِ
تَلْعَقُ قُرُوحَ زَمَنٍ أصفَرَ ذاوٍ!!
*****
اِرْحَلِي يابَلْقِيسَ..اِرْحَلِي..
طُوفانُ يَعُمُّ الأرْجَاءَ
سَدُّ مأربَ تَهاوى
في اليَمَنَ قَحْطٌ..
وعِراقُ يَنوءُ تَحْتَ اقْدَامِ الغُزاةِ
الرِيَاحُ تَهُبُّ عاتِيَةً
آعاصِيرُ في أرضِ نَجْدٍ
تَلظَّتْ بلهِيبِها..فَيْحَاءُ شامِ!!
*****
وَكَان دَمُنا فاسِدًا
واحلامُنَا العَربيَّةُ..
لوحَةً مُخْمَليةً للعَبيدِ والجَواري
وملاَحِمَ للتَرَآضِي!!
وَكُلُّ هَمَّنَا..أحْقَادٌ قَبَلِيَّةٌ..
وَقصَائِدُ تَنْعَبُ أنْقَاضَ أُمَّةٍ
بَيْنَ مُؤتَمَرَاتِ قِمَّةٍ..وأذْنَابِ حُكَّامِ!
*****
عِنْدَمَا اندَثَرَتِ المَدِينَةُ المُحَاصَرَةُ...
قَالوا..
هَجْمَةُ تَتَارٍ...أغْرَقُوا العِرَاقَ..
أحْرَقُوا مَكْتَبَاتِ بَغْدَادْ!!
قُلْنا...
نَحْنُ شَعْبُ السُقُوطِ والْفُراقْ!!
نَحْنُ حَضَارَةُ الشِعَاراتِ والنُظُمْ..
نَسْتَمِيْتُ بِحِفْظِ الْمُعَلَّقَاتْ
بَيْنَ نَكْبَةٍ وَكَبْوَةٍ وَنَكْسةٍ..
وطَعْنٍ فِي الخَفَاءْ!!
وَكَانَ الْمَجْدُ يُحْتَضَرُ..
في صَوْتٍ آفِلٍ..
يَأْتِي مِن مَجَاهِلَ التَارِيِخِ
مِن مِرْآةِ الآسَاطِيرْ
مِن مَعَامِعَ التَشْرِيِدِ والإِبَادَةِ
والْوَطَنِ المُحَنَّطْ...
فِي هَيَاكِلَ اسْتِعْمَارٍ ذَاتِيٍّ
بَيْنَ ذِكْرى أطْلالٍ..وأشْرِعَةٍ مُمَزَّقَة!!
فَهَلْ نَبْكي على الأطلالِ؟!
وَهَلْ وجُودُنا عدمٌ،وحَيَاتنا أوهامُ؟!
إسْتِعَارةً فِي صَدْرِ الشَرْقِ سَنَبْقى
أضْغَاثُ وَمِيْضٍ ..وأحلامٌ سَكْرَى
فَحِيْنَ يَغِيْبُ مِنِّي دَمي..
ويُصْبِحُ مَلْهَاةً للحِصَارِ..وجودي!!
أجمَعُ أحزَانِي وأشوَاقي..
وَأُجَسِّدُ سَفَري عَبْرَ التِّيهِ..
في وَهْميَّةِ أشْعاري وشعُوري
*****
وَكَانَ المَغُولُ ...
(مِن كُرْدٍ، وَنَجَفٍ،وَسَمَرَّاءِ)
يَزْحَفُونَ (مُتَقَمْصِينَ) هُولاكو..
يَنْهَبُونَ مَدارِسي،مَتَاحِفي..وَرِمَالَ قِفَارِي
وعندما عَجِزُوا...
سَرَقُوا آمالِي..وَعَبَّؤُوا مِياهَ فُرَاتي..
(بِصَوَارِيِخ بَالسْتِيِّة)!!
مَغُولُ العَصْرِ هُم أحْفَادي
فَهَلْ أَلُومُ مُسْتَعْمِرَ آبَارِي؟!
وزُنَاةَ الخَلِيج،سَماسِرِةِ النَفْطِ والجَواري؟!
بَعْدَمَا لَوَّثَ الأبْنَاءُ تُرَاثَ الأجدَادِ!!
أرْضُ الخِلافةِ المُوبُوءة ..ودَاعًا
إسْتَوْطَنَكِ حُفَاةُ الشَرقِ..
وَاسْتَعْرَصَكِ كُلُّ مُذَنَّبٍ(هالي)
والعُلوجُ...
أسْيَاداً على ثُرَاكِ أمْسوا
ثَعَابِينَ شِبهُ قوَّادِ..
والرَمْدَاءُ تَرْتَعُ تَحْتَ أنْقَاضِكِ
وَشُعَراءُ قَادِسيَّتُكِ..
يَبْكُونَ عَجْزَهُم...
مَهْرَجَان للنُواحِ!!
هِبِّي..هِبِّي ياثَوْرَةَ مَجْدي
فَنَحْنُ زَوَابِعُ للهُرَاءِ..
صُمُودُنَا وَهْمٌ..وحُبُّنا عَبَثٌ..
وانْتِصَارُنا رِياءُ!!
*****
آه..أخْتَاه..
كَيْفَ آنامُ..ويَتَنَاهى وآقعي في دَيْمُومةِ الشَقاءِ!!
وعيناكِ مازالت..
على أسوارِ القُدْس تَرْتَسمُ...
تَرْثي وآقِعًا ..تَنْتَحِبُ!!
هَذي شَبابِيكي مُشَرَّعَةٌ
فَهَلْ جروحي تَلتَئِمُ؟!
مازال زَهرُ اللوزِ فِي وَجْنَتيكِ يُثْمِرُ
وآنامِلُكِ في لَيلِ الصمودِ تَشِعُّ وَتُبْهِرُ
نَوافِذُ العُمْرِ..عَمَّا قَلِيلٍ سَتُغْلقُ
فَكَيْف..َ أَصْحُو!!
وَتَحْتُ وِسَادتي مَهْرُوقٌ دَمِي؟!
*****
هَلْ رُكامُ التوافِهِ جُزْءٌ مِن تارَيخي؟!
وهَلْ ذَاتي المتَعَرِّيةِ سَببُ انْهِياري؟!
أرْهن صَمْتي العربيُّ..وحُزْني وواقِعي واغترابي
وَأُحوَّلُ مَشَاعِلَ الدِمُوعِ أفْراحاً..
فَمَن يُغَنِّي بَعْدَ ليلِ التَنَاسي؟!
غَرِيباً ولِدْتُ..
وللإغْتِرَابِ حَياتي..
أُوَدِعُ سَبَأ
وَتَرْقُصُ أَشْبَاحٌ..فَوْقَ ظِلالي
أنْهَضِي ..ياعِزَّتِي..
مِن أكوامِ الحجارةِ..مِن رُكَامِ الرَدمِ
مِن اسْتِرْدَادِ زَمَنٍ غَيْر آتٍ
مِن تَجْرِيْد واقعٍ فِي حِدُودِ النِسِّيانِ
أُغْرُبِي..أُغْرُبِي ياكُلَّ أحْزَاني..
فَزَمَنُ الأفولِ..صَحْوَةٌ للأَيامِ!!
الخَنْساءُ تَرثِي آمالَ أُمَةٍ..
إنْهَارَت فِي (أُمِ قَصْرِ)!!
ورابِعَةُ العَدَويَّةِ..تُصَلِّي..
فِي مِحْرابِ ذاتِي!!
أسْتِعَادةً لِمَجْدٍ غَابرٍ نَحْيا..
لِفَجْرٍ آتٍ مِن يَنْبُوعِ الصَفَاءِ
غَسَقُ النهوُض..
قابَ قَوْسَينِ وأدْنَى..
فَهَلْ تَفَجَّرت ينَابيعُ الإنْقَاذِ؟!
قَدْ يَأتِي زَمَنٌ..
سَتَنْهَضُ بِهِ العَنْقَاءُ..
وتَنْفُضُ رمَادَ الرُقَادِ..
وَعْيٌّ.. وَعْيٌّ يَسْتَيْقِظُ فِي مَشَارقَ السموات!!
*****



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة
- هَوَاجِسُ الْرُّوحِ
- مَخَاضٌ قَبْلَ الفَجْرِ
- هروب نحو الجذور
- سُرَى فِي هَجِيعِ الليل
- اعتراف
- مَوْعِدٌ
- تراكض خلف التساؤلات
- مُنَاجَاةٌ
- عُنْفُوان
- نزيف
- هروب نحو المغيب
- مُفَارَقَة
- صَيْرُورَة
- آيَةٌ لا تُقْرَأ
- مُطْلَق
- الوجه الآخر للصمت
- عِنَاقٌ
- عودةٌ إلى المحور
- صلاة في محراب العاشقين


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - حَضَارةٌ آفِلَةٌ