عبد الغني مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 03:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ثمة مواقف في لبنان عسيرة على الفهم وعلى الهضم . كلنا يذكر حسن نصرالله على شاشة التلفزيون اللبناني عشية مؤتمر الدوحة يتحدى تآلف 14 آذار لأن يقبلوا بانتخابات عامة مبكرة وللفائز فيها أن يحكم منفرداً في لبنان دون مشاركة من الطرف الآخر، دون مشاركة جماعة 8 آذار في حالة فوز 14 آذار . في 7 حزيران الحالي صوت الشعب اللبناني ليعطي 14 آذار غالبية المقاعد، 71 لتآلف 14 آذار و 57 لتآلف 8 ىآذار . الشعب اللبناني ردّ على تحدي نصرالله وقال أنه يريد 14 آذار وحدها في الحكم .
جنبلاط من جهته يتجاهل رغبة الشعب اللبناني ويدعو المؤتلفين معه لمشاركة تآلف 8 آذار في الحكم وحجته في ذلك هي أنه يتوجب عدم عزل أحد مكونات الشعب اللبناني الرئيسية وهو الطائفة الشيعية . لكن ثمة حقائق لا تسند حجة جنبلاط المتهافتة ومنها ..
ـ حزب الله وحركة أمل لا يتقدمان للمعترك السياسي كممثلين للشيعة بل كفريقين سياسيين يتشبثان بمبادئ محددة بغض النظر عن مواءمتها لتطلعات الشعب اللبناني .
ـ لم يسبق في التاريخ السياسي أن اشتركت الموالاة والمعارضة في ذات الحكومة إلا في حالات خاصة عندما يكون الوطن معرضاً لأخطار داهمة والحالة في لبنان ليست كذلك .
ـ حجة جنبلاط في عدم العزل لا يستقبلها حزب الله بذات الروح بل يستخدمها في عزل 14 آذار عن جماهيرها وخاصة في الوسط المسيحي إذ يتنازل عن حصته في المحافظ الوزارية لصالح الجنرال عون الذي يستخدمها لتقوية امتداداته بين المسيحيين ليعزل الكتائب والقوات اللبنانية وهو الهدف الرئيسي لحزب الله .
في حالة قبول شركاء جنبلاط لحجته فعليهم حينئذٍ أن يشترطوا عدم إعطاء تيار عون أية محافظ وزارية . فأي معنى يبقى لانتصار 14 آذار حين تشغل الكتائب والقوات اللبنانية محفظتين لكل منهما بينما يشغل تيار عون المتعاون مع سوريا وإيران وحده خمس محافظ أو سبعة كما يطالب عون !؟
من يتطوع لقيادة شعب وخاصة مثل الشعب اللبناني عليه أن يكون على قدر المسؤولية ويتمتع بكل الشجاعة اللازمة للقيادة .
#عبد_الغني_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟