أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعد الشديدي - أربع سنوات أخرى مع نجاد؟














المزيد.....

أربع سنوات أخرى مع نجاد؟


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 07:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نتائج الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة أعطت الغرب أكثر مما كان هذا الأخير يحلم بالحصول عليه: أعطته إيران منقسمة على نفسها، ومعسكرين متنابذين مستعدين لمواجهة يبدو إنها لن تنتهي حتى وإن إختفت أعراضها تحت السطح الى حين.
هل هي إرهاصات ثورة جديدة؟ أم إن مايحدث لايعدو كونه مجرد سحابة صيف تشير، ومن بعيد، الى ضمور وجه ربيع الثورة الإسلامية وولادة جيل جديد من الإيرانيين الذين تجاوزوا مقولات الثورة وشعاراتها التقليدية وبدؤا بتأسيس حالة مختلفة الملامح ولكنها تنتمي في جذورها مع ذلك الى الثورة الإسلامية ؟ا

الأحتمالان واردان، من الناحية النظرية. فالجماهير الإيرانية التي خرجت عام 1978/1979 لتُسقط النظام الشاهنشاهي تشبه في مكوناتها تلك التي تخرج اليوم الى شوارع طهران وكبرى المدن الإيرانية الأخرى. الطبقة الوسطى وتجار البازار. صحيح أن الطبقة الوسطى تقلصت حجماً ونفوذاً نتيجة السياسات الإقتصادية لقيادات الثورة ولكن يبدو أن وعيها مازال كما كان منذ ثلاثين عاماً. وهذه الفئات، على وجه الخصوص تجار البازار، لايمكن التحايل عليها بشعارات شعبوية مثيرة للحماس بل تنظر بوعي ودهاء الى مدى إستفادتها الحقيقية من تلك الشعارات. ويظهر جلياً إن تلك الفئات غير مقتنعة بشعارات الرئيس الإيراني (السيد أحمدي نجاد) لابل وتعتبرها سبباً في العزلة، الإقتصادية والسياسية، التي تعاني منها إيران حالياً.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن التطور الذي أحدثته الثورة في مجالات عديدة، وعلينا هنا أن لاننكر ذلك سواء إتفقنا مع نهج الثورة الإسلامية أم إختلفنا، كإطلاق حدّ أدنى من الحريات السياسية والتعليم وجعل التقنيات الحديثة في متناول عدد كبير من أبناء المجتمع الإيراني، أتى أكله اليوم، وعلى يد جيل جديد ينظر الى دوره وآفاقه وعلاقته بالعالم نظرة تختلف عن تلك التي يمتلكها من سبقهم. إنه جيل يسعى الى تجاوز الحدود التي رسمتها الثورة والعبور الى آفاق تبدو غبر ممكنة التحقق على يدّ المعسكر المتزمت المحافظ، الذي بدأ يميل الى التطرف شيئاً فشيئاً بعد وصول الرئيس الحالي أحمدي نجاد الى سدة الرئاسة. فيما توفر الرؤية التي يطرحها التيار الإصلاحي منفذاً للولوج الى مرحلة متقدمة ، بالمقارنة مع التيار المحافظ المتزمت، وتمنح الكثير من الأمل لتغيير بعض المسارات الساخنة التي بقيت في حالة الغليان والملفات، التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، ولم يستطع التيار المحافظ إغلاقها كإرتفاع نسبة التضخم الذي يدعيّ المحافظون أنه 14% بينما يؤكد الإصلاحيون إنه لايقل عن 25%، وإرتفاع نسبة البطالة الى حوالي 10.5 – 12.5% من الشريحة القادرة على العمل، في الوقت الذي يؤكد خبراء محايدون إن نسبتها تتجاوز ذلك بكثير.

ومن جهة أخرى فإن هذا التفكير قد يبدو شكلاً من أشكال التفكير الرغائبي، أي أننا نحلم ونفسر وفقاً لرغباتنا ولمصالحنا. فالدولة الإيرانية ليست حديثة عهد بل يمتد عمرها الى أكثر من 400 عام، وهي تشبه في هذا جارتها تركيا وريثة الدولة العثمانية. الأمر الذي يعني إن الدولة الأيرانية هي دولة مؤسسات لا دولة أشخاص كما هو الحال في البلدان العربية مثلاً. وإن الثورة الإسلامية في إيران، من خلال تحليل بسيط ونظرة سريعة، لم تأت من خارج المؤسسة الحاكمة. ذلك إن النظام الملكي في إيران قبل الثورة كان يسير ولقرون عديدة وفق قاعدة تقول أن ملوك إيران يجب أن يحظوا بتأييد ودعم المؤسسة الدينية/الشيعية. لقد كانت هناك حقوق وواجبات متبادلة بين المؤسستتين السياسية والدينية وقد يحدث أن تقوى أحدهما عند إصابة الأخرى بالضعف والعكس صحيح. وهكذ جاء الإنتصار الساحق الذي حققته المؤسسة الدينية عام 1979 من خلال الثورة الإسلامية ليؤكد إن المؤسسة الدينية تنوي إحتكار السلطة لنفسها بالكامل وإنشاء سلطتها السياسية الخاصة بها والسيطرة على مجمل أجنحة النظام والدولة. وهذا ما حدث بالفعل.

الإصلاحيون يعرفون ذلك جيداً، وهم لايريدون الإنقضاض على الثورة الأسلامية بل إصلاح بعض "الأخطاء" التي إرتكبها المتطرفون المحافظون، وأن أي تغيير ثوري – على إفتراض حدوثه لايمكن أن يتمّ إلاّ في رحم الثورة ولا يخرج إلا من تحت عمائمها وعباءاتها – لذلك فعلينا أن لانمنيّ أنفسنا كثيراً بحدوث معجزات على الجبهة السياسية الإيرانية طالما أن مفاتيح المشهد السياسي وخيوطه تتجمع بيد الولي الفقيه ومناصريه.

ما الذي سيحدث غداً؟ هل ستستمر الإنتفاضة الإصلاحية أم سيعود المنتفضون الى بيوتهم ليغسلوا عن وجوههم غبار المواجهات مع قوات الشرطة وحرس الثورة ويقبلوا الأمر الواقع؟ هذا ممكن جداً.. ولكن الصور التي بثتهّا وسائل الإعلام طوال هذا اليوم تقول أن المواجهات قد تطول ولكن علينا أن لاننتظر أي مفاجئات إيجابية ونستعد بدورنا لمواجهة سياسات التيار المحافظ التي تشكل خطراً واضحاً على مستقبل بلدنا، العراق، ومستقبل العملية الديمقراطية في بلدنا فالمحافظين عازمون على تحقيق أكبر تاثير ممكن لهم في العراق سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً. وإذا كان الأصلاحيون قد فشلوا في إيقاف زحف المتطرفين المحافظين فإن علينا أن لانفشل لأن فشلنا يعني ضياع بلادنا بكامله وسيطرة قوى التطرف والتزمت عليها لفترة قد تطول.

سعد الشديدي

المودونة الخاصة
http://alshadidi.blogspot.com/




#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمو بابا ... عراقٌ لوحده
- الكاظمية.. غصن الدمار النظير
- وردٌ لتاجِ البابلية
- مسوّدة ناقصة لصلاة الغائب
- القنوات الإخبارية الفضائية.. بين فقدان المصداقية وفقدان المش ...
- البقية.. في المجزرة القادمة
- عصفورةٌ جناحُها وَطن
- أوباما.. الخطر القادم الى الشرق
- عجائبُ آخر الزمان: ملاكمة ٌ في البرلمان
- هل يأكل الحزب الشيوعي العراقي أبناءه؟ عن رحيل كامل شياع
- الجواهري، إنغمار بريغمان ومحمود درويش .. عن فضة الصمت والغيا ...
- قبلَ ان يموت الجسر
- تفجيرات الكوفة - أربيل ولغة القواسم المشتركة
- غورنيكا عراقية لسماءٍ بلونِ العقيق
- يومٌ يستحقُ أن يحتفى به
- جند السماء.. أولى شرارات ألمعارضة ألشعبية ألعراقية؟
- جند السماء وجند المنطقة الخضراء
- الصدريون يستعدون والسيستاني يرمي بمقتدى الى المحرقة
- لماذا لا يريدون لصدّام أن يموت؟
- أيها الشيعيّ لا تصمت هذه المرّة


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعد الشديدي - أربع سنوات أخرى مع نجاد؟