أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نورا محمد - رحلتى من الاصولية الى العقلانية الجزء الاول















المزيد.....

رحلتى من الاصولية الى العقلانية الجزء الاول


نورا محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 10:09
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت اول مرة فى حياتى اسمع فيها عن العقلانية عندما كنت طفلة فى العاشرة من عمرى وكان لابى صديقا ملحدا وكان كلما زاره هذا الصديق كان الموضوع الرئيسى للمناقشة هو الدين ووجود الله و كان والدى متدينا يدافع عن الدين بحرارة وكانت المناقشة دائما حامية جدا.
وسمعت عندئذ ولاول مرة فى حياتى هذا الصديق يقول لابى ان الله غير موجود ويحاول ان يدلل على صحة كلامه بالحجج والبراهين .ولكن هذه المناقشات لم تؤثر فى عقيدتى وعندما وصلت الى الصف الاول الثانوى ارتديت الحجاب وحفظت سورة النور فى مسابقة مدرسية وحصلت على جائزة نقدية وشهادة تقدير وكان هذا اول عهدى بالتدين .وفى هذه السن الغضة الصغيرة فى الخامسة عشرة من عمرى ثارت فى عقلى اول الاسئلة العقلانية الناقدة للقران وكان هذا بسبب اية التلاعن فى سورة النور ففى هذه الاية يامر القران الزوج والزوجة التى يتهمها زوجها بخيانته ان يحلف كل طرف اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين و الخامسة ان لعنة الله عليه لو كان من الكاذبين .وقد تساءلت يومها كيف يحكم القران بحكم يكون نتيجته ان احد الطرفين يجب ان يكون كاذبا ويذهب الى النار؟انه حل مؤقت وشكلى للمشكلة وليس حلا جذريا .
ولكنى لم اتوقف عند هذا الاعتراض و لم يؤثر فى اتجاهى الفكرى الدينى وسرت فى خطى الدينى دون تردد حتى ارتديت النقاب فى السنة الثالثة فى الكلية وكان هذا هو قمة المنحنى فى حياتى الدينية وقمة اعتنافى للفكر الاصولى المتطرف.وتزوجت وبنيت اسرتى وانجبت الابناء وانا فى قمة هذا المنحنى وعشت سنوات طويلة من عمرى مؤمنة متدينة ملتزمة ومخلصة لله فى عبادتى وايمانى .ثم اكتشفت سلبيات كثيرة فى هذا الفكر .وحدث موقف بسيط ولكنه كان بداية اعتراضى و اعادة تفكيرى فى الاسلام.
كنت اقوم بالاعمال المنزلية وكان الاولاد صغار وسنهم متقاربة وفى غاية الانشغال و الضغط والتوتر فخرجت الى الشباك لنشر شيئا خاصا بالرضيع ولم يستغرق الامر الا ثوان معدودة ,وكنت ارتدى الحجاب ولكن كان وجهى مكشوفا وانا اسكن فى الادوار العليا وليس امامى عمارات و لايوجد احد يكشفنى وعندما رانى زوجى تشاجر معى وعنفنى بشدة لانى لا ارتدى النقاب اثناء التنشير وظهورى فى الشباك فغضبت جدا وبكيت واحسست ان الاسلام يظلم المراة و يقسو عليها فلا يكفيها ضغط الخدمة المنزلية بل و ضغط النقاب ايضا وقلت لاول مرة فى حياتى يجب ان اعرف هل طريق الاسلام صحيح ام لا؟
وكان زوجى ايضا يعنفنى بشدة اذا راى جزءا من معصمى يظهر بين نهاية القفاز و اسورة كم العباءة .وكان هذا التشدد المقيت من زوجى سبب رئيسى من اسباب بداية تحولى الى الفكر العقلانى .
موقف اخر حدث لى وكان البداية الحقيقية للتحول.فقد انسكب الشاى المغلى على ذراع ابنى الذى يبلغ من العمر عام ونصف واحدث حروقا مازال اثرها فى ذراعه حتى اليوم .ولا زلت حتى الان اتذكر نظرة ابنى و هو يصرخ من الالم ويهزها بشدة وكانه يلومنى انى تركت الشاى فى متناول يده و كيف اسبب له هذا العذاب وانا امه؟وكانت هذه الحادثة المؤلمة من اسباب شكى فى الله و تساؤلاتى مثل:
1-ماذنب الطفل الرضيع ليسكب عليه الشاى وهو بريئ لم يرتكب اى خطا؟
2-لماذا لم يوفقنى الله و يهدينى ويرشدنى للتصرف الصحيح الذى يجنب ابنى هذا الاذى؟
3-انا وزوجى ملتزمين بجميع شرائع الدين ,فرائضه وسننه ونتقرب الى الله بكل الوسائل ونجتهد فى الطاعة فهل يكون جزاؤنا هو حرق ذراع ابننا الوليد؟
4-لماذا يبتلينى الله بهذه الماساة وهو يعلم ان ايمانى ضعيف ولا يتحمل الابتلاءات؟
5-هل جزاء المؤمن الذى يتقرب الى الله المصائب والابتلاءات ام التوفيق و السعادة؟
6-ما فائدة الطاعة و الدعاء والايمان اذا لم تنعكس على حياة الانسان بالايجاب؟

جارتى
كانت جارتى سيدة شابة فى مثل سنى يؤمئذ وكانت جميلة وغير محجبة ولاتصلى وقد قارنت بينى وبينها فوجدت ان الله وهبها كل شيئ مثلى فجميع المميزات التى فى حياتى تتمتع هى بها ايضا من اولاد وزوج وصحة وغيرها .فماذا اعطانى الله وميزنى به وخصنى به مكافاة لى على التزامى ؟
ووجدت انها تتمتع بكل ما اتمتع به فى الدنيا وزيادة على ذلك لا تعانى من النقاب والصلاة و سائر الشرائع مثلى فما الذى جنيته انا من الالتزام؟
وتوصلت الى استنتاج ان التوفيق والسعادة فى الحياة لاترتبط بطاعةالله فلماذا التعب اذا؟
والمؤمنون يقولون نحن نعمل للاخرة ولا ننتظر الجزاء فى الدنيا لانها دار ابتلاء وشقاء وتعاسة و انا اقول الاخرة هى امل المعذبين فى الحياة ان يجدوا التعويض فى يوم مجهول غير مضمون

الابتلاء
تعرضت فى حياتى الى ا بتلاء شديد وقاسى لم استطع تحمله ففقدت الثقة بالله وكان سببا رئسيا فى تحولى الى العقلانية .كان هذا الابتلاء هو علاقتى الخاصة بزوجى الذى عانيت طوال عمرى معه من الحرمان الجسدى والعاطفى والكبت والمعاناة.وسبب هذا الابتلاء تساؤلاتى و شكوكى :
-لماذا يرزقنى الله بزوج لا يشبعنى رغم عفافى وطاعتى لله قبل الزواج؟ وهل من العدل ان انتظر كل هذه السنين التى قضيتها قبل الزواج فى الحرمان ثم يستمر هذا الحرمان بعد الزواج ايضا؟ان الهدف الرئيسى من الزواج هو الاشباع الذى لم يتحقق لى ابدا.

اية الضرب فى القران
كان زوجى شديد العصبية سريع الانفعال متوتر الاعصاب وكان يتعدى على بالضرب والالفاظ النابية والقول البذيئ و الشتم .
وعندما ذهبت الى ابى وشكوت له ان زوجى يضربنى .وبدلا من ان يعنف زوجى ويلومه و يقرعه على اهانتى ويطلب منه الاعتذار لى و مصالحتى قال لى ان الله اعطاة حق تاديبك .وكانت هذه المرة الاولى التى انتبه فيها ان القران به اية تامر الازواج بضرب الزوجات لتادبهن رغم انى كنت اقرا القران كل يوم .
وكانت هذه الاية سببا هاما فى اثارة شكوكى وتساؤلاتى و غضبى من الاسلام .
1-كيف يكون هناك كتاب مقدس منزل من عند الله ويامر بالضرب والاهانة والايذاء ؟
2-كيف ينصر الله القوى على الضعيف؟
3-كيف يغير محمد اوامره حسب من حوله فقد اشتكت له النساء ضرب الازواج لهن فمنع الرجال من ضربهن فجاءه الرجال واشتكوا له عصيان الزوجات فقال اية الضرب .اى ان الايات تقال حسب الظروف و الاحداث.
وكانت اية الضرب هى البداية ثم اكتشفت عشرات من الايات التى تتعارض مع العلم و المنطق و العقل .
فكان السؤال المنطقى كيف يكون القران كتاب منزل من الله وهو سماوى مقدس ويه هذه السلبيات والاخطاء و العيوب ؟
وقد صدمت عندما عرفت ان المستشرقين يتهمون القران انه كلام محمد وليس كلام الله ثم تاكدت بعد ذلك بالادلة العقلية والتامل والنقد انها الحقيقة التى لا شك فيها
وكانت اية الضرب فى القران هى البداية الحقيقية لبحث عقلى وتامل ودراسة استمرت لمدة عشرين عاما لم انقطع فيها عن البحث عن الحقيقة والتاكد ان كان الاساس الذى بنيت عليه حياتى وهو الاصولية صحيح ام وهم وكذب واسطوره
وتوصلت بعد كل هذه السنوات من البحث والتامل والدراسة ان الاصولية الدينبة ما هى الا وهم يعيش فيه المخدوعون المضللون وانها تسبب لمن يعتنقها الشقاء والبلاء والتعاسة والعذاب وان العقلانية هى الفكر الذى يليق بالعقلاء الاذكياء المثقفين .
والى اللقاء القريب فى الجزء الثانى من رحلتى من الاصولية الى العقلانية والتى اتمنى ان يقطعها كل ذى عقل وذكاء وحكمة ولكن ارجو ان تكون اقل قسوة ومعاناة والم.



#نورا_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفنيد شبهات الاصوليون ضد العقلانية .بقية
- تفنيد شبهات الاصوليون ضد العقلانية
- مناقشه حره مع استاذ للفلسفه الاسلاميه حائز على جائزه علميه ا ...
- مناقشه حره مع استاذ للفلسفه الاسلاميه حائز على جائزه علميه
- العمره
- ثمن الايمان
- رد على الاعجاز العلمى فى القران
- محاوله للانقاذ ..................تناقض الاسلام مع العلم
- من اسباب تخلف المسلمين
- معاناتى مع الحجاب
- اهانة الاسلام للمراة والرد على المدافعين
- الحور العين.............وهم واسطوره وخرافه وامل
- نقد عقلانى للاحاديث الصحيحة 7
- نقد عقلانى للاحاديث الصحيحة 6
- نقد الاحاديث الصحيحه 5
- نقد عقلانى للاحاديث الصحيحه 4
- نقد عقلانى للاحاديث الصحيحه 3
- نقد عقلانى للاحاديث الصحيحه 2
- نقد عقلانى للاحاديث الصحيحه 1
- نداء الى حماس.............النفس الانسانيه اقدس من الارض ومن ...


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نورا محمد - رحلتى من الاصولية الى العقلانية الجزء الاول