أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - غسان سالم - قراءة في كتاب (نهاية العراق)















المزيد.....

قراءة في كتاب (نهاية العراق)


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 08:59
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لا يحاول الكاتب الإجابة عن تساؤل (هل كان غزو العراق خطأً؟) بل يسعى لجعل الإدارة الأمريكية تتفهم الوضع الحقيقي في العراق، وان رؤيتها قبل الغزو كانت خاطئة، كون هذا البلد جمع بالقوة من ثلاث ولايات عثمانية وبإرادة (تشرشل) عندما كان الوزير المسؤول عن الشرق الأوسط، وقد اعتبر (تشرشل) فيما بعد ذلك الدمج الإجباري اكبر أخطائه.
يستند (بيترو. غالبريث) مؤلف الكتاب على هذه المعلومة التاريخية، ويرى ان الأحداث في العراق الحالي تقود إلى نتيجة واحدة، وهي نهاية هذا البلد الذي تأسس في بدايات القرن الماضي.
يبدأ الكاتب بسرد الوقائع التي ستؤدي إلى هذه النتيجة من حادثة تفجير مرقد الإمام العسكري صباح 22-2-2006 وكيف ان هذا الفعل الإجرامي، قصم ظهر البعير المثقل أصلا بحوادث التاريخ وعدم الرغبة بالتواصل والتعايش السلمي بين مكونات هذه الدولة.
ويضع في بداية الفصل الأول الذي حمل عنوان (موعد في سامراء) عبارة تهكمية "الهجوم الإرهابي الأكثر فتكا في العراق لم يسفر عن مقتل احد) لينطلق من هذه الحادثة ساردا الأحداث بلغة صحفية ليصل إلى عمق الأزمة التي وقعت فيها أدارة (بوش الابن) في العراق.
ويخرج برمزية من مقتل الصحفية (أطوار بهجت) التي قامت بتغطية حية لمرقد الإمام وهي من أب شيعي وأم سنية حيث كتب "كانوا يريدون التأكيد على ان العراق الجديد لا مكان فيه للتعايش بين السنة والشيعة".
هذه الحقيقة التي يعترض عليها الوطنيون العراقيون، يسوقها الكاتب عبر سلسلة من النتائج المستقاة من التاريخ والأحداث اليومية المؤلمة في العراق بعد الهجوم الإرهابي في سامراء 2006، ويضع في مقدمة كتابه هذه النتائج التي سيستعرضها فيما بعد لإثباتها، حيث يقول في نهاية الفصل الأول "لقد أدى ذلك إلى تماسك غير واقعي وغير مجدي بالحفاظ على وحدة دولة لم تظهر كنتيجة طوعية لرغبات شعبها ولم يدم تماسكها إلا بالقوة. ان الغاية التي أتوخاها تتمثل بالحث على تبني سياسة تمكن الولايات المتحدة من إخراج نفسها من فوضى العراق ومن الحرب الأهلية المتصاعدة، ولا بد لهذه الإستراتيجية ان تستند إلى المصالح الأمريكية وان تعكس حقيقة كون العراق قد تفنت ولم يبق منه سوى الاسم، كما انه يترتب علينا احترام مسار التنافر الذي اختارته مكونات العراق بنفسها".
إذن هدف الكتاب، تقديم رؤية واضحة للإدارة الأمريكية كي تخرج من مأزق العراق وتحافظ على مصالحها التي أحرقت من اجلها مئات المليارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ومن الضروري على كل عراقي ان يطلع على هذا الكتاب لأنه يعطي إدراكا كيف يفكر الساسة في واشنطن، وكيف تتوجه قراراتهم نحو الحرب أو السلام أو أي مشروع خارجي، ومن جانب آخر (متناقض) يصف الكاتب (غباء) المسؤولين الأمريكيين وعدم اهتمامهم بمصالح الشعوب في العراق وإنهم قد بنوا تصوراتهم بعيدة المدى على معطيات قصيرة المدى.
ومن خلال صفحات الكتاب نجد مقدار الخلافات الأمريكية - الأمريكية تجاه نظام صدام منذ ثمانينات القرن الماضي إلى الآن، هذه الخلافات التي جعلت من شعوب العراق تدفع أثمانا باهظة لأخطاء أمريكا حتى قبل احتلالها العراق، وكيف ان إدارة (بوش) لم تمتلك تخطيطا واضحا بشأن العراق مما جعل مغامرتها التي حملت لواء التحرير تتحول وبقرار أمريكي يصدر من مجلس الأمن إلى احتلال لتغرق بمستنقع الفوضى العارمة في بلاد النهرين، وحين سأل الكاتب القادة السياسيين المنتخبين أثناء زيارته إلى العراق عما يعتبرونه الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة أجابوا جميعا "حين تحولت الولايات المتحدة من محرر إلى محتل أي باختصار حين قررت إدارة بوش أنها تفوق شعوب العراق في القدرة على تحديد مستقبل البلاد".
كما يجيب الكتاب عن الأسباب التي دعت بوش الأب بعدم الإطاحة بصدام حسين عام 1991 وعبر لسان (ساندي تشارلز) نائبة مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي حيث قالت وهي تجيب عن سؤال للكاتب "لا نرغب في التخلص من هذا النظام وسياستنا تتمثل في التخلص من صدام حسين وليس من نظامه" ربما تعطي هذه الإجابة نتائج مهمة للساسة العراقيين الحاليين وخاصة فيما يتعلق بضرورة إجراء مصالحة مع البعث هذه الدعوات التي تنطلق من ساسة عراقيين بين الحين والآخر وبضغط أمريكي!.
بشكل عام يرصد الكتاب مجريات الإحداث خلال فترة إدارة سلطة الاحتلال للعراق، والأخطاء التي وقعت فيها نتيجة عدم دراية أو عدم مسؤولية التي تصرف بها (بريمر) ومعاونيه الذين لم يمتلكوا أية معلومات عن العراق والعراقيين ويسجل العديد من حالات الفساد المالي والتعامل مع النخب السياسية العراقية بقلة اهتمام وأحيانا بازدراء، وان إدارة (بريمر) للعراق لم يتم اختيارها وفق ضوابط مهنية بل كانت على أساس حزبي ضيق (جمهوري) وفرصة للعديد من الموظفين الصغار -في هذا الحزب- للتحكم بمليارات الدولارات دون أية خبرة. يخرج الكتاب بـ(حقيقة) ان العراق دولة أسسه الانجليز وفككه الأمريكان ويحاولون الآن جمعه كـ(كوكتيل) كي يحفظوا ماء وجههم.
بالطبع هذا التوصيف يتناقض مع رؤية العديد من العراقيين ليس السنّة فقط بل حتى الشيعة فالأوضاع في العراق تسير نحو الاستقرار، لكنه استقرار هش مرتبط بوجود القوات الأمريكية وهناك تحد حقيقي سيظهر بعد انسحاب هذه القوات في نهاية عام (2011) بحسب الاتفاق الأمني الموقع بين واشنطن وبغداد.
والآن لإدارة (اوباما) رؤية مغايرة لإدارة المحافظين الجدد وربما يكون تحقيق الانسحاب مشروطا بهذا الاستنتاج الذي يسوقه الكاتب وخاصة ان نائب اوباما هو (جون بايدن) صاحب مشروع تقسيم العراق، أما الاستقرار الهش الحالي ربما يكون هدنة ليس إلا، فالقوى السياسية للمكونات العراقية تتصارع داخل المكون الواحد وتتبدل لكن تبدلها ليس في صالح وجود دولة موحدة كما يظهر ذلك للوهلة الأولى، وربما تباعدها عن الاقتتال (الحرب الأهلية) هو مجرد استراحة محاربين يستجمعون قواهم.
والكلمة الأخيرة ستكون خلال الخمس السنوات القادمة التي ستحدد طبيعة هذه الدولة التي كانت وما زالت مضطربة.

الكاتب بيتر و. غالبريث
موظف محترف في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، زار العراق عام 1984 والتقى نائب رئيس الوزراء (طارق عزيز) ونائب الرئيس (طه ياسين) في حكومة البعث من اجل توطيد العلاقات الأمريكية العراقية والبحث على آليات تقديم المساعدات المدنية والعسكرية وعن دور عراقي في عملية السلام في الشرق الأوسط.
هو صاحب مشروع قانون منع جريمة الإبادة الجماعية 1988 الذي قدمه لمجلس الشيوخ لإيقاف إبادة الأكراد في عملية الأنفال سيئة الصيت.
أتمن على أربعة عشر طنا من الوثائق التي حصل عليها من الاتحاد الوطني الكردستاني ونقلها إلى أمريكا تضم وثائق تتعلق بالإبادة الجماعية.
عُين كأول سفير للولايات المتحدة في كرواتيا عام 1993 زمن إدارة (كلينتون).
كما عمل مع (سيرجو فيبرا دوميليو) مشرف الأمم المتحدة في تيمور الشرقية من اجل الإعداد لاستقلال هذا الإقليم.




#غسان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الوطنيون الجدد) و دكتاتورية الأغلبية
- احتفاء
- سبعة ايام في ايران (3)
- سبعة ايام في ايران..(2)
- الهوية اولا
- سبعة ايام في ايران...(1)
- الايزيديون والخيار الصائب
- الوطن يجب ان يحقق فرص الرخاء لمواطنيه
- الحوامل ينقذن العراق
- للانثى الاولى مجد من آهات
- صناديق الاقتراع الفيصل الأول والأخير
- أنا من قبيلة المغضوب عليهم
- طواحين الهواء
- (بعشيقة وبحزاني) أكراد بلغة عربية
- أفكار هادئة في قضية ساخنة
- ناقوس خطر!
- انتظار
- لقد قتلوا الياس!
- ما العمل يا ترى؟
- قصاصات ورق..1


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - غسان سالم - قراءة في كتاب (نهاية العراق)