أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان سالم - سبعة ايام في ايران...(1)















المزيد.....

سبعة ايام في ايران...(1)


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طهران مدينة تنبض بالحياة تحت وشاح اسود
لطهران وجهان، وجه (جمهورية الثورة الإسلامية)، ووجه المدينة النابض بروح التحرر عندما كانت (باريس الشرق)، ذلك الوجه المخفي، تجده بين تسريحات (الطهرانيات)، وخصلات الشعر المنسدلة على البشرة الخمرية، والمغطى بوشاح يظهر اكثر مما يخفي.
طهران، مدينة كبيرة، يقطنها اكثر من سبعة ملايين نسمة، اصبحت عاصمة ايران في عهد العائلة (القاجارية) (1796-1925)، التي تنحدر من قبيلة (قزلباش) التركية وهم بدو رحل، تتنوع التركيبة السكانية لطهران، حيث يشكل الاذريون (الاتراك) نسبة 50 -60%من سكان العاصمة، وياتي بعدهم الفرس والكرد، كما تضم المدينة اشوريين وارمن ويهود وزرادشتيين. والمدينة تقع على سفوح جبال شمران.
لحظة وصولنا الى العاصمة ، يوم الاثنين 19-1-2009، في ساعات الفجر الاولى، توجهنا الى فندق (هويزة) الذي يقع في شارع (الطالقاني) عند تقاطعه مع شارع (نجات الهي).
قررنا انا وزميلي اسماعيل طاهر (سكرتير فرع دهوك لنقابة صحفيي كردستان) استغلال وقت الاستراحة كي نتجول في الشوارع القريبة من الفندق، بحثنا عن مكتبة كي نقتني دليلا سياحيا للمدينة، وجرائد عربية او كردية، لكننا لم نحصل على مبتغانا، فلم نجد دليلا باللغة العربية او جرائد عربية او كردية، وكل ما استطعنا ان نجده خارطة ادارية للجمهورية، حيث جميع الصحف المعروضة في اكشاك الجرائد المنتشرة في اغلب الشوارع، هي صحف ومجلات فارسية، كان يؤكد لي زميلي بوجود صحيفة عربية تصدر بشكل يومي تسمى (جيهان عربي) لكننا لم نحصل عليها الا بعد يومين وبالصدفة من احد الأكشاك الموجودة في شارع (ولي العصر).
عندما تصل الى طهران اول ما يجذب انتباهك نظافة المدينة، والوجوه الباسمة التي تستقبلك بلطافة مميزة، ويتعامل الناس معك بذوق رفيع. يتنقل الطهرانيون في مدينتهم بواسطة مركبات النقل العام وهي متوفرة ورخيصة نوعا ما، كما يوجد في المدينة مترو الانفاق الذي تم إنشاؤه سنة 2001، ولم تستكمل جميع خطوطه بعد.
طرق المدينة واسعة ومستقيمة وطويلة، مما يعني ان المدينة لم تتطور عن قلعة قديمة كباقي مدن الشرق، التي تتميز بوجود قلعة تلتف حولها الطرق بحسب توسع المدينة، كمدينة هولير، عاصمة اقليم كردستان.
يعتبر شارع (ولي العصر) من الشوارع الطويلة في العاصمة، وتقع على جانبيه محلات تجارية لمختلف البضائع، وخاصة الملابس، وتجد على ارصفته الكثير من الشباب المتسكعين، الذين يرتدون ملابس عصرية وباخر صيحات الموضة، وسيجذب انتباهك وجود فتيات يتأبطن اذرع رفاقهن بدون تكلف، اي إن هكذا مشاهد تعد امرا عاديا في اسواق المدينة، التي تداخل فيها المحلات المخصصة للرجال والنساء، كما تكثر المحلات التي تبيع الالبسة المشتركة لكلا الجنسين. جو المدينة خانق، بسبب كثرة السيارات وقدمها، حيث نادرا ما تجد سيارة حديثة على الطرقات وان شاهدت احداها، فتعود تلك السيارة لاحدى دوائر الدولة المهمة.

من الشاهنشاهية الى ولاية الفقيه
دامت الشاهنشاهية (الملكية) 2500 عام، منذ ان وحد كورش الاول شعوب ايران واسس امبراطورية اسقطت بابل الكلدانية، التي كانت غارقة مع ملكها (نبونائيد) الغارق في طقوس الصحراء، وتميز عصر كورش بالتسامح الديني، وما زلنا نجد ذلك راسخا بين الايرانيين، حيث يوجد في برلمان ايران ممثل لكل من المسيحيين والزرادشتيين واليهود، وهي الديانات المعترفة بها رسميا في دستور البلاد الذي وضع بعد الثورة الايرانية، لكن لم تعترف الدولة الجديدة بالديانة المزدكية على الرغم من ان عددهم يفوق الديانات الاخرى.
تعتبر ايران (الشاهنشاهية) اخر امبراطورية سقطت في الربع الاخير من القرن العشرين، نتيجة ثورة شعبية قادها رجال الدين الشيعة، وكان رمزها الامام الخميني، صاحب فكرة ولاية الفقيه. واخر ملوك العصر الملكي هو محمد رضا بهلوي وهو من العائلة البهلوية التي حكمت ايران منذ عام 1925 بعد ان قضى والده على حكم اخر شاه قاجاري (احمد ميرزا 1909-1925)، وتم اقصاء رضا خان بهلوي من قبل الانكليز سنة 1940 بسبب ولائه للنازية وعين بدلاً عنه ابنه محمد رضا بهلوي الذي اعتمد في حكمه على الغرب.

خميني غير وجه امة
منذ عام 1979 دخلت ايران حقبة جديدة في تاريخها حيث اعتمدت الدولة مبدأ ولاية الفقيه الذي يعتبر مثار جدلٍ بين فقهاء الشيعة، ويقضي نظام ولاية الفقيه بأن يتولى رجل دين (ولي) المسؤولية (الحكم) في زمن الغيبة ويقصد بالغيبة غيبة الامام المهدي (المنتظر) الإمام الثاني عشر الذي غاب عن الدنيا ليعود في نهاية العصر ويخلص العالم.. وكما يقول الخميني في وصيته (النداء الأخير) "الحكومة امر يقع على عاتق النبي ثم الائمة المعصومين من بعده ثم ولي الفقيه" والذي يجب ان تتوافر فيه شروط العلم والمعرفة واجماع رجال الدين واجماع الناس عليه. من المفارقة التي يتضمنها تاريخ ايران هو قضاء رجال الدين على الشاهنشاهية وربما لا يعلم القارئ بان الشاهنشاهية فرضت المذهب الشيعي (الاثني عشري) على بلاد فارس بالقوة بعد ان كانت سنية ومنذ ذلك الحين تحولت الشعوب الايرانية الى هذا المذهب ودانت به رغم عنها زمن الشاه اسماعيل الاول (1501-1524) الذي خسر معركة جالديران. لقد غير الخميني وجه امة، وادخلها حقبة جديدة، نعم كعراقي تحمل ذاكرتي صورة سلبية تجاهه، فالحرب بدات لحظة ادراكي للاحداث، كنت في السادسة من العمر، وحينها دخلت صفي الاول في الابتدائية، كنا اطفالا يعلموننا الاغنية التي ظهرت في بدايات الحرب (احنا مشينا للحرب)، كانوا يقولون لنا بأن الصفويين سوف يقتلوننا لاننا اطفال!.
تلك الحرب راح ضحيتها اكثر من مليون انسان من الطرفين، ومع ذلك حاولت لحظة دخولي حدود جمهورية (ولاية الفقيه) ان أتامل ذلك البلد، وكيف استطاع ان يحافظ على تماسك اركانه رغما عن تلك الحرب و صراعه المتزايد مع الغرب، وقدرته على تعضيد اركان الدولة الناشئة وسط التناقضات والتحولات السياسية التي عصفت بالعالم من سقوط المعسكر الاشتراكي، وانهيار نظرية كيسنجر في خلق حزام اصولي حول دولة (رفسة البغل) للينين، وسر القوى التي تملكها ايران لتتحول الى لاعب قوي ليس في الشرق الأوسط فقط بل حتى في العالم.





#غسان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الايزيديون والخيار الصائب
- الوطن يجب ان يحقق فرص الرخاء لمواطنيه
- الحوامل ينقذن العراق
- للانثى الاولى مجد من آهات
- صناديق الاقتراع الفيصل الأول والأخير
- أنا من قبيلة المغضوب عليهم
- طواحين الهواء
- (بعشيقة وبحزاني) أكراد بلغة عربية
- أفكار هادئة في قضية ساخنة
- ناقوس خطر!
- انتظار
- لقد قتلوا الياس!
- ما العمل يا ترى؟
- قصاصات ورق..1
- في الموصل.. الارهاب يحتضر
- جراح (آدو) تُثمر سنتها الرابعة
- عيار أربع وعشرين!!
- قرابين الحياة الجديدة في ذكراهم الأولى
- ازدهار وانتشار صحافة المجتمع المدني.. بلدة بعشيقة انموذجا
- الاجتياح التركي رسخ الأخوة العربية – الكردية


المزيد.....




- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان سالم - سبعة ايام في ايران...(1)