أفكار هادئة في قضية ساخنة

غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2421 - 2008 / 10 / 1 - 08:37
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

من حق أية مجموعة تمتلك خصائص فكرية مشتركة، ان تشكل حركة سياسية، أو حزبا، تنتظم فيه (أو فيها) لتحقيق الأهداف التي تؤمن بها.
والايزيديون كمجموعة دينية لهم الحق في تأسيس أحزاب أو حركات سياسية، تعمل على ضمان حقوقهم في إقليم كردستان بشكل خاص والعراق بشكل عام حالهم حال بقية الأديان.
مع إنني لا أؤمن بالأحزاب الدينية أو التي تقوم على أساس مذهبي كونها أحزابا ذات أيدلوجيات متخندقة، وتلغي الآخر، وفي مضمونها لا تؤمن بالديمقراطية، لأنها تقوم على عقيدتها الدينية، أو المذهبية، أو الطائفية.
واليوم تظهر بين الفينة والأخرى، الدعوات لتأسيس حركة سياسية ايزيدية، وأخرها بيان تأسيس (الحزب الليبرالي الايزيدي) الذي لم يحمل أسماء المؤسسين، أو القائمين على الحزب المذكور، لأسباب تتعلق بسلامتهم وسلامة عوائلهم (على حد قول البيان) على رغم من ان القوانين في العراق تجيز تأسيس الأحزاب وكذلك قوانين الإقليم.
إذن لماذا الخوف من الإعلان عن أسماء المؤسسين؟ وان كانوا غير قادرين على تحمل أعباء العمل الحزبي في هذه المرحلة، فمتى سيكونون قادرين ويعلنون عن أنفسهم؟ وما الجهات الممولة للحزب؟ هل سيعتمد الحزب على اشتراكات الأعضاء مثلا؟ وإذا كان هدف الحزب المنشور بيانه في أكثر من موقع الكتروني، معالجة القضايا الايزيدية، وخاصة حجم تمثيل الايزيديين في المؤسسات الحكومية بما يتلائم ونسبتهم، ألا تعد خطوة الإعلان عن تأسيس الحزب في هذه المرحلة خطوة متأخرة؟ حيث سيكون غير قادر على دخول الانتخابات المحلية التي ستجري في نهاية هذا العام، وان أصر، ودخلها فسيكون بلا وزن ولا قيمة، لعدم معرفة الناس أهداف مؤسسي الحزب.
وهناك أسئلة عديدة وكثيرة، لكني لن اطرحها لأنني مدرك بأن القائمين على إصدار البيان (بيان الحزب الليبرالي الايزيدي) غير جادين في إعلانهم، وان أمر إعلان هذا الحزب، هو للحصول على اسم كبير يصدرون من خلاله البيانات كي تكون أكثر وقعا في وسائل الإعلام لا أكثر ولا اقل.. مع كل الاحترام والتقدير لأصحاب هذه المغامرة (الانترنيتية) التي يحاولون بها مداعبة مشاعر أبناء الديانة الايزيدية.

#غسان_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات