أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فنزويلا الاشتراكية - الثورة..نقص السلع والحل الجذري















المزيد.....

الثورة..نقص السلع والحل الجذري


فنزويلا الاشتراكية

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بقدر ما تكون الحلول العلاجية لآثار المشاكل ذات تأثير إيجابي في المسار الطبيعي لحياة مجتمع ما، بقدر ما تفقد قدراً كبيراً من قيمتها في ظل ثورة لا يمكن للحلول الوقائية أن تقدم لها ما تحتاجه. وإن كانت تحتفظ بدورها الهام، فإنه لا بد من فسح المجال لما هو أقوى بتأثيره، لا بل إنه حتى يفرض نفسه كحل راديكالي يعود لأساس المشكلة ليقتلعها من جذورها للتمكن من تجاوز ما لا يمكن أن يبقى مشكلة لفترات طويلة تعطل مسيرة مجتمع بأكمله.

جذور مشكلة السلع الغذائية
نقص المواد الغذائية، لم يعد مشكلة بحد ذاتها في فنزويلا، فالدولة قدمت دورها في زيادة الإنتاج، من خلال ما أطلق عليه بالمعامل الاشتراكية، إلا أن الكم الذي تقدمه لا يكفي لتغطية احتياجات السوق الداخلية، كما أنه بات من الواضح أن الاكتفاء ببناء المعامل لزيادة إنتاج السلع ليس الحل المثالي والشافي لمشكلة من هذا النوع.
فالسلع الاستهلاكية باتت متوافرة بشكل جيد، إذا ما حسبنا التي ينتجها القطاعان العام والخاص، إلا أن تلك التي تنتجها البرجوازية أصبحت هي مشكلة بحد ذاتها، فبعد أن جربت أن تمتنع عن الإنتاج بهدف قطع السلع عن السوق ونشر الفوضى والتهديدات بخصوص التحول الاشتراكي وخاصةً قبل كل انتخابات، انتقلت لتخفيض الإنتاج للاستمرار بتحقيق ذات الربح خاصةً بعد أن أخضعت الدولة أسعار السلع الأساسية للتقييد، لكن تخفيض الإنتاج بحد ذاته أي التقليل من العرض بغية رفع السعر لا يحقق الغاية في ظل تقييد الأسعار فعمد البرجوازيون للتحايل على القوانين والتلاعب بقوت الفنزويليين بتغيير هيئة السلع للتهرب من السيطرة السعرية التي تفرض فقط على السلع الأساسية.
فالأرز، تضاف إليه منكهات فيخرج من تلك السيطرة، ولا يباع فقط بأسعار تحقق الربح القديم، بل يتجاوزون ذلك ببيعه بأسعار مضاعفة وبقدر ما يقللون من إنتاجهم بقدر ما يقل عرض المنتجات وبالتالي يرتفع سعرها أكثر فأكثر، أما الأرز غير المعدل والذي يفرض القانون أن يكون له الحصة الأكبر في إنتاج كل معمل لا يسوق أحياناً حتى بنسبة 5% وشركة كارغيل الأمريكية اكتشف أنها لا تسوقه مطلقاً مما دفع الرئيس تشافيز لمصادرة معامل معالجة الأرز التابعة للشركة في فنزويلا.

المشكلة ليست سلوكيات البرجوازية فحسب بل وجودها بالذات
وبالرغم من القوانين الصارمة المتعلقة بحجم الإنتاج والتحكم بالأسعار إلا أنها لم تلبي المطلوب منها، فهي تعالج الآثار وخلال العلاج تمر بعض الفترات التي تشكل خطراً على مستوى المعيشة السكانية، فالبرجوازية تتحايل على القوانين بشكل مستمر حتى وإن كانت قلة من المنتجين قد التزموا بالقوانين بالغين مستوى من الوعي يكفيهم ليقتنعوا ويستوعبوا أن مقداراً من الربح أياً كان هو أفضل من فقدان الربح كله، وقد دعا الرئيس تشافيز البرجوازية إلى أن تسلك هذا السلوك بالتقيد بالقوانين والالتزام بها والابتعاد عن العمل غير المشروع. إلا أنها كانت قادرةً وبشكل متفاوت لا على مراوغة القوانين بل أيضاً تقدمت للتعاون مع الفئات الانتهازية والبيروقراطية في داخل الحركة البوليفارية لتمرير الكثير (التتمة ص7..)من الأعمال المعادية للثورة، ولكنها لم تتمكن من تسييد هكذا وضع بفضل أن البيروقراطية لم تتحول بعد إلى طبقة أي أنها لم تتمكن من الحزب الثوري والدولة ولا تزال طرفاً في الصراع الطبقي-الفئوي الدائر داخل الحركة البوليفارية وخارجها على الطرف المعادي.
وإن كانت الفترة الماضية قد علمتنا شيئاً في هذا الخصوص فهو أن البرجوازيين حتى وإن التزموا بالقوانين فإنهم سيعودون لألاعيبهم وبشكل جديد في كل مرة، والمسألة هي كسب لبعض الوقت بالنسبة للثورة ولكن هي كذلك للبرجوازية، لذلك يدرك التيار الثوري بقائده الرئيس تشافيز بأن هذه المناورات إن كانت تنفع في مرحلة ما فإنها ليست الخيار الأبدي بل هي فقط مخطط مؤقت محسوب النتائج لكنه لا ينفع دوماً، فالبرجوازية لا يمكن التعاطي معها دائمًا بذات الشكل لا لأنها تتمتع بمرونة عالية للتعاطي مع الظروف المتغيرة فحسب، بل لأن الثورة نفسها تفرض ما لا يمكن لهذه المواجهات المتفرقة أن تحققه لها.

المشكلة الجذرية تتطلب حلاً جذرياً
"لتكون هنالك اشتراكية، لا بد من نقل البنية الاقتصادية الفنزويلية، علينا أن نعمل باتجاه الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج، مما سيتيح لنا أن نولد الظروف المطلوبة لتحقيق العدالة الاجتماعية، حيث لن توجد المأساة والفقر والجريمة في فنزويلا" والأمر كذلك فعلاً، فالإبقاء على وسائل الإنتاج في يد البرجوازية أبداً وإن كان جزئياً تحت أي ذرائع لا يمكن أن يكون خياراً اشتراكياً-كما هو الحال في الصين-ويضيف الرئيس قائلاً "الاشتراكية إما أن تكون علميةً أو لا تكون" والروح العلمية-وهي ما تميز الاشتراكية العلمية-عليها أن تكون دوماً كما نبه الرئيس تشافيز بعيدةً سواءً عن الإصلاحية أو الدوغمائية، فكون الانتقال الاشتراكي يتطلب نقل ملكية وسائل الإنتاج فإن ذلك لا يعني أن يتم الانتقال مباشرةً ولا يعني بالضرورة عكس ذلك، بل يتطلب الأمر النظر إلى الواقع بأعين فاحصة موضوعية لا الحكم على الأمور بمنظور جامد ضيق الأفق، وكما ذكرنا مراراً وتكراراً فإن الوقائع تفرض كيفية نقل الملكية استناداً لقدرة ناقلها ولحاجته لهذا الانتقال، ولهذا نجد بأن التعامل مع معامل معالجة الأرز كان بالاستيلاء على مالا يمكن التعامل بخصوصه مع ملاكه الرأسماليين من جهة، وبتهديد من يمكن أن يخضعوا مؤقتاً لحكم القانون من جهة أخرى، ولأن هذا الحل ما عاد يكفي، فقد تم التوجه مباشرةً إلى صلب المسألة فبدأت عمليات الاستيلاء على الأراضي الزراعية التي تمتلكها عائلات ثرية وشركات متعددة الجنسيات. فبدايةً، تحرك معهد الأراضي الوطني للاستيلاء على 5,000 هكتار من الأراضي الزراعية، وستستمر المسيرة، إذ دعا وزير الزراعة والأراضي إلياس خاوا "الشعب أن يخرج ويسيطر على وسائل الإنتاج".
لأن الأرض هي الركيزة الإنتاجية بما يخص السلع الغذائية الأساسية، والحاجة لزيادة الإنتاج التي باتت مطلباً ملحاً للحصول على كم كافٍ من الغذاء وبأسعار رخيصة شكلت سبباً، إلا أن مجرد الحاجة ليست كافية ولا بد من القدرة على تولي عمليات الإنتاج، وهذا ما سيكون بفضل الاستناد إلى عدد من التجارب الناجحة التي شكلت نموذجاً لبناء كومونات إنتاجية على هذه الأراضي الزراعية لتجاوز الملكية الخاصة وإطلاق الملكية الاجتماعية في هذا القطاع.
فالقدرة والحاجة متوفرتان ويبقى أن تبرهن الثورة على أنها "ثورة" وهذا ما فعلته بانطلاقها في هذا الاتجاه للبدء بالتخلص من المشكلة الغذائية كلياً من جهة ولدفع طاقاتها باتجاه جديد من جهة أخرى خاصة وهي في بداية مرحلتها الثالثة بالانتقال نحو الاشتراكية.

إذاً، الثورة برهنت ذاتها وأثبتت قدرتها وعلميتها وأكدت على جوهرها الطبقي الاشتراكي مع بداية المرحلة الجديدة، وإن كانت المعركة مستمرة وصعبة وشاقة فإنها لا يمكن أن تكون غير ذلك، إذ لا يمكنها إلا أن تكون "ثورة دائمة" حسب وصف الرئيس، فتخوض المعارك الواحدة تلو الأخرى ودوماً وبشكل مستمر تأتي الدلائل المادية لتؤكد على استمرار التيار الثوري في مقدمة الحركة البوليفارية ومجابهته للقوى التي تعترض مسيرة الثورة. قال الرئيس تشافيز: "على الثورة أن تستمر بالتقدم. لا يمكن أن يكون هنالك اتفاق مع الأوليغارشية أو اتفاقات مع أي أحد في الأعلى، سأضمن بأننا سنضع قدمنا على دواسة بانزين الثورة".
ويبقى المعيار العلمي-المادي الثوري-هو الأساس في الحكم على مجريات الثورة وانجازاتها الطبقية في كل خطوة وتحرك.



#فنزويلا_الاشتراكية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير التخطيط الفنزويلي: الاشتراكية انبثقت من الندرة
- فيديل كاسترو: يوم فقراء العالم
- الرئاسة لليسار السلفادوري والتحديات شديدة التعقيد
- الكاراكاسو تعود للحاضر بذاكرة لم تنس الجريمة
- المرأة الفنزويلية والمرحلة الثالثة من الثورة الاشتراكية
- فيديل كاسترو: أنباء من بوليفيا
- الإكوادوريون والانتخابات المقبلة
- الانتقال الفنزويلي نحو الاشتراكية
- الدستور البوليفي الجديد..على خطى الثورة الفنزويلية
- المنتدى الاجتماعي العالمي - عام آخر ممكن
- نصر للحمر في السلفادور والأعين على الرئاسة
- في الذكرى الخمسين للثورة الكوبية-ثورة تحيا من جديد
- فنزويلا تحتفل بالعيد العاشر لانطلاقة الثورة البوليفارية
- نصر جديد يعزز الديمقراطية والثورة الحمراء
- خطوط تشافيز #1
- كونوا مستعدين للموت لأجل الثورة
- الفجر، بديل اشتراكي للاقتصاد العالمي‏
- قراءة في تأملات فيديل
- نصر أحمر في نيكاراغوا والمعارضة تنكر الديمقراطية
- الغالبية الفنزويلية تؤكد على خيار الاشتراكية ديمقراطياً


المزيد.....




- نموت ولا نرحل.. هكذا يحيي الغزيون يوم الأرض
- بيان مشترك: فلسطين، أرض لا تتجزأ لشعب لا يتجزأ
- بث مباشر: المرأة العاملة في القطاع الفلاحي، واقع الاستغلال و ...
- المحامون الأردنيون على رأس مظاهرة نحو السفارة الإسرائيلية لح ...
- في يوم الأرض وتضامنا مع الشعب الفلسطيني المكتب السياسي للحز ...
- تجاهل محكمة العدل في تدابيرها الاحترازية الاضافية وقف اطلاق ...
- قلق أمريكي من تصاعد الحراك الشعبي الأردني وشعاراته
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فنزويلا الاشتراكية - الثورة..نقص السلع والحل الجذري