التعداد الحقيقي لمسيحيي مصر ....

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

هل تعلمون يا سادة لماذا يتستر النظام الرسمي على العدد الحقيقي لمسيحيي مصر ؟؟ الجواب في غاية السهولة، لأن النظام المصري كذب على السعوديين ومرر لهم رقما مزورا على أساس أنه قام بتحجيمهم في أفق محوهم بصفة نهائية، ولقد صدق السعوديون الرقم فأغدقوا على كبار المسؤولين الأمنيين و القائمين على التعليم الذين يحشون رؤوس الصغار بالقارعات الكفيلة بصنع إرهابي الغد، وبعض مشايخ الأزهر نالوا كذلك إكراميات طويل العمر على تعاونهم ومد يد المساعدة للمساهمة في هذا المخطط الوهابي الجهادي(...) ، في الحقيقة لقد قام عملاء الوهابية بمصر بمجهودات جبارة لتنفيذ مخطط السعوديين من أجل اقتلاع الوجود القبطي من مصر لكنهم فشلوا فشلا ذريعا وكانوا بعيدين كل البعد على تحقيق الهدف رغم أنهم استعملوا كل أشكال التضييق المعروفة من حرق المحلات التجارية و الضيعات الزراعية وخطف البنات والتهجير والأسلمة وكل هذه الوسائل القذرة آذت المواطن القبطي الذي كان صبره من فولاذ فتشبث بالأرض والعقيدة والمبدأ، ومؤخرا علم السعوديون أنهم خدعوا وأن العدد الحقيقي للمسيحيين المصريين هو ما بين 15 مليون و 17 مليون عوض الأربع ملايين والنصف ....و الحقيقة أن العدد الحقيقي هو في حدود 20 مليون مسيحي إذا احتسبنا المسيحيين من خلفية إسلامية الذين يحملون بصمة عكرمة رغم أن قلوبهم مسيحية ، نعم يحملون رغم أنوفهم اسم محمد و حسن و عبد الجبار و عبد المتعال ، يصومون رمضان و يتزوجون وفق السنة النبوية الكريمة(...) و يدفنون في مقابر المسلمين رغم إيمانهم المسيحي ..

أمام الوضع الجديد وأمام تيقن خدام الصنم الحالك بأن رقم الأربعة ملايين ونصف غير صحيح فماذا سيكون موقف و شروط بني سعود أمام الخديعة؟؟ هل سيأمرون عملائهم بتنظيم جرد كامل وشامل للأقباط للتعامل مع الوضع بالطريقة المناسبة؟؟ وهل سيتعاملون مع أشخاص آخرين غير السابقين في الأمن ووزارة التعليم و الثقافة و في الأزهر الشريف ؟؟.
إفراغ مصر من أقباطها مخطط عربوماني يحرص وهابيو السعودية على تحقيقه لجعل من المحروسة موقعا متقدما للوهابية في أفق فتح روما و غزو حواضر الغرب و رفع بيارق الهداية والإيمان فوق ربوع أوروبا و تهديم كنائسها وأديرتها و إفراغها من مسيحييها لأن الدين عند الله الإسلام.
وعن مصر و أهل مصر يقول نبي الإسلام :
إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض ، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة).
هكذا يريدون لمصر إذن أن تكون كنانة الله في أرضه عوض منارة فكر وعلوم، و هكذا يريدون أن يحولوا المواطن المصري إلى مرتزق إرهابي في رباط إلى يوم الدين عوض رجل ثقافة وأخلاق ومبادئ ، إنهم يريدون لهذا المواطن أن يكون على شاكلة الظواهري و البدري ومحمد عطا و ليس على شاكلة نجيب محفوظ أو أحمد زويل و عدلي أبادير ...
إن التصدي لغول الوهابية يكمن في تحسيس المصريين بهويتهم وأصالتهم و الضغط على النظام لكي يسحب عضويته من الجامعة العربومانية و أن تشكل مصر فضاء طبيعيا و اقتصاديا مع شعوب تامازغا (المغرب- الجزائر –تونس- ليبيا- موريتانيا)
لأن البقاء في معسكر بني سعود العربونازي لن يجلب سوى الجهل و الخراب لشعوب شمال أفريقية.
على المواطن المصري سواء كان مسيحيا أو من خلفية مسلمة أن يعلم أنه مستهدف في وجوده و أصالته و ثقافته و أبنائه وقوت يومه ،و أن الوهابية تريد أن تصنع من مصر حصنا من حصونها المرابطة إلى يوم الدين و من المصري محاربا مرتزقا يحمل السلاح لإيذاء البشر عوض حمل العلوم النافعة والفكر التنويري كما حمله أجداده الفراعنة .
فلنتصدى جميعا للشيطان ولننقذ أجيالنا وكل الإنسانية من الطامة العظمى ولنرفع هذا الكابوس الجاثم على شعوبنا ليكون مصير الوهابية كمصير النازية والفاشية...

كلمة لابد منها :
يبدو أن السيد باراك أوباما كسابقيه من رؤساء البيت الأبيض لا يعلم أي شيء عن الأهداف والمخططات الخطيرة للوهابية و علاقة هذه الأخيرة ببني سعود وهذا شيء في منتهى الخطورة لأن النظام الوهابي أخطر بكثير من البرنامج النووي الإيراني (...)

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات