أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - صليب الملح... هل تسمعين يا فاطمة














المزيد.....

صليب الملح... هل تسمعين يا فاطمة


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 816 - 2004 / 4 / 26 - 09:20
المحور: الادب والفن
    


في زمن صارت فيه صرخة الاستغاثة إرهاب, والقيادات أذناب, والدموع سبايا, والنصر سراب, في زمن الرسائل الصوتية الوهمية المرسلة للفضائيات الشامتة بجراحنا ودمائنا ونسائنا وأيتامنا, هناك صرخة, انطلقت من قبر أحد القتلى بعد المعركة, ينادي الصوت (فاطمة), فلبت النداء وحملت البندقية وسارت باتجاه أسوار المدينة, على من يجد فاطمة أن يدلها على الطريق, فاطمة ليست بحاجة لمساعدات خارجية, ولا لموقف دولي, ولا لقروض من صندوق النقد لتطوير البندقية القديمة بيديها, فاطمة لا تخاف الرادار, ولا وحش الجو المجنون, أتركوا فاطمة تسير بطريقها فوحدها سمعت النداء, نداء من قعر القبور لا يسمعه إلا الشهداء والمتألمون

(بداية)
أبحث عن بحر يحمل آلامي... فهاتي صليبك يا فاطمة
وارفعي الملح عن جرحي
واقمعي الجرح الأخر حين يفيق
لم يعد دواء الجرح غير القمع
فافرشي تراب الوطن على جراحي
كي تنبت السنابل

(صوت السنابل)
يا فاطمة
وطني قافلة عائدة من المعركة
فأسقي المقاتلين من ماء الزهور وعشق السنابل
وارفعي بيمينك راية عن يد المقاتل
مرهقة يد المقاتل تميل كسنبلة في الريح
فأركنيها بمعصمك
ودعي أرواحهم تسمع أناشيد البلابل
واسقطي أحجار البيوت على الجنود القادمون
يرتشفون جراحنا بكأس النفط والحضارة
فل تسقط الحضارة
فل تسقط الإمارة
فل تسقط
سقطت مبانينا التي دمروها على رؤوسنا
فأسعفينا يا فاطمة

(أمنية الحق)
من حقنا أن نموت لأجل حقنا
وان نرفض رسالة يملونها علينا

(المنفى)
في المنفى
يموت الإنسان وحيدا
دون كفن
دون وداع
دون أمل
يكفنه الحزن
ويتبناه الألم
فمن سيدفننا
وكيف ستقبلنا تربة الآخرين
وتربة الوطن وحيدة
(النداء الأخر)
اناديكي فاطمة فهل تسمعين
هاتي صليبك وارفعيني فوق الرؤوس
وصلي علي صلاة الغائب في قبور اللاجئين
وكفنيني بالحنين
واخبزي كعكة العيد ووزعيها عن أرواحنا للمنفيين والمساكين
فاطمة ناديتك
هل تسمعين
هاتي صليبك فاطمة

(الصليب)
أبحث عن بحر يحمل آلامي... فهاتي صليبك يا فاطمة
وازرعي مساميرك في جراحي حتى تموت
واحملي أقلامي معك إلى أيام أخرى
وأهديها للآخرين
فاطمة
هل تسمعين ؟

(دم التراب .. تراب الدم)
خذي من دمي وأسقي به الأرض
وازرعي الحب ينبت القمح
وارفعي اسم الإنسان الأول
والفدائي الأول
والنداء الأول
ونادي على الشهداء
تأتيك الأرواح
فاطمة هل تسمعين
نادي على الشهداء

(القادم)
سيفيق أكثر عافية وطني
ويأتي يبحث عن ركامي
فاكتبي اسمي على شاهد القبر
كي لا أضيع بزحام قبور الغرباء
كي لا يتوه وطني ويضيع في البكاء

(جرح أخر)
كل يوم نزداد جرحا
وكل يوم تعود قوافل من الهزائم
جندها نازفين
فمرة حيفا ببرتقالها الحزين
ومرة بيروت تودع الخارجين
بسفنهم لتونس
ومرة جنين

(النصر القديم)
فالوجة مرهم جرحنا
فقولي للأعراب لا تقتلوه
احفروا أسماء الشهداء
على أشجار الجوز والبلوط
وغنوا للشهداء في ميناء البصرة
بابل ستعود
وجالوت
ونبوخذ نصر قادم
ليهدم العروش و العرائش والهياكل
جالوت يا جالوت
انقذنا من لعنة هذا الموت

(أغنية للموت)
احملي الصليب
وأعلني موت العرب
واكسري أنخابهم على قبورنا
وأخرسي نواعق القمة
وإذاعات الطرب

(رسالة)
فاطمة هل تسمعين
هذه رسالة من مخيم المنفيين
نقول فيها
بعد التحية
نحن في الفالوجة وبغداد
نبحث عن تراث الأجداد
وعن بقايا أثواب علي
وقميص عثمان
وسيف بن الوليد

(حمْص)
فاطمة من مخيم المنفيين
احملي وصيتنا الأخيرة
لا تدعيهم يدخلون حمص
ويغتالوا قبر ابن الوليد

(النداء الأخير)
فاطمة
هل تسمعين؟
هاتي حبالك واشنقيهم
واصنعي من أثوابك القديمة حبلا وقيديهم
لا تعيهم يخونون المقاتلين
صعب أن نموت مرتين

(موتهم يكفينا)
أبحث عن بحر يحمل آلامي... فهاتي صليبك يا فاطمة
يكفينا أن نفهم لمرة واحدة لماذا قتلنا
يكفي الضحية أن تنظر للمرة الأخيرة في وجه الجلاد
يكفي النساء من بعد موتنا أن تلبس أثواب الحداد
يكفي الفرسان من بعدنا أن يُسمعوا العالم صهيل الجياد
يكفينا موت الغزاة يا فاطمة
من بعد موتنا
موتهم يكفينا
موتهم يكفينا


عبرات لا بد أن تقال على صليب الهزيمة التي تنعق فيها إذاعات التلفزة ويتلذذ بجراحنا الأعداء , فاطمة تترك الموقد وطعام أطفالها وتأتي ملبية الصرخة, مات المعتصم ومات ابن الوليد, من ننادي والكل على حذاء أمريكا راكعين صاغرين ؟
من ننادي والذل قيد أفواه المفاوضين والحالمين بدولة على شبر من عجين التراب بالدم
من ننادي حيث لا يسمعنا إلا الشهداء وبقايا الأحياء والمقاومين ؟ من ننادي ولم يعد هناك صوت غير أحذية الجند القادمين على ظهر دبابة ليسرقوا آلم جراحنا لنموت صامتين
وصلت فاطمة أسوار المدينة, وجدتها تحت الحصار, وبدأت معهم المعركة, فاطمة تصرخ:
لا تذهبوا بعيدا عن مرمى النيران, لا تتحصنوا خلف الجدران, لا أهاب النيران
لا تذهبوا, موتوا هنا, موتوا, موتكم يكفينا



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخرافات الدينية... الصكوك الأولى في التنازل عن فلسطين للدول ...
- آلام المسيح أم آلام الشعوب
- العلمانية ضرورة للتغيير في المجتمعات وخاصة العربية
- علاقة المرآة بالمجتمع تستمد من علاقة الفرد بالسلطة
- اغتيال احمد ياسين والبعد السياسي الدولي على المنطقة
- القتلى والمقاتلون السكارى قرائة ادبية في مقتطفات من بستان ال ...
- للقهوة صباح اخر
- الفضائيات العربية لسان الراسمالية الناطق - المعلن والمبطن
- عرب اطاعوا رومهم ... اسلاميون اطاعوا احتلالهم فل نحطم جدار ا ...
- اوراق المفاوض الفلسطيني // مخطوطة باقلام امريكية


المزيد.....




- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - صليب الملح... هل تسمعين يا فاطمة