أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - للقهوة صباح اخر















المزيد.....

للقهوة صباح اخر


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 736 - 2004 / 2 / 6 - 05:38
المحور: الادب والفن
    


الوصف : قصة قصيرة
المكان : احدى احياء مدينة اربد الاردنية
ابطال القصة : كاتب القصة الشاب الفلسطيني المغترب عن بلاده منذ ثلاثة سنوات وصديق كتب عليه ان يسكن معه
الزمن : ليس بعيدا لكنه لا بد سيأتي يوما يصبح ذكريات وربما تاريخا

العنوان : الصباح القرمزي ... الصباح الاخر

الاحداث : البداية ................   
للقهوة صباح اخر

كعادته كل يوم ينهض دائماً قبلي في الصباح الباكر،وسيبدأ بأعداد عروس الصباح التي لا يكسر صحوها احد , تلك التي تفسد مذاقها اي كلمة حتى تحية الصباح , عروس الصباح الممتشق باريج الندى ( القهوة) يعدها بكل فن ودقة وهو يغني مع صوت فيروز المنبعث من المذياع، سيقول لي: القهوة جاهزة أيها الكسول، سأتململ في الفراش.. أتثاءب.. اصحو بكل كسل انظر الى الحائط المقابل حيث الصورة اياها التي افتتح بها صباحي كل يوم ذلك الرجل القابع خلف قضبان سجن وفوقها عبارة عشت عبر كلماتها دوما ( أفتحو نافذتي لتدخل الشمس اليها او فأخرجوني يا اصدقاء .. ضاقت الجدران فضاء غرفتي حجر)

تماما سيشرع عصفوره المجنون الوحيد بالغناء دوما كنت اسميه الاله المجنون كأله جبران خليل جبران في حفار القبور ، سيكتئب قليلا، ثم ما يلبث ان يتجه للقفص، ثم يقول: يا اهبل اسكت ، من الذي يطعمك؟ من الذي يعتني بك؟ سيحتج على سلوك العصفور دائماً، ولكنه لم يكن يدري أنه يستفز العصفور بصوت فيروز، وأن العصفور ينتقم منه لعدم سماع صوته. سنشرب القهوة معا، وسيلبس ملابس العمل يرسم ابتسامة كادحة رائعة احبها يؤدي التحية لي ثم ينصرف.

ما يتوجب عليّ القيام به خلال ذهابه الى عمله ، سيسجله على ورقة بكل اناقة، ثم يلصقها على باب الثلاجة، لأنه مل من نسياني وقرف من العيشة معي ، ولكنه لن يجد شريكاً مناسباً غيري في الشقة التي استأجرناها سوية ,لا تزال كلماته ترن في اذني ( كفاك كلاما عن الله وهذه الاشياء هب ان اله وجد في النهاية ماذا ستقول له ؟؟ ) كنت اضحك كعادتي . ما الذي يمكن ان يفعله شيوعي ممنوع من دخول بلاده في بلد ممل يحكم فيه الضجر ويسن قوانينه اليأس سأقرأ الورقة اولاً، ثم أبدأ في التنفيذ اولا بأول كي لا أغضبه: تنظيف البيت، ترتيب الاسرة، الذهاب الى السوق لشراء الخضراوات، وعندها سيفتح بائع الخضروات حديثا طويلا عن اغتيال احد افراد الجبهة الشعبية في غزة وعن الاجتياح هذا الصباح لمدينة نابلس وسيسألني كالعادة : هل اهلك بخير؟  ...
 اقول له : اتمنى ذلك , وسيقول لي لماذا حتى الان لم تسقطوا انتم الفلسطينيين سوى طائرة اف16 اسرائيلية واحد احاول دوما اقناعه اننا نعتمد على المواد المصنعة يدويا في المقاومة وهو كعادته لا يقتنع اننا لا نملك صواريخ سام الروسية, وفي النهاية سأهزّ برأسي كالعادة، ثم آخذ منه كيس الخضروات وامضي  وهو ما يزال يرجمني بكلماته : اتمنى ان يهديك الله وتعود الى رشدك سياتي يوم اراك تقف على باب المسجد , اضحك في خلدي وانا أقول لنفسي اظنك ستراني وانا على باب المسجد ولكن ليس للصلاة انما لاضع على بابه لوحة مكتوب عليها (اليوم يمنع تداول الافيون عد في وقت اخر)، وكالعادة أتغاضى دائما عما يدسه لي الخضار من حبات طماطم فاسدة، اذ انني لا أهوى معالجة هؤلاء الناس، ولذلك ستكون مشترياتي دائما اردأ بكثير مما يشتريه صديقي، وهي بطبيعة الحال أغلى ثمناً، سأتحمل ثورته وغضبه على أية حال، فهما اهون من الأخذ والرد مع الباعة. في التاسعة تماماً، سيكون الخبز الطازج معرضا للهواء على طاولة البلكون.

وبينما اعد الافطار، سوف يناديني ابو سمير اللبان، سيقو لي: الله ينصر الفدائية , اضحك لهذا النوع من المجاملات التي يرى بها الباعة المتجولون ما يقرب لهم, فبهذا الدعاء يحاول ان يضمن الا اشتري من سواه ، ثم يناولني ما أريد، وسيسجل الحساب لآخر الشهر، ثم ينصرف وهو ينادي جملته الممطوطة: حليييب. وعندها سأحمل صينية الإفطار الى حيث الخبز الطازج وأتناول افطاري بهدوء، في التاسعة وعشرين دقيقة، سألتفت يميناً نحو البلكون المقابل، منتظراً اطلالة ملكتي.. وكنت ادمنت انتظارها، ومتابعة حركاتها: هاهي تستيقظ الان، فالستائر تتحرك ببطء من خلف النافذة، لن تفتح النافذة مباشرة، وانما سوف تذهب الى الحمام، وربما ستقف امام المرآة وهي تنظف اسنانها، ستوزع بعضا من خصلات شعرها كما تهوى، ثم تذهب الى المطبخ لتعد القهوة، خلال ذلك ستعود للنافذة، تفتحها وكأنها لا تراني، وفي تمام التاسعة والنصف ستخرج الى البلكون، ستسحب كرسيا، ثم تجلس الى الطاولة البيضاء، سترتشف رشفة مع رفعة بسيطة من العينين لا يلحظهما غيري، ستراني وتطمئن، وعندها سأتشاغل بالأكل، وستتشاغل هي في رشف قهوتها، ولن يجرؤ أحدنا على الابتسام، وان تلاقت النظرات، فإنها سرعان ما تنشاح بادعاء العفوية، وان لا احدا يقصد الاخر. ساعة او بعض الساعة، ثم انهض او تنهض، اتجه الى حيث ملابسي المعلقة على المشجب، وسأفترض انها اتجهت الى خزانتها، سأرى انعكاس اشعة الشمس على المرآة التي انفتحت للتو، وسأتخيل عملية تبديل الثياب، ها هو قميص النوم يرمى على جانب من السرير، وها هي تقف محتارة كعادتها امام مجموعة الفساتين، ستقف طويلا، تختار واحدا، تعيده.. تختار واحدا اخر، وسأعرف انها ملت ثيابها، ولكنها مضطرة اليها، وأخيرا سترتدي فستاناً او تنورة، ثم اخرج مسرعا الى البلكون منتظرا خروجها، وستخرج فعلا في الحادية عشرة، وسأظل واقفا ارقبها بشيء من الجرأة، حتى تستقل سيارة اجرة وتذهب. وعندها سأحمل كتابا فلسفيا من تلك الكتب التي لن استطيع فهمها ما حييت، ثم أذهب الى مقهاي، وهو مقهى يرتاده: صحفيون، كتّاب، شعراء حالمون، وتجار عملة، ومتقاعدون.. وبعضا من الهواة مثلي , يأتي رجلان ليجلسان بجانبي ويلقيان تحية الصباح . احدهم يغيضني دوما نقاشه فهو مستميت بالدفاع عن الانظمة والحكومات لا اعرف لماذا ويبدا النقاش فاترا بالبداية حول االوضاع في العالم ويتركز الحوار حول العراق وفلسطين وما بها من مستجدات , ومن بعدها سيسخن النقاش نوعا ما فانا كنت دوما اناقشهم وحينما يشتد النقاش ابدأ بطرح السؤال لاستفزازهم ليتركوني لوحدي بعد الاجابة عليه فأبدأ بالسؤال عن مدى تطبيق الحكم الشرعي , ضحك احدهم وقال هل تريد من الدولة ان تسن قانونا يقضي بقطع يد السارق ؟ اجيبه بكل استخفاف : بل يا صديقي ادعو لقطع يد الدولة , من القادر على قطع يد الدولة ؟؟  ان المواطن ان سرق رغيف الخبز ليطعم اولاده يقطعون يده لان الشرع يقول ذلك
ولكن حين تأتي الدولة وتفرض الضرائب العشوائية, ضرائب تفوق قدرة المواطن ونهب ما في جيوبه من سيقطع يد الدولة ؟
سيسكتان..
يحاول احدهم افتعال حوار اخر يغير الجو المشحون الذي وصلنا اليه فيبدأني ممازحا
الا زلت ملحدا وتؤمن ان الكون جاء عبثا
اقول له : لكل وجهة نظره فاحقق من هذه الاجابة ما اريد بان يقومان ويعتذران بسبب ضيق وقتهم ويمضيان بين زحام البشر العابر  
اما انا فأعود  أجلس الى طاولة قريبة من الواجهة الزجاجية، وسأذهب في مراقبة الطريق والمارة، سأتعب، ثم افتح الكتاب لتبدأ معاناتي.. رباه ما هذا الكلام الصعب؟ كيف يكتب هؤلاء المفكرين هذا الكلام الغامض؟ لمن يكتبون؟ سأرغم نفسي على الفهم، وسألخّص ما أقرأ. أكتب وأكتب، ثم أقلب الورقة محاولاً التذكر.. لا شيء فيكون الحل بحفظ مقاطع صما، فأبدأ بمقطع اعجبني لفوكو وهو يتحدث عن التصنيف، سأردد ما قاله المرة تلو المرة، ثم أنظر حولي مخافة ان ينظر اليّ احدهم، ويعرف ما هي مشكلتي، عندها سأخجل، وسيحمرّ خدايّ من توقّعي هذا، ولكن جموع المثقفين ستكون منهمكة في النقاش الدائر هذه الأيام عن أزمة الثقافة العربية، وعن بيانية العقل العربي، التي اثارها محمد عابد الجابري، فأقرر شراء كتبه في أول معرض يقام وعندما استطيع توفير مبلغا معينا من المال وعندها اتذكر صاحب مكتبة الامل الذي اوصيته بشراء كتاب اكله الذئب لشاكر النابلسي منذ فترة وحتى الان لم اذهب لاحضاره لانني لا املك النقود ، ومن كل ذلك فإنني تقت حقيقة الى التعرف اليهم، وسيحدث ذلك بعدما يقرأ أحدهم عنوان كتابي، سيقول: اوه ميشيل فوكو، ثم انضم الى طاولتهم، وسأحاول اثبات ثقافتي عبر ما حفظته صما على هامش فوكو وبورخيس، وسيسرون بي، وعندها سيعرفون من صيغة الكلام واللكنة التي اتكلم بها أنني من فلسطين وانني موجود هنا بقصد الدراسة . سيفرح اصدقائي الجدد،ويبدأون بسؤالي عن فلسطين والمستوى الثقافي العالي جدا فيها مقارنة بالدول العربية المحيطة او حتى الوعي الفكري فيها على مستوى العالم ويقولون كالعادة انتم شعب يحسد على فكره وثقافته بالرغم من رضوخه لاحقر انواع الاحتلال في العالم , وسيبدأون بسؤالي عن مدى تفائلي بالحل القادم اقول لهم ببساطة عبارتي الشهيرة التي انهي بها مثل هذه النقاشات  : (ان البندقية هي القابلة القانونية لولادة التاريخ) وهي عبارة لاحد رجال المقاومة السيد نايف حواتمة وازيد بأن وشعبنا اختار البندقية وسينتصر بها عن قريب على الانظمة الرجعية قبل الصهيونية وسيعزون تفاؤلي هذا الى صغر سني وقلة تجربتي، اذ انني حتى ذلك اليوم لم أدخل عتبات الرابعة والعشرين، بينما كانوا جميعاً كهولاً وعلى عتبات الشيخوخة، ولكنهم رغم ذلك بدوا لي كأصدقاء حقيقيين، سرعان ما أدخلوني اجواءهم، وبت فردا منهم، اجالسهم في يوم عطلتي التي تأتي بعد يومين من العمل في المطعم الكريه ذاك ومن ثم احاول استفزازهم بطرح موضوعي المفضل حول فكري الحقيقي اللاديني واحاول طرح موضوعات بان الحل القادم لن يكون تحريرا على طريقة صلاح الدين وما شابه انما ثورة ديمقراطية بدأ يؤمن بها الشعب بالرغم من محاولات اسرائيل ادخال الاسلاميين على الحلقة ليمثلوا امام العالم ان الصراع القائم صراع ديني عقائدي  وكيف يمكننا ان ننزع هذه الصفة المسممة عن هذا الصراع وكيف يمكن الوقوف بوجه الاخوان المسلمين الذين دوما يحاولون ان يثبتوا ان صراعنا مع اسرائيل والصهيونية العالمية هو صراع ناتج عن الصراع الاسلامي اليهودي وكيف يمكن اصلاح هذه الفكرة الفاسدة من رؤوس الناس  ، واعود بعدها للبيت اراجع في رحلتي للبيت ما دار من نقاش وكيف يمكن ان ارد عليهم في المرات القادمة..
 وهكذا فإنني وزميلي لن نلتقي الا في يوم ونصف اليوم، وسأوافق على المضيّ معه الى مقهى الانترنت ، اما ماعدا ذلك فإنه سيرابض على البلكون، ولن يغادره الا الى النوم، وسأحاول عامداً تجاهل مراقبته الدائمة لنافذة ملكتي، ولن اعتبر ان ذلك تطاولا على حقوقي، سيما وأنني حتى تلك اللحظة لم أتمكن من الابتسام بوجهها. بل إنني بت حريصاً على مغادرة المنزل، دون ان التزم معه بجولة في شارع «الجامعة»، نحاول خلالها استمالة الصبايا الفاتنات، وسأذهب الى المقهى بالطبع، فهو المكان الوحيد الذي بات يجذبني، وسيفرح صديقي بذلك.. أشعر بغبطته من خلال حركة يديه وهما تعالجان السكر في كأس الشاي الشفافة، وسيصدر للملعقة رنين خاص، وعندها سأقول له: لا تسرف كثيرا في السكر، وسيقول لي: الحلو للحلوين، وسينتظر بعدها ما سأقوله، ولكنني سأنصرف، وأنا على قناعة تامة، ان حبيبتي لن تستجيب له، وسأتمادى أكثر، وأقارن بيني وبينه، فأرجّح كفتي من حيث الجاذبية والطول والوسامة، وأذهب الى المقهى باطمئنان.

في الثالثة والنصف وعلى طاولة البلكون، سأضع الكتاب المهدى اليّ، وسيقرأ صديقي الاهداء حتماً، وسيقول لي دون ان يفتح الكتاب: اهذا شعر؟ وسأقول له: ألم تقرأ ما كتب على الغلاف.. انه كتاب عن التجربة الماركسية في فنزويلا . وسيرمي به جانباً. سيقولك أنا أهوى قراءة نزار قباني وشعر الغزل. وسأعتبر كلامه كلام جهلاء في دنيا الثقافة والسياسة، وسأهرع الى كتابي الجديد، بينما يتجه الى عصفوره، فيناجيه بمقطع لنزار: «ويوم أجيء اليك لكي استعير كتاب لأزعم اني أتيت لكي استعير كتاب تمد اصابعك المتعبة الى المكتبة وأبقى أنا في ضباب الضباب كأنيّ سؤال بلا جواب أحدق فيك وفي المكتبة..تراك اكتشفت؟ تراك عرفت؟ بأني جئت لغير الكتاب وأني لست سوى كاذبة..»
ستذهلني هذه اللفتة الذكية منه , وسأعتبره من هذه اللحظة بطلا ينضاف الى قائمة ابطالي، اتجه اليه، احضنه: انت شاعر حقيقي سأقول له. ويجيبك لا، وإنما احفظ سائر اشعار نزار. ارد: لا يهم.. لا يهم، انما اختيارك للمقطع المناسب هو المهم. وسيقطع عليّ اندفاعي وحماسي، سيعود للكرسي ويقول لي متى ستعود للدوام في العمل فيصيبني بالاحباط

كان يروي لي قصته المعتادة عن صديقته التي يخشى حتى هذه اللحظة بمفاتحتها بانه يحبها مع انها زميلتنا بالعمل وهو يوشك على البكاء، لم أجسر على حثه لمزيد من الكلام، فقد أدركت ان ثمة مأساة يخبئها عني، وطال الصمت بيننا في تلك الامسية، فملت نحوه مودعاً اخذت كتابي وضممته كفتاة نزار، وخرجت كي اجد مكاناً يتيح لي قراءة الأقاصيص، فأين اتجه؟ حتما لن اذهب الى المقهى والكتاب بيدي، سأقرأه اولا، وسأحاول الكتابة ثانيا، كان مساء تاريخيا بكل ما تعنيه كلمة «تاريخيا» من معنى يستخدمه الساسة والمثقفون.. ان التقيها هكذا صدفة في إحدى المكتبات.. أن استقبل ابتسامة طفل هربت من فمها للتو، وان أتقدم نحوها مصافحاً، فأختلج من أعماقي وأأسف لتلك اللحظات الغبية التي جعلتني اتسمر في البلكون، دون ان اتبعها، لأعرف اين تتجه، وماذا تعمل.. لا يهم، فالان عرفت مكان عملها، فماذا تبقى؟ كان عليّ أن اقدم نفسي، وكان عليّ ان أعرف صاحب المكتبة الودود اللطيف الرائع، ثم أطوف معها ارجاء المكتبة لكي انتقي مجموعة من الكتب، وكل ذلك سار سيرا حسنا وأكثر مما كنت اطلب، بل اكثر بكثير مما كنت احلم، وكان عليّ في تلك اللحظات الأثيرية ان ادعوها لأي مكان، ففعلت، ثم تماسكت يدانا واتجهنا الى الشاطيء. ويا لسماء الشاطيء في تلك اللحظات العابقة بعطرها.. كانت صافية تماما، فتواطأت النجوم مع شعرها المسترسل، اما القمر الفضي فكان أجمل قمر رأيته في حياتي، راح يداعي الأمواج المتتالية بعذوبة وبفيض من أنواره، فمشيت وقافلة الزهر.. مشيت مزهواً، سعيدا كل السعادة باليد الدافئة، برائحة انفاسها، فذبت رقة.. ذبت حتى شعرتني خارج الزمن.. انسان اثيري ما عاد له وزن، فطرت حولها كفراشة.. وتعددت لقاءاتنا بحكم اهتمامي الثقافي ومحاولاتي المستميتة باقناعها بما أقرأ وتوجهات الناس التي بدأت تتطور كظهور مجموعة من اللادينيين وغيرها من االفكار التي من الممكن ان توصلنا لحقيقة او لواقع جديد بعيد عن الخرافات والخزعبلات، وكان ان حكيت لها كل شيء.. كل شيء بما في ذلك وبثقة اكيدة، حكاية صديقي وحبيبته ونزار، وعن حفظ صديقي لأشعار نزار كتحد رجولي لامرأة فاتنة وعن الألم الصامت الذي يعيشه، كان لابد من أن احكي ذلك، وربما بالغت بعض الشيء. الا ان كل ذلك كان له وقعا حسنا لدى «......»، وهذا يكفيني بالطبع.
في النهاية اكتشفت ان صباحا يبدا بالقهوة وفيروز وعصفور مجنون نحو الحرية لا بد ان يزرع فيا شيئا من العشق للحرية صباح ابدأه بكتاب لماركيز او عن تجربة لوممبا لا بد ان يكون صباحا مميزا



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات العربية لسان الراسمالية الناطق - المعلن والمبطن
- عرب اطاعوا رومهم ... اسلاميون اطاعوا احتلالهم فل نحطم جدار ا ...
- اوراق المفاوض الفلسطيني // مخطوطة باقلام امريكية


المزيد.....




- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - للقهوة صباح اخر