ملعب الكشافة ... وداعا عمو بابا

نعمة السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 09:41
المحور: عالم الرياضة
    

الراسخ دوما في قلوبنا عمو بابا الطيب القلب

في نهاية عام 1975 كنت اعمل موظفا في مديرية الشباب العامة في وزارة الشباب ..ولكوني امتلك خطا جميلا حسب قول زملائي وزميلاتي كان اغلبهم يكلفوني في كتابة عرائضهم التي تقدم للمسؤولين انذاك ..
وفي يوم من الايام حدث وان جائني الانسان الطيب والذي كنت احلم ان التقي به, الرياضي الصادق والاب المربي والمدرب الناجح دوما (عمو بابا)و قد رأيت من المدربين العراقيين الذين الكثير الذين كانوا يأتون الى هذه المديرية او الى مديرية الاندية والاتحادات .. وايضا اتذكر مرة جاء المدرب الاسكتلندي داني ماكلن الذي اساء في تعليقاته بحق المنتخب العراقي في وقتهاحينما صرح ان على افراد المنتخب العراقي ان يتعلمون شد القيطان اي ربطه اولا ... ثم التدريب و اللعب ثانيا.. وكانت اساءة كبيرة في حق الرياضة بالعراق ...
كان ( عموبابا ) قد رجع توا من لندن بعد ان اجريت له عمليه جراحية ( كارتلج ) واثناء مكوثه في المستشفى وبعد التحليلات المختبرية وجدوا فيه مشكلة اخرى هي لابد من اجراء عملية ( الجيوب الانفيه ) لكي يستكمل لياقته في التدريب ... وكل هذه التكاليف مسؤولة عنها وزارة الشباب وهناك اجراءات رسمية قد عملت مع المركز الصحي العراقي التابع للسفارة العراقية في لندن بهذا الخصوص ثم اجريت العملية الثانية له من دون ان يعرف على من تكون التكاليف ... والذنب ليس ذنبه .. فما ان عاد الى العراق حتى طالبوه في دفع اجور العملية الثانية وايضا الفترة الاضافية التي مكث فيها بالمستشفى وايضا التغيير الذي حدث في سعر البطاقة على اساس انه اصبح تمديد في وقت الطيران الى اخره من اسباب كانت سخيفة !!!!
وهي كما تعرفون بالباوند الاسترليني ؟؟؟؟ وكان المبلغ كبييرا !!!
عمو بابا لابد ان يدفع الاجور بنفسه !!!

لماذا ؟ الحكومة هي التي ارسلته الى لندن ؟ لماذا اذن الدفع ؟
طلب من كتابة عريضه له بهذا الخصوص , بعد ذلك قدمها الى مكتب الوزير فعلا . وربما الصدفة لعبت دورها في صدور قرار يمنح (عمو بابا ) الحق بان لايدفع تكاليف العملية الثانية وملحقاتها وقد فرح بذلك القرار وجائني ليشكرني بلهجتة الطيبة المذاق وبالحرف الواحد حيث قال لي : كصتك خير علي .. بعد كلما اتصير عندي مشكله وي اللجنة او وي الوزارة اني راح اجي يمك انت تكتب لي .. اخ لوتعرف شكد صار اراجع بهذلوني ... من واحد الواحد ما اعرف ليش ؟؟؟
لكن انا كنت اعرف السبب حقا في ذلك الوقت لماذاكان يضايق عمو بابا !!! مثلما انا كنت اخضع الى مراقبة ومضايقة من قبل الحزبيين والمتسلقين في هذه الوزارة,لاني كنت قد عينت خطأ في هذه الوزارة
بعد هذه النتيجة المفرحة له مباشرة صعق بنقله الى كركوك لاسباب واضحة اختلف بها مع من يدير الرياضة انذاك ... وهناك عمل مدربا متفانيا مخلصا لفريقها وفاز ببطولة الجمهورية ... هذا هو عمو بابا ابو سامي الطيب وعلى الرغم من محاربة البعض من الاوساط الطارئة على الرياضة اليه .. الا انه كان نخلة شامخة تفيض بثمارهاوظلالها على العراق والرياضة ...
اينما يحل تكون الرياضة بخير انه فلاح ماهر يزرع شتلاته بحب ورحمه وينتظر بشغف متى تكبر هذه الشتلات لتصبح نبتات مزهرة فيحصدها ..
وهكذا فقد حصد الكثير من النتائج الذهبية والفضية والاوسمة الدولية التي تثمن جهوده ومثابرته ...
عمو بابا انك طيب الاخلاق عرفتك دوما مبتسما ابا حقيقياوعرابا حقيقيا للكرة العراقية...

عمو بابا :

كنت اتمنى ان يمر جثمانك الخالد بالمستطيل الاخضر ومدرجات ملعب (الكشافة) الذي بزغ نجمك فيه مع زملائك الرياضييين اولا ... ولانني هناك تعرفت عليك عن قرب وصافحتك ثانيا ..
كان الملعب الذي احتضنك كثيرا وحملتك الاكف العراقية التي شجعتك وانت الماهر الحاذق في ممارسة اللعبة..

اتذكر وكفوفي وانا صغير حييتك من قرب ومن بعد وصفقت اليك كثيرا , ومرة ساهمت محاولا ان ترفعك كفوفي وانا الصغير مع المد الكبير من الجماهير الكبيرة امام ملعب الكشافة لكن الموج كان اعلى مني فقذفت بعيدا عن ذلك وقد كسرت ساعتي الصغيرة ورجعت حزينا الى البيت...

عمو بابا انك ذاكرة الكرة العراقية الجمعية...
ستبقى انت في هذه الذاكرة مادام هناك صنفا رياضيا اسمه كرة القدم ...
انك الابن البار للشعب العراقي...
مشاعرنا حزينه لقد اخذك الموت منا قبل الاوان انك رجلا وطنيا وامينا على الرياضة ومستقيما وموهوبا وانك ثروة وطنية كانت تساهم في خدمة الشعب ..
خسرناك عمو بابا
خسرتك الحركة الرياضية...

#نعمة_السوداني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل