عموبابا.. في ذمة الخلود

ماجد محمد مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 2661 - 2009 / 5 / 29 - 09:37
المحور: عالم الرياضة
    

الرياضة هي الوجه الحضاري للشعوب والبلدان وما يمكن ان تتحقق عبر الرياضة ما يعجز عن تحقيقه الكثير من الدبلوماسيات والسياسات التحاورية كما انها وسيلة لتعارف والتلاقي بين امم المعمورة ناهيك عن اهميتها الصحية والبدنية كمقياس لسلامة وكفاءة افرادها وانعكاسانها على سلامة المجتمع والوطن.. فالرياضة هي توأم السياسة ولكن بشكل مختلف.
من العلامات الفارقة في الرياضة العراقية الحافل بالمواهب والانجازات بروز مدرب عراقي لامع في لعبة كرة القدم الجماهيرية حاز في استفتاء لمحرري الرياضة في نقابة الصحفيين العراقيين على لقب مدرب (القرن العشرين) ولقب ايضا بشيخ المدربيين استطاع تحقيق العديد من الانجازات الاقليمية والدولية رفع بها اسم العراق والرياضة العراقية في ظروف صعبة ناجمة من الحروب وويلاتها وتأثيراتها على الحياة الاعتيادية..
ولان الموت لا مفر منه.. فقد تناقلت الاخبار الامس الاربعاء المصادف27 مايو الحالي وفاة اعظم واشهر المدربيين العراقيين عمو بابا الذي يعد بحق من العلامات الفارقة في الرياضة العراقية عن عمر ناهز 75 عاما اثر تفاقم مرض السكري واضطرابات في القلب وذلك بمستشفى الطوارىء بمدينة دهوك الحالمة.
عموبابا او الاسم الحقيقي عمانوئيل ولد عام1934 في مدينة الحبانية بدا حياته الرياضية بالعاب الساحة والميدان وكرة المضرب ثم تحول الى حبه كرة القدم لاعبا ومدربا بسبب الاصابة المبكرة.. له 123 مباراة رسمية وودية وبانجازات عديدة منها الميدالية الذهبية لدورة الالعاب الاسيوية في الهند عام 1982 وبطولة كأس الخليج ثلاث مرات وكأس العالم العسكري لثلاث مرات ثم الوصول بالمنتخب الى نهائيات الالعاب الاولمبية واحراز كأس العرب ناهيك عن انجازات اخرى على الصعيد المحلي منها اشرافه على المدارس الكروية في العراق.
تميز عموبابا بالبساطة والصراحة وعشقه لكرة القدم حيث افنى قرابة 56 عاما من عمره لاعبا ومدربا ومشرفا اذ تأثر بالمدرسة الانكليزية في اللعب التي تعتمد على السرعة والقوة والمطاولة.. احبه عشاق الرياضة العراقية وجمهور كرة القدم بالخصوص فيما لم تلتفت الحكومة العراقية اليه مرات خاصة اثناء تفاقم مرضه السكري عام 1986 وتم علاجه بتدخل من دولة الامارات العربية و لتاريخه الزاخر بالانجازات تم تكريمه في دولة السويد سفيرا للرياضة العراقية.
الخلود لشيخ المدربيين عمو بابا.. والصبر والسلوان لعائلته ومحبيه من عشاق لعبة كرة القدم الاولى شعبيا.

#ماجد_محمد_مصطفى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل