أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الكريم عليان - الأسئلة النموذجية (كراسات الامتحانات) دليل واضح على جهلنا بالعملية التعليمية؟!














المزيد.....

الأسئلة النموذجية (كراسات الامتحانات) دليل واضح على جهلنا بالعملية التعليمية؟!


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 05:11
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قبل الامتحانات النهائية والفصلية تنتشر في مجتمعنا كرا ريس الأسئلة والأجوبة النموذجية، وكذلك نماذج الامتحانات لكل المراحل التعليمية وفي كل المواد المقررة، ويهتم بذلك أولياء الأمور والمدرسين على حد سواء لاعتقاد الجميع أنه يجب على الأبناء التمرن على الامتحانات لفهمهم الخاطئ بأن ذلك سوف يمنحهم القدرة على إجابة أسئلة الامتحانات بشكل جيد.. ويجتهد كثير من المدرسين في إعداد مثل هذه الكراريس طلبا للمال من جهة، أو للشهرة من جهة أخرى.. قبل أن يطبق المنهاج الحديث كنت أتابع سلوك طلبتنا وهم خارجين للتو من قاعة الامتحان فسمعت أحدهم يقول: " طز... في ملزمة الأستاذ... " استهجنت من حديث الطلبة، ودفعني الفضول لأتقصى الحقائق التي دفعتهم لقول ذلك..! فاكتشفت أنهم يخصون ملزمة (كراس) الأستاذ المذكور، والتي تعتبر مشهورة في أوساط الطلبة بأهميتها ودقة إجابتها على أسئلة امتحانات العديد من السنوات الماضية، وأسئلة نموذجية أعدها المدرس نفسه... وكان يتخذها الطلبة مرجعا أساسيا في دراستهم، حتى أن بعضهم اعتبر أسئلة الامتحان لذلك العام لا بد وأن تتكون من الأسئلة الواردة في الملزمة؛ ومنهم من راح يحفظها عن ظهر قلب.. من يراقب أحوال أبنائنا خصوصا طلبة التوجيهي يجد أن عددا كبيرا منهم إن لم يكن غالبيتهم التحقوا بدروس (الخصوصي) مما شكل عبئا إضافيا على أسرهم في ظروف يعرفها الجميع.. ويتمثل هذا العبء في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية من توتر وقلق وانفعال زمن الامتحانات، وعند طلبة التوجيهي يمتد هذا القلق والتوتر طيلة العام الذي يعتبره غالبيتهم عاما غير عادي، وقد يكون أطول بكثير من الزمن المعروف لدى الجميع... لماذا تكونت هذه الحالة؟ ولماذا أصبح الخوف كبيرا ومقيتا من الامتحان ؟؟
إن هذه الحالة ترسخت في وعي أبنائنا ووعي المجتمع كافة عبر سنيين طويلة من تبني اتجاهات خاطئة عن الامتحانات في مدارسنا وجامعاتنا أيضا.. مع التطور الكبير الذي حصل للعلوم التربوية، والمناهج المدرسية إلا أن الامتحانات لم تتغير إلى مواقف تعليمية من جهة، وتقويمية للعملية التعليمية من جهة أخرى.. إن عددا كبيرا من المعلمين إن لم يكن غالبيتهم انتهجوا طريقة غير سليمة في التعليم، منذ زمن طويل وهم يلقنون أبناءنا طريقة ( حل السؤال ) واختيار الإجابة النموذجية وغالبا ما يكون ذلك في قوالب جاهزة.. وابتعدوا عن الأهداف الرئيسية والثانوية أيضا، وابتعدوا عن تعليم مهارات الفهم والتحليل والتركيب والتطبيق والحكم...إلخ. من هنا فقد الطالب ثقته بنفسه وانتابه القلق والتوتر والخوف...! سنوات طويلة والمدرس العام والخاص يلقنوا طلابنا إجابة السؤال، وتوقع المدرس لسؤال الامتحان.. لذلك مطلوب من الجهات المسئولة تبني فلسفة جديدة في طريقة اعداد أسئلة الامتحانات واعتمادها على عدم تكرارها لنفس الأسئلة من السنوات الماضية، وأن تعتبر الأسئلة مقياسا للأهداف التعليمية المبتغاة، وأن تكون مباشرة وان تأخذ بالحسبان الفروق الفردية للمعلمين في طرق تدريسهم وانتهاجهم لطرق التعليم، حيث أشارت العديد من الدراسات، وأكد ذلك علماء التربية والقياس والتقويم أنه: " لا توجد هناك أداة قياس تعطي نتائج أو قياسات دقيقة بشكل مطلق.. وفي العادة تكون نتائج القياس تقريبية تعتمد في دقتها على دقة أدوات القياس المستخدمة، وكما هو معلوم أن الاختبار أيا كان نوعه، من غي الممكن أن يغطي كافة المادة الدراسية التي يتعلمها الطلبة في مجال معرفي معين.."
في احدى السنوات، وبعد تقديم امتحانات الثانوية العامة، سألت عددا من الطلبة المتفوقين عن مدى صعوبة الأسئلة في ذلك الامتحان، فأجاب غالبيتهم: أنهم لم يكونوا يتوقعوا تلك الأسئلة، فقد جاءت مغايرة لما كانت عليه في سنوات سابقة... هذا يعني أنهم لم يستطيعوا التعامل مع الامتحان على أنه اختبار لمدى قدرتهم على الفهم والاستيعاب والتحليل والتركيب والتطبيق، ومن ثم الحكم، أو التقويم، أو الاستنتاج.. وأنهم تدربوا على الحفظ الذي لم يساعدهم على حل الأسئلة بالشكل الأمثل، حتى أن طالبة قد حصلت على نتيجة من المراتب الأولى أكدت لي أنها لم تتذكر شيء مما تعلمت بعد الامتحان مباشرة، وأنه لا يعنيها ما فات...
شتان بين أن يكون الإنسان صاحب فكر يحلل ويربط ، وبين أن يكون صاحب فكر يحفظ ويقبل ويرفض ضمن أسس ثابتة وسابقة لا يحيد عنها فقط لأنه وجدها بين يديه، ووجد نفسه في خضمها،فالنموذج الأول يمثل ثقافة الابداع التي تستند إلى نسبية الحقيقة وتعدد أوجهها، بينما يمثل النموذج الثاني ثقافة الذاكرة، أو الحفظ المستندة إلى مبدأ اليقين والحقيقة المطلقة.. وبين النموذجين فارق شاسع يظهر في الفكر والعمل؛ فالنمط الأول يدخل في إطار الوعي، ذلك أنه يمارس وعيه، بينما الثاني يدخل في إطار يضع فيه وعيه جانبا لا يستجيب فيه للتغيير أو لتبدل الأحوال والظروف والنظم المعرفية.. فيا أصحاب التربية أي النموذجين تريدون..؟؟



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة ، اللجوء ، الإنقسام.. في الذكرى الحادية والستين للنكب ...
- معلمو وكالة الغوث الدولية بغزة ؟!
- الجندي جلعاد شاليط أصبح حصان طروادة للسياسة الإسرائيلية
- رواتب الموظفين واقتصاد غزة المنهار هو الغائب عن حوارات القاه ...
- غزة تنهض من كبوتها
- أقراص ( دواء ) لمنع الحكي ؟!
- لا نصر لأي من الفلسطينيين إلا بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام
- الإعلام الإسرائيلي الكاذب!؟
- رسالة مهمة وسريعة لمجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي ...
- حركة حماس من المقاومة إلى تهدئة طويلة الأمد..؟؟
- إليها..؟ حينما طلبت مني أن أكتب شعرا
- المرأة والرجل (3) حنان الزوجة المطلقة المكسورة أجنحتها
- نظرية (شيمعون بيرس) للشرق الأوسط الجديد ومبادرة السلام العرب ...
- غزة قربان للمعيدين!!
- المرأة والرجل(2) نداء المرأة المزواجة؟!
- الرئيس محمود عباس هو الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني وليس رئيس ...
- المرأة والرجل (1) صابرة وزوجها الثاني
- الكهرباء في غزة قهر وأذى للمواطن الفلسطيني
- البنوك في غزة توحشت ..؟!
- الخلاف والاتفاق على نص القاهرة المنتظر التوقيع عليه بداية ال ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الكريم عليان - الأسئلة النموذجية (كراسات الامتحانات) دليل واضح على جهلنا بالعملية التعليمية؟!