أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - الكهرباء في غزة قهر وأذى للمواطن الفلسطيني















المزيد.....

الكهرباء في غزة قهر وأذى للمواطن الفلسطيني


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 06:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


مشكلة الكهرباء في غزة كما كل المشكلات الأخرى بدأت منذ اتفاقية أوسلو التي لم يبق منها إلا قهر المواطن الفلسطيني وإيذائه بقدر أكبر ممكن.. مرة من دولة الإرهاب والوحشية (إسرائيل) ومرة ممن يدعون الوطنية والتحرر؟! وهكذا دواليك منذ الأعوام الأربعة عشر الماضية وما زالت مستمرة.. ولا أحد يمكنه التنبؤ بنهايتها، أو توقفها.. قبل اتفاقية أوسلو كانت إسرائيل تمد قطاع غزة بكل احتياجاته من الطاقة الكهربائية دون أية معيقات أو خلل يذكر، وقد يكون السبب في ذلك هو: مسئولية الاحتلال بشكل كامل عن الحياة المدنية للسكان، حتى في انتفاضة 1987 وبلوغها لمرحلة العصيان المدني أحيانا.. إلا أن الحكم العسكري لم يتخذ من قطع الكهرباء وسيلة كعقاب جماعي كما يحدث الآن! المشكلة بدأت منذ أوسلو حيث تم الاتفاق على تزويد غزة بكمية محدودة من الكهرباء على أن يكمل احتياجاتها محطة الكهرباء التي أقيمت في غزة بعد وقت طويل، وللأسف لا أحد يفهم لماذا تم إقامة المحطة؟ مع إن إسرائيل عرضت الكهرباء بسعر أقل من تكلفة إنتاجها في غزة؟ يبدو أن الحلم الوطني كان قد غطى على تفكير المفاوض الفلسطيني الذي لم يفكر بكيفية تزويد المحطة بالوقود؟ بل تزويد كل حاجات قطاع غزة من قبل إسرائيل.. وها هي اليوم تتحكم في كل شيء بدء من الماء والدقيق اللازمان للحياة الأولية، وانتهاء بالكهرباء التي باتت أكثر أهمية لإنتاج الخبز وإخراج الماء أيضا..
أصبحت إسرائيل تستخدم الكهرباء كسلاح أقوى من أي سلاح آخر في الضغط على الفلسطينيين وابتزازهم في كل مرة لتقديم تنازلات سياسية، وغير سياسية .. كل الحلول والضغوطات من قبل المجتمع الدولي من المنطلق الإنساني لم يردع إسرائيل في استخدام هذا السلاح الجبار (الكهرباء ومعابر دخول الحاجيات الفسيولوجية الأساسية لسكان غزة). كل تلك الضغوطات يمكن أن يتفهمها المواطن الفلسطيني الصابر والصامد، ويستطيع أن يتحمل أكثر من أجل حريته واستقلاله، لكن ما لا يمكن تفسيره وفهمه هو سلوك وتصرف المسئولين عن الكهرباء من جهة، ومن أخرى: المسئولين في حكومة تصريف الأعمال في رام الله، وما تتخذه من إجراءات لجباية أموال الكهرباء من الموظفين، لتقوم بخصم جزء من الراتب لتحويله لسلطة الكهرباء، ومثل ما بيقول المثل الشعبي " اللي ما بقدر ع الحمـ ... " ولو أن ذلك يقوم على أساس من العدل والقانون، لما كان هناك مشكلة. إذ من المعلوم أن كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تحتلها حكومة حماس وحركتها لم تدفع فلسا واحدا مقابل استهلاكها للكهرباء منذ الانقلاب المشهور وحتى يومنا هذا.. ولو قامت بدفع المبالغ المستحقة عليها لخففت كثيرا من عجز وأعباء الشركة..
لنبدأ أولا من سلوك وتصرف شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة التي لا يعرف أحد ماهيتها وكيف تأسست؟ أو تكن حكومية، أم خاصة؟ وإن كانت خاصة فهل تؤدي خدماتها للمواطنين كما يجب؟ أم لا..؟ أو كيف منحت الترخيص وعلى أي أساس؟ نحن نعرف حجم المسئولية والمعاناة الملقاة على كاهلها، لكن المواطن الفلسطيني غير راض عن تصرفاتها وسلوكها تجاهه بدء من الإدارة العامة للشركة وانتهاء بأصغر موظف فيها، وقبل أن نتحدث عن شيء من ذلك السلوك علينا أن نؤكد أولا: أن المواطن من حقه أولا أن تقدم له الكهرباء وما يتبعها من خدمات بشكل لا يؤثر على ممتلكاته التي خسرها مرات عديدة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر دون إعلام المواطنين بشكل مسبق، كما هو متعارف عليه في كل أنحاء العالم إن كان هناك فصل للتيار كما يحدث هنا.. لا يوجد بيت أو مصنع في غزة لم يخسر جراء ذلك، ولو حسبنا حجم الخسارة لوجدناها أكبر بكثير من قيمة التيار الكهربائي المستهلك. لا يوجد يوم تقريبا لا يتم فيه فصل التيار بالطريقة المذكورة سواء في فصل الشتاء، أم في فصل الصيف، إضافة لذلك.. السياسة التي تتبعها الشركة في فصل مناطق واسعة بحجة تخفيف الأحمال عن الشبكة لا يوجد بها درجة من النظام والعدل، إذ توجد مناطق كثيرة لا يتم عنها الفصل بالمطلق نتيجة حسابات شخصية إما بحكم سكن أحد موظفي الشركة في هذه المناطق، أو لوجود شخصيات مهمة أو قوية فيها..
الشيء الغريب والعجيب هو أسعار الكهرباء المرتفعة والمجدولة بطريقة غير منطقية وغير مفهومة لدى المواطن، ففي كل أنحاء العالم عندما يزيد الاستهلاك تقل الأسعار إلا عند شركتنا المبجلة كلما يزيد الاستهلاك تزيد الأسعار، من ناحية أخرى فأسعار الوقود قد هبطت إلى النصف تقريبا ولم تهبط أسعار الكهرباء البتة! إضافة لذلك إذا كانت دول السوق الأوربية مشكورة على دفع ثمن الوقود اللازم لتشغيل محطة كهرباء غزة، لماذا يبقى المواطن الغزي يدفع ثمن كهرباء مرتفعة جدا مقارنة بالمستهلك الإسرائيلي المرتبطين به اقتصاديا؟؟ ولماذا لا يتم خصم ذلك من سعر التكلفة كنوع من تخفيف الأعباء الملقاة على كاهل المواطن الفلسطيني الذي فقد كل موارد دخله، ليكون بذلك نوع من تعزيز صموده وتحديه..؟ الكثير من الناس صار حجم ديونهم لشركة الكهرباء ما لا يستطيعون تسديد هذه الديون حتى لو صار لديهم مدخولات لا بأس بها.. كمية الكهرباء الفاقدة كما يسمونها مرتفعة جدا نتيجة الشبكة المهترئة من جهة، وعدم توصيل الخطوط بالشكل الصحيح، كذلك نتيجة السرقات الكبيرة من قبل المواطنين.. لكن هل سألنا أنفسنا من يساعدهم على ذلك؟ أليس مهنيي الشركة والعاملين فيها..؟! كلنا يعرف كيف يتصرف هؤلاء أمام أعين المسئولين دون أي اعتبار، وهذا يعني أنهم يتقاسمون معهم المحسوبيات والإكراميات والحلاوات وما شابه.. بعد كل ما ذكر وما لم يذكر، هل يجوز للحكومة أن تقوم بدور الجباية للشركة لأنها تغطي العجز الناتج عن فشلها وعدم إدارتها بالشكل السليم؟ لماذا مطلوب من الموظف فقط ! أن يسدد ضريبة هذا العجز؟ لماذا لا تقوم الشركة بتقديم شكاويها ضد المواطنين للمحكمة لتقضي بينهما؟! فقد تنصف المواطن نتيجة تضرره من عدم انتظام التيار الكهربائي بالشكل الصحيح.. لماذا لا تقوم الشركة بإعادة تأهيل كوادرها بما يتلاءم وحجم المشكلة أو حجم الأعباء الملقاة على عاتقها؟ أخيرا نقبل من الحكومة مساهمتها في حل المشكلة، لكن من سيقوم بإنصافنا وتحصيل حقوقنا من هذه الشركة التي ساهمت وبشكل كبير في خسارة قومية لا يمكن حسابها.. نريد كهرباء منتظمة لا تشل أنشطتنا، ولا تعمل على خسارتنا وخذوا ما تستحقون كما يجب. وليعلم القارئ أن هذه المقالة كانت لا تستغرق من وقتي أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات، لكنها استغرقت أكثر من أسبوع نتيجة عدم انتظام التيار الكهربائي، فهل هذا يجوز ونحن في هذا العصر؟!



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنوك في غزة توحشت ..؟!
- الخلاف والاتفاق على نص القاهرة المنتظر التوقيع عليه بداية ال ...
- أنفاق الموت بين مصر ورفح الفلسطينية ؟؟
- ليست مرثية وفاء للشاعر الخالد محمود درويش
- الفلسفة والحب عند هدلا القصار في ديوانها - نبتة برية -
- نتائج الثانوية العامة تحت المجهر ؟!
- من يرع أبناءنا الطلبة الذين لم يستطيعوا العودة إلى غزة ؟؟
- التهدئة والحوار الفلسطيني الفلسطيني قرار إسرائيلي بامتاز ؟؟
- امتحانات التوجيهي والقلق الذي يساور الجميع ؟!
- المعلم .. المعلم يا سيد جون !
- الإنترنت .. قضايا وهموم ؟!
- القياس والتقويم في مدارس وكالة الغوث الدولية بغزة طريقة مثلى ...
- الأهداف الخفية لحماس من وراء فلترة الإنترنت في غزة ؟
- أزمة الغاز في غزة .. والمنطق الأعوج ؟؟
- في جباليا أول مواجهة جماهيرية مع القوات الحمساوية ؟؟
- دور مؤسسات المجتمع المدني في إنهاء حالة الانقسام وتعزيز المو ...
- التقاليد المجيدة للشيوعيين توحد اليسار الفلسطيني
- سرقة الأمل من أهلنا في غزة ؟!
- أيها الناس ! احترسوا على أموالكم وأنفسكم من الجوال ..!
- الرسوم الحكومية فرضها الاحتلال الإسرائيلي بقيت كما هي وزادت ...


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - الكهرباء في غزة قهر وأذى للمواطن الفلسطيني