أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - -استثمار- الموت














المزيد.....

-استثمار- الموت


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:33
المحور: كتابات ساخرة
    


الزميل هانى لبيب كاتب هادئ ومهذب لم نتعود من قلمه أن يكتب كلمة نابية أو لفطاً جارحاً. لذلك... فاجأنى عنوان عموده الأخير "قلم حر" الذى يكتبه فى جريدة "روزاليوسف".
العنوان يتكون من كلمة واحدة مباشرة موجهة لشخص بعينه تصفه بـ "الحقير".
وتحت هذا العنوان المباغت وجدت هانى لبيب نفسه يبدأ بالاعتراف قائلاً "ليس من عادتى أن أكتب فى وصف شخص بهذا العنوان الفج والقبيح. كما أن كلمة"حقير" ليست من مفردات كلماتى، ليس فقط لأنها تمس شخصا بعينه بل وأيضاً لأنها تمثل اختلافاً شخصياً مباشرا، ربما يرى البعض أنه لن يكون اختلافا موضوعياً".
حسناً... مادام الأمر كذلك... ما الذى دفعك يا هانى إلى "المر"؟ وياترى ماذا عساه أن يكون الذى هو "الامرّ منه"؟!
إجابة هانى لبيب عبر عنها بقوله "فوجئت بما كتبه موريس صادق يوم الثلاثاء الماضى تحت عنوان "يسوع المسيح ينتقم للأقباط من الطاغية حسنى مبارك" ولم أتخيل انه يتشفى بكلماته "البذيئة" فى وفاة حفيد الرئيس حسنى مبارك، ولا اعرف كيف لهذا "الموريس" أن يستخدم اسم السيد المسيح فى الانتقام والكراهية وهو يعلم جيدا أن تعاليم السيد المسيح وآيات الكتاب المقدس تؤكد على المحبة والسلام.. ومن المعروف فى مجتمعنا المصرى أن المرض والموت لا يمكن التشفى فيهما أو استغلالهما للتجريح والانتقام غير أن "الحقير" موريس صادق قد كسر هذه القاعدة فى تصرف عشوائى... لا يخرج عن إطار خيانته للأقباط قبل خيانته لهذا البلد".
هذه الملابسات جعلتنى أتفهم العصبية التى أصابت قلم كاتب دمث الأخلاق مثل هانى لبيب، فما قاله موريس صادق ليس مجرد كلام سخيف. ولو انه سخيف فقط لهان الأمر لأنه يدينه هو نفسه فقط ويبين قبحه الداخلي، ولكنه خطير أيضاً لأنه يعطى الفرصة لعناصر متطرفة غير مسيحية أن تستغل هذه التصريحات غير المسئولة وتصورها على أنها تعبر عن أقباط مصر، وتجعل من هذه "الحبة" "قبه" لتسمم آبار الوحدة الوطنية.
وواقع الحال غير ذلك بطبيعة الحال بدليل أن أول من تصدى لهذه السخافات كاتب قبطى مثل هانى لبيب نفسه الذى حرص أن يوضح أن "ما يقوم به موريس صادق بشكل فردى وشخصى يحمله البعض بالدرجة الأولى على المواطنين المسيحيين المصريين فى المجر، وبالدرجة الثانية على مصر".
واستطرد قائلا "لقد سعدت كثيرا ببيان رموز المسيحيين المصريين فى المجر، والذين أعلنوا فيه أنهم قد تلقوا بالآسي خبر وفاة حفيد الرئيس حسنى مبارك، وأنهم يتقدمون بتعازيهم القلبية فى هذا الحدث الأليم.. متضرعين إلى الله أن يلهم والديه والأسرة جميعا الصبر والتعزية. وهو موقف انسانى يتطابق مع تعاليم المسيحية ومبادئها من جهة، ولا ينفى الاختلاف أو مناقشة بعض هموم الأقباط ومشاكلهم من جانب آخر، فى إطار الموضوعية والاحترام المتبادل".
وهذا موقف محترم وعاقل وموضوعى ... يستحق التحية والتقدير، فضلا عن أنه الموقف "الوطنى" المسئول.
يضاف إلى ذلك أن هذا "الموريس صادق" لم يكن الوحيد الذى أقحم "الدين" بصورة تعسفية فى سياق المحنة الإنسانية التى تعرضت لها أسرة الرئيس حسنى مبارك، وهى محنة لا يوجد من هو محصن منها على وجه الكرة الأرضية من كل الأديان والمعتقدات، وإنما وجدنا أصواتاً نشازاً مماثلة تنتسب زوراً وبهتانا الى الإسلام رددت هراء مماثلا لتلك الأقوال المريضة التى رددها موريس صادق، مؤكدة بذلك أن التعصب "ملة واحدة"
كما وجدنا اصواتا أخرى من الجانبين أيضاً، تبتذل قداسة الأديان وتحولها الى أداة من أدوات النفاق السياسي فى مناسبة يفرض جلالها على الجميع صدق المشاعر والتضامن الانسانى الحميم دون مزايدات أو مناقصات .. أو محاولات رخيصة لـ "الاستثمار" و "التربح".



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورة الزمان: من ترومان إلى أوباما!
- مصريون -مع- التمييز!
- مصريون ضد التمييز
- نبيل العزبى وجمال أسعد.. ثنائية النجاح فى عيد أسيوط القومى
- الطوفان.. قادم
- وهابيون.. حتي في الكنيسة القبطية
- -الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!
- أدب السجون: كتابات تقشعر لها الأبدان!!
- عبدالملك خليل
- إعطنى هذا الدواء
- إمسك .. بهائى!
- سيادة النائب العام.. شكرًا
- هل نحتاج إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب؟!
- انتبهوا أيها السادة: نتيجة امتحاننا في »النزاهة«.. ضعيف جدا
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة . ...
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة 5 ...
- حلم .. ولاّ علم؟!
- من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!
- كيف يتعامل الاعلام المصرى مع تحديات العولمة؟
- ثورة 1919 .. تسعون شمعة


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - -استثمار- الموت