أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبحي حديدي - شهادة الفلسطيني














المزيد.....

شهادة الفلسطيني


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 810 - 2004 / 4 / 20 - 06:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


"الشهيدة بنتُ الشهيد
وأختُ الشهيد وأختُ الشهيدة كِنّةُ
أمِّ الشهيد حفيدةُ جَدّ شهيد
وجارةُ عَمّ الشهيد (الخ... الخ...)
ولا شيء يحدث في العالم المتمدّن،
فالزمن البربري انتهي،
والضحية مجهولة الإسم، عاديةٌ
والضحيةُ.. مثل الحقيقة.. نسبيةٌ
(الخ... الخ...)"

هكذا تسير إحدى قصائد محمود درويش في "حالة حصار"، حيث تبدو حال الشهادة فعلاً اعتيادياً يتجاوز الخيار الشخصي ربما: حين تكون فلسطينياً، فأنت مشروع شهيد، شئتَ أم أبيت، الآن أو غداً أو بعد غد، على يد أعدائك أو على يد أشقائك. وقيل، في مستولا مختلف من الموضوعة ذاتها، إنّ قوّات الإحتلال الإسرائيلية كانت تعلن ساعات منع التجوّل في الضفة الغربية على نحو مبتكر، فيه بالطبع غمز ساخر من ولع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالتشديد على بعض المفردات ثلاثاً: كانت مكبّرات الصوت تعلن تفاصيل ساعات منع التجوّل، ثم تنذر مَن يخالف التعليمات بأنه "سوف يسقط شهيداً شهيداً شهيدا"!
وقبل أيّام معدودات كان محمود درويش ضيف لقاء جرى مع جمهرة من طلاب الدراسات العليا، في باريس. وكان قد أجاب على عدد من الأسئلة، بينها سؤال طرحه قارىء ذكيّ: أما آن الأوان لكي تتخلّص فلسطين من عبء الإسطورة؟ درويش قدّم إجابة مركّبة وعميقة: فلسطين أرض الأساطير، وأرض الأنبياء، وقسط كبير من النضال الفلسطيني يدور حول أسطرة التاريخ في الرواية الصهيونية، أو التمسّك ــ أكثر من ذلك ــ بالرواية التوراتية لتاريخ فلسطين. ينبغي أن يستردّ الفلسطيني الحقّ في أن يكون إنساناً، تابع درويش، لا مجرّد اختزال أسطوري أو بطولي.
ولكن... هل يستطيع، حقاً؟ سألت نفسي، أنا الذي لا أختلف البتة مع القائلين بضرورة تجريد النضال الفلسطيني من الأسطرة، أو الأسطرة المضادة بالأحرى، على مستوي النصّ الإبداعي في المقام الأوّل. هل في وسع الفلسطيني أن يكون آدمياً عادياً، حتى إذا شاء؟ هل في وسعه ذلك، متى شاء؟ أينما شاء؟ كيفما شاء؟ ثمّ ماذا عن "ثقافة الاستشهاد" التي يسوقها البعض على سبيل التهمة ضدّ الفلسطيني... هل في وسع أيّ فلسطيني أن يزعم أنه بعيد عن، أو مستَبعد من، احتمال الشهادة إذا ومتى وأينما وكيفما شاء عدوّ مثل أرييل شارون؟
كنت أقلّب هذه الأسئلة في ذهني حين أخذ الجمهور يطالب درويش بقراءة بعض الشعر. ولعلّ الرجل، استكمالاً لما جاء في إجابته حول تخليص الفلسطيني من الأسطرة والبطولة، قرأ أوّلاً قصيدة "ليس للكرديّ إلا الريح" المهداة إلى، والتي تتحدّث عن، الشاعر السوري الكردي سليم بركات. ثمّ، في المساق ذاته، قرأ "درس من كاما سوطرا"، التي تُعدّ قصيدة إيروتيكية وليست مجرّد قصيدة حبّ جسورة. فهل اكتفى الجمهور؟
أو، بالأحرى، هل أشبعت القصيدتان حاجة الجمهور العربي تحديداً؟ لقد تعالت الصيحات (وخصوصاً من الصبايا بنات العرب!)، مطالبة بشيء من "حالة حصار". أخذ درويش يقلّب صفحات المجموعة المطلوبة، باحثاً عن قصيدة مناسبة، فوجدت نفسي أهتف به تلقائياً (وكنت أجلس في الصفّ الأمامي): الشهيدة أخت الشهيد، هذا هو المطلوب... وبالفعل، تبيّن أن درويش كان يبحث عن هذه القصيدة بالذات، فقرأها!
وذات يوم، في حوار أجرته الصحافية الاسرائيلية هيليت يشيرون، قال درويش: "هل تعرفين لماذا نحن الفلسطينيين على كل شفة ولسان في العالم؟ لأنكم أنتم بالذات أعداؤنا. الاهتمام بالقضية الفلسطينية انبثق من الاهتمام بالقضية اليهودية. نعم، إنهم يهتمون بكم، وليس بنا! لو كنّا في حالة حرب مع الباكستان مثلاً، لما اكترث العالم بنا. وهكذا فإن من سوء حظنا أنكم أعداؤنا بسبب ما تحظون به من تعاطف واسع في العالم، وإن من حسن حظنا أن تكون اسرائيل عدوّتنا لأن اليهود هم مركز العالم. ولقد منحتمونا الهزيمة، والضعف، والشهرة أيضاً".
... والشهادة يا صاحبي! عز الدين القسام، عبد القادر الحسيني، محمد جمجوم، فؤاد حجازي، عطا الزير، غسان كنفاني، كمال عدوان، كمال ناصر، يوسف النجار، دلال المغربي، وائل زعيتر، عز الدين القلق، خليل الوزير، صلاح خلف، ماجد أبو شرار، عاطف بسيسو، يحيى عياش، فتحي الشقاقي، عماد عقل، أبو علي مصطفي، أحمد ياسين، عبد العزير الرنتيسي، فضلاً عن آلاف الأسماء الأخرى في لائحة طويلة مفتوحة!
و"لا شيء يحدث في العالم المتمدّن"...



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدول أعمال أمريكا: صناعة المزيد من مسّوغات 11/9!
- احتفال شخصي
- هل آن أوان ارتطام الكوابيس القاتمة بالأحلام الوردية؟ شيعة ال ...
- فـي نقـد النقـد
- الحلف الأطلسي الجديد: هل يشفي غليل الجوارح؟
- الاقتصاد السياسي للأدب: عولمة المخيّلة، أم مخيال العولمة؟ 2ـ ...
- الاقتصاد السياسي للأدب: عولمة المخيّلة، أم مخيال العولمة؟ 1 ...
- الوصايا الكاذبة
- استشهاد الشيخ أحمد ياسين: هل تنقلب النعمة إلى نقمة؟
- صباح الخير يا كاسترو!
- أهي مصادفة أنها اندلعت في المحافظات الشرقية المنبوذة المنسية ...
- العروس ترتدي الحداد
- قد تصطبغ بلون الدماء حين يخرج جياعها إلي الشارع: روسيا التي ...
- تهذيب العولمة
- المواطن الأول
- ليس بعدُ جثة هامدة ولكن احتضاره ثابت وفي اشتداد حزب البعث بع ...
- تكريم إيهاب حسن
- الفنـّان والسـفـود
- دانييل بايبس الأحدث: يوم فالنتاين معركة حول -روح الإسلام-!
- اتفاقية سلام سورية – إسرائيلية: ما أبعد البارحة عن اليوم!


المزيد.....




- حلم كل مسافر.. هذا المطار لم يفقد قطعة واحدة من الأمتعة منذ ...
- الإعلام الإسرائيلي يفضح نتنياهو ويقلب الطاولة عليه: لن نلعب ...
- عنف المستوطنين يضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ...
- نتنياهو يريد بقاء حماس في السلطة، -ودوافعه الخفية كُشفت- - ج ...
- الاعتداء على ساسة ألمان ـ شولتس يندد وفيزر تبحث تشديد إجراءا ...
- مصرع سائق بعد اصطدام سيارته بإحدى بوابات البيت الأبيض (صور) ...
- كل مرة بمليون..الحظ يحالف أمريكية مرتين في أقل من 3 أشهر (ص ...
- عبد اللهيان: احتمالات توقف الحرب في غزة باتت أكثر من السابق ...
- صفقة التبادل تعمّق أزمة نتنياهو وتبدد شعار -النصر المطلق-
- ترقب لمباحثات القاهرة وحماس تتمسك بدور تركي روسي ضامن


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبحي حديدي - شهادة الفلسطيني