أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان عاكف - حول - الفساد - العلمي والفكري !!















المزيد.....



حول - الفساد - العلمي والفكري !!


عدنان عاكف

الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 09:11
المحور: المجتمع المدني
    


" تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة البحوث والمؤلفات سواء داخل المجتمع الأكاديمي ( جامعات ومراكز بحثية ) أو خارجه في الصحافة والنشر. وبين الفينة والأخرى نقرأ في الصحف عن أخبار تحمل عناوين عريضة مثل : • أستاذ جامعي يسرق سبعة بحوث من مجلات علمية دولية .. • صدور حكم قضائي بتغريم مدرس بجامعة ( ...) غرامة قدرها (...) لسرقته عشر صفحات من كتاب لزميله بنفس الكلية . • صدور قرار من جامعة ( ...) بنقل الدكتورة (...) إلى وظيفة " أمين مكتبة" لتورطها في سرقات علمية . • فضيحة الطالبة والأستاذ بجامعة ( ...) الأستاذ استغل سلطته في تكليف طالبة الدراسات العليا في إعداد بحوث خاصة للأستاذ، يُكتب عليها اسمه وتُنشر باسمه . • حصول باحث على الدكتوراه سنة 1992م من جامعة (...) برسالة ماجستير مسروقة من باحث متقدم سنة 1980م نعم، هذه عناوين نقرأها كثيرًا في صحف اليوم، الأمر الذي دفع بعض المخلصين لدق ناقوس الخطر، مطالبين بضرورة وقف هذه الظاهرة المخزية بشتى الطرق القانونية.."
ارتأيت ان أستهل مقالي بهذه الفقرة لسببين: الأول كي أضع القارئ منذ البداية أمام حقيقة مؤلمة، وهي ان ما أقدمه ليس مجرد حالة عارضة ومنفردة، بل أصبحت ظاهرة عامة في حياتنا العلمية والثقافية لم تعرف لها خطوط حمراء. والسبب الثاني، لأن الفقرة هذه استطاعت بالفعل ان تعبر عن وضع مأساوي، يمكن ان نطلق عليها ظاهرة " الفساد الفكري والعلمي " والتي لا تقل خطورة على المجتمع من ظاهرات الفساد الأخرى التي أخذت تنخر في موقومات مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة، مثل الفساد المالي والفساد الحكومي والفساد الحزبي، و...الخ. الفقرة مقتبسة من مقال شيق ومفيد للسيد محمد مسعد ياقوت " السرقات العلمية ... مشكلة متفاقمة " المنشور على موقع نوافذ، بتاريخ 18/11/2008

المقال الذي نحن بصدده يحمل عنوانا جذابا " التفكير العلمي والموضوع العراقي الراهن " للدكتورة (...)، استاذة في جامعة(...).المقال عبارة عن خمس فقرات طويلة نسبيا، ويتألف من نحو 770 كلمة. من سوء حظي اني قبل يومين فقط، من الاطلاع على المقال كنت قد بحثت بين كتبي القديمة على كتاب اعتز به كثيرا، ولذلك كان من الكتب القليلة التي رافقتني خلال ترحالي. وأقصد كتاب المفكر المصري المعروف فؤاد زكريا " التفكير العلمي " الصادر عن سلسلة " عالم المعرفة "، التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في الكويت. والمقال وان كان عنوانها يوحي بانها طازجة ومستقاة من الواقع العراقي الراهن ، إلا انها عبارة عن نسخة منقولة ( باستثناء بعض التغييرات الطفيفة الناتجة عن حذف كلمة أو إضافة نصف جملة ) من فقرات تم نقلها عن مقدمة الكتاب المذكور، باستثناء الفقرة الأخيرة حيث تم نقلها عن الفقرة الأولى من خاتمة الكتاب. علما ان تلك المقدمة كتبت عام 1977 للطبعة الأولى من الكتاب. أي ان الأفكار التي تقدمها لنا المؤلفة تعود الى ثلاثين سنة مضت.
الذي دفعني الى التعقيب على مقالة (...) ليست عملية " النقل " بحد ذاتها، فالجميع يعرف اليوم ان الكثير من " علمائنا " ومفكرينا الأفاضل في العالم العربي – وخاصة أساتذة الجامعة - يمارسون ذلك، في وضح النهار.
لكن المثير في حالتنا ان كاتبتنا لجأت الى مثل هذا الاسلوب الذي يتنافى مع أبسط مبادئ التفكير العلمي، لتتحف القراء بمقالة عن " التفكير العلمي ". ولا أستبعد انها تعلم طلبتنا أسس ومبادئ التفكير العلمي السليم، الذي يعينهم على مواجهة الفكر المتخلف. ناهيك عن ان مقالها قد شوه ما نقلت عنه وأساء كثيرا الى ذلك الكتاب الرائع، الذي يعتبر من بين أهم الكتب التي عرفتها حياتنا الثقافية في النصف الثاني من القرن العشرين. ولا أعتقد ان د. فؤاد زكريا يستحق منا نحن العراقيين إساءة كهذه، فقد كان الرجل من المثقفين العرب القلائل، الذين وقفوا على طول الخط مع محنة شعبنا وهو يقاوم طغيان حاكمه المستبد.
مساهمة الكاتبة في المقال هي انها قدمت أو أخرت بعض فقرات مقدمة الكتاب، مما أدى الى خلل في تسلسل الأفكار التي طرحها المؤلف. وقد جاء ترتيب فقرات المقال على النحو التالي :
الفقرة الأولى : منقولة عن الفقرة السادسة من مقدمة الكتاب – صفحة 8
الفقرة الثانية : هي الفقرة الأولى من المقدمة – ص 2
الفقرة الثالثة : هي الفقرة الثانية من مقدمة الكتاب – ص5
الفقرة الرابعة : هي الفقرة 12 من الصفحة 15
الفقرة الخامسة منقولة عن الفقرة الأولى من خاتمة الكتاب – صفحة 323.
سنتوقف عند فقرتين فقط : الفقرة الأولى والفقرة الأخيرة :
تبدأ المقالة بالفقرة التالية :
" ان موضوع التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم. ففي الوقت الذي افلح فيه العالم المتقدم بغض النظر عن أنظمته الاجتماعية في تكوين تراث علمي راسخ امتد في العصر الحديث طوال أربعة قرون، وأصبح يمثل في حياة هذه المجتمعات اتجاهاً ثابتاً يستحيل العدول عنه او الرجوع منه. في هذا الوقت بالذات يخوض المفكرون في عالمنا معركة ضارية في سبيل إقرار ابسط مبادئ التفكير العلمي. ويبدو من يوم كنا نمضي فيه قدما الى السنوات الأخيرة من القرن الماضي ان نتيجة هذه المعركة مازالت على كفة الميزان بل يخيل الى المرء في ساعات تشاؤم معينة ان احتمال الانتصار فيها اضعف من احتمال الهزيمة ".
لقد قامت الكاتبة بنقل هذه الفقرة كاملة من فقرة وردت في الصفحة الثامنة. ومن أجل ألا أتهم بالمبالغة إليكم تلك الفقرة من كتاب د. زكريا :
" وفي اعتقادي ان موضوع التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم العربي. ففي الوقت الذي افلح فيه العالم المتقدم - بغض النظر عن أنظمته الاجتماعية - في تكوين تراث علمي راسخ امتد، في العصر الحديث، طوال أربعة قرون، وأصبح يمثل في حياة هذه المجتمعات اتجاهاً ثابتاً يستحيل العدول عنه او الرجوع فيه. في هذا الوقت بذاته يخوض المفكرون في عالمنا العربي معركة ضارية في سبيل إقرار ابسط مبادئ التفكير العلمي، ويبدو حتى اليوم، ونحن نمضي قدما الى السنوات الأخيرة من القرن العشرين، ان نتيجة هذه المعركة مازالت على كفة الميزان بل قد يخيل الى المرء في ساعات تشاؤم معينة ان احتمال الانتصار فيها أضعف من احتمال الهزيمة ".

د. زكريا كان قد بدأ الفقرة بتعبير " وفي اعتقادي ان موضوع التفكير العلمي هو... " ليؤكد للقارئ ان ما يقوله ليس بالأمر المحسوم وحقيقة موضوعية قائمة منتهية، بل انه مجرد رأي يحتمل الخطأ والصواب. في حين ان الكاتبة قد حذفت الكلمتين " وفي اعتقادي " لتحول الاعتقاد الى حقيقة مثبتة، مع ان الكاتب الأول كان يتحدث عن حقيقة شبه مثبتة، عندما أشار الى ان التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم العربي، في حين ان الثانية كانت تتحدث عن مجرد وهم، عندما أكدت على ان التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم ( وليس في العالم العربي )...
بصراحة لم أجد أي تفسير منطقي لحذف تلك الكلمة ( العربي ) من الجملة، لكنها بحذف كلمة واحدة قد شوهت ليس الجملة وحدها، بل حَرَفـَتْ مقدمة الكتاب عن هدفها. لا بل شوًهت الرسالة الرئيسية التي كان د. زكريا يسعى لإيصالها عبر صفحات كتابه.
ولو تابعنا مقارنة النص في الفقرتين سنجد ان الكاتبة حذفت كلمة " العربي " مرة أخرى من الجملة التي ورد فيها " يخوض المفكرون في عالمنا معركة ضارية "، بينما في الأصل : " يخوض المفكرون في عالمنا العربي معركة ضارية "...
أولا لنتوقف عند التناقض الصارخ في الفقرة. القول بان الموضوع الفلاني هو " موضوع الساعة " يعني ان هذا الموضوع يشكل قضية ملحة وفي غاية الأهمية ومطروح للنقاش بين فئات المجتمع وقواه السياسية والفكرية. فكيف يمكن ان نجزم " ان موضوع التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم "، اذا كنا في نفس الوقت نؤكد على ان العالم المتقدم قد حسم أمره بشأن الأخذ بالمنهج العلمي منذ أربعة قرون، ولم يعد الأمر مطروحا للنقاش ؟ لقد أراد د. زكريا ان يبين بالدليل القاطع جوهر الفرق بين العالم العربي الذي ما يزال يعيش مرحلة التخلف وبين العالم المتقدم الذي يعتمد العلم والمنهج العلمي لحل مشاكله وبناء مستقبله. لا يوجد في العالم المتقدم اليوم مفكرون يخوضون معركة ضارية في سبيل إقرار أبسط مبادئ التفكير العلمي، لأن الأمر قد حسم لصالح العلم منذ قرون. مثل هذه المعركة ما زالت دائرة في العالم العربي وفي البلدان المتخلفة الأخرى. ولا يمكن لأي عاقل اليوم ان يتصور ان " نتيجة هذه المعركة في العالم مازالت على كفة الميزان " وان " احتمال الانتصار فيها أضعف من احتمال الهزيمة ". ولكن واقع الحال يؤكد على ان توقعات د. زكريا كانت صائبة بشأن مخاوفه من احتمال الهزيمة في تلك المعركة في العالم العربي. الكثير من الدلائل تشير الى التراجع الكبير الذي شهده العالم العربي على صعيد التفكير العلمي والتعليم والبحث العلمي، وعلى الصعيد الثقافي والاجتماعي وحرية الفكر وحرية المرأة وغير ذلك. وهي مواضيع لا مجال للخوض فيها الآن. وكان نصيب الفكر الديني ( الذي باسمه تُشهر سيوف الجهاد في أكثر من بلد ) عرف الكثير من التراجع أيضا، أمام الفكر الديني السلفي المتخلف، عما كان عليه حتى في مطلع القرن العشرين...
تبقى الجملة الأخيرة:" ويبدو من يوم كنا نمضي فيه قدما الى السنوات الأخيرة من القرن الماضي... " غامضة وكأنها طلسم من طلاسم علم السيمياء ( الكيمياء القديمة ) ، أو انها كتبت بلغة هندية ولكنها بحروف عربية. ولا يمكن حل لغز هذه الجملة إلا بالعودة الى الجملة الأصلية التي نقلت عنها مشوهة. والجملة الأصلية كانت على النحو التالي : " ويبدو حتى اليوم، ونحن نمضي قدما الى السنوات الأخيرة من القرن العشرين، ان نتيجة هذه المعركة ...".
د. زكريا كتب تلك الجملة عندما كان لا يزال يمضي قدما - ونحن معه والعالم بأسره – الى السنوات الأخيرة من القرن العشرين. في حين ان كاتبتنا حاولت ان تحول ما كان من هموم الحاضر قبل ثلاثين سنة الى ما هو ماضي ، لتمضي قدما – ولكن لوحدها فقط ( لأن العالم كله قد وصل القرن الجديد منذ أكثر من سبع سنوات ) – الى السنوات الأخيرة من القرن الماضي!!!!! أيعقل ان يصل العجز لدى الاستاذ الجامعي الى هذه الدرجة، بحيث يصعب عليه اعادة صياغة جملة اقتضت عملية السرقة اجراء بعض التحويرات اللغوية الطفيفية لتصبح متماشية مع الزمن الذي تتحدث عنه ؟؟

ليسمح لي القارئ ان أثقل عليه بالفقرة الخامسة والأخيرة من مقال الاستاذة :
" حين نتأمل بعمق مسار التفكير العلمي عبر العصور وحركته التي تزداد توثباً ونشاطاً في عصرنا هذا والسمات التي يكتسبها العقل البشري نتيجة التقدم العلمي المتلاحق نحاول ان نستكشف شكل العالم الذي سيؤدي اليه استمرار هذا التقدم في المستقبل، اذا لم يقرر لعالمنا هذا ان ينتحر عن طريق العلم نفسه في حرب نووية او بيولوجية لا تبقى ولا تذر، وحين نمتد بأنظارنا الى هذه الآفاق المقبلة للعالم في ظل التقدم العلمي فأن المرء لا يملك الا ان يرى امامه المستقبل صورة عالم متحد تختفي فيه كثير من الفواصل التي تفرق بين البشر في وقتنا الحالي وتجمعه على اهداف وغايات واحدة. والنتيجة التي يؤدي اليها مسار هذا التفكير العلمي في رحلته الطويلة الشاقة هي توحيد الإنسانية وان هذه النتيجة مازالت بعيدة عن ان تحقق ولكن كل العوامل التي تقف دون هذ التوحيد تتعارض مع الطبيعة الحقيقية للعلم. ومن ثم فأن تقدم التفكير العلمي ينبغي ان يزيحها جانباً آخر الأمر. وفي هذا الضوء فان الازمات التي يعيشها العراق في الوقت الراهن هي سبب ابتعاد البعض عن الاسلوب العلمي الهادف الذي يشكل الحل الامثل لشتى المشاكل التي تمر بنا . "
وليقارن تلك الفقرة مع الفقرة التالية وهي الفقرة التي بدأ بها د. زكريا " خاتمة " كتابه – ص 223 :
" حين نتأمل بعمق مسار التفكير العلمي عبر العصور وحركته التي تزداد توثباً ونشاطاً في عصرنا هذا على وجه التخصيص، وحين نمعن الفكر في السمات التي يكتسبها العقل البشري نتيجة التقدم العلمي المتلاحق، ونحاول ان نستشف شكل العالم الذي سيؤدي اليه استمرار هذا التقدم في المستقبل، اذا لم يقدر لعالمنا هذا ان ينتحر عن طريق العلم نفسه ، في حرب نووية او بيولوجية لا تبقى ولا تذر- حين نمتد بأنظارنا الى هذه الآفاق المقبلة للعالم في ظل التقدم العلمي ، فأن المرء لا يملك الا ان يرى امامه، في المستقبل ـ صورة عالم متحد، تختفي فيه كثير من الفواصل التي تفرق بين البشر في وقتنا الحالي، وتجمعه على اهداف وغايات واحدة، وان لم تتلاشى مظاهر التنوع الخصب التي لا بد منها لكي تكتسب حياة الإنسان ثراء وامتلاء.
وحين نقول ان النتيجة التي يؤدي اليها مسار هذا التفكير العلمي، في رحلته الطويلة الشاقة، هي توحيد الإنسانية، فنحن نعلم تمام العلم وان هذه النتيجة مازالت بعيدة عن ان تحقق. ولكن الأمر الذي نود ان نؤكده هو ان كل العوامل التي تقف حائلا دون هذ التوحيد تتعارض مع الطبيعة الحقيقية للعلم، ومن ثم فأن تقدم التفكير العلمي ينبغي ان يزيحها جانباً آخر الأمر "..
وجدير بالذكر ان د. زكريا حين دعا القارئ ان يتأمل بعمق مسار التفكير العلمي عبر العصور، كان قد مهد لهذه الدعوة عبر الكثير من المعطيات العلمية والفكرية التي قدمها في فصول الكتاب السبعة من كتابه، والتي شغلت أكثر من 300 صفحة. في حين ان مقالة د. زينات لم تؤسس لأي أساس علمي يساعد القارئ بالقيام بمثل ذلك التأمل " العميق ". لذلك ليس أمامه سوى ان يستسلم لأحلامه ويغمض عينيه ويأخذ نفسا عميقا عله يستطيع ان يتأمل شيئا ما.
ليس من الصعب على القارئ ان يرى مدى التطابق العجيب بين الفقرتين أعلاه. كل ما في الأمر ان الدكتورة حذفت جزء من جملة وردت في كتاب د. زكريا، وأضافت الجملة الأخيرة المتعلقة بالعراق.. وليس من الصعب ان نرى ان هذه الجملة المضافة قد حشرت في النص قسرا، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمقالة أساسا. وجدير بالذكر ان هذه الجملة اليتيمة هي نصيب " العراق " فقط لا غير، من مقالة يفترض من عنوانها ان يكون للعراق نصفها على الأقل!!. أليس من الغريب ان يكون العنوان " التفكير العلمي والموضوع العراقي الراهن "، في حين انها تخلو من أي حديث عن العراق، باستثناء جملة لا تشكل سوى أقل من 4 % من حجم المقالة ؟
نعود الى الاختلافات البسيطة بين الفقرتين. انها تبدو بسيطة جدا، وتكاد تكون غير مرئية. ولكننا ما دمنا نتحدث عن التفكير العلمي، لنحاول ان نحيل تلك الاختلافات الى التحليل " العلمي "، وعندها سنجد ان الاختلاف كبير وجوهري.
لنبدأ بعامل الزمن ؛ ان يكتب إنسان مثقف وأستاذ جامعي في القرن الواحد والعشرين عن العالم المتحد، الذي سوف " تختفي فيه كثير من الفواصل التي تفرق بين البشر في وقتنا الحالي " ، فهو أمر طبيعي ولا يدعو الى الدهشة. الجميع اليوم يتحدثون عن العالم الذي تحول الى قرية صغيرة. تسمع هذا الكلام في أروقة الجامعة، وعلى شاشات التلفزيون، وفي سوق الخضار، وعند الحلاق والجزار. ويتحدث عن هذه القرية المثقف، والعالم، والأمي، والمطربة المتمايلة المتموجة.... وهي تحدثك عن السمات العالمية لأغنيتها الجديدة . لذلك ليس في ما ذكرته الكاتبة أي محاولة " للاستكشاف " على الإطلاق. ولكن ان يدور الحديث عن هذا العالم الموحد المقبل قبل عام 1977 ( سنة كتابة المقدمة )، فهو أمر لا يدعو الى الدهشة فحسب بل والى التوقف والتأمل. لنتذكر ان المسألة لا تتعلق بالفارق الزمني الكبير فحسب، بل والمهم أيضا بالفرق الشاسع بين عالمنا اليوم والعالم الذي كان قائما حين كتب د. زكريا تلك الفقرة. لقد كان العالم آنذاك ما يزال بقطبيه المتصارعين، وما زالت الحرب الباردة مستعرة بين المعسكرين. ولم تكن وسائل الاتصالات الحديثة، وفي مقدمتها الانترنيت قد دخلت الى عالم المعرفة والتجارة والسياسة. ولم تكن العولمة قد نشرت جناحيها كالطير الكاسر فوق العالم. لا أدعي ان د. زكريا هو أول من حاول ان يستشف ( بالمناسبة الكلمة الأصلية في نص د. زكريا هي نست0شف، وليس نستكشف كما وردت في فقرة د. زينات ) صورة العالم الموحد. ولكن ليس أمامنا الا ان نقف بانبهار وإعجاب أمام عمق تفكير هذا الأستاذ الكبير وقدرته الفائقة على التنبؤ بالمستقبل من خلال تحليله للواقع. ومفكر بمثل هذه الموهبة لا يستحق منا إلا التقدير والدفاع عن أفكاره .
اختفت من فقرة الدكتورة عبارة " وان لم تتلاشى مظاهر التنوع الخصب التي لا بد منها لكي تكتسب حياة الانسان ثراء وامتلاء "، التي وردت مباشرة بعد الحديث عن العالم الذي سوف يتوحد في المستقبل. بصراحة لم أجد أي سبب يدعو (...)الى حذف هذه العبارة، مع انها تتضمن جزءا جوهريا ومهما من ملامح العالم الذي يكتب عنه ويحلم به د. زكريا. الرجل وقبل أكثر من ثلاثة عقود توجس خوفا من ان البعض سوف يحاول ان يمسخ ويشوه العالم المتحد الذي يقود اليه العلم ، وذلك من خلال هيمنة تقاليد وأعراف وثقافة واحدة. وما من شك ان تلك الهيمنة ستكون للأقوى، والخاسر سنكون نحن الشعوب الضعيفة المغلوبة على أمرها. كان د. زكريا يحلم بعالم موحد ثري وغني بثقافاته المتعددة والمتفردة ومتوحد بعلمه المتطور الذي ينشر الخير والرفاهية على الجميع..
وإذا كانت الكاتبة لم تكلف نفسها ان تقلب الصفحة 323 ، التي نقلت عنها فقرتها الأخيرة لتقرأ ما الذي كان يعنيه د. زكريا بالعوائق التي تحول دون " استخدام العلم لصالح الإنسانية جمعاء، بدلا من ان يستخدم – كما هو حادث في الوقت الراهن – أداة للتفرقة بين البشر، وزيادة قوة فئات أو مجتمعات معينة على حساب الباقين ؟ "، فاني أرى من واجبي ان أقوم بذلك ، من أجل ان تكتمل الفكرة التي أراد المؤلف ان يوصلها الى قراءه. يشير الكاتب الى ان هناك طريقتين واضحتين في استخدام العلم اليوم، وتؤدي كل منهما الى تأجيل الزمن الذي يصبح فيه العلم لصالح الإنسانية بلا تفرقة. وهاتان الطريقتان : النزعة التجارية والنزعة القومية في استخدام العلم!!!
أتفق مع الكاتبة بشأن أهمية التفكير العلمي بالنسبة للعراق في الوضع الراهن، وكنت أتمنى لو ان مقالتها عكست بالفعل مضمون العنوان الذي حملته. وأهمية التفكير العلمي لا تخص العراق لوحده بل تخص جميع بلدان العالم الثالث، التي ما زالت ، كما أكد عليه د. زكريا في كتابه ، لم تحسم أمرها للالتحاق بركب العلم والتقدم. وحسب تقديري ان كتاب " التفكير العلمي " ما يزال يحتفظ بكامل أهميته وحيويته بالرغم من مرور ثلاثة عقود على كتابته. وهو يصلح ان يكون أمام كل مثقف، ومفكر، وأستاذ جامعي، وزعيم سياسي، وكل رجل دين، يجد من واجبه المساهمة في إصلاح ما قد أفسده الدهر... وليس هناك أدنى شك في ان هذا الكتاب لم يكتب للبحث في موضوع " التفكير العلمي " من الناحية الفلسفية المجردة، بل وضع خصيصا لمن يهمه أمر تطور مجتمعنا. وهذا ما يؤكده الكاتب في الفقرة الأخيرة من مقدمة كتابه، والتي لا أجد أفضل منها لأختتم مقالتي :
" واذا كان بعض من يعيشون معنا في الربع الأخير من القرن العشرين غير مقتنعين حتى اليوم بجدوى الاسلوب العلمي في معالجة الأمور، واذا كانوا لا يزالون يضعون العراقيل أمام التفكير العلمي حتى اليوم، فليفكروا لحظة في أحوال العالم في القرن القادم، الذي سيعيش فيه أبناؤهم. ومن هذه الزاوية فاني أعد هذا الكتاب محاولة لإقناع العقول – في عالمنا العربي – بأن أشياء كثيرة ستفوتنا لو امتثلنا للاتجاهات المعادية للعلم، وبأن مجرد البقاء في المستقبل، دون نظرة علمية وأسلوب علمي في التفكير، سيكون أمرا مشكوكا فيه ".....
كم هي الأشياء الكثيرة التي فاتتنا بالفعل لأننا لم نستمع الى كلمات أحد علمائنا ومفكرينا منذ ثلاثين سنة؟؟؟
كلمة أخيرة :
أقدم هذا المقال الى العاجزين من علمائنا ومفكرينا وكتابنا، عن صياغة فقرة مفيدة واحدة، أو تقديم فكرة جديدة من بنات أفكارهم. وعلى الجميع ان يعلم ان السرقة العلمية والفكرية عمل مشين ولا يليق إلا بالسراق واللصوص والأفاقين، لا بل ان ما يقوموا به أكثر ضررا، وأشد خطورة على المجتمع من السرقات الاعتيادية. أريحونا أيها السادة من أفكاركم " المنقولة " ومقالاتكم " المنحولة ". لقد سرقوا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ولم يبق لدينا ملاذ نلجأ اليه سوى هذه الفسحة الصغيرة التي نريدها ان تبقى نقية صافية، بعيدا عن التلوث والفساد وبلطجية العلم، والفكر والثقافة!!!


عدنان عاكف
" تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة البحوث والمؤلفات سواء داخل المجتمع الأكاديمي ( جامعات ومراكز بحثية ) أو خارجه في الصحافة والنشر. وبين الفينة والأخرى نقرأ في الصحف عن أخبار تحمل عناوين عريضة مثل : • أستاذ جامعي يسرق سبعة بحوث من مجلات علمية دولية .. • صدور حكم قضائي بتغريم مدرس بجامعة ( ...) غرامة قدرها (...) لسرقته عشر صفحات من كتاب لزميله بنفس الكلية . • صدور قرار من جامعة ( ...) بنقل الدكتورة (...) إلى وظيفة " أمين مكتبة" لتورطها في سرقات علمية . • فضيحة الطالبة والأستاذ بجامعة ( ...) الأستاذ استغل سلطته في تكليف طالبة الدراسات العليا في إعداد بحوث خاصة للأستاذ، يُكتب عليها اسمه وتُنشر باسمه . • حصول باحث على الدكتوراه سنة 1992م من جامعة (...) برسالة ماجستير مسروقة من باحث متقدم سنة 1980م نعم، هذه عناوين نقرأها كثيرًا في صحف اليوم، الأمر الذي دفع بعض المخلصين لدق ناقوس الخطر، مطالبين بضرورة وقف هذه الظاهرة المخزية بشتى الطرق القانونية.."
ارتأيت ان أستهل مقالي بهذه الفقرة لسببين: الأول كي أضع القارئ منذ البداية أمام حقيقة مؤلمة، وهي ان ما أقدمه ليس مجرد حالة عارضة ومنفردة، بل أصبحت ظاهرة عامة في حياتنا العلمية والثقافية لم تعرف لها خطوط حمراء. والسبب الثاني، لأن الفقرة هذه استطاعت بالفعل ان تعبر عن وضع مأساوي، يمكن ان نطلق عليها ظاهرة " الفساد الفكري والعلمي " والتي لا تقل خطورة على المجتمع من ظاهرات الفساد الأخرى التي أخذت تنخر في موقومات مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة، مثل الفساد المالي والفساد الحكومي والفساد الحزبي، و...الخ. الفقرة مقتبسة من مقال شيق ومفيد للسيد محمد مسعد ياقوت " السرقات العلمية ... مشكلة متفاقمة " المنشور على موقع نوافذ، بتاريخ 18/11/2008

المقال الذي نحن بصدده يحمل عنوانا جذابا " التفكير العلمي والموضوع العراقي الراهن " للدكتورة (...)، استاذة في جامعة(...).المقال عبارة عن خمس فقرات طويلة نسبيا، ويتألف من نحو 770 كلمة. من سوء حظي اني قبل يومين فقط، من الاطلاع على المقال كنت قد بحثت بين كتبي القديمة على كتاب اعتز به كثيرا، ولذلك كان من الكتب القليلة التي رافقتني خلال ترحالي. وأقصد كتاب المفكر المصري المعروف فؤاد زكريا " التفكير العلمي " الصادر عن سلسلة " عالم المعرفة "، التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في الكويت. والمقال وان كان عنوانها يوحي بانها طازجة ومستقاة من الواقع العراقي الراهن ، إلا انها عبارة عن نسخة منقولة ( باستثناء بعض التغييرات الطفيفة الناتجة عن حذف كلمة أو إضافة نصف جملة ) من فقرات تم نقلها عن مقدمة الكتاب المذكور، باستثناء الفقرة الأخيرة حيث تم نقلها عن الفقرة الأولى من خاتمة الكتاب. علما ان تلك المقدمة كتبت عام 1977 للطبعة الأولى من الكتاب. أي ان الأفكار التي تقدمها لنا المؤلفة تعود الى ثلاثين سنة مضت.
الذي دفعني الى التعقيب على مقالة (...) ليست عملية " النقل " بحد ذاتها، فالجميع يعرف اليوم ان الكثير من " علمائنا " ومفكرينا الأفاضل في العالم العربي – وخاصة أساتذة الجامعة - يمارسون ذلك، في وضح النهار.
لكن المثير في حالتنا ان كاتبتنا لجأت الى مثل هذا الاسلوب الذي يتنافى مع أبسط مبادئ التفكير العلمي، لتتحف القراء بمقالة عن " التفكير العلمي ". ولا أستبعد انها تعلم طلبتنا أسس ومبادئ التفكير العلمي السليم، الذي يعينهم على مواجهة الفكر المتخلف. ناهيك عن ان مقالها قد شوه ما نقلت عنه وأساء كثيرا الى ذلك الكتاب الرائع، الذي يعتبر من بين أهم الكتب التي عرفتها حياتنا الثقافية في النصف الثاني من القرن العشرين. ولا أعتقد ان د. فؤاد زكريا يستحق منا نحن العراقيين إساءة كهذه، فقد كان الرجل من المثقفين العرب القلائل، الذين وقفوا على طول الخط مع محنة شعبنا وهو يقاوم طغيان حاكمه المستبد.
مساهمة الكاتبة في المقال هي انها قدمت أو أخرت بعض فقرات مقدمة الكتاب، مما أدى الى خلل في تسلسل الأفكار التي طرحها المؤلف. وقد جاء ترتيب فقرات المقال على النحو التالي :
الفقرة الأولى : منقولة عن الفقرة السادسة من مقدمة الكتاب – صفحة 8
الفقرة الثانية : هي الفقرة الأولى من المقدمة – ص 2
الفقرة الثالثة : هي الفقرة الثانية من مقدمة الكتاب – ص5
الفقرة الرابعة : هي الفقرة 12 من الصفحة 15
الفقرة الخامسة منقولة عن الفقرة الأولى من خاتمة الكتاب – صفحة 323.
سنتوقف عند فقرتين فقط : الفقرة الأولى والفقرة الأخيرة :
تبدأ المقالة بالفقرة التالية :
" ان موضوع التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم. ففي الوقت الذي افلح فيه العالم المتقدم بغض النظر عن أنظمته الاجتماعية في تكوين تراث علمي راسخ امتد في العصر الحديث طوال أربعة قرون، وأصبح يمثل في حياة هذه المجتمعات اتجاهاً ثابتاً يستحيل العدول عنه او الرجوع منه. في هذا الوقت بالذات يخوض المفكرون في عالمنا معركة ضارية في سبيل إقرار ابسط مبادئ التفكير العلمي. ويبدو من يوم كنا نمضي فيه قدما الى السنوات الأخيرة من القرن الماضي ان نتيجة هذه المعركة مازالت على كفة الميزان بل يخيل الى المرء في ساعات تشاؤم معينة ان احتمال الانتصار فيها اضعف من احتمال الهزيمة ".
لقد قامت الكاتبة بنقل هذه الفقرة كاملة من فقرة وردت في الصفحة الثامنة. ومن أجل ألا أتهم بالمبالغة إليكم تلك الفقرة من كتاب د. زكريا :
" وفي اعتقادي ان موضوع التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم العربي. ففي الوقت الذي افلح فيه العالم المتقدم - بغض النظر عن أنظمته الاجتماعية - في تكوين تراث علمي راسخ امتد، في العصر الحديث، طوال أربعة قرون، وأصبح يمثل في حياة هذه المجتمعات اتجاهاً ثابتاً يستحيل العدول عنه او الرجوع فيه. في هذا الوقت بذاته يخوض المفكرون في عالمنا العربي معركة ضارية في سبيل إقرار ابسط مبادئ التفكير العلمي، ويبدو حتى اليوم، ونحن نمضي قدما الى السنوات الأخيرة من القرن العشرين، ان نتيجة هذه المعركة مازالت على كفة الميزان بل قد يخيل الى المرء في ساعات تشاؤم معينة ان احتمال الانتصار فيها أضعف من احتمال الهزيمة ".

د. زكريا كان قد بدأ الفقرة بتعبير " وفي اعتقادي ان موضوع التفكير العلمي هو... " ليؤكد للقارئ ان ما يقوله ليس بالأمر المحسوم وحقيقة موضوعية قائمة منتهية، بل انه مجرد رأي يحتمل الخطأ والصواب. في حين ان الكاتبة قد حذفت الكلمتين " وفي اعتقادي " لتحول الاعتقاد الى حقيقة مثبتة، مع ان الكاتب الأول كان يتحدث عن حقيقة شبه مثبتة، عندما أشار الى ان التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم العربي، في حين ان الثانية كانت تتحدث عن مجرد وهم، عندما أكدت على ان التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم ( وليس في العالم العربي )...
بصراحة لم أجد أي تفسير منطقي لحذف تلك الكلمة ( العربي ) من الجملة، لكنها بحذف كلمة واحدة قد شوهت ليس الجملة وحدها، بل حَرَفـَتْ مقدمة الكتاب عن هدفها. لا بل شوًهت الرسالة الرئيسية التي كان د. زكريا يسعى لإيصالها عبر صفحات كتابه.
ولو تابعنا مقارنة النص في الفقرتين سنجد ان الكاتبة حذفت كلمة " العربي " مرة أخرى من الجملة التي ورد فيها " يخوض المفكرون في عالمنا معركة ضارية "، بينما في الأصل : " يخوض المفكرون في عالمنا العربي معركة ضارية "...
أولا لنتوقف عند التناقض الصارخ في الفقرة. القول بان الموضوع الفلاني هو " موضوع الساعة " يعني ان هذا الموضوع يشكل قضية ملحة وفي غاية الأهمية ومطروح للنقاش بين فئات المجتمع وقواه السياسية والفكرية. فكيف يمكن ان نجزم " ان موضوع التفكير العلمي هو موضوع الساعة في العالم "، اذا كنا في نفس الوقت نؤكد على ان العالم المتقدم قد حسم أمره بشأن الأخذ بالمنهج العلمي منذ أربعة قرون، ولم يعد الأمر مطروحا للنقاش ؟ لقد أراد د. زكريا ان يبين بالدليل القاطع جوهر الفرق بين العالم العربي الذي ما يزال يعيش مرحلة التخلف وبين العالم المتقدم الذي يعتمد العلم والمنهج العلمي لحل مشاكله وبناء مستقبله. لا يوجد في العالم المتقدم اليوم مفكرون يخوضون معركة ضارية في سبيل إقرار أبسط مبادئ التفكير العلمي، لأن الأمر قد حسم لصالح العلم منذ قرون. مثل هذه المعركة ما زالت دائرة في العالم العربي وفي البلدان المتخلفة الأخرى. ولا يمكن لأي عاقل اليوم ان يتصور ان " نتيجة هذه المعركة في العالم مازالت على كفة الميزان " وان " احتمال الانتصار فيها أضعف من احتمال الهزيمة ". ولكن واقع الحال يؤكد على ان توقعات د. زكريا كانت صائبة بشأن مخاوفه من احتمال الهزيمة في تلك المعركة في العالم العربي. الكثير من الدلائل تشير الى التراجع الكبير الذي شهده العالم العربي على صعيد التفكير العلمي والتعليم والبحث العلمي، وعلى الصعيد الثقافي والاجتماعي وحرية الفكر وحرية المرأة وغير ذلك. وهي مواضيع لا مجال للخوض فيها الآن. وكان نصيب الفكر الديني ( الذي باسمه تُشهر سيوف الجهاد في أكثر من بلد ) عرف الكثير من التراجع أيضا، أمام الفكر الديني السلفي المتخلف، عما كان عليه حتى في مطلع القرن العشرين...
تبقى الجملة الأخيرة:" ويبدو من يوم كنا نمضي فيه قدما الى السنوات الأخيرة من القرن الماضي... " غامضة وكأنها طلسم من طلاسم علم السيمياء ( الكيمياء القديمة ) ، أو انها كتبت بلغة هندية ولكنها بحروف عربية. ولا يمكن حل لغز هذه الجملة إلا بالعودة الى الجملة الأصلية التي نقلت عنها مشوهة. والجملة الأصلية كانت على النحو التالي : " ويبدو حتى اليوم، ونحن نمضي قدما الى السنوات الأخيرة من القرن العشرين، ان نتيجة هذه المعركة ...".
د. زكريا كتب تلك الجملة عندما كان لا يزال يمضي قدما - ونحن معه والعالم بأسره – الى السنوات الأخيرة من القرن العشرين. في حين ان كاتبتنا حاولت ان تحول ما كان من هموم الحاضر قبل ثلاثين سنة الى ما هو ماضي ، لتمضي قدما – ولكن لوحدها فقط ( لأن العالم كله قد وصل القرن الجديد منذ أكثر من سبع سنوات ) – الى السنوات الأخيرة من القرن الماضي!!!!! أيعقل ان يصل العجز لدى الاستاذ الجامعي الى هذه الدرجة، بحيث يصعب عليه اعادة صياغة جملة اقتضت عملية السرقة اجراء بعض التحويرات اللغوية الطفيفية لتصبح متماشية مع الزمن الذي تتحدث عنه ؟؟

ليسمح لي القارئ ان أثقل عليه بالفقرة الخامسة والأخيرة من مقال الاستاذة :
" حين نتأمل بعمق مسار التفكير العلمي عبر العصور وحركته التي تزداد توثباً ونشاطاً في عصرنا هذا والسمات التي يكتسبها العقل البشري نتيجة التقدم العلمي المتلاحق نحاول ان نستكشف شكل العالم الذي سيؤدي اليه استمرار هذا التقدم في المستقبل، اذا لم يقرر لعالمنا هذا ان ينتحر عن طريق العلم نفسه في حرب نووية او بيولوجية لا تبقى ولا تذر، وحين نمتد بأنظارنا الى هذه الآفاق المقبلة للعالم في ظل التقدم العلمي فأن المرء لا يملك الا ان يرى امامه المستقبل صورة عالم متحد تختفي فيه كثير من الفواصل التي تفرق بين البشر في وقتنا الحالي وتجمعه على اهداف وغايات واحدة. والنتيجة التي يؤدي اليها مسار هذا التفكير العلمي في رحلته الطويلة الشاقة هي توحيد الإنسانية وان هذه النتيجة مازالت بعيدة عن ان تحقق ولكن كل العوامل التي تقف دون هذ التوحيد تتعارض مع الطبيعة الحقيقية للعلم. ومن ثم فأن تقدم التفكير العلمي ينبغي ان يزيحها جانباً آخر الأمر. وفي هذا الضوء فان الازمات التي يعيشها العراق في الوقت الراهن هي سبب ابتعاد البعض عن الاسلوب العلمي الهادف الذي يشكل الحل الامثل لشتى المشاكل التي تمر بنا . "
وليقارن تلك الفقرة مع الفقرة التالية وهي الفقرة التي بدأ بها د. زكريا " خاتمة " كتابه – ص 223 :
" حين نتأمل بعمق مسار التفكير العلمي عبر العصور وحركته التي تزداد توثباً ونشاطاً في عصرنا هذا على وجه التخصيص، وحين نمعن الفكر في السمات التي يكتسبها العقل البشري نتيجة التقدم العلمي المتلاحق، ونحاول ان نستشف شكل العالم الذي سيؤدي اليه استمرار هذا التقدم في المستقبل، اذا لم يقدر لعالمنا هذا ان ينتحر عن طريق العلم نفسه ، في حرب نووية او بيولوجية لا تبقى ولا تذر- حين نمتد بأنظارنا الى هذه الآفاق المقبلة للعالم في ظل التقدم العلمي ، فأن المرء لا يملك الا ان يرى امامه، في المستقبل ـ صورة عالم متحد، تختفي فيه كثير من الفواصل التي تفرق بين البشر في وقتنا الحالي، وتجمعه على اهداف وغايات واحدة، وان لم تتلاشى مظاهر التنوع الخصب التي لا بد منها لكي تكتسب حياة الإنسان ثراء وامتلاء.
وحين نقول ان النتيجة التي يؤدي اليها مسار هذا التفكير العلمي، في رحلته الطويلة الشاقة، هي توحيد الإنسانية، فنحن نعلم تمام العلم وان هذه النتيجة مازالت بعيدة عن ان تحقق. ولكن الأمر الذي نود ان نؤكده هو ان كل العوامل التي تقف حائلا دون هذ التوحيد تتعارض مع الطبيعة الحقيقية للعلم، ومن ثم فأن تقدم التفكير العلمي ينبغي ان يزيحها جانباً آخر الأمر "..
وجدير بالذكر ان د. زكريا حين دعا القارئ ان يتأمل بعمق مسار التفكير العلمي عبر العصور، كان قد مهد لهذه الدعوة عبر الكثير من المعطيات العلمية والفكرية التي قدمها في فصول الكتاب السبعة من كتابه، والتي شغلت أكثر من 300 صفحة. في حين ان مقالة د. زينات لم تؤسس لأي أساس علمي يساعد القارئ بالقيام بمثل ذلك التأمل " العميق ". لذلك ليس أمامه سوى ان يستسلم لأحلامه ويغمض عينيه ويأخذ نفسا عميقا عله يستطيع ان يتأمل شيئا ما.
ليس من الصعب على القارئ ان يرى مدى التطابق العجيب بين الفقرتين أعلاه. كل ما في الأمر ان الدكتورة حذفت جزء من جملة وردت في كتاب د. زكريا، وأضافت الجملة الأخيرة المتعلقة بالعراق.. وليس من الصعب ان نرى ان هذه الجملة المضافة قد حشرت في النص قسرا، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمقالة أساسا. وجدير بالذكر ان هذه الجملة اليتيمة هي نصيب " العراق " فقط لا غير، من مقالة يفترض من عنوانها ان يكون للعراق نصفها على الأقل!!. أليس من الغريب ان يكون العنوان " التفكير العلمي والموضوع العراقي الراهن "، في حين انها تخلو من أي حديث عن العراق، باستثناء جملة لا تشكل سوى أقل من 4 % من حجم المقالة ؟
نعود الى الاختلافات البسيطة بين الفقرتين. انها تبدو بسيطة جدا، وتكاد تكون غير مرئية. ولكننا ما دمنا نتحدث عن التفكير العلمي، لنحاول ان نحيل تلك الاختلافات الى التحليل " العلمي "، وعندها سنجد ان الاختلاف كبير وجوهري.
لنبدأ بعامل الزمن ؛ ان يكتب إنسان مثقف وأستاذ جامعي في القرن الواحد والعشرين عن العالم المتحد، الذي سوف " تختفي فيه كثير من الفواصل التي تفرق بين البشر في وقتنا الحالي " ، فهو أمر طبيعي ولا يدعو الى الدهشة. الجميع اليوم يتحدثون عن العالم الذي تحول الى قرية صغيرة. تسمع هذا الكلام في أروقة الجامعة، وعلى شاشات التلفزيون، وفي سوق الخضار، وعند الحلاق والجزار. ويتحدث عن هذه القرية المثقف، والعالم، والأمي، والمطربة المتمايلة المتموجة.... وهي تحدثك عن السمات العالمية لأغنيتها الجديدة . لذلك ليس في ما ذكرته الكاتبة أي محاولة " للاستكشاف " على الإطلاق. ولكن ان يدور الحديث عن هذا العالم الموحد المقبل قبل عام 1977 ( سنة كتابة المقدمة )، فهو أمر لا يدعو الى الدهشة فحسب بل والى التوقف والتأمل. لنتذكر ان المسألة لا تتعلق بالفارق الزمني الكبير فحسب، بل والمهم أيضا بالفرق الشاسع بين عالمنا اليوم والعالم الذي كان قائما حين كتب د. زكريا تلك الفقرة. لقد كان العالم آنذاك ما يزال بقطبيه المتصارعين، وما زالت الحرب الباردة مستعرة بين المعسكرين. ولم تكن وسائل الاتصالات الحديثة، وفي مقدمتها الانترنيت قد دخلت الى عالم المعرفة والتجارة والسياسة. ولم تكن العولمة قد نشرت جناحيها كالطير الكاسر فوق العالم. لا أدعي ان د. زكريا هو أول من حاول ان يستشف ( بالمناسبة الكلمة الأصلية في نص د. زكريا هي نست0شف، وليس نستكشف كما وردت في فقرة د. زينات ) صورة العالم الموحد. ولكن ليس أمامنا الا ان نقف بانبهار وإعجاب أمام عمق تفكير هذا الأستاذ الكبير وقدرته الفائقة على التنبؤ بالمستقبل من خلال تحليله للواقع. ومفكر بمثل هذه الموهبة لا يستحق منا إلا التقدير والدفاع عن أفكاره .
اختفت من فقرة الدكتورة عبارة " وان لم تتلاشى مظاهر التنوع الخصب التي لا بد منها لكي تكتسب حياة الانسان ثراء وامتلاء "، التي وردت مباشرة بعد الحديث عن العالم الذي سوف يتوحد في المستقبل. بصراحة لم أجد أي سبب يدعو (...)الى حذف هذه العبارة، مع انها تتضمن جزءا جوهريا ومهما من ملامح العالم الذي يكتب عنه ويحلم به د. زكريا. الرجل وقبل أكثر من ثلاثة عقود توجس خوفا من ان البعض سوف يحاول ان يمسخ ويشوه العالم المتحد الذي يقود اليه العلم ، وذلك من خلال هيمنة تقاليد وأعراف وثقافة واحدة. وما من شك ان تلك الهيمنة ستكون للأقوى، والخاسر سنكون نحن الشعوب الضعيفة المغلوبة على أمرها. كان د. زكريا يحلم بعالم موحد ثري وغني بثقافاته المتعددة والمتفردة ومتوحد بعلمه المتطور الذي ينشر الخير والرفاهية على الجميع..
وإذا كانت الكاتبة لم تكلف نفسها ان تقلب الصفحة 323 ، التي نقلت عنها فقرتها الأخيرة لتقرأ ما الذي كان يعنيه د. زكريا بالعوائق التي تحول دون " استخدام العلم لصالح الإنسانية جمعاء، بدلا من ان يستخدم – كما هو حادث في الوقت الراهن – أداة للتفرقة بين البشر، وزيادة قوة فئات أو مجتمعات معينة على حساب الباقين ؟ "، فاني أرى من واجبي ان أقوم بذلك ، من أجل ان تكتمل الفكرة التي أراد المؤلف ان يوصلها الى قراءه. يشير الكاتب الى ان هناك طريقتين واضحتين في استخدام العلم اليوم، وتؤدي كل منهما الى تأجيل الزمن الذي يصبح فيه العلم لصالح الإنسانية بلا تفرقة. وهاتان الطريقتان : النزعة التجارية والنزعة القومية في استخدام العلم!!!
أتفق مع الكاتبة بشأن أهمية التفكير العلمي بالنسبة للعراق في الوضع الراهن، وكنت أتمنى لو ان مقالتها عكست بالفعل مضمون العنوان الذي حملته. وأهمية التفكير العلمي لا تخص العراق لوحده بل تخص جميع بلدان العالم الثالث، التي ما زالت ، كما أكد عليه د. زكريا في كتابه ، لم تحسم أمرها للالتحاق بركب العلم والتقدم. وحسب تقديري ان كتاب " التفكير العلمي " ما يزال يحتفظ بكامل أهميته وحيويته بالرغم من مرور ثلاثة عقود على كتابته. وهو يصلح ان يكون أمام كل مثقف، ومفكر، وأستاذ جامعي، وزعيم سياسي، وكل رجل دين، يجد من واجبه المساهمة في إصلاح ما قد أفسده الدهر... وليس هناك أدنى شك في ان هذا الكتاب لم يكتب للبحث في موضوع " التفكير العلمي " من الناحية الفلسفية المجردة، بل وضع خصيصا لمن يهمه أمر تطور مجتمعنا. وهذا ما يؤكده الكاتب في الفقرة الأخيرة من مقدمة كتابه، والتي لا أجد أفضل منها لأختتم مقالتي :
" واذا كان بعض من يعيشون معنا في الربع الأخير من القرن العشرين غير مقتنعين حتى اليوم بجدوى الاسلوب العلمي في معالجة الأمور، واذا كانوا لا يزالون يضعون العراقيل أمام التفكير العلمي حتى اليوم، فليفكروا لحظة في أحوال العالم في القرن القادم، الذي سيعيش فيه أبناؤهم. ومن هذه الزاوية فاني أعد هذا الكتاب محاولة لإقناع العقول – في عالمنا العربي – بأن أشياء كثيرة ستفوتنا لو امتثلنا للاتجاهات المعادية للعلم، وبأن مجرد البقاء في المستقبل، دون نظرة علمية وأسلوب علمي في التفكير، سيكون أمرا مشكوكا فيه ".....
كم هي الأشياء الكثيرة التي فاتتنا بالفعل لأننا لم نستمع الى كلمات أحد علمائنا ومفكرينا منذ ثلاثين سنة؟؟؟
كلمة أخيرة :
أقدم هذا المقال الى العاجزين من علمائنا ومفكرينا وكتابنا، عن صياغة فقرة مفيدة واحدة، أو تقديم فكرة جديدة من بنات أفكارهم. وعلى الجميع ان يعلم ان السرقة العلمية والفكرية عمل مشين ولا يليق إلا بالسراق واللصوص والأفاقين، لا بل ان ما يقوموا به أكثر ضررا، وأشد خطورة على المجتمع من السرقات الاعتيادية. أريحونا أيها السادة من أفكاركم " المنقولة " ومقالاتكم " المنحولة ". لقد سرقوا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ولم يبق لدينا ملاذ نلجأ اليه سوى هذه الفسحة الصغيرة التي نريدها ان تبقى نقية صافية، بعيدا عن التلوث والفساد وبلطجية العلم، والفكر والثقافة!!!



#عدنان_عاكف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أستطيع أن أتصور عالم عبقري بدون إيمان عميق
- آينشتاين بين العلم و الدين :
- الحياة الروحية في بابل
- في ذكرى أول أيار فقراء العراق والانتخابات القادمة
- حضارتنا المغدورة بين حماة الأصالة ودعاة الحداثة !!!
- حوار يعوزه التمدن !!
- ملف آينشتاين السري
- ذكريات عبد الرزاق عبد الواحد عن السياب
- آينشتاين عن الدين
- الحكومات العراقية في الأربعينات والقضية الفلسطينية
- خُصْيَة اليهودي
- الباشا والقضية الفلسطينية - 1 -
- جنة الملوك بين الواقع والتزييف
- حدث في مثل هذا اليوم
- الشاعر البابلي والحلم الطوباوي
- عن السياب والشيوعيين مرة أخرى
- لميعة عباس عمارة تكتب عن السياب والحزب الشيوعي
- هل تتعارض الاشتراكية مع الطبيعة الإنسانية ؟؟
- الزمرد وعيون الأفعى
- صبري حافظ يكتب عن السياب الشيوعي -2 -


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان عاكف - حول - الفساد - العلمي والفكري !!