أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عارف علي العمري - جنوب اليمن حكايات واسرار















المزيد.....

جنوب اليمن حكايات واسرار


عارف علي العمري

الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 04:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في عام 1990م كانت أفراح الوحدة اليمنية تملأ سماء الوطن، وكانت الدنيا تعزف أجمل أغاني الحب والوئام، وكان دوي التصفيق يملأ الدنيا ضجيجاً فرحاً بالتقاء الأحبة، وإعلان دولة الوحدة »الجمهورية اليمنية« ولم تمض سوى أربعة أعوام حتى تفجرت حرب 1994م لتعلن قناة »عدن« القناة الثانية إنفصال الجسد عن الروح، وإعلان دولة الجنوب، وإعلان السيد/ علي سالم البيض -رئيساً للجمهورية، فثار الشعب، وتفجرت براكين الغضب، وزحفت قوات الوحدة والشرعية لتواري نزعة شيطانية، وحلماً إبليسياً كانت دول خليجية قد دأبت على تحقيقه، وأنفقت من أجله الغالي والرخيص، ومع إطلالة صباح جديد، وفجر جميل من صيف 94م كانت صيحات التكبير من كتائب المجاهدين تهز مدينة عدن.

وعقب انتهاء الحرب وانفراد »صالح« برئاسة الجمهورية، بعد إلغاء مجلس الرئاسة، كان على الرئيس أن يختار نائباً له على أساس الشراكة في الحكم، والتمثيل المناطقي لأبناء الجنوب في رئاسة الدولة -أعلى هرم في الجمهورية- فكان الجنرال عبدربه منصور هادي الفضلي هو صاحب الحظ الأوفر ليحل محل السيد/ علي سالم البيض.

لم يكن اختيار »هادي« جزافاً، أو ضربة حظ، وإنما تم تعيينه في هذا المكان الشاغر آنذاك نظراً لجهوده التي بذلها في حرب ٤٩م مع قوات الوحدة والشرعية ضد رفاقه في الحزب الإشتراكي اليمني، وبما أنه صدر قرار عام ٤٩ بتعيينه نائباً للرئيس، إلاَّ أنه وبعد انتخابات الرئاسة في ٩٩٩١م، وكذلك في ٦٠٠٢م لم يصدر أي قرار بتعيينه نائباً للرئيس مرة أخرى حتى اليوم.

عبدربه منصور هادي ذو العقلية الإشتراكية سابقاً، وأبرز رفاق الرئيس علي ناصر محمد يصفه الكثير من المراقبين للشأن اليمني بأنه سياسي مخضرم، إلاَّ أن علاقته بالرئيس »صالح« يلفها الكثير من الغموض.

وُلد »هادي« عام ٥٤٩١م في محافظة أبين بعد استقلال جنوب الوطن ورحيل البريطانيين منه، عُيـِّـنَ »هادي« قائداً لسرية مدرعات في قاعدة »العند« في المحور الغربي للجنوب، ثم تعين مديراً لمدرسة المدرعات، ثم تعين أركان حرب سلاح المدرعات، ثم تعين رئيساً لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس »سالم رُبَيِّع علي«.

وفي ٣١ يناير ٦٨٩١، وانفجار الموقف العسكري قتالياً بين جناحي الحزب الإشتراكي الحاكم في عدن الذي أسفر عن سقوط آلاف من الضحايا، وفيهم قيادات بارزة من التيار اليساري السياسي تمكنت قيادة الصف الثاني من السيطرة على زمام الحكم، وإقصاء الرئيس »علي ناصر محمد«، والفريق الموالي له، ومنهم »هادي« الذي نزح مع الآخرين إلى شمال الوطن، عبر محافظة البيضاء، وعمل مع زملائه على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى شمال الوطن، وإعادة تجميعها إلى سبعة ألوية، والتنسيق مع السلطات في الشمال لترتيب أوضاعها مالياً وإدارياً، وأطلق عليها اسم »ألوية الوحدة اليمنية«، وظل في شمال اليمن يعمل على الدفع نحو الوحدة اليمنية، وبعد إعلان الوحدة بأربع سنوات توترت العلاقات واشتدت الخصومة بين الحزب الإشتراكي بقيادة "البيض" والمؤتمر الشعبي بقيادة "صالح" وبدأت الصدامات العسكرية وتم تعيين "هادي" قائداً لمحور البيضاء، وخلالَ شهر مايو ٤٩٩١م صدر قرار رئيس الجمهورية بتعيينه وزيراً للدفاع، وبعد أن وضعت الحرب أوزارَها، واستقرت الوحدة اليمنية، صدر القرار الجمهوري في ٠١/٥/٥١٤١هـ الموافق ٤/٠١/ ٤٩٩١م بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية نظراً للمصلحة العليا للوطن.

يشغل "هادي" -حالياً- نائب رئيس الجمهورية، وأميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام، ورئيساً للجنة العليا للاحتفالات، وهو صاحب أعلى منصب في الدولة بعد رئاسة الجمهورية.

يبدو "هادي" أكثر الجنوبيين تشبثاً بالوحدة اليمنية، وأعلن أكثر من مرة في أكثر من مناسبة أن الوحدة ملك لليمنيين، وأنه مستعد لدفع الدماء مرة أخرى من أجل الوحدة، وأنها مكسب لكل اليمنيين من صعده إلى المهرة، وقال: »إن من يفكر بالعودة إلى ما قبل ٢٢ مايو فهو يحلم، وأقولها مرة ثانية فهو يحلم؛ لأن الوحدة اليمنية ملك لليمنيين«، وأضاف النائب الأول لرئيس المؤتمر: »إن الوحدة هي قناعة كـُـلّ اليمنيين؛ لأنهم يدركون أن أمنهم واستقرارهم واقتصادهم في وحدتهم وليس في تشرذمهم«، وتابع: »من يفكر بعودة اليمن إلى ما قبل ٦٢ سبتمبر فهو أيضاً يحلم، ومن يحاول أن يأتي بأفكار خارجية ليطبقها داخل اليمن فلن يستطيع؛ لأن هذا كله خارج عن الواقع اليمني«، وقال: »إن محاولات الفوضى التي يحاول البعضُ إثارتها كلها تؤثر على التنمية والإستقرار«، محذراً من أن أي مساس بأمن الوطن سيدفع الجميع ثمنه.

تأتي تصريحاتُ هادي في خضم الحراك الجنوبي الذي يتصاعد يوماً بعد يوم، ويأتي إنضمام الشيخ/ طارق الفضلي ليضَعَ "هادي" الذي ينتمي لقبيلة "الفضلي" في مأزق، ويزيد من إرباك الجنرال الجنوبي أمامَ المارشال الشمالي.

إنضمامُ الفضلي للحراك الجنوبي منـَحَ معارضي السلطة وأصحابَ الدعوات الإنفصالية قوةً لتصعيد حراكهم، ورجلٌ بثقل كبير كطارق الفضلي سيُربكُ السلطة أمام فرقعات الجنوب (بحسب تعبير رئيس الجمهورية).

الجهادي السابق والقيادي المؤتمري والعَدو التقليدي للحزب الإشتراكي اليمني أعلن رأيَه بوضوح كوضوح الشمس في رابعة النهار، وقال: »إن الوحدة لم تحققْ للجنوبيين أي شيء«، وأوضح أن الجنوبيين خسروا في الوحدة أكثرَ من ما استفادوا، داعياً إلى فتح صفحة جديدة للتصالح والتسامُح.

موقفُ الفضلي حَرَّكَ سُكونَ زعيم الانفصال السيد/ علي سالم البيض الذي يعيش حالياً في سلطنة عُمان التي تمنع البيضَ من ممارسة أي نشاط سياسي على أراضيها، لكن الأهم في موقف الفضلي هو تصريحاته التي قال فيها إنه يتلقى دعماً من الجنوبيين في السلطة.. وذلك في حواره مع صحيفة "الأهالي".

وفي زحمة الأحداث يدخل رئيسُ جمهورية اليمن الديمقراطية وأولُ رئيس للوزراء في جمهورية الوحدة على خط الحراك في الجنوب، فقد فجَّرَت تصريحاتُ حيدر العطاس الذي وُصف ذات يوم من قبَل السلطة بأنه رأس الأفعى، يؤكد أن الحراك الشعبي الذي تشهده المناطق الجنوبية يعد تعبيراً شعبياً عارماً لرفض نتائج ٤٩٩١م.

تعَدُّدُ هيئات الحراك من حركة "نجاح" التي يرأسُها النائب/ صلاح الشنفرة، إلى المجلس الأعلى لاستعادة دولة الجنوب الذي يتزعمه حسن باعوم، مروراً بـ»الهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب التي يترأسها د. ناصر النوبة -رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين، وانتهاءً بمجالس التصالح والتسامُح التي يرأسها د. صالح يحيى الشعبي المنتمي إلى يافع، تعدُّدُ الهيئات دفع بالعطاس إلى دعوة قادته بأن يتوحدوا ويجتمعوا في جبهة واحدة؛ لأن السلطة غاشمة وتمتلك إمكانيات كبيرة حسب تعبيره.

ويرى العطاس أن الحل لما يجري في الجنوب هو في فيدرالية كاملة بدلاً عن الإنفصال، وفي الجانب الآخر باتجاه السلطة يبرز الأستاذُ/ عبدالقادر باجمال مدافعاً شرساً عن الوحدة اليمنية، فإبان حكومة عبدالقادر باجمال التي امتدت من ٤ إبريل ١٠٠٢م وحتى إبريل ٧٠٠٢م تحدث باجمال عن وجود مؤامرة خارجية تستهدف الوطن، وتغذي الحراك، وقال: »أخشى أنني أقول إنني سأسلح الناس ضدهم«، وأضاف: »أقول إننا سنخرُجُ بأنفسنا كقيادات لنقاتل في الشوارع، وسبَقَ لنا ذلك، ولن تكونَ هذه أول مرة ننزل فيها إلى الشوارع لنقاتل على كيان وحدتنا، فقد حصل ذلك في ٣١ يناير ٦٨٩١م وفي ٤٩٩١م«.

ما يُسمى بقضية الجنوب جعلت الرفاقَ في الحزب الإشتراكي وَجهاً لوجه بين مؤيد لاستمرار الوحدة وهم »جنوبيو السلطة«، وبين داعٍ للإنفصال وهم »بقايا النازحين بعد حرب ٤٩٩١م«.

ويبدو أن "صالح" إستطاع أن يمسكَ بالعصى من المنتصف بعد رحيل العطاس، فأوكل مهمةَ "البيض" إلى "هادي"، وتعاقبَ على منصب العطاس الأستاذُ/ عبدالقادر باجمال، والدكتور/ علي محمد مجور، وأخيراً حَلَّ محمد ناصر أحمد -وزير الدفاع الحالي مكانَ وزير الدفاع الأسبق هيثم قاسم طاهر، وتبدو العقباتُ والصعابُ واضحةً أمام هيئات الحراك الجنوبي، وقد ربما لا يُكتـَبُ له النجاحُ ما دام هؤلاء في السلطة.



#عارف_علي_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن المطلوب تغيير ه
- بين زغردة عصافير الصباح ... وعويل نساء الليل
- اليمن رؤية من الداخل
- انفلات امني غير مسبوق ... يقود اليمن نحو الصوملة
- تنظيم القاعدة في اليمن
- قتل للطلاب داخل جامعة صنعاء
- الخلافات العربية العربية الى اين ؟؟؟
- رحلة في عاصمة الروح
- صنعاء وواشنطن افاق جديدة لحرب باردة
- المنح الداخلية والخارجية ازمة يعيشها طلاب اليمن
- الصحافة في اليمن
- من حكم العسكر الديكتاتوري إلى قبضة الإسلاميون الحديدية الصوم ...
- البساط السحري المصري وطريق الضياع
- قراءة في سياسة اردوغان والدور الصاعد لتركيا
- غزة بين صمت الرياض ورصاص تل ابيت
- غزة بين مطرقة الصهاينة ومطرقة العملاء
- حتى لا تغرق السفينه
- الجيش وعربة الحصان
- دردشه مع اصوات ناعمه
- العهد في ميزان الشريعة الاسلامية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عارف علي العمري - جنوب اليمن حكايات واسرار