أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عارف علي العمري - انفلات امني غير مسبوق ... يقود اليمن نحو الصوملة















المزيد.....

انفلات امني غير مسبوق ... يقود اليمن نحو الصوملة


عارف علي العمري

الحوار المتمدن-العدد: 2622 - 2009 / 4 / 20 - 08:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يبدو الوطنُ على كف عفريت، و كـُـلّ ما يجري فيه هنا وهناك لا يبعث إلاَّ على مزيد من الخوف والقلق، لا شيء يجعلك تتفاءل بالمستقبل الأفضل، واليمن الجديد، وأنت تسمع إختطافات قبلية تزداد اتساعاً يوماً بعد الآخر، وتصحو من النوم على دوي انفجارات لتنظيم مخيف اسمه "القاعدة" وترى أمام عينيك قتلاً وضرباً في صروح العلم والمعرفة، الطلاب يسقطون قتلى، الأطباء تُسفك دماؤهم، السياسيون يغادرون الحياة باغتيالات قذرة، السياح يغادرون بأشلاء متناثرة تمزقها عبوات متفجرة، الجنود يُقتلون ويَقتلون والأسباب والمسببات مجهولة.. كـُـلُّ ما يجري يجعلك تتخيل بأنك تشاهد فيلمَ رعب على الطريقة الأمريكية.

- في الأسبوع المنصرم شهدت الساحة عشرات الإختطافات والتقطعات القبلية، بالإضافة إلى الحروب الطاحنة بين القبائل المتصارعة أو بين القبائل من جهة والدولة من جهة أخرى.

في العاصمة صنعاء أقدم أحدُ مشايخ بني ضبيان على اختطاف شقيق مدير أراضي الأمانة، وأبناء مديرية القفر بإب يخطفون خمسةً من بني ضبيان بالمقابل.

وفي مديرية دمت بمُحافظة الضالع أقدمت مجموعةٌ مسلحةٌ من أبناء مديرية رداع مُحافظة البيضاء باختطاف التاجر الضبياني من وسط دمت.

وفي أمانة العاصمة أقدمت مجموعةٌ مسلحةٌ تنتمي لمديرية خولان على اختطاف نجل وكيل محافظة البيضاء علي محمد السقاف »٧١ عاماً« بعد تهديده بالسلاح وسحبه بالقوة من أمام الحاضرين.

تأتي حالاتُ الإختطاف المتكررة بشكل شبه يومي في غياب واضح لدور الأمن، ففي محافظة عمران بمنطقة حرف سفيان قامت مجموعة مسلحة بالتقطع لمواطن من محافظة إب واختطاف سيارته التي لا زالت بحوزة الخاطفين حتى اليوم دون أن تفعل الجهات الأمنية شيئاً يذكر.

كما قامت القبائل في حرف سفيان باحتجاز رئيس محكمة رازح للمطالبة بالإفراج عن سجين.

لم يتوقف حَدُّ الإختطافات عند هذا، فالإختطافات الداخلية لا تعني للدولة شيئاً، والقبائل اليمنية تعرف كيف تتعامَلُ مع بعضها، لكن اختطاف السياح والرعايا الخارجيين قد يكلفُ الوطنَ والدولةَ الكثير والكثير.

يومَ الثلاثاء الماضي أقدمت مجموعة مسلحة من بني ضبيان باختطاف اثنين من الرعايا الأوروبيين من وسط أمانة العاصمة وتم اقتيادُهم إلى جبال بني ضبيان، في تحَدٍّ واضح للأمن والدولة على حد سواء.

حالةُ الإنفلات الأمني تجاوَزت الإختطافات إلى حروب مسلحة بين القبائل من جهة، وبين قوات الأمن والقبائل والمجموعات الجهادية من جهة أخرى، ففي محافظة الجوف التي تشهد العديد من الصراعات القبلية التي لا تعيرها الحكومة أدنى اهتمام جرت اشتباكات بمختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة بين قبيلتي "همدان" و"الشولان" وقبلها اندلعت حربٌ طاحنة بين قبيلتي "قيفة" و"مراد" أسفرت عن »٤١« قتيلاً وانتهت بصُلح قبَلي مؤقت بين الطرفين.

كما اندلعت اشتباكات مسلحة في محافظة الحديدة بين جنود من خفر السواحل، وجنود حرس الحدود لدى قيام حرس الحدود بمنع خفر السواحل من تأدية واجبهم في عمليات تفتيش القوارب في مديرية اللحية، لكنها لم تسفر عن قتلى أو جرحى.

وفي مدينة المكلا عاصمة حضرموت جرت اشتباكات عنيفة بين صيادين من المكلا وروكب نتجت عنها إصابات في صفوف الطرفين، بالإضافة إلى إحراق العديد من زوارق للصيد والمعدات الأخرى.

كما قتل اثنان وأصيب خمسة آخرون في محافظة حجة بمديرية الجميمة على خلفية ثأرات قبَلية بين أبناء منطقة بني المنسب وكان ذلك نتاجاً لغياب العدالة والقضاء وتلاشي دور الأمن في المديرية.

وفي اللواء الأخضر وتحديداً في مديرية العدين تجري اشتباكات متقطعة بين قوات الأمن وعصابة البُعني التي تحاصرُه هناك، وأسفرت هذه الإشتباكاتُ حتى الآن عن مقتل أربعة من عصابة الشيخ/ علي عبدالله البُعني المتهم بسرقة السيارات، بالإضافة إلى مقتل أحد أفراد الأمن وإصابة مدير أمن العدين العقيد/ عبدالملك المداني.

ولم تكن مدينةُ إب وحدَها من تشهد اشتباكات بين الدولة وأفراد مسلحين، بل كان لمديرية جعار نصيبُها الأوفرُ من ذلك فلأكثر من نصف شهر تقريباً تجري اشتباكاتٌ بين قوات الأمن ومطلوبين أمنياً أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، كما ودعت محافظة أبين جثامين الجنود الثلاثة الذين قتلوا الأسبوع قبل الماضي إثر نشوب إشتباك مسلح بين قوات الجيش وقبيلة زعنبوت بمديرية شحن محافظة المهرة.

صورة الإنفلات الأمني هذه أعادت إلى الأذهان حروب المناطق الوسطى التي حدثت في النصف الثاني من القرن المنصرم، وجعلت من أمراء الحروب في الصومال نموذجاً قد يتكرر في اليمن تحت مسميات قد تختلف في الأسماء وتتشابه في الممارسات والأداء.

مشاهد القتل اليومية تبدو ظاهرة غير مألوفة هنا، ضحاياها الأساتذة في المدارس، والأطباء في المستشفيات، والطلاب في الجامعات، والباعة المتجولون في الشوارع، وعلى الأرصفة، وحتى أصحاب البوافي والمطاعم، فالموت هنا ينتشر فوق كـُـلّ شبر في الوطن، فالمواطن بين حياة الخوف أو نهاية القتل.

مدير عام مديرية خدير الشيخ/ أحمد منصور الشوافي أحد ضحايا القتل اليومي الذي ينتشر كالأخطبوط في المجتمع، لقي الشوافي حتفه في تبادل لإطلاق النار بينه وبين معارضين لتعيينه مديراً عاماً للمديرية بينهم النائب البرطي.

وفي محافظة لحج لقي نائب مدير أمن مديرية المضاربة ورأس المعارة العقيد/ عبدالسلام علي عبدالله مصرعه، كما لقي شخصٌ آخر يدعى يوسف زغير أحمد مصرعه هو الآخر في الحادث نفسه إثر تبادل لإطلاق النار بين رجال الأمن ومطلوبين أمنياً.

أشخاصٌ يخرجون من بيوتهم بحثاً عن لقمة العيش، فتستوقفهم رصاصاتٌ تائهة في الهواء تبحَثُ عن ضحية لتلحقـَها بأعداد القتلى والمنتحرين في هذا الوطن.

أنور صادق العديني ذو العقد الثالث من العمر خرج من بيته الأسبوع الماضي باحثاً عن لقمة العيش في سوق الصميل بمحافظة تعز وفي الطريق يصطدم صدره الطاهر بسبع رصاصات، ليفارق الحياة، بينما يظل الجاني حراً طليقاً في غياب الأمن وانتشار الفوضى.

وما حدث لأنور صادق العديني في تعز حدث لمحمد نشطان في ذمار حيث لقي مصرعَه أمام بوفيته بعد رفضه إعطاءَ مبلغ من المال عنوةً ودون مسوغ قانوني سوى الغطرسة والظلم والفيد ليلوذَ بعدها القاتلُ بالفرار ليحتميَ بظهر كبير من ماركة المقربين، وبما أن »نشطان« من وصاب فقد تـُصبحُ جريمةُ قتله في خبر كان..

شلالُ الدم المتدفق كـُـلَّ يوم أصبَحَ خارجَ نطاق السيطرة، واكتفت الحكومة بعملية الرصد دون تحرك جدي لإغلاق ملف الإنفلات الأمني الذي وُعد به اليمنيون في الإنتخابات الرئاسية ٦٠٠٢م، وأصبحت الجامعات والمستشفيات مسرحاً للجريمة، وبيوتُ الوزراء والمشايخ والمسؤولين مكاناً آمناً يحتمي فيها القتلة والمجرمون.

الإغتيالات السياسية عاودت الظهور مرة أخرى، ففي محافظة عمران كان القيادي الإشتراكي/ محسن عسكر وقاز -عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني وولده هما ضحايا الإغتيالات هذه المرة بعد أن استهدفه مسلحون مجهولون بمنطقة حرف سفيان، وتأتي عملية الإغتيالات هذه بعد هُدوء نسبي للإغتيالات السياسية في اليمن، والتي كان آخرها إغتيال الأمين العام المساعد للحزب الإشتراكي جار الله عمر في المؤتمر الثالث للتجمع اليمني للإصلاح.

وضعٌ كهذا جعل الكثيرين يفكرون في الإقدام على الموت بأية طريقة كانت، ولا فرقَ بين لبس حزام ناسف، أو تجرُّع قارورة من السم، المهم تعددت الأسبابُ والموتُ واحد.

أبوعبيدة الجراح واحدٌ من الذين سئموا العيشَ، ورأوا في الإنتحار وتفجير أنفسهم حلاً ناجعاً لاختصار الطريق إلى الآخرة، بعد أن ملوا العيشَ طويلاً في اليمن، فقام باعتراض موكب السفير الكوري بالقرب من مطار صنعاء الدولي ليتحولَ جسدُه إلى أشلاء متناثرة على امتداد الطريق.

وفي الوقت الذي أعترف فيه د. رشاد العليمي نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن باختراق القاعدة لأجهزة الأمن، وتوجيه العديد من الإتهامات لجهات حكومية بالضلوع في أعمال التفجير الإرهابية من قبل أعضاء مجلس النواب يبقى الخوف قائماً من اتجاه اليمن نحو الصوملة.



#عارف_علي_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنظيم القاعدة في اليمن
- قتل للطلاب داخل جامعة صنعاء
- الخلافات العربية العربية الى اين ؟؟؟
- رحلة في عاصمة الروح
- صنعاء وواشنطن افاق جديدة لحرب باردة
- المنح الداخلية والخارجية ازمة يعيشها طلاب اليمن
- الصحافة في اليمن
- من حكم العسكر الديكتاتوري إلى قبضة الإسلاميون الحديدية الصوم ...
- البساط السحري المصري وطريق الضياع
- قراءة في سياسة اردوغان والدور الصاعد لتركيا
- غزة بين صمت الرياض ورصاص تل ابيت
- غزة بين مطرقة الصهاينة ومطرقة العملاء
- حتى لا تغرق السفينه
- الجيش وعربة الحصان
- دردشه مع اصوات ناعمه
- العهد في ميزان الشريعة الاسلامية
- الزواج الكاثوليكي بين الفساد والحكومة اليمنية
- احتراف الفساد في وزارة التربيةاليمنية
- هل تستطيع الحكومة اليمنية مكافحة الفساد
- شيخ مشائخ اليمن وعملاق ثورة سبتمبر


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عارف علي العمري - انفلات امني غير مسبوق ... يقود اليمن نحو الصوملة