أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علي العمري - البساط السحري المصري وطريق الضياع














المزيد.....

البساط السحري المصري وطريق الضياع


عارف علي العمري

الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين كان يصف أجدادنا القدامى جمهورية مصر العربية بـــ (( أم الدنيا )) وبلد العجائب , فان الآباء اليوم لم يعودوا ينظروا إليها بهذا المنظار بل أصبحت بلد المتناقضات , وارض المزايدات, ومنجبت أمثال حسنى والسادات , فمصر ذبح بها يوسف فرغلي , ومحمد طلعت , واعدم بها صاحب كتاب (( في ظلال القران )) سيد قطب , واغتيل فيها مجدد العصر, ومؤسس حركة الإخوان المسلمين( الإمام الشهيد / حسن البناء ) وفيها ذاق آلام السجن وتجرع غصصه خطيب الدنيا الشيخ عبد الحميد كشك, ودفن فيها جمال عبد الناصر أكثر من ثلاثمائة شخصية من عباقرة الاقتصاد والسياسية والهندسة والفقه وعلوم الحديث داخل رمال السجن الحربي , ومن قادة مصر خُذل المجاهدون في حرب ثمانية وأربعين أمام الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية, واليوم يغلق باب المساعدات الإنسانية حتى لا تصل إلى المجاهدين على ارض الرباط في غزة , والأغرب من هذا أن تغلق معبر رفح بأوامر عليا من محمد حسنى مبارك ( البقرة الضاحكة ) كما يصفه الشعب المصري , وان يفتح الكيان الصهيوني بعض المعابر التي يحتلها لتصل إلى أبناء غزة .
قال تعالى في محكم التنزيل ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) وفعلا هذا هو ما يجري داخل مصر اليوم , ولقد قال الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل إن كل الشواهد تؤكد تآكل دور مصر .
لقد بداء دور مصر يتلاشى شيء فشيا ولم يعد هناك أي مواطن عربي يركن إلى النظام المصري , أو يعتمد عليه بعد أن ظهر على حقيقته , مصر اليوم تواجه موجه غضب وسخط من الشارع العربي والإسلامي سواء داخل مصر أو خارجه موجه اشد من تلك الموجه الهائلة التي واجهة الرسام الدانماركي حينما استهزئ برسول الأنام محمد صلى الله عليه وسلم .
أصبحت مصر اليوم في مرحلة الاحتضار, وبدت كثيراً من الدول سواء العربية و الإسلامية ,تحاول أن تسحب البساط من تحت الرجل المريض – حسني مبارك - أو أن تقوم بدور مصر في المنطقة, وتتزاحم الكثير من الدول على هذا الدور الاستراتيجي المهم والمهم جداً , فقطر سارعت أكثر من مرة إلى أن تكون صاحبة الدور الأكثر تأثيرا في المنطقة واستطاعت أن تحقق الكثير والكثير في هذا الشأن, وأصبحت أنظار العالم العربي متوجهة نحو قطر, فالدور الذي قامت به قطر في راب الصدع الفلسطيني الفلسطيني , بين حركتي المقاومة الإسلامية حماس, وحركة فتح, - في الماضي - قوبل بإعجاب الكثيرين غير أن تدخل مصر والسعودية للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس حال دون اتفاق يذكر, وفي الجانب الأخر استطاعت قطر أن تقوم بدور عجزت الجامعة العربية عن القيام به ووقف النظام العربي عاجز عن أي تحرك تجاهه, وهو بروز حرب لبنانية أهلية كانت قاب قوسين أو أدنى من اشتعال نيرانها , فاستضافت قطر الفرقاء السياسيين وجمعتهم على طاولة الحوار في الدوحة وتوصلت إلى اتفاق أنهى الصراع, وأعاد الأمور إلى نصابها, والمياه إلى مجاريها, ولم تكتف قطر بهذا بل قادة عمليات مصالحة في أكثر من بلد عربي وإسلامي, ليس هذا مجال ذكرها, وسأكتفي بقيامها بالوساطة بين طرفي النزاع في محافظة شمال الشمال اليمنية – صعدة - حينما أوقفت حرباً بين الحوثيين بزعامة عبد الملك الحوثي, والنظام اليمني , كل هذه وغيرها جعلت قطر تتطلع إلى لعب دوراً حقيقياً في المنطقة قائم على الشفافية والمصداقية, وحرصاً على التئام الجرح العربي النازف منذ عقود, وأخيرا أرادت قطر أن توجه صفعة لنظام المصري في حرب غزة, فدعت إلى قمة عربية عاجلة في الدوحة أسمتها (( قمة غزة ) وحين رأت مصر هذا لم تقف مكتوفة اليدين بل صالت وجالت لمنع دور تقوم به قطر, ولكن أنى لها هذا, فقام حسني مبارك بزيارة عاجلة إلى المملكة السعودية التي تشهد علاقاتها الدبلوماسية توتراً واضحاً مع دولة قطر لإفشال قمة غزة, فاستطاعت السعودية أن تقنع غالبية الدول الخليجية , بالإضافة إلى اليمن بعدم حضور قمة غزة, فيما سعت مصر إلى إقناع دول المغرب العربي, بالإضافة إلى الأردن وفلسطين, لكن قطر استطاعت أن تقنع بعض الدول الإفريقية بضرورة المشاركة إضافة إلى بعض الدول العربية التي خرجت من إطار السيطرة السعودية المصرية, وهكذا استطاعت قطر الصغيرة أن تنافس مصر الكبيرة على دورها الإقليمي وهي به جديرة .
اليمن هي الأخرى تريد أن تلعب ولو على سبيل الشهرة لا غير على غرار المثل الشعبي الذي يقول (( بدنا صيت مابدنا مكسب )) فهي بين الفينة والأخرى تدعوا تارة إلى قمة عربية طارئة وتارة تدعوا إلى قمة إسلامية طارئة , وتارة أخرى تعلن مبادرة جديدة لراب الصدع الفلسطيني, لكن مشكلة اليمن في ذلك أن قراراتها المصيرية تكون في الساعات الأخيرة, واللحظات الحرجة مرهونة بيد الغير, وليست قمة الدوحة وتأخر اليمن عنها إلا دليل على ذلك .
يبدوا أن الدور العربي القادم هو لقطر, بينما قد يكون الدور الأكثر قوة لسحب البساط المصري هو الدور التركي القادم من القارة الاسيواوربية . وحينها يكون البساط السحري المصري في طريقه لضياع لمدة لا يعلم مداها احد, ولا يستطيع التكهن برجوعه في المستقبل القريب .



#عارف_علي_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في سياسة اردوغان والدور الصاعد لتركيا
- غزة بين صمت الرياض ورصاص تل ابيت
- غزة بين مطرقة الصهاينة ومطرقة العملاء
- حتى لا تغرق السفينه
- الجيش وعربة الحصان
- دردشه مع اصوات ناعمه
- العهد في ميزان الشريعة الاسلامية
- الزواج الكاثوليكي بين الفساد والحكومة اليمنية
- احتراف الفساد في وزارة التربيةاليمنية
- هل تستطيع الحكومة اليمنية مكافحة الفساد
- شيخ مشائخ اليمن وعملاق ثورة سبتمبر
- قيادات الاصلاح التاريخية هل تصبح كروت سياسية في يد صالح
- اسرار الانتهاكات الانسانية في اليمن
- صعدة مصير مجهول وتساؤلات يكتنفها الغموض


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علي العمري - البساط السحري المصري وطريق الضياع