أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غالب الدعمي - جني في المتحف البغدادي














المزيد.....

جني في المتحف البغدادي


غالب الدعمي

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 04:15
المحور: كتابات ساخرة
    


بدأت حياتي الجامعية عام 1984 في جامعة بغداد قسم الإعلام ( كلية الإعلام حاليا ) وبعد إكمالي متطلبات التسجيل وتهيئة السكن المناسب بانتظار ظهور قوائم السكن المركزية في الأقسام الداخلية الخاصة بالطلبة القادمين من المحافظات ، ومن مبدأ حب الاستطلاع والفضول التي من المفترض أن يتميز بها طلاب الدراسات الإعلامية ومن اجل مسك خيوط خارطة بغداد الجميلة بكل جوانبها اتفقنا كمجموعة من الطلبة ان نستقل سيارات ذات الطابقين من خط الشروع وصولا خط النهاية والعودة مرة أخرى لخط الشروع وهكذا كنا يوميا مع محطة جديدة وجزء جميل من جسد بغداد حتى أصبحت أمامنا صغيرة ونحيط بكل أحياءها وذات مرة ركبنا سيارات ذات الطابقين من منطقة الميدان الحيوية باتجاه مدينة الكاظمية وذكر لنا احد الزملاء ( نكتة )من إن إحدى النساء كانت قاصدة الإمام الكاظم في هم وغم واتخذت من الطابق الثاني محلا لجلوسها الذي لايمكن لمن يصعد فيه أن يرى السائق وحينما تحركت السيارة أمام ذهول هذه المرأة القادمة من أعماق الجنوب بدون سائق تراه ( فبدأت تهلهل وتصيح مشاها الكاظم ، مشاها الكاظم ) وبتنا خلال مدة وجيزة وقياسية نحيط بكل بغداد وخلال شهرين زرت كل الأماكن السياحية والمتاحف البغدادية وقاعات العرض السينمائية وشاهدت الفلم التركي المشهور(ازرق . ازرق) والذي أصبح فيما بعد (احمر.احمر)بسبب اللقطات المثيرة التي احتواها الفلم ومررها الرقيب، ومن بين ما أثار اهتمامي من المواقع التي زرتها هو المتحف البغدادي وفي أمسية احد الأيام وانأ أسير في شارع النهر نذرت في نفسي بأن اصحب شريكة العمر المرتقبة لكي أطلعها على هذا المتحف الرائع والذي يجسد الحياة البغدادية بكل إشكالها الأصيلة، وحين أكملت نصف ديني بعد التخرج من فتاة وقع الاختيار عليها شرعت بتنفيذ فقرات شهر العسل كما يقول (الإخوة المصريون) قررت أن أفي بوعدي تجاه شريكة حياتي في أن استصحبها في جولة سياحية وكان ذلك في نهاية شهر تموز وبداية شهر أب في عز صيف بغداد القائض واستقر الأمر بنا الساعة الثانية بعد الظهر في المتحف البغدادي ،هذا المتحف الذي تشاهد فيه شخصيات بغدادية بهيئة الشمع تمثل الحياة البغدادية الأصيلة يحسبها المرء لأول وهلة أنها شخوص حقيقية ولأننا منهكين جدا اتخذنا زاوية من زوايا المتحف محطة لجلوسنا وبدت وجوهنا وكأنها جزءاٌ من شخصيات المتحف الشمعية ، وفي هذه الإثناء دخل شاب مع فتاته بدأت خطواته تقترب منا بشكل مريب ملتفتا إلى من يصحب معه قائلاٌ لها سبحان الله (هؤلاء) ( ويقصد أنا وشريكة حياتي ) وكأنهم أناس مثلنا وليس من الشمع ثم مد بسبابته تجاه جبيني فحركت مقلتي رامقاٌ اياه بنظرة غضب ، فما كان منه إلا أن ولى هاربا مع زوجته وصاح (جني .جني) متعثراٌ في احد ممرات المتحف فتبعته مع ضحكة متعبة فقلت له أنا لست جنياَ أنا مثلك ووضعت يدي على ظهره لكنه فقد وعيه تماما بينما زوجته ولت هاربة لترجع بصحبة اثنين من أفراد الشرطة للقبض على الجني الذي قتل زوجها وحين رآني أفراد الشرطة ضحكوا من كل قلوبهم لأني كنت قد تمازحت معهم إثناء دخولنا للمتحف وبعد أن رششنا الماء البارد على وجهه فاق هذا (الزوج) المسكين من غيبوبته ليراني مرة أخرى أبحلق في وجهه فما سمعت منه إلا صوتا قويا (جني.جني)مستجمعاٌ قواه الجسدية مهرولا إلى باب الخروج ضحكات ملئت المكان من هذا الموقف الذي أتذكره كلما شاهدت بعض الشخصيات الشمعية التي تنهش بجسد العراق محاولة إثبات وجودها والحصول على حصتها من جسد العراق المتعب لكنها أكيد ستفقد وعيها بعد أن يخرج الجني من المتحف الوطني لا البغدادي.



#غالب_الدعمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسنا فعلت ياهيئة النزاهة
- المرأة الريفية في العراق
- هل للنزاهة سلطة على النفوس
- لماذا يسرق المدراء
- .زواج ( المكوار )
- الى مجالس المحافظات.... أذكروا محاسن موتاكم
- ذمة رئيس الوزراء وذمة هيئة النزاهة
- عزيز فرمان الشيوعي الذي ابتز البعثين
- المناضل الشيوعي الدكتور عبد الحميد الفرج
- بين عناد مشرف وزرداري عاد تشودري
- قيم المجتمع تتحدى قيم النزاهة
- أول الغيث .....300 مزور
- السيد المدعو
- النزاهة بين الجنون والعقل
- بين طوريج وسامراءوالقنفذ والجري
- هل نحن لصوص وإرهابيون فعلا ؟


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غالب الدعمي - جني في المتحف البغدادي