إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 805 - 2004 / 4 / 15 - 13:12
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
- برأيك أولم يتشكل حقد كردي على سواه بعد هذه الأحداث ؟
- كيف لا يحقد الضحية على جلاده ؟ - و هنا أتحدث عن الجلاد – و من صفق له و من آزره , و من دفعه , و لا أتحدث عن صراع عربي كردي , العرب و الأكراد – و على الرغم من الأسفين الذي يدق منذ عقود للتفرقة بينهم , إلاأن بين كلا الطرفين عقولاً – و وشائج – و تأريخ أكبر من أية دسيسة .
هذا الحقد, ثمة مسؤولية شخصية تجاه تكوينه , هذه المسؤولية تتحملها السلطة – بكل تأكيد – و هي مطالبة – على الفور – بازالة دواعيه , من خلال نشر مناخ الديمقراطية , و الاجابة عن أسئلة الكردي الأكثر الحاحاً , و التي لم يعد هناك المجال البتة للالتفاف عليها , تحت شعار : كلنا عرب ...! لأن تعزيز خصوصية أي طرف أثني، ضمن الحالة الوطنية هو تحصين لسوريا – بعامة – في وجه أية محاولة للنيل منها , و ليس العكس طبعاً
- برأيك لماذا أطلق الرصاص على الكردي-تحديداً ؟
- إنه يدفع ثمن فاتورة وفائه على أكثر من صعيد .
- لم أفهم ما قلت ؟
- على سبيل المثال : وقوفه مع بلده ضد فظائع صدام حسين ... و الأمثلة تكثر .... للأسف .....
- كيف يقدم شاب على حرق مؤسسته ؟
أعرف إنك ستستفز عندما نشير إلى الكردي !
- من قال أن الكردي نفسه خارج دائرة الانفعال، والهيجان , و لكن لدينا أمثلة أن غير الكردي هو: المتهم , بغرض التأليب عليه , أو لا تسأل من الذي انحدر بهذا المواطن إلى الدرك الذي لا يحس خلاله بالقطيعة بينه و المؤسسة التي يحرقها . ثمة تخريب لروح الانسان - أياً كان – قد تم ... قبل تخريب المؤسسة – علينا أن نعود و نسأل عن الأسباب .
كامتداد لأحد مقالاتك
- ما الذي فهمه الكردي من هذا الدرس ؟
- الآن ثمة قراءة – و لكن ما استخلصه على هامش هذه القراءة، انه سيستمر في التصاقه، بوطنه , و استبساله في الدفاع عنه , و تعلم كيف سيميز بين الخيطين: الأبيض و الأسود، على ضوء مواقف سواه , كي يسعى لتجسير أية هوة بينهما , يبدو و أنه كان مخطئاً في عاطفته الجياشة , و عليه الاحتكام إلى العقل بأكثر , رغم ان حب الوطن و انسانه ينبغي ان – يظل – على رأس أجندة سلوكه الممارس، و كما كان .....
- ما رايك في المثقفين و الاعلاميين ازاء أحداث 12 آذار ؟
- لقد كان كل بحسب معدنه ...
- ماذا تقصد بهذا الكلام ؟
- ثمة قول فرنسي شهير : بالاحتكاك يتبين النحاس من الذهب , و حقاً كانت هناك مواقف مشرفة لبعض المثقفين ممن لا يمكن نسيان دورهم الكبير , و ستظل أسماؤهم محفورة في الوجدان الكردي و الوطني , و هناك من وجد الفرصة سانحة لتسويق نفسه لدى السلطة و وسائل الاعلام و الثقافة – من قبيل الاستزلام , و هؤلاء بغاث،طفيليون ، قصار الرؤى، معروفون بسلوكياتهم و أحقادهم المتراكمة , ظناً منهم ان بقرعهم الأجراس ضد الكرد للتطهير العرقي قادرون على امحاء الوجود الكردي ... باختصار , كان ذلك ضرورياً لمعرفة جوهر كل منهم في هذا الامتحان – كما أسميته – و أصر على التسمية , أو لنقل بازار الدم الكردي , الذي دعا بعض ذوي القراءات التاريخية الخاطئة، للتكشير عن أنيابهم – وعلى عادتهم ..... لكنهم لن يحصدوا سوى خسارة ماء الوجه , ريثما يأتون و يمثلون – مرة أخرى – في مسرحية مقبلة , و هيهات لهم ذلك ..., بعد امتحان أوخياري : الانسانية أو الزيف ...!
- و المثقف الكردي ؟
- بتصوري كان وضعه أفضل – رغم بعض الكتابات الغارقة في ردات الفعل ، كان هو و سياسيه أكثر موضوعيةً , رغم ان الكردي – كان ضحية – و المثقف الذي وقف ضده , انما وقف مع جلاده .....
- ثمة اجماع – شبه كامل – لدى الكردي : مثقفاً، و سياسياً، و مواطناً، للاصرار على الوحدة الوطنية . فهل لديك أفضل من هذا ؟.........
- أو يمكن نسيان كل هذا الدم الكردي ؟
- ان للدم سطوته ! ...
- سؤال سا بق لأوانه – سيظل الدم – لطخة عار على جبين مرتكب الجريمة , و الكردي على صعيد آخر – سموح – لا يحتمل ضغينة تجاه أحد , كان من الممكن استيعاب ما حدث لو ان السلطة عالجت الأمور – بحكمة – من خلال عدم اللجوء إلى الاعتقالات الاعتباطية , و ممارسة الضرب المبرح حتى الموت بحق شباب الكرد .......!
إحدى قريباتي , و نحن نشيع جنازة ابنها إلى مثواه الأخير ( و هو أحد شهداء اليوم الثاني – و توقف قلبه عن النبض صبيحة عيد ميلاده الثامن عشرتماماً ) – كانت هي تطيب خاطر من حولها من النسوة – و تخفف عنهن ألم الصدمة , و رغم أمية – هذه المرأة – كانت تقول لهن : أرجو ان يكون دم( جوان) مهراً لحرية الأكراد و سلامهم .., إلخ. اللهم احم شبابنا ....إلخ ... ان أي تأمل في مثل هذا الموقف يبين ان الكردي قادر على (( لعق جراحه! )) , كي يعيش كريماً أبياً , و يتجاوز بالتالي الخطب الجلل – على مرارة هذه الفظيعة – و لكن شريطة ان ينعكس كل ما تم من أجل اعادة النظر فيه , و لترفع عنه كل القيود التي تكبله، و تجعله ذلك المتهم الأزلي، أو الضيف الطارئ في بيته , في نظر السلطة , و هو مدعاة أسف ألم و أسف ...
- لا بأس , ما الذي تقترحه ..... كي ينجز لمصلحة الكردي ...... ؟
- ثمة معاناة عامة يعانيها الكردي في سوريا – تتعلق بمسألة الديمقراطية و الحريات – و هناك معاناة خاصة فهو محروم من ابسط حقوقه السياسية، و الثقافية – و لعل الحركة الكردية صاغت مطالبها على نحو جد واقعي , و من الممكن التفاوض معها – مباشرة – فهي لسان حال الأكراد السوريين قاطبة ...
- و انتم كمثقفين ؟
- نحن نقدم رؤى – فحسب – نتناول المسألة من وجهة نظر ثقافية , و خوض الحوار في مسائل من هذا النوع هو من مسؤوليات الحركة السياسية- تحديداً , و أنا كمثقف لست مخولاً لألغي دورها , أو أتحدث بالنيابة عنها... ولاعن سواها.
- نسبة- موظفيكم- في دوائر الدولة عالية ؟
- لأن نسبة الأكراد – و مثقفيهم عالية، أصلاً .... ! , و يمكنني أن أوضح المسألة بأكثر : أليس عدد الأطباء – و الصيدلانيين – و المهندسين الأكراد الأكثرهنا؟ ... فمن الطبيعي ان ينعكس ذلك على دوائر الدولة أيضاً .. و لكن دعني أسألك أنا : كم جامعياً من غير الأكراد دون وظيفة , كم طالباً غير كردي طرد من مدرسته ...كم ... و كم..... و كم ........
إن الاجابة من قبلك أنت – هذه المرة – و مقارنتها بأعداد الكرد – من الجامعيين العاطلين عن العمل - - و الطلاب الذين طردوا من معاهدهم، و سواهم – ستؤكد لك كيف الكردي يعامل على نحو استثنائي ....!
- ثمة من يعتقد أن الكردي – مدلل السلطة –
- هات لي اسم وزير كردي عين لأنه كردي-فحسب – بل هات اسم محافظ كردي منذ أربعين عاماً - ........
- لكن هناك بعض مدراء المدارس ؟
- أجل – لكنهم مدراء في مدارس ابتدائية أو اعدادية – لأنهم بعثيون! .
- كيف برأيك سيتم رأب الصدع ..؟
- بانصاف الكردي،إن كنتم جادين – و هو ما أرجوه ...!
- و ماذا ؟
- و محاكمة من أراق دمه جوراً...
و اطلاق سراح شبابه البريء، و الاعتذار منهم ومن أمهات الشهداء اللواتي ثكلن بأبنائهن
- و ماذا ؟
- الاهتمام بالمناطق التي يتواجد فيها الأكراد : تصور ... عقب زيارة د . بشار الأسد يظهر د . سليم كبول – محافظ الجزيرة عبر شاشة التلفزيون ,قائلاً : إن من عطاءات السيد الرئيس بناء سوق حرة في منطقة – قامشلي – سيستفيد منها0 400مواطن – و ستضع حداً للركود الاقتصادي , و البطالة , و فعلاً كان اختيار- قامشلي – كمركز للسوق الحرة رائعاً لموقعها , و لوجود المطار – المحطات – قربها من تركيا – العراق ....إلخ .............................
و لكن أتعلم
أنه رفض هذا المقترح ..بل ...القرار الرئاسي ... بقرار سياسي محلي .... و هو ما كتبت عنه في عدد من منابر النشر – و لكن دون جدوى ...!! – اعتذرت من صاحبي المحامي و أنا أعده بلقاء قريب ... إن أمكن .
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟