إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 791 - 2004 / 4 / 1 - 09:28
المحور:
القضية الكردية
لايختلف إثنان البتة ؛على أن مجمل ما تمخض عن أحداث 12/ آذار في سوريا أنتج سلسلة من الدلالات , يمكن استثمارها ــ وطنياً ــوعلى أفضل نحو . حيث بات يلفت الانتباه إلى حقيقة وجود مشكلة واقعية , لم تجد سائر ضروب التعتيم عليها نفعاً ،إذ سرعان ما برزت للعيان ، , لكي نكون في ما بعد أمام اجماع الرأي السوري على الرداءة المزمنة لمعالجتها، مثل العديد من أوجه المعاناة العامة للمواطن السوري، ناهيك في المقابل عن بلورة ــ رأي كردي ــ موحد ، بغض النظر عن اختلاف وجهات الرؤى ــ في ما قبل ــ وما تعرضت له الحركة الكردية في سوريا من تمزيق شرس لصفوفها ، لأسباب كثيرة تقر بها الأحزاب الكردية مجتمعة ، ويأتي في مقدمها عدم رضا ــ الكردي ــ عن هذا الجلد الطويل ــ مثل سواه ــ في انتظار جملة حقوق أولى ، تصاممت السلطة في سوريا عن سماعها طويلاً .....! وإذا كان ثمة محاولة لاستغلال ، هنات ناشزة ؛بغرض تشويه التظاهرة الحضارية السلمية لأكراد ــ قامشلي ــ من خلال الاشارة إلى علم أمريكي ــ هكذا !! ــ بدلاً عن علم الوطني السوري ــ أو الهتاف باسم بوش ....!!وسوى ذلك ، لدرجة الايهام ــ ان موكب تشييع الجنازة ــ كان يمشي على نحو منظم تحت راية ذلك العلم، وهو اتهام ملفق، عار عن الصحة، وغرضه التغطية الصارخة على جريمة توجيه الرصاص غلى المدنييين الكرد العزل؛ رغم انك تكاد لا تجد كردياً سورياً ،إلا ويجمع انه ابن هذا المكان ، وان علم هذا المكان ــ علم سوريا ــ هو علمه ، وهذا بحد ذاته كاف ،لأن تتم مراجعة جديدة ،من قبل عامة شركاء المكان ، أخوة عرباً ، وآثور يين وأرمن شركساً.... لاعادة تقويم هذا الانسان ، على ضوء احساسه العالي بالمواطنة، وفي أحرج امتحان وطني ،لا من خلال الحكم المسبق على نواياه المبطنة ، من قبيل التكهن أو المظنة ....!.
وبعيداً عما تم داخل ــ ملعب نادي الجهاد ــ من اصرار مسبق من قبل جمهور نادي الفتوة على الاساءة إلى الجمهور المضيف ، وبما لا يقبل الشك من خلال ــ اشرطة الفيديو المسجلة ـــ التي تذهب كل لبس؛ ويمكن الاحتكام إليها لمواجهة أية فرية , فان واقع الأكراد في سوريا ، بات يزداد سوءاً , يوماً بعد يوم ، فالمواطن الكردي حرم من أبسط حقوقه : المواطنة ( حالة المجردين من الجنسية مثالاً )والسياسية منها، والثقافية .. وليس أدل على هذا، من ان الكردي هو الاثني الوحيدفي سوريا-الذي لايجدعلى طول البلادوعرضهامدرسة يتعلم فيها ابنه بلغته الام ، بالاضافة إلىاللغة الرسمية -طبعاً ،ناهيك عن ان التمعن في محك انتخابات مجلس الشعب , أو الادارة المحلية , وبعيداً عن السمة العامة في تزويرها ، إلا ان الكردي لا ينظر إليه-هنا - كمتمايز بمعنى الخصوصية ،غير مستنسخ من حيث حضوره الفعلي في منطقته ، ومثل هذا مايقال بصدد التشكيلات الوزارية ، أو الادارات العامة وسواها ، لقد قمت بتوجيه رسالة عبر نشرة ــ كلنا شركاء في الوطن ــ الالكترونية، إلى السيد محمد ناجي العطري ــ عشية تشكيل وزارته، باسم مواطن كردي ، طالباً من مشرف النشرة ، اعطاء اسمي لمن يريد ،لاسيما الجهات العليا في الدولة ...! ، لافتاً نظره إلى ضرورة أخذ واقع الأكراد بعين الاعتبار في الوزارة الجديدة ؛وذلك حرصاً على متانة النسيج المجتمي السوري في وجه أية مؤامرة تستهدفه .... !
لا اريد عبر هذه الوقفة ،ان أخوض غمار استحقاقت الكردي الكثيرة ، فهي أكثر من أن تحصى ، وتناقش ، ناهيك عن استحققات المواطن السوري /بعامة والتي .. يستوي أمامها المواطنون جميعاً، بيد أنني اريد ان أتوقف -هنا -عند مسألة مهمة ، وهي ان أي مثقف عربي حر تلتقيه ،الآن , يشعرك انه هو الآن ايضاً ــ يعاني كثيراً في ظل الممارسات وأوجه الخللل الموجودة ؛والتي يعترف بها الجميع على حد سواء ــ كما يؤكد لك، ان هناك اخوة عربية| كردية ــ عرفت على مدار التاريخ , وان الكثير مما يقوله الشريك الكردي ،عادل ...،.وان هناك مظلمة قد لحقت بالاخوة الاكراد .... الخ ... ولابد من رفعها، وغير بعيد عن مثل هذا الموقف نفسه ، تتصادى إلينا آراء المسؤولين في الدولة , على اختلاف مراتبهم ، ومهامهم ، وهو بالتالي ومضة أمل جديدة ، يتلقفها الكردي آلياً , كما تعود على هذا الفعل منذ أربعة عقود ونيف ، بيد ان هذا المسؤول نفسه ،هو الذي يتحمل مسؤولية تهميش هذه الاستحقاقات ، والاستهتار بها طوال الفترة المنصرمة , لا سيما اننا كنا نسمع من بين هؤلاء ،أصداء مواقف الارتياب من الكردي ،بل والتشكيك به ،إلى درجة الادانة، والخيانة ، في وجه ارادة رفع المظلمة عنه ، تحت حجج وذرائع واهية , أكدت أحداث 12/آذار ــ عدم مصداقيتها ، في أقل توصيف لها ، وان هناك اجماعاً كردياً على شرعية مطالبه ، وحرصه على بلده في آن واحد , وهو مؤشر وطني سليم ، رغم أن هناك من أرادالنظر إلى الكردي، من خلال ردود فعل طفيفة في ظل ممارسات الضغط، وكتم الافواه، ولا تشكل البتة ــ رقماً يستحق النظر إليه , رغم ان هذذا الرقم نفسه ،لا يمكن الاطمئنان إلى نسبته إلى الكردي عينه ، لا سيما في ظل وقائع مثبته، تم التوصل غليها رسمياً ....!
لقد جاءت أحداث 12آذار- لتشير بوضوح الى وجود مشكلة كردية في سورية , وان اساليب معالجتها حتى الان - كانت على درجة من الخطل وسوء التقدير, بل وان عدم الاعتراف بها لم يعد مجدياً البتة , حيث ان كلمة : كردي - في سوريا كانت في رأس قائمة الممنوعات , ولا سيما في الاعلام الرسمي , ويحضرني هنا, ان مجموعة من الشباب الكردي ,قضوا - زهرة شبابهم - في السجون , في بداية السبعينيات؛ لمجرد انهم هتفوا في احتفال عام: عاشت الاخوة العربية الكردية .....!
إن أي تمعن في مثل هذه المفارقة الصارخة، تؤكد وبجلاء ساطع ،تلك القاعدة التي ينبني عليها تراكم الممارسات المجحفة ،بحق الكردي، خلال هذا الشريط الزماني .
ان استعراض سائر وسائل العنف امام الكردي-كما يتم - بغرض معالجة ماتم ،لا سيما بعد انطفاءسعير الفتنة، بجهود الخيرين في الجزيرة :عرب اكراد - سريان - آثور -ارمن- شركس - الخ....
هي اعادة انتاج الاساليب التي تم الاعتماد عليها في مواجهات الاشكالات العامة في سوريا، مع كافة اشكال الفسيسفاء-وهي في الاصل سبب كل ماا لنا إليه- لن تكون ناجعة البتة ,فهي تنتمي في جوهرها البين، الى الفباء العنف ،الذي أكد المواطن السوري - على مختلف
انتماءاته - لاجدواها، ناهيك عن انها في المديين : القريب والبعيد خدش بين وكارثي للوحدة الوطنية التي نسعى جميعاً لتشكيلها ،وعلى اسس جديدة ،تكفل لكل مكوناتها الفعلية حقوقهم، تحت سماء هذا الوطن.....، , الذي لن يكون قوياً بتوجيه..بندقية عساكره الى صدور أبنائه ،ولا أبنائه إلى صدور بعضهم بعضاً , بل من خلال تجسيد مظهر راق من هذه الوحدة , تم تغييبة منذ عقود..للأسف.....!!!.
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟