أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - تجديد الفكر العربي من بعض الشوائب :














المزيد.....

تجديد الفكر العربي من بعض الشوائب :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2627 - 2009 / 4 / 25 - 09:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يمر عالمنا العربي حاليا بالكثير من الأزمات على مختلف الأصعدة، سياسيا، اجتماعيا، اقتصاديا، وثقافيا. ومحاولة الاعتراف بهذا الواقع سوف تجعلنا في مرحلة متقدمة من التفكير في إيجاد الحلول الممكنة للنهوض من هذه الأزمات بصحة جيدة وعقل متفتح واقتصاد زاهر وقيم حداثية تنويرية تنتشلنا من مستنقعات الضياع الفكري الذي كان سببا في خروجنا من صف الدول الديمقراطية والمتقدمة التي دفعت وتدفع بكل ما هو عظيم لتبوإ الازدهار والتقدم .
والذين يفسرون واقعنا تفسيرا قمعيا وتأويلا فكريا ينبني على مقولات جد تقليدية تنادي بالرجوع إلى التراث التقليدي وإلى التدين المتميز بالمظهر الخارجي والهندام وإلى الثقافة الاستعبادية للرعية والطاعة العمياء للخليفة وحاشيته ، هؤلاء بدوا ويبدون وكأنهم يعيشون في زمن غير الزمن وفي مكان أقل ما يمكن ما يقال عنه أنه منعزل عن العالم وباقي الأمم الأخرى .
إن الفكر الرجعي الذي يميز الكثير من المثقفين العرب وبعض دعاة التدين باللحي والعمامة واللباس الأفغاني ، لهو سبب واضح في تراجعنا نحو الحافة التي تؤدي مباشرة إلى منطقة التخلف والجاهلية بما للكلمة من معنى مباشر . فالجاهلية ليست مقولة دينية وحسب ، وإنما هي مقولة تجعل صاحبها والداعي إليها يتميز بجهل الواقع وعدم مسايرته للمراحل العمرية لمجتمعه ، وعدم اعترافه بالتقدم الثقافي والفكري الذي ينادي بالحرية في اعتناق المنهج الملائم لكل شخص يلائم عقيدته وقيمه وتقاليده ودوافعه الشخصية والفكرية التي يحملها . فالمد الجاهلي يتسع في واقعنا العربي والإسلامي ليصبح ماركة مسجلة على أمة جاءت لتنادي بالحرية الدينية والفكرية والشخصية ...فصارت في مصاف الأمم المتهمة بهتك هذه الحرية وتقييد المنهج الفكري السليم .
لقد أصبحت عقلانية هؤلاء الدعاة الجدد في ورطة عظيمة ، وصارت وبالا على أمة بأكملها وعلة على جبينها تفضحها في كل الأماكن والمحافل .
والدعوة الصريحة إلى تقييد الحريات التي ينادي بها البعض من متأسلمي هذا الزمان ، وسجن المرأة في البيت ومنعها من الدخول في غمار الحياة اليومية والزج بها في غياهب التفكير الذكوري للرجل ، وتقديس النص الذي يحتاج إلى تأويل وجعله خطا أحمر لا يستطيع أي أحد الاقتراب منه ، كل هذه الأمور والتي دفعت بالعديد من أبناء الأمة الغيورين على قيمها وبقائها إلى انتقادها وردها على أعقابها ، وجدت بالمقابل آذانا صاغية ليست باليسيرة لتتولد في الأخير مواجهات عنيفة خلقت الكثير من القتلى وأسالت الكثير من المداد على صفحات الجرائد والكتب . ودفعت الأمة العربية والإسلامية إلى الدخول في متاهات جديدة كانت في غنى عنها لتهتم بما يخدم مصالحها وقيمها وأهداف وجودها . ولكن ريح أهل العقد والتوتر والتطرف جرت بما لا تشتهيه سفن التقدم والازدهار .
ولأن التغيير هو هدف أي غيور على أمته ، فقد ظهر العديد من المفكرين الذين وضعوا على عاتقهم البحث في أسباب التراجع الفكري والتشرذم القيمي الذي ظهر على أغلب المواطنين العرب بما فيهم البعض من النخب المثقفة ، وكان الهدف نبيلا وعظيما تطلب الكثير من الصبر والشدة والقدرة على تحمل المشاكل والاتهامات والتهديدات ، وما زلنا نعيش هذه الظاهرة التي ولدت العديد من الاتجاهات الفكرية مع اختلاف التلاوين التنظيرية والسياسية ولكنها تصب كلها في هدف واحد ووحيد وموحد ، ألا وهو إنقاذ الأمة من ضياعها الفكري وتشرذمها الاجتماعي والقيمي .
لكن الأهم من كل هذا هو أن الوضع الفكري في العالم العربي بدأ يجد طريقه نحو التحرر والدفع بالشوائب المعرفية التي قد تقف حجر عثرة أمام المشروع الفكري الجديد ، وقد تكفلت بهذا المد عقول متحررة وقادرة على فرض رؤاها الفكرية والعلمية والأخلاقية دون خوف أو تراجع ، ورغم حصول بعض الاختلالات عند البعض من هذه العقول ، من أمثال "سيد القمني" الذي تعرض للتهديد خلال فترة من فترات عطائه الفكري القوية جعلته يتبرأ من كل ما كتب ، ويتراجع تراجع الخائف ، فإن العديد من الأقلام مازالت وفية لقلمها وخطها الفكري الذي يصعب على الحديد والسيف أن يفلهما .
وما يعيب بعض الأقلام الجديدة ، وخاصة اللبيرالية منها ، هو الدخول في السجال الثنائي مع من يعارضهم ، بل اتهام من تقديهم ومخالفيهم الرأي بالرجعية والرجوع إلى الخلف عوض التقدم إلى الأمام ، وما ننكره عليهم في هذا المقام هو الدفاع المستميت عن أفكارهم كأنها نصوص مقدسة لا يصلها الباطل أبدا ، وبالتالي يصبحون في موقع الاستئصال ليعوضوا جماعة قبلهم تبنت الاستئصال والتكفير وجعلت من فكرها نصوصا مقدسة وكفرت الجميع ، ونخص هنا بالذكر جماعة الإخوان المسلمين خلال فترات سابقة من القرن الماضي قبل أن تعدل من أفكارها ومبادئها ، لتدخل اللعبة السياسية من أوسع أبوابها .
فالمطلوب الآن هو النأي عن هذه الأفكار الاستئصالية والدخول في حوار متمدن يقنع الطرف الآخر بالعقل وليس بالنبش في توجهات فكرية لها علاقة بضربه وإخراجه من حلبة التنافس الفكري الحر...



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة رخيصة : قصة قصيرة :
- وهم رجل زير نساء
- الإعلام العربي والنفاق الواضح :
- بداية : قصة قصيرة :
- عندما يصبح ما هو ثقافي يتيما وحقيرا :
- مدارات في الثقافة والأدب : رؤية تحليلية :
- تفاصيل غبية : قصة قصيرة :
- شخصية المؤرخ والتعقيدات المنهجية في عملية التأريخ :
- عالم من فراغ :
- المؤتمر القومي العربي : الاستمرارية في خطر :
- الفكر العربي من الفكر الزراعي إلى الفكر العلمي :
- استغراب : قصة قصيرة جدا :
- قصائد جريئة :
- الانفتاح على دول آسيا وضرورة التبادل الثقافي :
- الكبار لا يموتون : قصة قصيرة
- شيء اسمه الوجود
- لماذا يتشبث العرب بالتبعية ؟ :
- في ولادة الوطن
- حصاد الموت
- الحرية والانغلاق :


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - تجديد الفكر العربي من بعض الشوائب :