أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - بداية : قصة قصيرة :














المزيد.....

بداية : قصة قصيرة :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2616 - 2009 / 4 / 14 - 06:09
المحور: الادب والفن
    


استقبلتني الشمس رغم ديكتاتورية الرياح العاصفة . ومنحتني فضاء دفء وصفاء ونشاط وحيوية ، رغم البرود المعلن عن بعد في أفق النفس الذي يتجمع فيه الألم واليأس بحذر .

تأبطت حقائبي الصغيرة منها والكبيرة ، واخترقت الجبال الشاهقة حتى المكان الموعود . مررت بكل الدواوير المترامية على جانبي الطريق ، والتي شاخت دورها المطلية بالوحل . وغاب ناسها في عز النهار . يجذبني الحنين إلى الأمل كلما سجل عداد السيارة الكيلومترات وراء الكيلومترات ، أضعت الأحلام التي سجلتها وحفظتها في دفتر الذكريات ، حتى إذا لم يعد لي هناك مفر من قدري ، ظهر القسم يحتل أعلى التلة . فسألت عن البناء القابع هناك رغم أن ملامح البادية حفرت في خيالاتي ، مدرسة الدوار ، جامع الدوار ، بئر الدوار ، البيوت . حتى إذا رأيت العلم الأحمر في وسطه نجمة خماسية خضراء ، فاجأتني أبواب الإدارة المفتوحة على مصراعيها بجانب السكن المبني منذ عشرات السنين كما يبدو عليه .

دفعني الفضول والاستغراب لتحية الشخص الجالس على كرسي وثير داخل مبنى الإدارة ، لمجرد التأكد من أنه هو المدير ، توقفت لأحادثه ولأتعرف عليه أكثر ، دفعتني رغبتي في الاستمرار إلى أن ألمح ورقة بيضاء أمامه كتب عليها اسمي وبعض المعلومات التي تخصني . وجدته يمعن النظر في لحظة ، ولحظة يراقب الورقة . جلست حتى لا أتعب أكثر ، وجعلت نظري يحوم بكل أركان الفضاء ليرشدني إلى معرفة كل مكوناته واحدة واحدة .

خرجت إلى خارج المبنى تخنقني أسئلة لا أعرف لها إجابات . كادت تصدمني أفكار شقية مرت بجانبي لولا انزلقت من مكاني ببضع خطوات . تذكرت رحلتي في منتصف نهار مشمس سعيد ، على متن سيارة " البوجو" الطويلة ، وعلى إيقاع نغمات موسيقية لأمير الفنانين محمد عبد الوهاب. واختلطت أصوات أناس جدد بتفكير غريب يمتطي فرسا مجنحة . أنقذني مرور أحد هؤلاء الناس من الاصطدام بي . فنظرت إلى قدمي التي أتعبها المشي . ورأيت صباغة حائط الإدارة وقد ازدادت تآكلا جامعة خربشات وخطوط صغيرة من جراء تصرفات الأطفال الصغار أثناء العطلة الصيفية .

قذفتني الأقدار إلى دوار آخر الذي يشبه في مظاهره كل الدواوير ، ورأيت أقساما لم تشهد هي الأخرى تجديدات تجعلها أكثر وضوحا ونقاوة ورغبة . إلا أن بعده عن الإدارة وظهور وجوه الأطفال الأبرياء ، كل هذا كان يمحو بذيله أحلام الماضي التي سكنت فيها ....


عزيز العرباوي
كاتب مغربي



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح ما هو ثقافي يتيما وحقيرا :
- مدارات في الثقافة والأدب : رؤية تحليلية :
- تفاصيل غبية : قصة قصيرة :
- شخصية المؤرخ والتعقيدات المنهجية في عملية التأريخ :
- عالم من فراغ :
- المؤتمر القومي العربي : الاستمرارية في خطر :
- الفكر العربي من الفكر الزراعي إلى الفكر العلمي :
- استغراب : قصة قصيرة جدا :
- قصائد جريئة :
- الانفتاح على دول آسيا وضرورة التبادل الثقافي :
- الكبار لا يموتون : قصة قصيرة
- شيء اسمه الوجود
- لماذا يتشبث العرب بالتبعية ؟ :
- في ولادة الوطن
- حصاد الموت
- الحرية والانغلاق :
- الأنا المفقود : خاطرة
- من قال إنها شفافة فقد كذب : قصة قصيرة
- البكاء في حضرة الصليب
- - العدالة والتنمية - أو التنديد والوعيد :


المزيد.....




- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - بداية : قصة قصيرة :