أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4















المزيد.....

عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 09:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ابو محمد وبصوت خافت حاد و كالفحيح :
ـ كيف عرفت ؟! . . . ويلكْ " طريق الشعب " في هذا الظرف عليها اعدام " امّوري " !! يمعودين شوية هدوء و بصوت واطئ !!
وبعد ان عبر السياج من فتحة رُصّ عليها فراش خفيف ، و بعد عناق حار . . قال " امّوري " و بصوت خافت :
ـ " ابو محمد " انا اعتذر فعلاً ! و لكن و كما تعرف ، " طريق الشعب " تعني الأمل و الفرحة و التواصل مع الدنيا و معناها الربع بخير ! بعدين . . الوضع ليس غريب عليك . . يعني احنا ، " ابو جواد " و آني و بيننا فقط ، نعرف ! ثم نحن نتحدّث الآن في مكان منقطع ، احنا في السطوح العالية المنقطعة . .
ونظر كلاهما الى " حسين " الذي انشغل باطعام الطيور و تبديل مائها وكنتُ اساعده . .
قال " امّوري " :
ـ تصدّق " ابو محمد " . . هذه الطيور انقذت ارواح عدد من الضباط ، انقذت في وقتها العقيد الوطني " عبود" (1) الذي اعلنت اذاعة بغداد الحكم عليه بالأعدام و اعلنت عن مكافأة مالية كبيرة جداً لمن يدل عليه حيّاً او ميّتاً ، بعد ان وزّع السلاح الذي تمكن من توزيعه من وحدته على مجاميع من العسكريين و المدنيين الذين قرروا مقاومة الأنقلاب . .
فمذ ان بدأ الوضع يتدهور ، وبدأت تصل اخبار مقلقة متزايدة ، عن تدبير انقلاب عسكري و واخبار حملت حتى اسماء عددٍ من شخوصه . . وضعتُ زوجاً من الطيور العائدة لي ، عنده في بغداد، و اخذت زوجاً من طيوره الى هنا عندنا في الحلّه . و هي طبيعي من الطيور التي درّبناها على حمل الرسائل . و عن طريقها رتّبنا مجيئه هو و عدد من جماعته بأمان الى ريف الفرات حيث بقوا اشهر . . الى ان سمعنا خبر استشهادهم في صدام مسلّح من الراديو (2) كما تعرف . . كانت آخر رسالة وصلتني منه عن طريق اقارب " شيخ شعلان " الذي اعتقد انه من معارفكم !!
شعر " ابو محمد " بارتياح كبير من كلام " امّوري " ، و قال لنفسه :
ـ رائع !! " امّوري " لا يعرف عن مجيئي الى " شيخ شعلان " . .
كان امّوري مختفياً في المحلّة ، في بيت عمّه ابو زوجته ، و كان يأتي الى سطوح جيران العم
"سعوّدي " ليلتقي هناك بمن كان يرتّب موعداً معه . . من جهة اخرى فانه و بسبب تلاحق المحن و الصعوبات و بُعدَه الطويل عن المنطقة ، كان لا يعرف تفاصيلاً عن " شيخ شعلان " سوى كونه كان انسانا تقدمياً و انسانياً في تعامله مع اقاربه و خاصة الفلاحين منهم . . .
و فيما كانا يتبادلان الأخبار ، كنت اسمع نتف مما كانا يتحدثان به :
ـ فلان اعدم . . فلان انقطعت اخباره . . فلان و فلان استطاعا الوصول عن طريق نسبانهما الكرد الى كردستان و صارا انصاراً شيوعيين هناك . . فلان وفلان و فلان خرجوا و تاهوا في الصحراء حيث انقطعت اخبارهم نهائياً . . فلان و زوجته افلتا من الأعتقال و لاذا في بيوت اصدقائهم الكلدانيين في الموصل و " القوش " في وقت هرب فيه مناضلون من تلك المناطق الى بغداد ليضيّعوا انفسهم فيها بعيداً عن المطاردين . . سيد حيدر و العلوية زوجته و اهلها حموا اكثر من عائلة هربت من بغداد . . اولاد فلان شردوا الى سوريا و آخرين الى الكويت ، عن طريق زملاء لهم من الطلاب . . ناس هربت الى اقاربها في ايران . .
ـ كيف وضع " عباس " ، كيف سلوكه تجاه ربعنا . . يعني رغم كونه بعثي، الاّ ان تربيته و عائلته و مواقفها الوطنية لابدّ وان تترك شيئاً ايجابياً على سلوكه و موقفه مما يجري .
ـ بصراحة " ابو محمد " !! مواقفه فعلاً طيبة و تنذكر بكل خير من ربعنا ، الاّ ان السفلة اعتقلوه بتهمة كونه (خط مائل) يعمل لصالحنا تصوّر ؟! . . و اكثر الناس يتناقلون ان سبب اعتقالهم له رغم كونه رفيقهم، هو لكونه عمل ما استطاعه لمساعدة عدد من رفاقنا، و يتناقل اخرون ان السبب هو قضية صراع على الزعامة بينه وبين " هوبي الـ . . " ، الذي يكرهه بسبب مساعدته للموقوفين اليساريين و الديمقراطيين !
. . . .
. . . .
سافر " ابو محمد " صحبة " ابو جواد " و عائلتيهما بعد ظهر اليوم التالي بسيارة " شيخ شعلان " ، و بعد ان سارت السيارة عدة ساعات بين المزارع و ارياف المنطقة . . وصل الجميع ليلاً الى بيت كبير يقع فوق تلّه واسعة . .
توقفت السيارة عند باب البيت الكبيرة التي كانت مغلقة ، طرق السائق الباب طرقات مسموعة . . فيما كان نباح الكلاب يتصاعد و يتكاثر . . قام احدهم ، كما لو كان حارساً متواجداً خلف الباب ، قام بفتح مزلاج الباب محدثاً ضجة و صوتاً اعلى من صوت طرقات الباب ، فيما صفّر بفمه صفيراً متقطعاً ، هدأت الكلاب اثره . . و انبعثت ضجة فتح ابواب داخلية كانت اصوات فتحها ترسل ازيزاً و صريراً واضحينً .
و بعد السلام و التحية على من استقبلهم قرب الباب الرئيسي ، دخل الجميع الى ساحة واسعة كان يضيئها ضوء القمر في سماء صيفية فاتحة ، في منتصفها تحت سقيفة ، كانت ترى مجموعة حِبابْ (3) حيث كان فانوس يتدلى من تلك السقيفة ، و يضئ خزاناً معدنياً كبيراً، موضوعاً على الأرض . و كانت الغرف المبنيّة باللّبِنْ (4) تحيط بتلك الساحة، حيث كانت تنبعث من اللِبنْ رائحة اثارت حنيناً من طعم خاص ، والتي كانت تنبعث اثر رشّ اللّبِنْ بالماء وتبخّره منه ، في حرارة شهر تموز ذاك . .
ولاح ضوء " لوكس " (5) قوي من غرفة كبيرة بدت وكأنها المضيف . . حمل اللوكس رجل لم تتبيّن ملامحه ، بدا من هيئته و كأنه " شيخ شعلان " و وقف جنبه عدد من الرجال ، حمل احدهم لوكساً ثانياً . .
صاح صوت مرحّب من الواقفين من على بعد ، قال عنه " ابو جواد " :
ـ انه " شيخ شعلان " !
ـ يا هلا . . ياهلا . . ياميت اهلاً و مرحباً . . الف الحمد الله على السلامة !!
ثم صاح ملتفتاً الى ناحية جانبية :
ـ " ام مجبل " . . ضيوفنا من بغداد وصلوا . . !!
. . . .
وجّه " ابو جواد " زوجته لتقود النساء الى حيث وقفت امرأة لم تتبين ملامحها في الظلمة ، كانت تردد كلمات الترحيب و السلام و التحيّة . . وقال :
ـ العفو اختي " ام محمد ". . هنا ، النسوان . . يجتمعون عند النسوان !!
. . .
كانت " ام جواد " تردد بصوت مسموع :
ـ بس احنا لانترك رجالنا هناك وحدهم ، " ام محمد " لاتقلقي . . انا امرّ عليهم بين فترة واخرى ؟!
ـ ايش القضية " ام جواد " ؟
ـ عزيزتي اسأليني آني . . هذا ريف !! واني اخاف على " ابو جواد " من عمايل الرجال !! بحجة الرجال يجلسون لوحدهم ، الله يدري ايش مرتّبين ؟! عزيزتي الرجال لايمكن تركهم لوحدهم !! يمكن . . كاولية و غجريات . . ؟؟
قاطعتها " ام محمد " بصوت حازم :
ـ هوّني عليكِ " ام جواد " ! احنا باي حال ، و انتِ ذهبت بفكرك الى اين ؟ !
ـ " ام محمد " . . انتِ على راحتكِ . . الاّ اني لن اترك " ابو جواد " بين الملاكين و السراكيل لوحده . . هذي ديرتنه و نعرفها من المعيشه و سوالف عجائزنا و شيوخنا . .
ـ عزيزتي ، " ابو جواد " ليس وحده ! على الأقل ابو محمد و كل الولد معاه . . بعدين ذول اهلنا و عشائرنا، و ناس معروفة بشيمْها وكرمها وأخلاقها العالية ، و معروفة و مجرّبة بالمحن !!
ـ يعني . . . . آني صحيح غريبة عنكن (6)، بس قدّري " ام محمد " هذه اوّل مرة ادخل بيوت ملاكين، بعدين آني اخاف على " ابو جواد " و اولادي من سوالف الكاولية (7) اللي يدورن في القرى . . و هم رجال و وحدهم ويجوز . . شرُبْ و كيفْ . . وتدرين الظرف غير امين . . لا قانون و لاحكومة !!
ـ وسفة عليج " ام جواد " . . انتِ خايفة على " ابو جواد " من الكاولية و ماخايفة عليه من الحكومة ؟!!. . خليّكِ على رزانتكِ ياامرأة ! احنا بأي حال الآن !!
. . .
. . .
طال حديث " شيخ شعلان " الذي اجلسنا جواره على سفرة العشاء الطويلة . . وكيف استدعوه الى الحضور للجلوس معه في مضيفه !! و كيف وافق على تقسيم ارضه التي كان قد قسّمها اصلاً ايام المرحوم قاسم ، على ابناء عشيرته . . و كيف حوّل ملكية سيارتين و خمسة بيوت في المدينة ، الى ملكية اقاربه . .
ثم بالأشارات و الألغاز . . كيف حماه ابناء اخيه الذين ارسلهم ليلبسوا ملابس (الحرس القومي ) السئ الصيت ، على ان يأتوه باخبارهم ، و تحدث عن حذره من ( زركات الليل ) التي تشنّها وحدات الحكومة . . . الى ان بدأ المجلس ينفضّ بعد توزيع و شرب القهوة لعدة دورات . . والى ما بعد منتصف الليل بقليل . . فارسل اولاده ليحملوا الطعام الى السياسيين المختفين في القرى المحددة سراً . .
. . . .
. . . .
بدأت الكلاب تنبح . . و سكتت فجأة . .
قال شعلان :
ـ " محيسن " و صل !!
و دارت الهمسات بين الحاضرين القلائل بان القادم هو رئيس " الجمعيات الفلاحية " في المنطقة !!
دخل المضيف رجل متوسط العمر رزين المحيا ، بعقاله و كوفيته . . كان يحمل بندقية " برنو " انسجمت
مع صفوف الرصاص المزنّرة على وسطه و صدره . . كانت كل هيئته تدلّ على كونه متخفياً ، او يعيش حياة اختفاء !!
. . . .
قال " محيسن " :
ـ الأخبار الواصلة تقول ان خطة البطل " حسن سريع " خطة مرتّبة و قام بها رجال شجعان ، الاّ ان عدم التنسيق المحكم بين مجاميعهم ، اضافة الى القضية الأكبر التي هي انهم لم ينسّقوا مع مركز الحزب ، الذي يجمع كثيرون انه موجود في بغداد .
و قال :
ـ وصل عدد من اعضاء منظمتهم ، بعد ان تمكنوا من الأفلات من حملة الأعتقالات الوحشية الجديدة اثر فشل المحاولة ، و يظهر ان عدة مجاميع تعمل باقصى السريّة ، و تريد ان تقدّم شيئاً للحزب بالأقتصاص من القتلة المجرمين . و تتزايد الأخبار عن نشاط عدد من المراجع الدينية للأفراج عن الشيوعيين و عوائلهم ، بعد شعورهم بالذنب تجاه مايجري بسبب فتاوي ( تحريم الشيوعية ) . .
. . . .
. . . .
وبعد ان حان موعد النوم و ذهب الشيخ الى فراشه بعد اتفاقه مع الوالد ان يتحدثا في اليوم التالي . .
دارت الأحاديث بيننا . .
ـ كيف يمكن ان يكون شيخ و ملاك ، و مع الحزب الشيوعي . . ؟؟
ـ الموضوع ليس جافاً كالكتب ، هذي دنيا و الحياة خضراء واسعة متنوعة . . كثير من ناسنا تريد الخير للبلد و تريد الكهرباء والماء والمدارس و الجامعات ، و تريد حياة افضل لها و لأهاليها ، و لكنها لا تستطيع فعل شئ . . و قد وجدت هذا الحزب ، النزيه باعضائه و باخلاقهم العالية ووطنيتهم و اخلاصهم و تفانيهم حتى الموت في سبيل البلد . . الذين يسعون للعلم و المعرفة و لنشرهما بعيداً عن الخرافات و الدجل . . فيسعون اليه و يحموه و يعملون على ادامته بما يستطيعون عليه ، لأنه يشكّل الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك ، و فق معرفتهم و تجاربهم .
ـ بعدين هو ليس ذلك الأقطاعي الكبير الخائف على املاكه الهائلة ( الموروثة ) والمأخوذة عنوة من الناس . . . لقد وافق على قانون " الأصلاح الزراعي " و على تقسيم الأرض لأنها ستكون لأقاربه وابناء عشيرته الذين يحبهم ويحبوّه . . وفي بلدنا كثير من امثال هؤلاء الملاكين المتوسطين و الصغار!
ـ ثم انه ليس حزبياً ، لكنه يتعاطف مع الحزب و مع مواقفه و يأيّدها . و هو لا يوافق على الأعتداء عليه و حمى عدد من السياسيين من ربعنا منذ ايام الملكية ، ولذلك اعتُقل و حُكم عليه بالسجن .
وفي جوابه على تساؤلات " ابو جواد " قال " ابو محمد " :
ـ وفي مظالم كالتي يعيشها البلد اليوم . . . لم يشف غليله الحزب الوطني الديمقراطي الذي ضم كثيراً من الملاكين و اغنياء الفلاحين ، انه يراه غير كافياً لتحقيق الأهداف الوطنية بالصورة التي يفهمها بها . لقد احبّ الرئيس عبد الناصر و كان ممن اعتقلوا بتهمة ( الترويج للناصرية و الشيوعية ) حين شارك بنشاط في انتفاضة 1956 للتضامن مع مصر الشقيقة ايام العدوان الثلاثي الذي استهدف حكم " ناصر " . . و احبه " القوميون العرب " ، الاّ انه ومنذ ان تربّص " ناصر " بالحكم الوطني للزعيم عبد الكريم ، ابتعد عنهم بعد ان رأى ان النقاش لاينفع مع قسم غير قليل منهم، رغم احتفاظه بعلاقات صداقية و عائلية طيبة بهم . .
و فجأة سمعنا صوت حركة و وقع اقدام مترددة ، ثم ضجّة احاديث و اصوات نسائية ، و طُرقت باب الغرفة طرقاً ثابتاً ، مع تصاعد صوت " أم جواد " :
ـ " ابو جواد " ؟ !!
ـ نعم !!
و فيما تعدّل الجميع في مجلسهم ، فتحت " ام جواد " الباب و اطلّت من فتحتها قائلة :
ـ و الله حبيت اطمأن عليكم ، يجوز محتاجين شئ !!
و في الوقت الذي كانت تجيل النظر في الغرفة جيداً . . صاح " ابو جواد " صيحة مكتومة :
ـ " ام جواد " كيف خرجتِ من غرفة النساء ، الدنيا منتصف الليل و احنا ضيوف هنا . . ؟!!
ـ " ام محمد " و " أمل " معي ، و . .
ثم بلطف و بنظرة قاسية على " ام جواد " :
ـ يخليّكن الله . . اذا انتن بخير ، احنا بخير . . اوصّلكن ؟
اجابت النسوة :
ـ لا ، لا . . تصبحون على خير .
ـ مثله و خير !
. . .
. . .
شيخ شعلان :
ـ " ابو محمد " . . يظهر ان (الحرس القومي) في حلمه المجنون بالقضاء على الحزب ، طالت جرائمه اوسع الأوساط العراقية ، حيث صارت نيرانهم تلوح اوسع حلقات البشر بالبلد ، هم لايفرّقون بقساوتهم بين رجل و امرأة و لا بين بالغ و طفل ولا بين شاب و عجوز . . اهانوا و آذوا الكثيرين ، حتى وصلت سمعة حكمهم للحضيض . . و صارت اذاعات العالم تتكلم عن جرائمهم بلا حدود ، و ادىّ ذلك الى انعزال حكمهم بشكل مشين . . و صارت قوى عربية كثيرة تتحدث عنهم بسوء ، حتىّ القوى الدولية و العربية التي حرّضتهم و موّلت انقلابهم الأسود ، صارت تقول ان جرائمهم لايمكن السكوت عنها، وان حكمهم من غير المعقول ان يستمر .
من جانب آخر ، فان صراعاتهم هم على النهب و السلب و السلطة، وصلت الى مراحل خطيرة لا احد يعرف الى اين ستؤدي بالبلاد و الى اية مخاطر، خاصة بعد ان ضربوا حلفائهم القوميين ضربات قاسية و زجّوا بقسم منهم في السجون ، و بعد ان اشعلوا القتال مجدداً في كردستان .
يقول احد الضباط من اقاربنا : ان " عبد الناصر " غاضب عليهم و يقول ، انهم باجرامهم و بتصرفاتهم الهوجاء هذه يسيئون الى سمعتنا و الى سياستنا بين الدول . . وان مجئ عفلق الى بغداد مؤخراً ، هو لمحاولة للحفاظ على حزبهم من التصدع بسبب صراعاتهم الوحشية بينهم !! و يقول ان جهوداً قومية تُبذَلْ لأزاحتهم !! و هم يسألون ماهو رأي الحزب الشيوعي ؟؟؟!!
ـ " شيخ شعلان " . . الا ترى و تعيش حال الحزب ؟؟
ـ و الله كل الأخبار تجمع ان الحزب موجود و يواصل نشاطه بقوة ، والناس تحبّه ، وتشهد الأخبار الواصلة ان الحرس القومي مرتبك بسبب ان منظماته مستمرة بالنشاط و جريدته مستمرة بالصدور من بغداد . . الم تكن له محاولة لقلب السلطة قبل يومين ؟!!
ـ المحاولة لم تنجح . . الم تسمع انها لم تكن بالتنسيق مع مركز الحزب ؟ باعتقادي ان الضغط على الحزب الشيوعي سيزداد شراسة ، و ان المحاولة الأخيرة رغم بطولة القائمين بها ، فانها و بسبب عدم نجاحها ستؤدي الى ان يلملموا صفوفهم لمواجهة الحزب بشكل اعنف ، اتمنى ان اكون مخطئ ، ولكن قراءة الواقع تشير الى ذلك . .
و تواصل الحديث و تشعّب و انتهى بوعد " ابو محمد " بأنه سيعمل جهده لأيصال ذلك ، للحزب !!
. . .
. . .
ـ " ابو جواد " ماذا تسميّ ذلك ؟ خطأ ؟ صواب حسابات ؟ حب او كراهية ام رعب ام ماذا ؟ حزب عملوا و يعملون على تمزيقه بانواع الحراب و الوسائل المنظورة و غير المنظورة ، و يريدون رأيه ؟!
ـ الناس من حبها له و احترامها لشبابه و تضحياتهم التي استعدوا لتقديمها و قدّموها بلا انتظار ثمن ، و مواقفه التي شكّلت آمالها و مطالبها . . وحتى احلامها . و رسمت حياتها المستقبلية على سكة كل ما هو تقدمي و علمي و اصيل ، لأنها تنسجم مع منطق الحياة . . ثم الم ترَ الناس صورة الزعيم عبد الكريم على القمر ؟!
ـ نعم الناس الكادحة و المحرومة التي احبّته رأت صورته على القمر !! الاّ ان وضع و دور الحزب هنا يختلف . . فالذين يحبوه و الذين يكرهوه يتابعوه و يحسبون حسابه و دوره ، الذين يحبوه يرونه مرشداً . . يرونه حبّاً و املاً ، والكارهين له يرون فيه شبحاً مخيفاً ، حتى و هو مثخن بالجراح و كأنهم جميعاً يرددون ما صاغه شاعر العرب الأكبر " محمد مهدي الجواهري " :
سلام على جاعلين الحتوف جسراً الى الموكب العابر

(يتبع)

17 / 4 / 2009 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ربطت العقيد " عبود " بـ " امّوري " علاقة عائلية عشائرية .
2. اذاع راديو بغداد نبأ (القضاء) على العقيد " عبود " و عدد من رجاله اثر اصطدامهم بقوة مسلحة في الريف القريب من مدينة الهندية ( طويريج ) ، ثم تواصلت اخبار القرى التي افادت ان المجموعة ابيدت بعد ان قاتل افرادها بقيادة العقيد " عبود " ، قوات كبيرة من الحرس القومي والجيش قتالاً ضارياً حتى النفس الأخير .
3. مفردها حِبْ ، و يعني آنية فخارية كبيرة لخزن ماء الشرب ، الذي كان يُغرَف منها عادة بمغرفة خشبية مطلية بالقار، لتعبئة الصفائح الصغيرة المعدة لحمل الماء، او لملىء الأواني و الأقداح الزجاجية للشرب .
4. اللّبِنْ ، هو الطين الممزوج بالتبن و فق طريقة مزج و تخميرة معروفة لأهالي الريف بشكل عام .
5. لوكس ، مصباح نفطي اكبر و اقوى من الفانوس، و يعمل بآلية الضغط الذيّ يتولد بفعل الضغط بمضغاط شبيه بآلية " البريمز " او " الوابور النفطي " .
6. غريبة بمعنى من عشيرة اخرى .
7. الكاولية ، الغجر و النَوَرْ .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 3
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 2
- عيدك . . للشعب ، افراح وآمال ! 1
- التصويت ل - مدنيون - . . تصويتاً للتقدم ! 2 من 2
- التصويت ل - مدنيون - . . تصويتاً للتقدم ! 1 من 2
- - الحوار المتمدن - في عامه الجديد !
- الإتفاقية . . واحتمالات التلاقي الأميركي الإيراني ! 2 من 2
- الإتفاقية واحتمالات التلاقي الأميركي الإيراني ! 1 من 2
- الإعصار المالي وقضيتنا الوطنية ! 2 من 2
- الإعصار المالي وقضيتنا الوطنية ! 1 من 2
- في اربعينية المفكّر المعروف كامل شياع
- المجد للمفكر الشجاع كامل شياع !
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في العراق والمنطقة ؟ ...
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 2
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 1
- 14 تموز . . الثورة التي انحازت للفقراء !
- الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 2 من 2
- الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 1 من 2
- المعاهدة والتغييرات القانونية العاصفة !
- احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 2 من 2


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4