أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي وتوت - ست سنوات على التغيير ... كيف سيكون مستقبل العراق ؟














المزيد.....

ست سنوات على التغيير ... كيف سيكون مستقبل العراق ؟


علي وتوت

الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 11:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على الرغم من أن أعواماً ستّة لا تعدُّ شيئاً بحساب عمر الشعوب.... غير أن السنوات التي مرت منذ أبريل 2003، وبحسابات معظم العراقيين.. كانت طويلة وقاسية.
إذ إنها أضافت لإرث الدكتاتورية المرعب مخاوف جديدة... فأعوام الاحتلال أرست ذاكرة جديدة للعراقيين.. وصاغت إنجراحات فريدة للعراق، وأوجدت إحساساً بالخيبة من الديمقراطية لدى كثير من العراقيين... اعتاشوا اليأس والقنوط، وأدمنوا الخوف والحزن، وهم يشاهدون ما يحدث لوطنهم، وفي وقت تساوت أو كادت.. عذاباتهم!!
إن التغيير الذي أحدثه الاحتلال الأمريكي للعراق لم يطل النظام الدكتاتوري فحسب، بل أسهم في التعجيل بانهيار النسق السياسي بالكامل، مثلما أوجد تغيرات كبيرة في النسق الاجتماعي. وذلك لأن سلطات الاحتلال لم تتردد كثيراً في خرق قوانين الاجتماع العراقي. وقد أوجد هذا الخرق اختلالات عدة في المجتمع. فحين نتحدث عما طاله التغيير، فعلينا الانتباه ليس إلى الدولة فحسب، بل هناك المجتمع أيضاً.
وإذا ما تحدثنا عن تغير المؤسسة السياسية فإن ما حدث فيها كان كبيراً بكل المقاييس، غير أنه لا يبرر ما حدث من إرباك وسوء إدارة، تعلقت بعمل هذه المؤسسة!!. فقد انحدر المشروع بشكلٍ مخزٍ، من نموذج الديمقراطية العددية إلى المحاصصة (الطائفية/الأثنية) التوافقية، التي رعتها سلطات الاحتلال، وتحولت أخيراً إلى دعم وتسليح العشائر. فالعراق ما زال بعد ست سنوات من الاحتلال معرضاً للتفكك أو الانهيار الأمني وعودة الاحتراب الطائفي والمذهبي. فهو يعيش توازناً قلقاً قابلاً للانفجار في أي لحظة.
بناءً على ما سبق، يبدو مشروع صناعة دولة مؤسسات، تعتمد النظام الديمقراطي، ويسيطر عليها القانون... بعيداً عن التحقق، على الأقل في السنوات القليلة القادمة، كما يرى البعض. إذ تبدو الدولة العراقية ضعيفةً إلى حد الضياع، ومخترقةً من الناحية الأمنية.
لكن إنجازات السنة الأخيرة (المتحققة على مستوى الأمن والمصالحة الوطنية) أثبتت أن هذا المشروع الضخم في تحقيق (دولة المؤسسات) و(مجتمع القانون) ليس ببعيد عن إرادة العراقيين، إذا ما وجِدَتْ النخب السياسية التي تضع مصلحة الوطن قبل مصالحها الحزبية أو الفئوية الضيقة. وهنا تشكل الديمقراطية... كثقافة ونظام حلولاً ناجحة لمشكلات العراق... فهي منظومة قيم وأساليب حياة ترقى بالإنسان ليسمو فوق الصغائر... ويمكن لنا التفاؤل بالمستقبل المشرق للعراق في ظلها.. فالديمقراطية ستنتصر في الحرب الضروس ضد الاستبداد والدكتاتوريات بكل أنواعها سياسية كانت أم لاهوتية... فالديمقراطية ولود.. والاستبداد عاقر.
والعراق بعد ست سنوات من التغيير السياسي يتجه نحو ترسيخ الديموقراطية، مما يعطي معظم العراقيين فرصاً متساوية للمشاركة في الحياة السياسية التي كانت محتكرة في عهد النظام السابق على فئة معينة.
أما على مستوى المجتمع، فالإشكالية العراقية خلال السنوات الست الماضية كانت (تأسيسيّة)، إذ تناولت مقوّمات عدة منها ما هو فوقي (كثقافة الاجتماع والتنوع مروراً بقضايا الانتماء وصولاً إلى حدود فاعلية الدولة في الشخصية الاجتماعية). ولذا فإن فئات المجتمع انقسمت في توصيف ما حدث، فالبعض يشير إليه بأنه (تغيير) وهي كلمة محايدة تخفي موقف مستخدمها إن كان مؤيداً أو معارضاً للتحولات التي رافقت 9 نيسان !!
ومن المقومات التي رافقت السنوات الست الماضية ما هو واقعي.. فعذابات العراقيين والعراقيات وحدها، توحدهم من أقصى شمال العراق حتى جنوبه.... فالمصاعب التي تكاد تتشابه بـ(النوع)، تختلف بـ(الشـدة)... إذ إن انعدام الأمن يكاد يكون عاماً، وفي هذا قدم العراق عشرات الآلاف من الضحايا... أما النقص في الخدمات والبنى التحتية في عراق الاحتلال فهو ما لا يختلف عليه اثنان في العراق. وترتبط هذه القضية بالفساد المالي والإداري الذي ينهش جسد العراق، ويفتك بأرواح مواطنيه.
أما على المستوى الاقتصادي فقد شكلت السنوات الست الماضية تحولاً نوعياً لكثير من فئات المجتمع، فبعد أن عاش معظم العراقيين سنوات الحصار الاقتصادي الـ(14) تقريباً، ظروفاً صعبة بفعل التضخم وارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل مرعب، مما تسبب بفقدانهم لمعظم ممتلكاتهم الثمينة والكمالية وحتى الأساسية بعد أن قاموا ببيعها، ليوفروا ما يطعمون به أطفالهم وأنفسهم.
لكن منذ أبريل 2003 تغير الحال وحاول العراقيون إشباع كل حاجاتهم وسد لهفتهم لكل ما افتقدوه خلال سنوات الحصار الطويلة... وابتداءً بالسلع الغذائية البسيطة التي بدا العراقي متلهفاً إليها.. وصولاً إلى تعميره بيته فإن تغيراً مهماً على مستوى حياة العراقيين منها تشير إلى قدرة أكبر للعراقيين على المستوى الاقتصادي.
هكذا امتلأت الأسواق والمتاجر الغذائية العراقية بكل الأصناف ومن جميع الأسواق، وهي تكبر يوماً بعد يوم، وامتلأت منازل العراقيين من جديد بالأثاث والسلع الكهربائية التي ملأت واجهات ومخازن محال ومتاجر يتزايد عددها كل يوم، فضلاً عن ذلك تكاد جميع المهن تزدهر من جديد (كالنجارة والحدادة والسباكة والميكانيكا وغيرها) لإقبال العراقيين على البناء وتجهيز منازلهم من جديد. هذه أمثلة بسيطة على ارتفاع المستوى المعيشي للعراقيين.



#علي_وتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العراقية والتحول الديمقراطي ... جامعة القادسية أنموذ ...
- عقلنة الشعائر الحسينية تتضمن مكاسب للاجتماع السياسي ودعماً ل ...
- مؤمن بالديمقراطية يا صديقي... حتى النهاية
- كان بلسماً لجراحات العراق
- في القامة السامقة للسوسيولوجيا العراقية -2
- في القامة السامقة للسوسيولوجيا العراقية-1
- في السؤال السوسيولوجي للهوية-2
- في السؤال السوسيولوجي للهوية-1
- إشكالية السلطة - 2
- إشكالية السلطة - 1
- اللوحة الفنية ... رؤية سوسيولوجية
- الديمقراطية في العراق... أسطرة المفهوم -1
- الديمقراطية في العراق... أسطرة المفهوم -2
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية-6
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 5
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 4
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -3
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -2
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية-1
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -الج ...


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي وتوت - ست سنوات على التغيير ... كيف سيكون مستقبل العراق ؟