أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - السقوط المدوّي لطارق حجّي















المزيد.....

السقوط المدوّي لطارق حجّي


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 11:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بحزن عميق نرى اليوم المثقف الموسوعي طارق حجّي يسقط سقوطاً مدويّاً . وبأسف شديد نتراجع عن كل عبارات الود والتقدير التي كنا عبرنا عنها له قبل أن نعلم شيئاً عما كان قد كتب في العام 1978 عن " سقوط الإشتراكية " . بالأمس فقط نصحنا طارق حجّي وقلنا .. " نرجو من السيد طارق بكل صدق ومحبة ألا يحاول مرة أخرى معارضة ماركس في مختلف قواعده العلمية لأن في ذلك أذىً بليغاً لطارق حجّي وليس لماركس " ؛ لكن طارق لم ينتصح ويبدو أنه من باب المكايدة على الأرجح أصرّ على تجاوز الحدود فهوى ساقطاً إلى القاع، مغامراً بكل ما كسب من رصيد فكري وثقافي لدى عامة المثقفين العرب . أبى إلا أن يناطح ماركس الذي شهد له العالم كله على رأس الألفية الثالثة بأنه أعظم شخص ظهر في الألفية الثانية، ويقر اليوم، بعد الأزمة القاتلة الماثلة، حتى البابا بندكتوس أن كارل ماركس هو أعظم من انتقد النظام الرأسمالي، فكان من الطبيعي جداً أن تتحطم رأس الحجي وهو ما زال الفتيّ في الفكر السياسي . فكيف له أن يتنطح لكارل ماركس ليقول له متنازلاً عن كل رصيده الثقافي .. " أن إبن خالتي أخبرني بخطأ نظريتك !!! " .

إنني هنا لا أدّعي بما ليس في مقالة الحجي اليوم ؛ فليراجعها معي مناصرو الحجي ومشجعوه حتى على الضلالة ليجدوا أنه لم يقل سوى أن أبناء خالته، برتراند راسل، وبرنار هنري ليفي، وليفي أندريه جلوكسمان، وجان ماري لوبوا، ولوشيو لومباردو، قالوا جميعهم له أن الماركسية ماتت بأمراضها . لكن المثقف جداً طارق لم يجروء على تسمية مرض واحد من أمراض الماركسية وها أنا ذا أتحداه من هذا المنبر العالي أن يسمي خطأً واحداً في العلوم الماركسية . أطرح مثل هذا التحدي عليه لأنني على ثقة تامة بأنه لا يمتلك ملء قمع صغيرة من العلوم الماركسية إذ يقول .. " أن التطبيق العملي قد أظهر أن جوانب رئيسية وأساسية من النظرية الماركسية الأرثوذكسية لم تسر كما كان المفروض ـ نظرياً ـ أن تسير " دون أن يذكر جانباً واحداً على الأقل . من يقول مثل هذا الكلام الفارغ لا يعلم على الأقل أن كارل ماركس لم يكتب إطلاقاً في المستقبليات ؛ لم يقل شيئاً عما يتوجب عمله إثر قيام الثورة الإشتراكية . كل ما كتبه ماركس اقتصر على تحليل الماضي من التاريخ وعلى الرأسمالية القائمة . وكل ما قاله عن المستقبل هو أن الرأسمالية في طريقها إلى الإنهيار وأن المجتمعات الرأسمالية ستعبر إلى الشيوعية بقيادة دولة دكتاتورية البروليتاريا . انهيار الإتحاد السوفياتي إنما هو برهان قاطع على صحة ما قاله ماركس عن المستقبل . فدكتاتورية البروليتاريا بقيادة ستالين صنعت العجائب خلال سلم دولي قصير، ليس أعجبها سحق النازية في عقر دارها، وحالما ألغى خروشتشوف رسمياً وفعلياً دكتاتورية البروليتاريا عام 1959 بدأت الإشتراكية السوفياتية بالتآكل والانهيار . ليعلم طارق حجي وغير طارق حجي مهما علا شأنه وتطاولت قامته أننا لن نتهاون في الدفاع عن الماركسية وهي أرقى ما توصلت إليه البشرية من فكر طليعي وتقدمي، يتعالى كمنارة عالمية تنير للإنسانية طريق التقدم والتحرر الأبدي وتطهر الإنسانية نهائياً من كل أدران الوحشية الموروثة من أصولها السحيقة . وها نحن بانتظار كل ما سيأتي به الحجّي نقلاً عن أبناء خالاته !!

دهمني الإرتباك المقرون بالشجب والاستنكار وأنا أقرأ المثقف جداً طارق حجي ينحدر دون حياء أو خجل ليكرر الدعايات القذرة عن الإنحلال الجنسي لدى الشيوعيين التي كانت تنشرها المخابرات البريطانية بين الشعوب خلال سني الحرب العظمى عندما كانت شعوب بريطانيا تحيي عالياً الجيش الأحمر يدحر جيوش النازية الجرارة في شرق أوروبا ويرسل ملكها جورج السادس سيفه الملكي المرصع بالجواهر عربون شكر وتقدير وتعظيم للجيش السوفياتي الأحمر وكان زعيمهم ونستون تشرتشل يلعق حذاء ستالين في طهران وفي يالطا فيثير قرف روزفلت الذي لم يكن يتردد في الاستخفاف والهزؤ بتشرتشل ، أقرأه يقول .. "اقتران الماركسية بالدعوة الصريحة إلى الحرية الجنسية وإلغاء النظام الأسري البورجوازي " . ما قاله ماركس وإنجلز هو أن العلاقة الجنسية القائمة حالياً بين الرجل والمرأة هي علاقة غير سوية وغير ديموقراطية ولن تستمر مثل هذه العلاقة بعد زوال علاقات الإنتاج البورجوازية وهذا ما تقر به أية إمرأة ذات قسط من الثقافة، كما تتعالى مطالبة المنظمات النسوية اليوم بمساواة المرأة بالرجل . لعل الحجي كان طفلاً ولم يقرأ كتاب الكاتب المصري المعروف أحمد بهاء الدين في العام 1954 بعنوان " شهر في روسيا " وقد سجل في مقدمته أن مرافقته الروسية في موسكو وأثناء انتقاله في السيارة استوقفت السائق وفتحت زجاج السيارة لتبصق بوجه فتاة كانت تسير في الشارع واعتذرت للضيف أحمد بهاء الدين لعدم احتشام هذه الفتاة بالملبس وفي زينتها وهو ما لم يلاحظه بهاء لأنه أمر مألوف في القاهرة، وأكدت له أن هذا الصنف من الفتيات غير موجود في الإتحاد السوفياتي . كان عفاف المرأة السوفياتية موضع تقدير وإعجاب في العالم كله وهي التي ساهمت مساهمة كبرى في هزيمة النازية حيث قامت بإنتاج مختلف مستلزمات الجبهات الحربية من أسلحة ومؤن . وأذكّر الحجي بالكاتبة الوجودية سيمون دي بوفوار تقول للشباب الفرنسي .. من يشترط العذرية في عروسه فليتزوج فتاة شيوعية ! وأنا أعرف تماماً أحد أبرز قادة الأحزاب الشيوعية وقد تم طرده من الحزب رغم كونه مناضلاً صلباً ومميزاً بسبب علاقة غير شرعية له مع إحدى النساء الجميلات . تلك كانت أخلاق الشيوعيين يا حجّي !

خلال انتشار الشيوعية الأوروبية (Eurocommunism) كان الحجي مشغولاً بإدارة أعمال شركة شل وتحقيق أرباح لأكبر كارتل رأسمالي دون أن يجد وقتاً يخصصه لدراسة ظاهرة الشيوعية الأوروبية ورغم ذلك اقتصر اعتماده عليها في نقضه لماركس حتى وبعد أن انتهت اليوم سريعاً إلى الاضمحلال . في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي احتدم الصراع الطبقي في الإتحاد السوفياتي بين طبقة البورجوازية الوضيعة التي تضم العسكر والفلاحين والأنتلجنسيا من جهة وطبقة البروليتاريا من جهة أخرى وانتهى الصراع بانتصار البورجوازية الوضيعة بقيادة خروشتشوف وعصابته . موجة الشيوعية الأوروبية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت الامتداد الطبيعي لهزيمة البروليتاريا في مركز الثورة الاشتراكية العالمية، موسكو، وانتصار البورجوازية الوضيعة . سقوط الشيوعية الأوروبية السريع وخاصة في فرنسا وإيطاليا كان يجب أن يعلّم طارق حجي درساً بليغاً في مصداقية الماركسية لكن للأسف كان طارق مهموماً بتحقيق أرباح لشركة شل .

وأخيراً نؤكد أن القانون العام للحركة في الطبيعة (المادية الديالكتيكية) الذي اكتشفه وصاغه كارل ماركس سيظل القاعدة الأساسية للبناء الكوني والطبيعي بكل أشكاله وسيظل حجة على كل أعداء الماركسية يتحداهم أن ينقضوا مادة واحدة فقط منه . فهل للحجي أن ينبس ببنت شفه إزّاءه !؟ بهكذا تحدّي نحجّم طارق حجّي بحجمه البورجوازي الليبرالي المعادي للشيوعية ليس أكثر، مع بالغ أسفنا !!

فـؤاد النمري
www.geocities.com/fuadnimri01



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية الفجّة لدى طارق حجّي
- كيف يواجه الشيوعيون الأزمة الخطيرة الماثلة
- تروتسكي البورجوازي الوضيع
- الأميّة السياسية بين الشيوعيين (درس في ألف باء الإشتراكية)
- نصيحة غير مجانية للمثقف الظاهرة، طارق حجي
- تراث ماونسي تونغ
- ما العمل ؟
- لا حرية مع الإستلاب الديني (دولة الإسلام إنما هي دولة غزاة)
- لا حرية مع الإستلاب الديني (2)
- لا حرية مع الإستلاب الديني (1) (أسطورة إبراهيم أبي الأنبياء)
- محاكمة عادلة لحدة خطابي
- عدمية حماس أعدمت القضية الفلسطينية
- -مقاومة الإحتلال - راية بالية ومستهلكة
- إلى أين ينعطف العالم اليوم ؟
- أيتام خروشتشوف ما زالوا يحاربون البروليتاريا
- يهاجمون التزييف لأجل أن يزيّفوا ماركس
- لا اشتراكية بغير دولة دكتاتورية البروليتاريا
- الحرية في - الحوار المتمدن -
- الماركسية ليست من الإيديولوجيا
- الفوضويون (الأناركيون) ما زالوا يضلّون


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - السقوط المدوّي لطارق حجّي