أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الماركسية الفجّة لدى طارق حجّي















المزيد.....

الماركسية الفجّة لدى طارق حجّي


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 10:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



حسناً حرص السيد طارق حجي على أن يؤكد أن أول مقالة بعث بها بناء على طلب رئيس تحرير " الحوار المتمدن " السيد رزكار عقراوي كيلا ينقطع عن قرّاء الجريدة طيلة ثلاثة شهور، كما ذكر في مقالته قبل الأخيرة، كان قد كتبها قبل عشرات السنين وهو لذلك غير ملتزم اليوم بكل ما جاء فيها من أفكار تطعن بالماركسية بصورة فجّة ؛ ولولا ذلك لما منع الشكوك تخامرنا في أن الفجاجة، والتي لا تتناسب مع مثقف موسوعي كطارق حجي، إنما هي فجاجة مصطنعة أقحمت على مقاربته للإقتصاد الماركسي لأمر في نفس يعقوب .

باعتقادي أن السيد حجي ما كان ليتجرأ على أن ينشر مقالة تطعن بالماركسية ( في الحوار المتمدن أمس) كان قد كتبها وهو في العشرينيات من العمر لولا أن رئيس تحرير " الحوار المتمدن " كان قد طلب إليه ألا ينقطع عن القرّاء لثلاثة أشهر، وباعتقادي أيضاً أن السيد عقراوي لو كان يعرف أن السيد حجي سيرسل أول مقالة بناء على هذا الطلب تطعن بالماركسية لما كان قد طلب . لا ألوم الرفيق الصديق رزكار بل لعلي كنت سأشاركه في الطلب لأن للسيد طارق قرّاءَه وأنا منهم، لكن ومن باب تبرير الطلب، كونه يفتح باباً واسعاً للحوار العميق والجاد، يترتب علي أن أكشف عن العيوب الكبيرة التي اكتنفت مقاربة حجي للإقتصاد الماركسي .

لم يفصح الحجي عن أسباب إصراره على أن الماركسية بدأت بالفلسفة وليس بالإقتصاد كما نقل عن بعض الماركسيين . البداية بالفلسفة لا تؤخذ حجة على الماركسية حتى وإن كان الشاب كارل ماركس كان قد بدأ نشاطه العملي نصيراً للعمال ومدافعاً عن حقوقهم في العام 1842 في جريدته " الرينانية الجديدة " ولم يكن قد أكمل الرابعة والعشرين من العمر وقبل أن يكتب شيئاً في الفلسفة رغم تخصصه بها . ليس من شك في أن مختلف العلوم الماركسية تقوم أساساً على ما يصر البعض على تسميتها بالفلسفة الماركسية المتمثلة بالمادية الديالكتيكية . وفي الحقيقة فإن المادية الديالكتيكية هي قانون الحركة في الطبيعة وهو القانون الذي يحكم وجود كل الأشياء في الطبيعة وفي الأكوان . يعود الفضل لكارل ماركس في نقل الفلسفة كتهويمات عقلية حول علاقة الإنسان بالطبيعة من دائرة الفلسفة إلى دائرة العلوم وتم بذلك إلقاء كل الفلسفات القديمة السابقة إلى مزبلة التاريخ . فما يوصف بالفلسفة الماركسية إن هو حقاً إلا علم يدرس الحركة في الطبيعة بأشكالها المختلفة، المادي والطاقوي والروحي . ولأن الماركسية استندت أساساً إلى قانون الحركة في الطبيعة فقد جاءت " كليّة الصحّة " .

الطعنة الخائبة التي طعنها الحجي في النظرية الماركسية استهدفت قانون القيمة وقانون فائض القيمة . في قانون القيمة قال الحجي أن القانون كان من اكتشاف ديفيد ريكاردو وليس كارل ماركس، لكن هذا لا يعيب الماركسية بشيء إذ ليس مهماً في النهاية إذا ما كان مكتشف القانون هو ماركس أم ريكاردو طالما أن القانون صحيح ونافذ في الدورة الإقتصادية، وماركس لم يدّع ِاكتشافه ومن المفروض أن كارل ماركس عندما نظر في قانون القيمة كان قد قرأ كلاً من ريكاردو وآدم سميث ومالثوس، ثم إن ريكاردو نفسه اقر بأن قانون القيمة التبادلية للسلعة قد أخذه عن مالثوس وهو يختلف كثيراً عنه لدى ماركس . أما ما أتى به الحجي حول قيمة النفط التي لا تتقيد بقيمة العمل اللازم لاستخراجه فلعله إضافة متأخرة أضافها الكاتب بعد أن شغل منصب المدير الإقليمي لاتحاد شركات شل النفطية (Shell Consortium) وهي الإضافة التي كان على الحجي إخفاؤها بدل نشرها مرة أخرى نظراً لتنافيها مع أبسط المعلومات في علم الإقتصاد .

فات على السيد حجي التمييز بين القيمة (Value) وشكل القيمة (Value Form) والقيمة التبادلية) (Exchange Value . وللتمييز بين هذه الأشكال الثلاثة من القيمة نشير إلى أن كلفة إنتاج برميل النفط في السعودية هو عشرة دولارات تقريباً وكان يباع في الستينيات بمثل هذا لمبلغ وهو قيمته(Value) التي لا تتغير لو بقي البرميل مكان إنتاجه دون مبادلته لسنوات لكنه يبقى قابلاً للمبادلة لأن فيه قيمة مضمرة (Form of Value) لكنه عندما ينقل إلى أمستردام وبكلفة لا تتجاوز الخمسة دولارات فسيباع عندئذ بخمسين دولاراً أو بمائة وخمسين دولاراً كما بيع قبل ثلاثة شهور وهذه هي قيمته التبادلية (Exchange Value) الناجمة ليس فقط عن قيمته الحقيقية بل كذلك عن شروط الزمان والمكان وعن القيمة الإجتماعية في بلد سوق المبادلة . فلو لم يتم تصدير النفط السعودي إلى خارج السعودية لما تجاوزت قيمة البرميل العشر دولارات ولهبط الإنتاج السعودية من عشرة ملايين برميلاً يومياً إلى 500 ألف برميلاً أي إلى 5% من إجمال الإنتاج . وفي العراق أكبر احتياط نفط في العالم ومع ذلك فإن هذا الاحتياطي الهائل لا يزيد في ثروة العراق الحالية دولاراً واحداً حيث يعيش معظم الشعب العراقي بلا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي .

أما بشأن قانون فائض القيمة (Surplus Value) فالسيد طارق يزعم أن فائض القيمة هو من إكتشاف الإقتصادي الإيرلندي تومسون . في الحقيقة أنا لأول مرة أسمع باسم تومسون كإقتصادي إيرلندي . ولو كان هو مكتشف فائض القيمة لما سكت عن هذا مختلف أعداء الماركسية والإشتراكية ، ولما تفاخر كارل ماركس في إحدى رسائله لصديقه ورفيقه فردريك إنجلز قائلاً أنه لو لم يقم بأي شيء سوى اكتشاف فائض القيمة لكفاه ذلك رضىً، وما كان ماركس ليتفاخر بذلك وهو يعرف تماماً أن رفيقه إنجلز لا تفوته إكتشافات المدعو تومسون من إيرلندا . ولعل السيد طارق حجي يفلح في الكشف عن هذه " الحقيقة " فيحقق سبقاً علمياً ذا شأن عظيم في علم الإقتصاد وسنكون له عندئذٍ من الشاكرين .

وأخيراً نقول للسيد طارق حجي ليس بمثل هذا المنطق السطحي يتم نقض ماركس خاصة وأننا نحرص حرصاً شديداً على كمال وسلامة بنية السيد طارق الثقافية حتى وهي بنية ليبرالية، كما أحبها أن تكون، ومن أجل ألاّ تصاب بأي خدش نرجو من السيد طارق بكل صدق ومحبة ألا يحاول مرة أخرى معارضة ماركس في مختلف قواعده العلمية المعروفة لأن في ذلك أذىً بليغاً لطارق حجي وليس لماركس .

فـؤاد النمـري
www.geocities.com/fuadnimri01



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يواجه الشيوعيون الأزمة الخطيرة الماثلة
- تروتسكي البورجوازي الوضيع
- الأميّة السياسية بين الشيوعيين (درس في ألف باء الإشتراكية)
- نصيحة غير مجانية للمثقف الظاهرة، طارق حجي
- تراث ماونسي تونغ
- ما العمل ؟
- لا حرية مع الإستلاب الديني (دولة الإسلام إنما هي دولة غزاة)
- لا حرية مع الإستلاب الديني (2)
- لا حرية مع الإستلاب الديني (1) (أسطورة إبراهيم أبي الأنبياء)
- محاكمة عادلة لحدة خطابي
- عدمية حماس أعدمت القضية الفلسطينية
- -مقاومة الإحتلال - راية بالية ومستهلكة
- إلى أين ينعطف العالم اليوم ؟
- أيتام خروشتشوف ما زالوا يحاربون البروليتاريا
- يهاجمون التزييف لأجل أن يزيّفوا ماركس
- لا اشتراكية بغير دولة دكتاتورية البروليتاريا
- الحرية في - الحوار المتمدن -
- الماركسية ليست من الإيديولوجيا
- الفوضويون (الأناركيون) ما زالوا يضلّون
- شيوعيون شلحوا الشيوعية


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الماركسية الفجّة لدى طارق حجّي