صلاح عليوة
الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 02:54
المحور:
الادب والفن
I
و الآن تحت الليلِ
نهوي بالسياطِ
على ظهورِ خيولنا
و أمامنا في الأفقِ
طيفُ جزيرةِ الكنزِ الأخيرةِ
أوجهُ الأجراءِ
عبرَ قرى التلالِ
تحوطنا
و يمدُ قائدُنا يداً
نحو الشمالِ
مردداً :
بعد اجتيازِ الشاطئين
سندركُ المرسى ..
هناك ..
البردُ يعصفُ بالضلوعِ
و حولنا أيدٍ ملوُّحةٌ ...
وراء التلِ أصواتٌ
لزوجاتٍ
تركنَ القِدرَ فوق النارِ
كي يغفو الصغارُ
II
على ثرى الآمالِ
نمضي
فوقنا عبرتْ شموسٌ
بعد أخرى
و الرياحُ عصيةٌ
عند الغروبِ
تنام في خشبِ القواربِ
في المساء نمر
من أحزاننا
و سرورنا ...
من يأسنا
و رجائنا
عبر الهواء المستريبِ
نمرّ مثل الجوعِ
و الأسرى
و أحزانِ الجنودِ
III
هناك ..
بين معاولي ..
خمدت على الكثبانِ
أنفاسُ ابن عمي
تاركا - عبثاً- وصاياهُ
و أطفالاً يمرونَ خفافاً
في منامي
مثل فئرانٍ الحقولِ
"سيندرُ الناجونَ عند السفحِ"
أخبرنا الدليلُ
و غابَ في الأصداءِ
و الماءُ الفقيرُ يحوطنا
و ملامحُ الذهبِ الوضيئةِ
لا تلوحُ
أكُفنا – محمومةً - تهوي
على رملِ الشطوطِ
IV
يمر فوقَ حياتنا الصفراءِ
غيمٌ متعبٌ
و يمر يومٌ بعد يومٍ
و الشحوبُ يطلّ
ملءَ وجوهنا
و القائدُ المملوءُ بالأحلامِ
و الصرخاتِ
يدفعنا ..
لنحفرَ حفرةً أخرى ..
لنقطعَ سروةً أخرى ..
نخوضَ بحيرةً أخرى
و ننتظرَ الثراءَ
على خطي فجرٍ جديدٍ
و الضياءُ يمر مهزوماً
إلى قبرِ الضياءِ ...
V
الآن نيأسُ
مثل أمنيةٍ ..
و أصواتٌ مهشمةٌ
من الأحلامِ
تتبعنا
و أطفالٌ وراء التلِ
هبَّ بكاؤهم
و الذكرياتُ عذابنا ...
خطواتنا في الليلِ
تخذلنا
و نهوي
قبل أن نصلَ الديارْ
#صلاح_عليوة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟