أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - تصالح الأضداد ... و صدى السنين الدامية















المزيد.....

تصالح الأضداد ... و صدى السنين الدامية


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 04:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نعمة النسيان هل هي نعمة حقا ام لعنة؟! فقد يعلق البعض كل مصائب الواقع العراقي على ماضي ذهب ولا داعي من نبشه ،وهي على ما يبدو فلسفة البعض الذي وجد في كرسي الحكم نشوة المتنعم ولو على آثار دماء الأبرار من حملة الفكر والعقيدة ودماء الأبرياء ممن طمرتهم المقابر الجماعية او أذابت أجسادهم الغضة مغاور الأرض او السنين ،وكان هذا البعض ينطبق عليه القول (من ملك البلاد بغير حرب ... هان عليه تسليم البلاد) وهو يهمس لمقربيه وحواشيه الذين لابد أنهم قد نالوا وطرهم من أموال العراق السائبة ،بان بعون السفينة تغرق بأهلها ما داموا قد ضمنوا العيش معيشة الامراء في دول وطنوا أنفسهم على اللجوء اليها لو انقلبت هذه السفينة لا سامح الله ،لكن الأمر يجب ان لا يفوت على القوى السياسية الحقيقية التي اكتوت تنيران ذلك الماضي ،وهي التي يجب الا تفرط بالتفاؤل وان تبتدي معركتها الايديلوجية بعد ان انتهت ارهاصات اللعبة السياسية الدولية بعناوينها الدامية من حروب احتلال او أهلية او طائفية وغيرها من مسميات ..

قد يمتعض البعض من الحديث عن صدام وعهده وما جرّه على البلاد ،مترحما عليه وعلى أيامه السود، ما بين مدافع عنه وعن سياسته، ومستقتل في سبيل الدفاع عنه متخذا منه بطلا قوميا او صنما يعبد ،وهو ما يؤكد القول الذاهب الى ان الشعوب تخلق طغاتها بأنفسها ،فلا تجد مناصا من ان تبحث فيه فرعونها وآلهتها ،ولا تجد حياتها تستقيم الا بوجوده ،وهذا ما يسوغ للطغاة اللجوء الى القسوة في إدارة تلك الشعوب ،وهكذا كان الوجه الحقيقي للعمليات الإرهابية التي قامت و تطورت يوما بعد يوم طيلة امد محاكمته والقصاص منه ، وقد تبلور خطابهم السياسي بعد ان استثمروا الضعف الذي ظهرت عليه الحكومات المؤقتة والانتقالية اللتان لم تتمكنا من معالجة هؤلاء سياسيا او قانونيا ،وبعد ان اصدر الحاكم المدني بريمر قوانين لا تخدم القضية العراقية لا من قريب ولا من بعيد، مثال ذلك قانون اجتثاث البعث الذي تحول الى مجرد متن من المتون الكثيرة التي لم تطبق على صعيد الواقع.

وهناك من يضعك موضع الريبة من كونه كان مستفيدا او لم يكتوي بنار ذلك الطاغية او انه كان في واد غير وادي الرافدين ، حتى وان ادعى بأنه كان معارضا وانه قضى وطرا من حياته في المهجر،وليس المنفى كما يفرق بينهما الشاعر كمال سبتي،كما اننا عرفنا بعضهم الذي هو اليوم اشد عداءا للشعب العراقي من صدام ومن حزب البعث ويعد من حواضن الارهاب بالرغم من ظهوره العلني مع الساسة العراقيين ،مصرحا بما يشاء امام وسائل الاعلام المختلفة ، مع ذلك يمكن ان نجد له العذر اما انه كان مغفلا فلم يعرف حقيقة ما كان يجري ،او انه نسي مصائب صدام وجرائمه بحق الجميع ، لكن الكارثة انه وجد في غزله المعلن مع بقايا النظام السابق ،خطابا ناجحا في فرض أجندته المتناقضة مع العملية السياسية برمتها ..

لكن ما تعرضه بعض القنوات الفضائية بين الحين والآخر لجوانب معروفة من صفحات التاريخ البعثي الصدامي ،قد يعيد الشعب العراقي باجمعه الى ذلك الماضي المرعب ،من ذلك المؤتمر الذي جمع قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي يوم عزل الرئيس الراحل احمد حسن البكر، الذي كان حفلة الموت التي أعدها وأخرجها صدام ،كانت اصدق دليل على موت (حزب البعث العربي الاشتراكي) ايديولوجيا وتنظيميا ليتحول فيما بعد ومن تلك اللحظة الى حزب صدام ومؤسسته الأمنية ،وذلك على اقل تقدير لدى جماهيره ،اما بالنسبة للشعب العراقي فقد ولد هذا الحزب ميتا وانتفخ من فرط الدماء العراقية الطاهرة التي تغذى عليها طيلة تأريخه وما تضمنه من انقلابات ومؤامرات دموية منذ قيام ثورة 14 تموز مرورا بالثامن من شباط 1963 وانقلاب 1968 وما أعقبها من مجازر بلغت ذروتها بعد عام 1977 حين تعامل مع حلفائه في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية (الحزب الشيوعي العراقي ) بأقسى وأشنع ألوان التصفيات والعنف والاهانة ،واللجوء الى سياسة التسقيط السياسي ،وإجبار أجهزته الأمنية والحزبية أي من يشاءون على توقيع تعهد بمثابة الحكم بالإعدام وإعادة تأهيله عبر ما يسمى بمنظمات النشاط الوطني ،التي لا تعدو ان تكون جلسات رصد ومراقبة واهانة فكرية وجسدية للمواطن الذي يشك او يشتبه بانتمائه لحزب غير حزب البعث،والحديث يطول عن الخصوم اللاحقين لهذا الحزب الفاشي اذ تحالف ضحاياهم تحالفا أزليا مع أديم العراق في المقابر الجماعية .

المؤتمر المذكور جرت به تصفية الخيرة الإيديولوجية من حزب البعث كمصداق جديد على انقلاب تلك المنظمة السرية على ذاتها ،عبر مسرحية فاقت مسرحية الزعيم التي جسدها الممثل عادل امام سخرية ،فقد غصت القاعة بكافة قياديي الحزب من مسؤول شعبة الى أمين سر القطر،وقد علموا جميعا ما الذي ينتظرهم من مصير مظلم بعدما نكل صدام بعدنان الحمداني وغانم عبد الجليل ومحمد عايش ومحمد محجوب وعبد الخالق السامرائي ،تلك الأسماء التي كانت الوجه الشرعي لحزب البعث،والتي كانت تقف ندا ضد رغبات صدام وتطلعه نحو (الإلوهية) لذا كان لابد له من تصفيتهم بعدما اجبر البكر على التخلي عن رئاسة الدولة التي لا يحكمها أي دستور سوى قول صدام وافعال زمرته ،وقد بدأت المسرحية بوقوف سكرتير البكر على المنصة ليسرد تفاصيل رواية بائسة عن مؤامرة حيكت بين سوريا والخونة والعملاء في القيادة للحيلولة دون استلام السلطة ،ولينتهي الى مجزرة راح ضحيتها الرموز الايديلوجية لهذا الحزب ،بعد ان ساهموا في قيام مرحلة عدت الأكثر ديمقراطية ورفاه وسلاما .

لقد كان تبرير صدام بهذا الانقلاب ،هو المشروع الوحدوي بين العراق وسوريا، وتلك اهم مفردات شعارهم فاذا به يتحول الى جريمة خيانة عظمى!،ولا ندري متى يحكم البعثيون على صدامهم بهذه الجريمة، وقد سلم البلاد الى هذا الحال،وكان سببا لفشل المشروع القومي ، وبدل ان يقروا بهزيمته،ويعتذرون لضحاياهم ،اعلنوا حربا لا هوادة فيها ضد الشعب المظلوم..لم ولن تصحو ضمائر بقايا وايتام ذلك النظام بل هم على عهدهم اشد فتكا بشعبنا وهم مصدر الخراب والفساد لان من شب على شيء شاب عليه ، وكان الأولى بالمحكمة الجنائية العليا ان تحاكم حزب البعث على الجرائم التي ارتكبها ومنها الكارثة التي اوصل العراق اليها ، كما يجب ان تتبنى القوى السياسية مشروعا موحدا لإجراء محاكمات شعبية لحزب البعث كايدولوجيا وكحزب حاكم ،لا ان تستسلم هذا الاستسلام المريع امام قسوة الجرائم التي ارتكبتها بقايا ذلك النظام بعد ان اختبؤا وراء أقنعة واهنة وطيلسانات تعجز عن إخفاء جرائمهم ..

اذا أرادت القوى السياسية التصالح مع خصمها ،ولنسميه البعث الصدامي كأمر واقع ،فكيف يتسنى لها التنازل عن الحق العام الذي أكده قانون العقوبات العراقي ،والذي يحرم التساهل بإزائه او وتطبيق أحكام قانون المساءلة والعدالة ضد فضلا عن عدم إسقاط التهم عن المتهمين بجرائم القتل والتعذيب والاعتداء وغيرها من كوارث تعرض لها ابناء شعبنا وما زال مرتكبوها امنين مطمئنين..



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غالي الخزعلي...أوليات الحداثة في الشعر الشعبي العراقي
- ماذا فعل العراقيون في السعودية لكي تحزّ رؤوسهم ؟!
- من المستفيد من العزوف عن المشاركة في الانتخابات ؟!
- الصحفيين والخلفية القانونية للعمل النقابي
- الأمن المهني والوظيفي للصحفيين ماذا يعني ؟
- الانتخابات اصل الديمقراطية
- الجرائم الانتخابية .. الإجراء والجزاء
- الحماية القانونية للانتخابات من القوة والتهديد بها
- هل نسينا مؤتمر السقوط الايديلوجي للبعث ؟!
- الانتخابات العراقية والتحالفات السياسية
- قراءات في لوحات زيتية لم ترسم بعد
- الحوار المتمدن نافذة المثقف الاممي على العالم
- أحكام الدعاية الانتخابية وجزاءات مخالفتها
- الدعاية الانتخابية .. استحقاقات الناخب والمرشح
- الدوائر الانتخابية آليات وملاحظات
- لمن يحق الترشيح لمجالس المحافظات ؟
- القائمة المفتوحة .. ملاحظات في موضوعية الصياغة القانونية
- القائمة المفتوحة نظام انتخابي حافظ على امتيازات القائمة المغ ...
- أي رسالة وراء فاجعة اغتيال الشهيد كامل شياع ؟!
- احتساب مدة الخدمة للمفصولين السياسيين بين النص والاجتهاد


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - تصالح الأضداد ... و صدى السنين الدامية