أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد علم الدين - هل في لبنان ديمقراطية؟ (4)















المزيد.....

هل في لبنان ديمقراطية؟ (4)


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 05:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في هذا الجزء سأحاول الإجابة عن السؤال المطروح:
هل في لبنان ديمقراطية؟ ولكي تكون إجابتي كافية لا بد من تقييم ومقارنة الديمقراطية اللبنانية مع اركان الفلسفة الديمقراطية وجوهرها العام. فإذا تطابقت اركان الديمقراطية مع الديمقراطية اللبنانية نكون قد أجبنا عن السؤال بشكل شاف.
الأركان الأساسية التي يقوم عليها أي نظام ديمقراطي في أي دولة حرة في العالم تحترم نفسها، وإرادة شعبها، وحق معارضيها، وحقوق انسانها ويكفل ذلك دستورها وتُحسن تطبيقه على الجميع بالتساوي من قبل سلطتها التنفيذية هي قيم ومبادئ وقوانين:
- الحرية بمعناها الواسع والشامل وضمن القوانين المرعية الإجراء بالطبع.
- التبادل السلمي للسلطة مع احترام النصوص الدستورية وفتراتها الزمنية بدقة، وعدم التلاعب بها حسب الأهواء والانقلاب عليها حسب المصالح.
- حق النقد والاعتراض والاختلاف دون ان يؤدي ذلك الى الملاحقة القانونية والزج في السجون او حذف الخصم السياسي بالاغتيال .
- المبارزة بالكلمة والحجج والأفكار وليس بالسيوف والبنادق.
- تحمل الرأي الاخر من قبل الحاكم واحترامه كحق أساسي من حقوق المعارض والمخالف.
- التعددية من خلال المنافسة الحرة بين القوى السياسية والأحزاب.
- فصل السلطات لمواجهة التفرد والتسلط والاستبداد في الحكم.
- تطبيق القانون على الجميع دون انتقائية تحقيقا للعدالة والمساواة.
- تفعيل الآليات الديمقراطية في المحاسبة والشفافية والمكاشفة لمحاربة الفساد عبر مجلس النواب.
- حق الترشيح والانتخاب لكل من استوفى الشروط القانونية.
- احترام العملية الانتخابية الى ابعد الحدود، لكي تكون نزيهة ويمارسها الناخب بسرية وحرية ومن دون تهديدات وضغوط وارهاب.
- احترام قرار الناخب أي قرار الشعب. أي احترام الأقلية لحق الأكثرية في حكم البلاد. كيف لا وخسارة الانتخابات في الديمقراطية لا تعني نهاية الدنيا، بل هي فترة امتحان زمنية للفائز لكي يبرهن جدارته وقدرته على حل مشاكل البلاد بنجاح، وللخاسر لكي يثبت جدارته على طرح البديل وقدرته على النقد لإقناع الرأي العام والفوز في الجولة المقبلة. وغيرها من القيم والمبادئ الديمقراطية.
اذا حكمنا على الديمقراطية اللبنانية من خلال هذه القيم والمبادئ التي ذكرناها، لوجدناها تاريخيا قد طبقت بشكل ملموس واحترمت بشكل مُرْضٍ من قبل النظام السياسي اللبناني ورجال السياسة بعد الاستقلال، وبالأخص منذ فترة الاربعينيات وحتى السبعينيات. التي أدت إلى تحقيق فترة ازدهار واستقرار اقتصادية وسياسية ذهبية رغم الازمات المصدرة من وراء الحدود، مما دفع العالم الى اطلاق سويسرا الشرق على لبنان.
هذا الذي اصبح في هذه الفترة واحة الحرية النادرة في بلاد الشرق وخاصة للأشقاء العرب الهاربين من أنظمتهم المستبدة الدكتاتورية .
واحترم النظام الديمقراطي اللبناني حرية المعارض والمخالف الى أبعد الحدود. فلم نسمع ان احدا اعتقل في لبنان بسبب آرائه وافكاره السياسية على العكس كان لبنان المنبر العربي الوحيد في تلك الفترة للأفكار والآراء الحرة والمضرة لصيغته ايضا. وخاصة افكار حركات الاستبداد العربي من القومي الناصري الى القومجي البعثي والقومجي السوري .
ولهذا تفتحت وازدهرت في لبنان الحريات السياسية والفكرية والإعلامية والثقافية والأدبية والنقابية والعلمية والفنية والاقتصادية والإبداعية النقدية. حتى ان المفكر السوري د. صادق العظم لم يستطع نشر كتابه " نقد الفكر الديني" الذي اثار ضجة كبيرة الا في بيروت عاصمة الحضارة والاشعاع والابداع في العالم العربي.
لقد صان النظام اللبناني حرية الفرد والتيارات والاحزاب وجمعيات المجتمع المدني: قولا وفعلا وتعبيرا واجتماعا وتجمعا وتظاهرا واعتصاما الخ من نشاطات حركية في المجتمع. وفي هذا الجو المنفتح انطلقت الصحافة وازدهرت حركة النشر واستطاعت ايضا احزاب الاستبداد والعنف وحركات وفصائل النضال المزيف لتحرير فلسطين الى المشاركة مع احزاب الاستبداد والهيمنة العربية في اشعال الحرب الأهلية الفوضوية بهدف احتلال لبنان وضرب ديمقراطيته وانهاء صيغته الحضارية. وهذا هو الذي حصل عامي 75 و76 ومهد الطريق لدخول قوات النظام البعثي السوري، الذي اول عمل قام به هو ضرب الحريات باعتقال وملاحقة وقتل وخطف واضطهاد اللبنانيين من اعضاء ومناصري حزب البعث العراقي وما كان من النائب الطرابلسي البعثي العراقي عبد المجيد الرافعي الا ان فر من قبضتهم الى المنطقة المسيحية التي كان يعاديها ومن ثم الى العراق.
فالحرب الفوضوية أي حرب السنتين لم تشعلها بوسطة عين الرمانة، وانما مؤامرة النظام البعثي السوري الخبيثة في السيطرة على لبنان وقتل ديمقراطيته وبمساعدة الفصائل الفلسطينية الدائرة في فلكه ومنذ عام 68، حيث تم له تشريع ذلك لبنانيا وعربيا بفرض اتفاقية القاهرة على الدولة اللبنانية التي شلَّ قرارها آنذاك رئيس الوزراء المرحوم رشيد كرامي الذي انبطح أمام هذه المؤامرة وبطح معه لبنان وظل يردد الجيش هو الرصاصة الأخيرة إلى ان استطاعت المؤامرة البعثية السورية تعطيل هذه الرصاصة دون أن تنطلق في الاتجاه الصحيح دفاعا عن لبنان وحريته وسيادته واستقلاله.
وما ان استقرت القوات والمخابرات السورية الا وبدأت بتدشين وجودها بقمع وارهاب الزعماء اللبنانيين، وخاصة من لم يرتح لهم حافظ الاسد كان نصيبهم النفي والاغتيال. وهكذا سقط جراء عملية اغتيال سورية في وضح النهار عام 77 الشهيد ومؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط وكرة سبحة القمع والاغتيالات باغتيال العشرات من زعماء ورؤساء وقادة فكر وصحافة ورجال دين بهدف قتل الديمقراطيين الوطنيين الأحرار وضرب الديمقراطية وتركيع الشعب اللبناني خدمة لمشاريع النظام السوري.
لقد نجح هذا النظام الأسدي الاستبدادي بأساليبه المخابراتية الملتوية خلال 30 سنة من احتلاله خلق طبقة لبنانية سياسية خانعة مطيعة ارهابية فاسدة شمولية مخابراتية على شاكلته نراها اليوم في قوى الثورة المضادة الميليشياوية المسلحة بقيادة حزب الله وباقي الفاسدين الغير ديمقراطيين من شلل وأحزاب وتجمعات وسياسيي 8 اذار. الذين لا يرف لهم جفن في تقديم مصلحة بشار الاسد على مصلحة الوطن ومعاناة الشعب.
وما ان بدأ البعض بالتململ علنا ( الكنيسة المارونية، قرنة شهوان، الصحفي الشهيد جبران تويني وغيرهم) والبعض سرا كالرئيس الشهيد رفيق الحريري، البعض همسا من الاحتلال السوري بعد الانسحاب الاسرائيلي عام الفين حتى شنت المخابرات السورية مع جهازها الأمني اللبناني التابع حملة شعواء ضد الآراء المعارضة توجتها بالتمديد للحود واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
إلا أن الشعب اللبناني الحر رد الصاع صاعين وثار ثورة شعبية مليونية جماهيرية عفوية هادرة حضارية بيضاء في 14 اذار 2005 بشكل لفت انظار العالم الى هذا البلد الحر الذي يدفع أبطاله ثمن ديمقراطيتهم بالدم.
ولم تكن ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال على هذا الوضع الانحداري الفاسد الذي خلقه النظام السوري في البلاد، الا تدفق دم جديد في شرايين الديمقراطية اللبنانية.
في الجزء الخامس والأخير سأرد على كل الانتقادات التي توجه عامة من المتحاملين على النظام الديمقراطي اللبناني:
حسدا وكرها، او عدم معرفة وجهلا.
09.03.22



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودةُ الأصنامِ
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (3)
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (2)
- هل في لبنان ديمقراطية؟ (1)
- فشل استراتيجية -حزب الله- الدفاعية ونجاح السورية
- ما هو هدف نصر الله الحقيقي؟
- وماذا لو فاز -حزب الله- بالانتخابات؟
- سليمان بين الحياد السلبي والإيجابي
- الشَّعْبُ العِراقِيُّ يَرْكُلُ مِحْورَ الإرْهابِ(2) والأخير
- الشَّعْبُ العِراقِيُّ يَرْكُلُ مِحْورَ الإرْهابِ(1)
- من الكذَّاب: لوموند أم حزب الله؟
- وأشْرَقَت شَمْسُ المحكَمَةِ الدُّولِيَّة
- الا يخدم حزب الله اسرائيل؟
- وازدانَتِ الارْزَةُ الخالِدةُ بخالد
- فؤادُ الأمينِ حِرْزُ لبنانَ الثَّمينِ
- لماذا بشائرُ النصرِ تلوحُ في الأفقِ لثورة الأرز؟
- تخريبُ الديمقراطيةِ بشُموليةِ الثُّلُثِ الْمُعَطِّل
- لا للديمقراطية التلفيقية !
- ملالي الكذب الحلال
- هل حسن نصر الله متورط؟ (5) الجزء الأخير


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد علم الدين - هل في لبنان ديمقراطية؟ (4)