أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد علم الدين - سليمان بين الحياد السلبي والإيجابي














المزيد.....

سليمان بين الحياد السلبي والإيجابي


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 04:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مع احترامنا ومحبتنا لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وتقديرنا للدور التاريخي الكبير الذي اضطلع به عام 2005 أي في وقوفه بعد عملية الاغتيال في 14 شباط كقائد للجيش آنذاك على الحياد.
هذا الحياد والذي في الحقيقة كان حيادا إيجابيا أي أنه صب في مصلحة النظام الديمقراطي في حماية الحريات من ناحية، ومن ناحية أخرى وهذا الأهم حما ثورة الأرز الفتية من الاختناق والاجهاض على أيدي الجهاز الأمني السوري اللبناني، الذي كان مسيطرا آنذاك على البلاد.
إلا أننا لا بد وأن نقول لا يا فخامة الرئيس عندما يقول أمام مجلس نقابة المحررين، الجمعة 6 آذار 2009 ، رداً على مطالبة البعض رئيس الجمهورية بالضرب بيد من حديد للحؤول دون أي انفلاش وتفلت أمني، "ان الحزم مطلوب في معالجة أي أمر، ولكن الحسم الذي يطلب اليوم من الرئيس هو سياسي لمصلحة كل طرف يطالب به وليس الحسم القانوني وحسم الحق"، وتابع: "أنا أحسم كما يريد المواطن ووفقا للدستور".
فتفضل يا فخامة الرئيس وطبق اتفاق الطائف والذي هو جزء من الدستور واسحب السلاح الميليشياوي من الشوارع وفقا للدستور!
في الحقيقة هذا الكلام من سليمان نسميه حيادا سلبيا، لأنه بغض النظر عن الحقيقة المرة التي يتخبط بها لبنان في اقتصاده وأمنه واستقراره وديمقراطيته وحرية مواطنيه، ومنذ أربع سنوات عجافا على أيدي الجماعات المسلحة والمعتدية على أمن وسلامة المواطنين والتي يعرفهم هو تمام المعرفة، ويساوي بالتالي بين هذه الجماعات الميليشياوية المنضوية تحت اسم 8 آذار وبين قوى الديمقراطية المدنية الداعمة والمضحية لقيام دولة القانون، في لبنان سيد حر ديمقراطي عربي مستقل ممثلة بقوى 14.
كلام سليمان هو أيضا ليس حياديا سلبيا، بل سلبييٌّ جدا، لأنه يصب في مصلحة الميليشيات المنفلتة والمتحدية للقوانين ولتثبت سلطة الدولة، بل ولضرب هيبة الجيش وقوى الأمن الداخلي كالاعتداءات المتكررة التي تحصل على عناصره وضباطه في مناطق حزب الله تحديداً ومنذ حوادث الشياح ومحاولة ميليشيا حزب الله نزع السلاح من ايدي الجنود. أي بدل ان تنزع الدولة سلاح الميليشيات تحاول الميليشيات نزع سلاح الدولة.
كلام سليمان خطير لأنه يساوي ايضا سياسيا بين حامل السلاح الغير شرعي والآخر الأعزل الديمقراطي، معتبرا الخلاف بينهما سياسي طبيعي بين قوى ديمقراطية حضارية تحترم الرأي الآخر وحرية التعبير.
والخطورة في هذا الكلام أيضا هو تشريع مبطن للسلاح الغير شرعي والميليشياوي المنفلت، واعطاء المبرر من رمز الوطن وحامي الدستور والمؤتمن على مصالح البلاد لقوى الأمر الواقع الانقلابية لكي تتابع الانقلاب على المؤسسات الدستورية، والاعتداء بسلاحها على اللبنانيين الآمنين بين فترة وأخرى، وكأن شيئاً لم يكن وبشهادة عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب ابو زينب الذي قال في نفس اليوم الى قناة "المنار" ان "المقاومة لم تتوجه في سلاحها الى الداخل في تلك الاحداث( أي احتلال بيروت في 7 أيار ومحاولة احتلال الجبل)، منتقدا تحميل 7 ايار اكثر مما يحتمل، رافضا تحميل "حزب الله" المسؤولية. وسأل: "هل كان القتال مع طواحين الهوى؟ ومن إذاً الذي خاض المعارك الشرسة التي وقعت في الجبل؟". كما شدد على ان "من الظلم تحميل سلاح المقاومة تداعيات 7 ايار". وقال: "الاسلحة التي استعملت في 7 ايار ليست من النوع الاستراتيجي التي تستعمل ضد اسرائيل".
هذا الكلام من ابو زينب هو عذر أقبح من ذنب بحق الضحايا البريئة التي سقطت والدماء التي سيلت على يد هذا السلاح!
وما هو رد رئيس الجمهورية على هذا الكلام الغير صحيح جملة وتفصيلا والوقح بحق مئات الأبرياء من المواطنين الذي استشهدوا أو جرحوا على يد حزب الله وأتباعه في بيروت والجبل وباقي انحاء لبنان وهم يدافعون عن بيوتهم وكرامتهم امام الغزو المعلوم.
وهل حرق المؤسسات وتكسير الاملاك وخطف وقتل الناس وصعود حملة حزب الله بالراجمات والصواريخ لضرب الجبل كان شيئا عاديا؟
وهل كان يجب أن يضرب حزب الله بيروت بالصواريخ الاستراتيجة على حد قول أبو زينب حتى نستطيع "تحميل سلاح المقاومة تداعيات 7 ايار"؟
وهل كان على اهالي الجبل ان يستقبلوا من يريد اذلالهم بالورود؟
ولا عجب بعد ذلك ان يرفض نصرالله الاعتذار من بيروت. لانه ممكن ان يعتذر عندما يضربها بالصواريخ الاستراتيجية العابرة للأزقة!



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشَّعْبُ العِراقِيُّ يَرْكُلُ مِحْورَ الإرْهابِ(2) والأخير
- الشَّعْبُ العِراقِيُّ يَرْكُلُ مِحْورَ الإرْهابِ(1)
- من الكذَّاب: لوموند أم حزب الله؟
- وأشْرَقَت شَمْسُ المحكَمَةِ الدُّولِيَّة
- الا يخدم حزب الله اسرائيل؟
- وازدانَتِ الارْزَةُ الخالِدةُ بخالد
- فؤادُ الأمينِ حِرْزُ لبنانَ الثَّمينِ
- لماذا بشائرُ النصرِ تلوحُ في الأفقِ لثورة الأرز؟
- تخريبُ الديمقراطيةِ بشُموليةِ الثُّلُثِ الْمُعَطِّل
- لا للديمقراطية التلفيقية !
- ملالي الكذب الحلال
- هل حسن نصر الله متورط؟ (5) الجزء الأخير
- هل حسن نصر الله متورط؟ (4)
- هل حسن نصر الله متورط؟ (3)
- هل حسن نصر الله متورط؟ (2)
- هل حسن نصر الله متورط؟ (1)
- ردا على نصر الله بمناسبة -يوم الحرية-
- أشواك في الخاصرة
- لماذا أحجم -حزب الله- عن نصرة حماس؟
- على من يدجل بشار الأسد؟


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد علم الدين - سليمان بين الحياد السلبي والإيجابي