أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - أوباما والحوار المسلح















المزيد.....

أوباما والحوار المسلح


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 2594 - 2009 / 3 / 23 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبدو من غير اللائق أن نحتال على المفردات وان نشوه معانيها كما يحصل في عنوان مقالنا هذا، حيث الدمج المشوّه في تركيبة الجملة (الحوار ـ المسلح) والاثنان نقيضان لبعضهما، لكن ما يجبرنا على هذه التسمية؛ الوضع القائم الآن منذ زلزال الحادي عشر من سبتمبر الذي غيّر مسار السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط واجبرها على خوض صراع لا يمكن أن يوصف بالتقليدي كون الحرب جديدة بأسبابها وأساليبها، من هنا، فأن تسمية المقال جاءت على اثر السياسة التي اتبعتها كل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق بالشرق الأوسط والعراق على وجه الخصوص، حتى نجحت أمريكا بإسقاط نظام بغداد عبر حرب سريعة وغير مسبوقة، إذ خلف ذلك الانتصار السريع غبطة لدى الإدارة الأمريكية وجعلها لا ترى أنظمة المنطقة وهي تعد العدة لمواجهة الخطر القادم. وعلى أساس ذلك تبخرت فرحة الإدارة الأمريكية وتبعثرت عبر أشلاء جنودها والأجساد العراقية التي أزهقت أرواحها على مدى أكثر من خمس سنوات.
هنالك حزمة من المفاجآت التي برزت في الأشهر الماضية ويعد الأمن المصنوع وربما المؤقت في العراق واحدا منها، وان هذا الأمن قد يعطينا أكثر من دلالة على وجود اتفاق "ما" بين إيران وأمريكا حول مجمل ملفات المنطقة ووجوب تغيير مسير وطبيعة الصراع الإيراني الأمريكي؛ إذ إن كل من الطرفين يحاول أن يجعل من حرب الاستنزاف التي تدور بينهما منذ احتدام الصراع بعد إحداث مانهاتن أن يأخذ منحىً آخر غير ما هو قائم عليه، فأمريكا وتداعيات انكماشها الاقتصادي، وإيران التي تدرك خطورة الخيارات الأمريكية الأخيرة تجاهها، وبالتالي فأن تلك الظروف تسمح للبيت الأبيض بتفاهمات أكثر مما تسمح بإطلاق الصواريخ والطائرات. هذا لا يعني إن صناعة القرار في الولايات المتحدة قد تخلت عن احتواء إيران أو حتى تغيير النظام هناك، بل إن المرحلة الحالية والقضايا التي تشابكت وبزمن واحد في منطقة الشرق الأوسط والنجاحات التي حققتها إيران في إرباك السياسة الأمريكية في التحكم بتلك القضايا لاسيما بعد أن قررت أمريكا الدخول إلى عمق الشرق الأوسط من نافذته المفتوحة ـ العراق ـ كل تلك الظروف دفعت إدارة بوش أو حتى إدارة أوباما لتجميد الصراع إلى حين.. وليس إلغاءه وذلك عبر تفاهمات ربما تمت على الأرض العراقية في جولات الحوار الثلاث التي عقدتها كل من إيران وأمريكا..
ربما لم تجر أي مفاوضات إيرانية أمريكية مباشرة ـ بأستنثناء أزمة الرهائن ـ منذ ولادة حكم "ولاية الفقيه" في إيران كالتي عقدت في بغداد باسم الوضع الأمني في العراق وهي بالتأكيد حوارات لم تقتصر على الملف العراقي وان كان العنوان يقرأ هكذا وذلك من الضروري أن يكون العراق نقطة لقاء المفاوضات وطرح كافة شروحات القضايا المثيرة للتوتر الإيراني الأمريكي وجها لوجه، إذ بانت نتائج هذا الحوار من خلال التحسن ألامني الذي طرأ على الأرض العراقية في الفترة الأخيرة مما جعل هذا الأمن مفارقة من مفارقات سير العملية السياسية في العراق؛ إذ ليس هنالك جديد يجعل من القوى التي أخذت دور التمرد ضد الوجود الأمريكي في أن تغير توجهاتها ومنها القاعدة وجيش المهدي ولم نسمع من هذا الأخير أي مطلب يثير التوتر كما عودنا، ولم تكن القوة أيضا سببا لكبح جماحه . ما يجعلنا نعتقد في إن هذه الحوارات تتعدى المعضلة العراقية وان ثمة حوارا مجديا قد جرى بين إيران وأمريكا غير الحوار المسلح الذي دار خلال السنوات التي أعقبت دخول بغداد، ما يؤكد على ذلك إن طلبا أمريكيا مفترضا مفاده؛ على إيران أن تفتح باب الخروج من العراق وهو الباب الذي يسمح بخروج أمريكا منتصرة بموافقة إيرانية أي على إيران ان ترفع الصبغة الاسلاموية عن الشارع العراقي ويجب ان تتوقف حركة أياديها عن أسلمته باللون المتشدد وهو اللون الذي مارسته بعض القوى الاسلاموية في مناطق وسط وجنوب العراق وهي الممارسات التي تقف بالضد من المشروع الأمريكي في العراق وان تفعّل دور الدولة وخلاف ذلك فأن البديل سيكون الحرب على إيران على الرغم من صعوبتها؛ وطالما ان الجميع أدرك بدور إيران الذي يتحكم في معظم الأزمات العربية ولم يقف الأمر عند العراق وحسب، بل أن إيران ربطت كل ملفات المنطقة لتتحكم بسخونتها وبرودتها، العراق بواسطة رجالاتها والأحزاب الموالية، لبنان عبر سوريا وصولا لحزب الله، فلسطين عبر حماس، تنظيم القاعدة وشبكاته وأسمائه المنتشرة في أماكن الصراع؛ وأهمها أفغانستان والعراق؛ كما أدرك الجميع أيضا في أن فك عقد تلك القضايا قد تُعقد كثيرا حتى أصبح من الصعب على الآلة العسكرية أن تكون فاعلة في قطع خيوط التحكم الإيرانية في تلك المشكلات، لذا يبدو إن إدارة أوباما سوف تُكمِل الجولة الرابعة من الحوار السياسي وربما بشكل مباشر مع إيران بغية إيقاف حوارهما المسلح الذي دار عبر جولات حرب عسكرية ضد اذرع إيرانية وقد تجلى ذلك في تصريح أوباما الأخير الذي عبر فيه عن رغبته في إقامة حوار مباشر وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية، كما إن الحوار يعد أحدى توصيات لجنة بيكر هاملتون وأيضا تلبية للرغبة الإيرانية التي جاءت عبر رجال موالين لإيران في الحكومة العراقية من اجل وضع بعض الحلول القابلة للنجاح بقصد أن تكون الفترة الحالية لإدارة واشنطن فترة انتصارات وليس فترة خلق حروب، وتجلى هذا الافتراض في سير العملية السياسية في العراق حيث وضعت القيود على الحكومة العراقية قبل عام أو أكثر وأصبح بقاؤها مرهونا بتنفيذ جملة من الشروط الأمريكية والتي من شأنها أن تغير الوضع العراقي امنيا وسياسيا وهي خطوات تامة وناجحة، وكذلك قد تكون حكومة طهران هي الأخرى قد أدركت وجود جملة من المكاسب التي ربما تجنيها إذا ما استمر الحوار مع أمريكا، إذ تدرك خطورة استمرار حصر أمريكا في الزاوية وفي النهاية تعني الحرب ونتائجها المعروفة مسبقا لدى إدارة طهران، فهي تعرف إن رجالها المتنفذين في حكومة العراق قد خسروا مساحة جماهيرية كبيرة في العراق كما إن الضغوط الأمريكية المستمرة ربما تؤدي إلى فقدان نجاحاتها وبالتالي فأن الأمن المؤقت إذا ما استمر في العراق خلال الفترة القادمة يعد محاولة لضمان استمرار سلطتها هناك، مما يقابل ذلك من الجهة الأخرى ـ أمريكا ـ إذ إنها تلعب بنفس الآلية حيث بحاجة إلى فترة استقرار في العراق وصولا إلى الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة علها تأتي بحكومة "تؤمرك " العراق بعد أن تمت "أيرنته" بفعل شطارة السياسة الإيرانية، كما إن المصادقة على المعاهدة الأمريكية العراقية تعد مهمة من الناحية الأمريكية، حيث تقيد تلك الاتفاقية حركة رجال السلطة في العراق الموالين لإيران إذا ما تم تجديدهم وبالتالي تُمكن أمريكا من جلاء قواتها ـ أسراها ـ من الأرض العراقية الأمر الذي من شأنه أن يفتح بابا واسعا أمام تحرك الإدارة الأمريكية للتحرك وتحكمها بكفة النصر في صراعها مع إيران .
من هنا وعلى أساس ما طُرح من افتراضات؛ يطرح السؤال التالي: في أي مفصل من مفاصل التغييرات السياسية في العراق والمنطقة تصل الثقة ذروتها بين إيران وأمريكا؟ وهل إن القدرة الإيرانية على زعزعة امن واستقرار العراق ولبنان؛ صمام أمان أمام أي تصعيد أمريكي تجاه إيران بعد أن تنسحب أمريكا من العراق؛ وإذا كان الأمر كذلك فهل يعني الأمن في العراق عقبة ذات أهمية في طريق التصعيد الأمريكي ضد إيران؟؟ وما هي الخيارات الأمريكية في العراق؟ هل يُفرط بها إلى حين...
من هنا فأن فرضية عودة الحوار المسلح بين إيران وأمريكا قد تكون صحيحة، إذ لا يعقل أن يترك سياسيو طهران القوات الأمريكية تخرج من العراق أو خفضها إلى قوات رمزية دون نهاية حقيقية للتوتر الأمريكي الإيراني، كما لا يعقل أن تقدم إدارة اوباما تنازلات لإيران من شأنها أن تنكس هيبتها في منطقة الشرق الأوسط وان يصبح امن منطقة الخليج مرهونا بالمزاج الإيراني نظرا للعوامل السوسيولوجية التي تعتمد عليها إيران، لذا قد تكون عودة المفخخات وصناعة التوترات ـ لغة إيرانية مسلحة ـ في أماكن الصراع مرهونة بالكيفية التي تتعامل بها إدارة اوباما فيما يتعلق بالدور الإيراني في المنطقة إلا إذا كان هنالك تعاون إيراني كاملا على أساس عودة السياسة الإيرانية داخل حدودها فقط وفقط.




#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد
- طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج
- مسارات التغيير تبدأ من القمة
- الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -
- حزب الله واولمرت بين الحماقة والجنون
- الحرب الخفية في العراق
- الكرة في ملعب الشعب
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- الأردن.. 36 حالة بين وفاة وإصابة في حادثة -التسمم الكحولي- و ...
- إيلون ماسك يطرق أبواب لبنان: هل تشكّل -ستارلينك- حلاً رقمياً ...
- القضاء البريطاني يرفض طلب منظمة غير حكومية وقف تصدير معدات ع ...
- باريس تبدي -أسفها الشديد- بعد الحكم على صحفي فرنسي بالسجن سب ...
- خامنئي وحقبة ما بعد الحرب.. كيف سيتعامل المرشد الإيراني مع ت ...
- إسرائيليون يعتدون على قاعدة عسكرية ومركز لقوات الأمن في الضف ...
- تحقيق استقصائي لرويترز.. كيف حصلت مجازر الساحل السوري وما دو ...
- -نراقب بدقة- - قلق ألماني لسقوط قتلى يوميا أثناء توزيع المسا ...
- إيران: الأضرار البيئية الناجمة عن الحرب لا تزال غير واضحة ال ...
- بعد -الأسد الصاعد-.. إيران أمام مراجعة شاملة لعقيدتها العسكر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - أوباما والحوار المسلح