أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة بشارات - قلب العصفور














المزيد.....

قلب العصفور


عودة بشارات

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت أو سمعت، لا أذكر، أن أبي العلاء المعري تساءل، عندما وصفوا له قلب العصفور دواءً، ولماذا فقط قلب العصفور؟ لماذا لم تصفوا قلب الأسد دواءً، مثلاً؟ (أخبرني أحد الأصدقاء، وهو صادق لا شك، أن القصة الأصح هي كالتالي: "وُصف لأبي العلاء أكل الدجاج فقال: استضعفوك .. فوصفوك. هلا وصفوا شبل الأسد؟"، ويضيف الصديق إن إميل حبيبي كثيرًا ما استعمل هذا التعبير. صحيح بس بتزبط مع العصفور كمان، وخاصة أن العصفور أكثر شاعرية).
على كل حال، جوهر الحديث، أن هذه هي حال الدنيا على مر العصور، الشطارة فقط على الفقير والمسكين، وتقول أم كلثوم في أغنيتها "ظلموني الناس"؛ "الناس قاسيين على المساكين"، فلماذا هذه الشطارة على ميرا عوض لأنها ستشارك في الإيرفزيون، مع الفنانة اليهودية أفينوعام نيني، وين الغلط؟ يقولون إنها، أي ميرا عوض، ستبيّض وجه إسرائيل بهذه المشاركة؟ والسؤال التاريخي هو لماذا لم تنطلق هذه الصرخة، في مئات الحالات الأخرى التي يشارك فيها مواطنون عرب في تمثيل الدولة؟
الحياة للقوي، أما العصفور، وخاصة العصفورة، فمصيرها أن تبقى مطاردة! يحق للطبيب العربي أن يصبح رئيس قسم في مستشفى بارز، ويحق للموظف العربي في وزارة معينة أن يصبح مديرا عاما للوزارة ويحق لأكاديمي عربي أن يصبح رئيس قسم في الجامعة، ويحق للعاملين العرب في القطاع الخاص أن يصلوا بمثابرتهم إلى مراكز عالية، ويحق لهم جميعا أن يشاركوا في مؤتمرات عالمية يمثلون الوزارات الرسمية، ويحق للاعبين عرب أن يشاركوا في منتخب إسرائيل لكرة القدم والسباحة والسلة والملاكمة، يحق للفريق العربي أن يشارك في بطولات، لا أقل من، كأس الدولة.. الكل مبسوط وفرحان.. وترتفع الهتافات: "رفعتوا راسنا يا إخوان"!!
العصافير، وحدها، مطلوب منها أن تحمل الهم العام.. فقط أولئك الذين يعملون في المجالات الروحية، تترصد "القضية" خطاهم، وتجد هنالك خلف كل كوربة، من يضع نظارة سوداء وخيط جهاز لاسلكي يلف رقبته من الخلف ليبلّغ عن كل حركة؛ ماذا قالوا؟ من صافحوا؟ وماذا قالت أعينهم؟
لن يَبيَض وجه إسرائيل إذا ما شاركت ميرا عوض في الإيرفيزيون، ولن يبيض وجه إسرائيل إذا ما شارك عربي في فريق منتخب إسرائيل. بالعكس، فمهمتنا الأساسية اليوم هو تثبيت وجودنا في كل مكان في هذه الدولة، التي لا تريد قيادتها لا وجودنا ولا تطورنا فيها، وكل موقع نحتله في الاقتصاد والطب والعلم والرياضة والفن والأدب، هو انجاز يثير العنصريين، وكل نكوص يعني إننا نسجل هدفا ذاتيا في مرمانا.. ولا أعرف لماذا تحضرني هنا جملة الفنان الكبير محمد بكري، عندما ظهر في دعاية الجبهة قبل أكثر من عقد من الزمن، بقامته المنتصبة وبوسامة وجهه الأبي، وتساءل، باسم جمهورنا جميل القلب والوجه والقضية: "هل أنا مشكلة ديموغرافية؟" آنذاك قدم خدمة نوعية لنضالنا من أجل الثبات في هذا الوطن.
ميرا عوض لا تذهب للإيرفزيون لتبارك الاحتلال ولا لتبيّض وجه العنصرية، ميرا عوض بظهورها الرائع، تذهب هناك لتقول: هنالك قدر آخر لهذا المجتمع، قدر لا يكون جزؤه مشكلة ديموغرافية؟ وعندما يشارك اللاعبون العرب، في مباريات المنتخب فهم لا يباركون الاحتلال، بل إنهم يؤدون رسالة بأننا لا نقبل بأقل من المساواة.
وجود ميرا عوض، وآخرون، في أحداث تمثيلية، بالضبط وبالأساس وفقط، هو مشكلة للعنصريين، الذين لا يردوننا في هذه البلاد فكم بالحري عندما نكون ممثلين عن هذا المجتمع، الذي يتجذر فيه، شاء من شاء وأبى من أبى، شعب مرفوع الرأس، له انجازات هائلة في جميع المجالات. فرجاء لا تستوردوا أزمات ليست قائمة، وبالذات لا تستوردوا أزمات العنصريين.





#عودة_بشارات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفتاح بيد حماس
- ملاحظات حول ورقة العمل التي اصدرها الحزب الشيوعي
- درويش لطوبي: معكم كانت حالتنا افضل
- تراث الحزب الشيوعي، والجبهة، والحفاظ على استمرارية نهجه هي م ...
- عندما يكون ظهرنا الى الحائط
- كلمة سكرتير عام الجبهة عودة بشارات: ماير فلنر بطل المعارضة ا ...
- يعرف الفلسطينيون ما يريدون


المزيد.....




- شاهد: اشتباكات بين مشجعي إنجلترا وصربيا في كأس أوروبا تُخلف ...
- شاهد: في أجواء يملؤها التضرع والخشوع.. اليمنيون يؤدون صلاة ع ...
- يورو 2024: بيلينغهام يقود إنجلترا لفوز صعب على صربيا
- وفاة ربان طائرة مصرية بشكل مفاجئ خلال رحلته من القاهرة إلى ا ...
- استخباراتي أمريكي سابق: الخلاف حول الأزمة الأوكرانية داخل حل ...
- قائد منطقة رفح: مقتل 8 جنود مؤلم وتوجيهاتنا هي المضي قدما
- ما مصير -جمرات- أيام التشريق الثلاثة بعد رميها أثناء تأدية ف ...
- جنوب إفريقيا.. حزب -زوما- يطعن بنتائج الانتخابات وينضم للمعا ...
- كوليبا: المؤتمر التالي حول أوكرانيا يجب أن يكون بمشاركة روسي ...
- بعد اكتمال لوائح المرشحين.. فرنسا تبدأ الحملة الانتخابية غدا ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة بشارات - قلب العصفور