أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طارق حجي - إصلاح التعليم : ماذا يعني ؟














المزيد.....

إصلاح التعليم : ماذا يعني ؟


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 09:22
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أوركسترا المقالات والمحاضرات والحوارات والحكي لا تتوقف عن تكرار أن إصلاح التعليم فى مجتمعنا هو لب الأمل وقضية القضايا وسفينة النجاة الوحيدة المتوفرة والتى يمكن أن تفصل بين واقعنا ومستقبلنا وبين التدهور والإنحطاط والإنهيار والفوضي والسقوط كثمرة ناضجة وجاهزة فى كف قوي الظلام المترقبة والمتوثبة . وفى الجلسات بشتي أنواعها من قمة الهرم المجتمعي لأبسط المواطنين المتعلمين يتكرر أنه إما إصلاح التعليم أو الطوفان . وبقدر ما تحتشد تلك المقالات والمحاضرات والحوارات وجلسات الحكي بالبكاء على التعليم الذى كان (فى الماضي) والتنديد بنوعية وثمرة التعليم المعاصر (وأحيانا قليلة التطرق لبعض أسباب ما إعتري مؤسساستنا التعليمية فأضحت على ما هى عليه اليوم من فقر فى الجودة وتواضع الثمار وبعد المسافة عن العصر وتجلياته ؛ بقدر إفتقاد القاريء أو السامع أو المشاهد لتلك السيمفونيات الشكائية لمعرفة ما يطرحه الحزاني من تصورات ومعالم للبديل المنشود . وهذا ما أحاول فى هذا المقال القيام ببعضه بشكل بالغ الإيجاز . وفى إعتقادي أن النظام التعليمي لدينا يحتاج أول ما يحتاج لما يسمي ببيان الرؤية ... والتى أعتقد أنها ينبغي أن تكون أقرب ما يمكن لما يلي : " تهدف المؤسسات التعليمية فى مجتمعنا لتكوين أبناء وبنات مجتمع المستقبل بقيم العصر وبمؤهلات معرفية تجعلهم قادرين على المساهمات الفعالة والخلاقة والإيجابية فى إحراز التقدم والسلام الإجتماعي وجودة نوعية الحياة على كافة المستويات . وأهم قيم العصر التى ينبغي على المؤسسات التعليمية غرسها فى عقول وضمائر أبناء وبنات مجتمعنا هى : ( حب التعددية بشتي مظاهرها المادية والفكرية والعرقية والدينية والسياسية والثقافية بصفتها من أهم وأجمل حقائق الحياة وإحترام نتائج ذلك وأهمها الغيرية والسماحة الثقافية والدينية ... وترسيخ الإيمان بعالمية وإنسانية العلم والمعرفة ؛ وإستئصال كل بذور التعصب ... وإحترام حقوق الإنسان والأقليات وإعلاء مكانة المرأة كنصف البشرية عددا ومعني وأدوارا ... وتقدير التقدم وأنسنته وغرس الإحترام العميق للعلم ... وتأسيس ثقافة الوجود المشترك بين كل البشروحب الفنون بسائر صورها وأشكالها وتقديس الحياة الإنسانية وإحترام العمل). وينبغي تكوين مجموعات عمل توجد فيها خبرات فى سائر المجالات المتصلة من داخل وخارج رجال ونساء التعليم لترجمة تلك الرؤية لبرامج تعليمية ... كذلك ينبغي دراسة ومعالجة الأسباب التى تجعل جل المنخرطين فى العملية التعليمية راغبين وراغبات فى إكمال ذات الرحلة التى يتوخاها الكل : تعليم إبتدائي فإعدادي فثانوي فجامعي . فالمجتمع من جهة لا يحتاج كل أؤلئك الجامعيين ؛ وهو كذلك يحتاج بشدة لآخرين فى عشرات المجالات غير الجامعيين . أثناء زيارة حديثة للبلد الذى يعتقد خبراء التعليم أن به أفضل نظام تعليمي فى العالم اليوم (فنلندا) وأثناء حوار مع شخصية قيادية فى مجال التعليم فى العاصمى الفنلندية سمعت وجهة نظر تقول بأن المشكلة ليست فى كون التعليم مجانيا أو بمصاريف ؛ فالتعليم فى فنلندا من الحضانة للدكتوراة مجانا (بل ولغير أبناء فنلندا). ولكن المشكلة تكمن فى فشل العديد من نظم التعليم فى إغراء الكثير من أبناء وبنات المجتمع للتوجه للتعليم المهني لخدمة المجتمع خدمة شاملة متكاملة لا يقدر عليها الجامعيون وحدهم. فى هذا الحوار قالت لي تلك الشخصية الأبرز فى سياسات التعليم فى هذا البلد الإسكندنافي بالغ التقدم والرقي أن أي مجتمع لا يمكن أن يحتاج لجامعيين أكثر من ربع عدد المنخرطين فى العملية التعليمية أما الأخرون فيحتاجهم المجتمع كمهنيين مهرة فى عشرات المجالات. وإذا تمكنت السياسة التعليمية من توجيه الربع أو الثلث (على الأكثر) للتعليم الجامعي والثلاثة أرباع أو الثلثين للتعليم المهني العصري والراقي فإن المجتمع لن يتلقي فقط مجمل المساهمات المطلوبة لتقدمه وإنما سيتمكن من توفير تعليم جامعي مجاني للمتفوقين والمتميزين ... أما الأغنياء غير المتميزين (كما هى العادة فى معظم الأحوال) فتبقي دائما أمامهم بدائلا أخري هى همهم وليست هم المجتمع والدولة . ورغم أن الروشتة الواردة فى هذا المقال تبدو بسيطة وسهلة وواضحة ؛ إلا أن تطبيقها ليس كذلك. فهى تحتاج لمجموعة كبيرة من المؤهلين لوضع أسس هذا التغيير الجذري ؛ كما أن هؤلاء وروشتتهم سيحاربون من كهنة المعبد المعادين للتغيير لأسباب لا تحتاج لشرح. كذلك فإن هناك أصحاب مصالح هائلة تبقي مصالحهم محمية وتدر ما تدر طالما بقت الحال على ما هى عليه . ولا شك أن توفر الإرادة السياسية لإحداث هذا التغيير هو أمر حتمي . وفى إعتقادي أن الإرادة السياسية لإحداث هذا التغيير لضمان ركوب المجتمع سفينة النجاة الوحيدة متوفرة عند الرقائق الأعلي من الهرم السياسي فى مجتمعنا ؛ ولكنها ليست متوفرة بنفس القدر والرؤية والوضوح على مستوي الرقائق الوسطي وما تحتها



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجون الثقافة العربية السجن الأول : الثقافة الدينية السامة.
- هل من تفسير ؟
- لو كنت كرديا من سوريا ... : سلسلة - لو كنت ..... - الحلقة ال ...
- مرة أخرى: مسيحيو مصر (عرض لمرض مجتمع).
- بمثل هذا الموقع (الحوار المتمدن) -قد- نستطيع بدء نهضة ثقافية ...
- من ذكريات زيارة حديثة لكردستان الرائعة
- قرار تقسيم فلسطين نوفمبر 1947 : من دفاتري القديمة
- تراجيديا المرأة فى مجتعنا - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة...
- الشرق والغرب : الفهم المفقود.
- رسالة للحكام العرب - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
- نصيحة مجانية للرئيس إبن الرئيس ...
- المرأة : نصف البشرية المعطل فى مجتمعاتنا الظلامية
- بين ثقافة السلام وثقافة الحرب .
- الصراع العربي الإسرائيلي في مفترق طرق .
- العقلية العربية المعاصرة : عقلية خارج مسيرة التمدن !
- هوامش على دفتر الإصلاح.
- الثقافة .. أولاً وأخيراً .
- .هلع العاجزين عن التغيير
- عن التسامح المنشود.
- موسوعة المصطلحات الدينية اليهودية


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طارق حجي - إصلاح التعليم : ماذا يعني ؟