أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طارق حجي - قرار تقسيم فلسطين نوفمبر 1947 : من دفاتري القديمة















المزيد.....

قرار تقسيم فلسطين نوفمبر 1947 : من دفاتري القديمة


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 2579 - 2009 / 3 / 8 - 09:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هذا النص كتب في مدينة بورسعيد المصرية في شهر أغسطس 1981 ونشر بعد سنتين فى كتابي "تجربتي مع الماركسية" ولكنه يبقى فى ظني صالحاً للقراءة والتدبر في موضوعه الذي يرصد بداية مسلسل اللاواقعية العربية التي وصفها سياسي إسرائيلي (أبا إيبان) بأنه مسلسل (عدم إضاعة أي فرصة لإضاعة كل فرصة). ويهدي المؤلف هذا النص لروح أنور السادات الذي خالف هذا الطبع.





في ديسمبر 1947 نظم الحزب الشيوعي العراقي مظاهرات صاخبة ضمت كل أعضائه وأنصاره وطافت المظاهرات في شوارع بغداد وغيرها من كبريات المدن العراقية معلنة تأييدها لقرار تقسيم فلسطين ومؤيدة لفكرة إقامة دولة يهودية، وفي مقدمة كبرى هذه المظاهرات سار عضوان بالحزب الشيوعي العراقي، أحدهما مسلم والآخر يهودي وقد تشابك ساعداهما كرمز للصداقة والمعايشة التي يدعو لها-منذ ذلك اليوم فقط-الحزب الشيوعي العراقي ويباركها.



وعندما دخلت الجيوش العربية أرض فلسطين، يبادر الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان إلى عقد إجتماع مشترك في مدينة بيروت، وفي البيان الصادر عن هذا الإجتماع المشترك وصف المجتمعون-بالإجماع-حرب فلسطين بأنها-من الجانب العربي حرب دينية عنصرية، كما طالبوا الجيوش العربية (بأن تنسحب من فلسطين فوراً). والذي صاغ هذا البيان هو "خالد بكداش". وإذا بالحزبين الشيوعيين في سوريا ولبنان لا يكتفيان بهذا الموقف، بل يوجهان الدعوة للحزب الشيوعي العراقي وللحزب الشيوعي الفلسطيني (عصبة التحرر الوطني) لتوحيد الشعارات بشأن قضية فلسطين وإصدار بيان عام موحد يؤيد التقسيم ويستنكر الحرب في فلسطين ضد اليهود.



ووصف الحزب الشيوعي العراقي الحرب في فلسطين (بالحرب الفلسطينية القذرة) وطالب العرب بالتعاون مع القوى الديموقراطية في إسرائيل لمنع الحرب.





وفي يوليو 1948 أصدر الحزبان الشيوعيان السوري واللبناني منشوراً جاء فيه (إن الحرب ضد اليهود هي مؤامرة يدبرها الإستعمار) ونادى المنشور بضرورة (الإتحاد في سبيل سحب الجيوش من فلسطين).



أما الشيوعيون الفلسطينيون العرب، فقد أصدروا في 11 يوليو 1948، أي بعد يومين من إستئناف القتال بعد إنتهاء الهدنة الأولى وزعوه على السكان والجنود العرب طالبوا فيه بوقف الحرب (حالاً) والإعتراف لليهود بحق إقامة دولتهم في فلسطين. وفي نفس البيان يصفون الجيوش العربية بأنها محتلة دخلت أرض فلسطين وعليها أن تغادرها حالاً.



وقد تأخرت الحركة الشيوعية في مصر بعض الشيء عن الإعراب عن موقفها من الحرب الموشكة على الاندلاع. ولكن ما إن جاء شهر ديسمبر 1947 حتى إنضم الرفاق المصريون التابعون لسائر التنظيمات الشيوعية في مصر. لموقف الشيوعيين العراقيين والسوريين والفلسطينيين. ففي ديسمبر 1947 ينشر الحزب الشيوعي في نشرته (الوعي) بحثاً عن (المشكلة الفلسطينية) يقدم فيها براهينه على شرعية حق اليهود في تكوين دولة يهودية على أرض فلسطين.



وكانت مبررات الحزب الشيوعي المصري يومئذ كالتالي : (يرجع فهم الواقع الحالي لفلسطين من تطور اليهود فيها ونموهم كأمة جديدة. إن الحالة الجديدة في فلسطين لم تكن نتيجة لبعث الوطنية لدى يهود العالم كما تدعي خطأ الصهيونية، بل كانت نتيجة لمولد وطني جاء على أثر تجمع عوامل تاريخية متعددة أدت إلى جعل يهود فلسطين أمة. وإذا قلنا أمة وجب أن نعترف بحق تقرير المصير. وإذا قلنا حق تقرير المصير فمعنى ذلك تخويل الأمة حق الإنفصال. فإذا إعترفنا بحقيقة تكوين اليهود في فلسطين كأمة فلا يمكن أن ننكر عليهم حق الإنفصال عن الأمة العربية وتكوين دولة يهودية في جزء من البلاد).



وفي 29 يوليو 1948 يصدر أقوى التنظيمات الشيوعية المصرية "حدتو" بيانه الرسمي عن حرب فلسطين وفي هذا البيان وصفت الحرب في فلسطين بأنها (حرب دينية) دفع الإستعمار البريطاني ومن خلفه الإمبريالية الأمريكية جيوش الرجعية العربية لخوضها، وعاونوها بالسلاح (الفاسد) وعشرات الآلاف من الجنود البريطانيين الذين يحاربون في صفوف الجيش المصري (!!).



ويقول البيان صراحة: (لجأ الإستعمار عن طريق حلفائه في الشرق العربي إلى إشعال نيران الحرب الدينية في فلسطين كوسيلة لتحقيق أهداف الإستعمار. فهذه الحرب الدينية وسيلة جبارة لتحويل أنظار الشعوب العربية عن قضاياها الوطنية ومطالبها الإقتصادية، وتحويل صراعها الوطني ضد الإستعمار إلى صراع عنصري ضد اليهود، فالصحف الآن مليئة بأخبار هذه الحرب، وكأنه لم بعد هناك قضايا وطنية لشعوب العربية) (!!).



وفي إفتتاحية عدد 2 نوفمبر 1948 من نشرة "صوت البروليتاريا" التي تصدرها "المنظمة الشيوعية المصرية" وصف تدخل الجيوش العربية في فلسطين بأنه (غزو)؛ كما لخص رأي "المنظمة" في الحرب الدائرة منذ سبعة شهور فيما يلي:

• إن هذه الحرب مناورة إستعمارية.

• إن هذه الحرب هي الحرب البرجوازية العربية ضد البروليتاريا.

• إن هذه الحرب قاعدة للهجوم على الإتحاد السوفييتي.

• إن هذه الحرب موجهة ضد البروليتاريا اليهودية.



وفي عام 1949 ينشر الحزب الشيوعي المصري تقريراً رسمياً عن (تطور الرأسمالية وكفاح الطبقة العاملة في مصر) يجيء في صفحاته الأخيرة أن من أهم دوافع الحرب في فلسطين هو بالحرف الواحد (تمرين الجيش المصري على القتال إستعداداً للحرب العالمية القادمة ضد الإتحاد السوفييتي).



لقد كان الشيوعيون العرب وعدد قليل للغاية من الليبراليين العرب مع قبول قرار مجلس الأمن بتقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة عربية ودولة يهودية. أي أنهم كانوا مع "الشرعية الدولية". وكان أوضح الليبراليين العرب في موقفه إسماعيل صدقي الذي رأس الوزارة في مصر من 1930 إلى 1933 ثم مرة ثانية خلال سنة 1946. وفي كلمته أمام البرلمان المصري بعد قرار التقسيم (نوفمبر 1947) أكد إسماعيل صدقي أن شن الحرب على الدولة اليهودية التي ستؤسس بناء على قرار مجلس الأمن سيكون كارثة على العرب وقد تحقق ما توقعه الشيوعيون العرب (قبل أن يبدلوا موقفهم) وتحقق ما توقعه إسماعيل صدقي – ومع ذلك فليس بين الكتاب العرب من لديه الشجاعة ليقول أن إسماعيل صدقي كان حكيماً وذا رؤية صائبة. بل أنهم يغفرون للذي ضيع سيناء والضفة الغربية والجولان وفوق ذلك القدس الشرقية – فهل هناك حاجة لدليل (بعد ذلك) أن الكثيرين منّا لا يزالون في طور "طفولة الشعوب" من الناحية الإدراكية؟



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجيديا المرأة فى مجتعنا - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة...
- الشرق والغرب : الفهم المفقود.
- رسالة للحكام العرب - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
- نصيحة مجانية للرئيس إبن الرئيس ...
- المرأة : نصف البشرية المعطل فى مجتمعاتنا الظلامية
- بين ثقافة السلام وثقافة الحرب .
- الصراع العربي الإسرائيلي في مفترق طرق .
- العقلية العربية المعاصرة : عقلية خارج مسيرة التمدن !
- هوامش على دفتر الإصلاح.
- الثقافة .. أولاً وأخيراً .
- .هلع العاجزين عن التغيير
- عن التسامح المنشود.
- موسوعة المصطلحات الدينية اليهودية
- لماذا لا يستقيل أحد في مصر؟
- العربي النبطي ... فى الشعر العربي
- حوارات مع صديقي نصف العاقل
- العقل العربي .. -مخدراً-.
- بين -القبيلة- و-الدولة-.
- مساران تاريخيان - الكوريتان كمرآة لعواقب الخيارين
- إستراحة مع الشعر.


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طارق حجي - قرار تقسيم فلسطين نوفمبر 1947 : من دفاتري القديمة