أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أبي زيد السروجي - الطريق الى الاله














المزيد.....

الطريق الى الاله


أبي زيد السروجي

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 01:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الامور التي اثارة العقل البشري هي قضية الاله، فقد تبنى الانسان منذ فجر التاريخ عدة طرق لمعرفة الاله، وكل طريق يمثله عقل خاص به، ومنها عقل الاجتماعي، والعقل الاستدلالي، ففي بداية رحلة البحث عن الالهة استخدم البشر العقل الاجتماعي، والذي يعتمد على الاعجاب والتقليد، فعندما بحث الانسان عن ما يعجبه من كائنات في هذه الارض فقد اتخذ الانسان عدة معبودات له، ومنها البقر و الحمير و الصقور و الافاعي و الشمس والقمر، فقد كانت معايره العقلية تعتمد على منفعته من هذا المعبود و خوفه منه، فعندما خاف الانسان من الافعى اتخذها الاله لانه قد لمس ضررها الذي احدثته به، وعندما شاهد منفعة الشمس لمحصولاته الزراعية اتخذها الاله له، وعندما شاهد منفعة القمر في الليل اتخذه معبود له، وهكذا، ومع تبني الانسان لهذه الكائنات والظواهر الطبيعية كارباب له سعى الجيل الثاني للتقليد من سبقهم في العبادة، واصبح التقليد هو السمة البارزة في العبادة واتخاذ الالهة، لذا عندما يولد الانسان في مجتمع يعبد البقر وتطلب منه ان يبحث بعقله في القضية وهل من الممكن ان تكون هذه البقرة الاله له، فانه سيبحث بعقله وسيجد بان هذه البقرة الاله، وقد نسخر من هذه النتيجة، ولكن عندما نعلم بان العقل الاجتماعي هو الذي سير الانسان في رحلة بحثه عن الاله، سنعذر هذا الذي اوصله عقله لعبادة البقر او الثعابين او الشمس، فعقولهم تعمل وفق للعقل الاجتماعي الذي يكمن في العقل الباطن، لذا فاينما ولو وجوههم سيجدون ان معبوده هو تلك البقرة او ذلك الثعبان.

وينطبق هذا الامر على العرب، فانهم في البدء اتخذو الاصنام الالهة لهم، وعندما جاء الاسلام يدعوههم تمسكو باديانهم، لانهم يرون بان ماكان عليه ابائهم واجدادهم لابد ان يكون حقيقة لامجال للشك فيها، لذا نجد الايات القرانية المكية تخاطب العقول، وتحثهم على التدبر و استخدام العقل الاستدلالي، الا انهم اصروا على استخدام العقل الاجتماعي الذي اتخذ التقليد اسلوباً له، وعندما انتشر الاسلام واختلفت الاراء و الاتجاهات اتبع المسلمون التقليد في مذاهبهم، فخرج لنا السنة والشيعة، وكل فريق بما لديهم فرحون، وكل فريق يرى بانه هو الفرقة الناجية وماعداهم هم الفرق الهالكة، لذا لو اعمل المسلمون عقولهم في البحث عن الاله، وقامو بتمحيص التراث، لوجدو العجب العجاب، فهم لا يختلفون عن البوذية والهندوس، فجميعهم مقلد، ولم يبحث بعقله الاستدلالي.

ولكن عندما يبحث الانسان بعقله الاستدلالي(بشرط اقصاء العقل الاجتماعي) سيصل اثناء بحثه للاله، ولو ادى بحثه هذا الى انكار وجود الاله، لكان وضعه افضل بكثير ممن تعبد بالتقليد، لذا يجب على المسلم بان يخطو خطوته الاولى في طريقه من الايمان الى الشك، وقد يصل الى الايمان بعد حرقه لمرحلة الشك، فهذا خيرٌ له من اتخاذ التقليد والعقل الاجتماعي منهجاً له.



#أبي_زيد_السروجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق تقليد الرسول عليه الصلاة والسلام
- الاخلاق السعودية
- الحرب على غزة.. والمأزق السعودي المصري
- بدعة صيام عاشوراء
- الإنسان المهدور-مصطفى حجازي
- متى سيحاكمنا اطفال العراق؟
- في السعودية: الجمل الاجرب اولاً ثم المواطن ثانياً
- هوس بناء المساجد وصل للقطب الشمالي
- اسطورة الامن والامان بالسعودية
- استقلال القضاء السعودي، هل هو مطلب شعبي الان
- الامير يتشدق بالفضيلة
- علام تبنى العقائد؟ هل تؤخذ العقائد من أحاديث الآحاد؟ (2)
- علام تبنى العقائد؟ هل تؤخذ العقائد من أحاديث الآحاد؟ (1)
- هل السعودية جادة في سعيها لحوار الاديان
- نقد التراث وتفكيك المقدس
- ابو هريرة وابن عباس وجهان لعملة واحدة
- قصة التدين الزائف
- المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية
- شهود الشيطان!!


المزيد.....




- هكذا كشفت المغنية ريانا عن حملها الثالث في حفل -ميت غالا-
- فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على ...
- حزب -الحلم الجورجي- الحاكم يختار رئيسا جديدا له
- كينيا.. الحكم على سارقي 5000 نملة إفريقية بأقصى عقوبة
- إطلالة -جريئة- لمغنية البوب ليزا في ميت غالا
- في أول مقابلة منذ مغادرته البيت الأبيض، بايدن لبي بي سي: ترا ...
- حماس تنعى القائد في كتائب القسام خالد الأحمد إثر غارة إسرائي ...
- شركات وادي السيليكون تتسابق لإطلاق السيارات الطائرة.. لماذا؟ ...
- خسائر -ضخمة- بمطار صنعاء وقتلى في غارة إسرائيلية على غزة
- مراسلنا: عشرات القتلى والجرحى في قطاع غزة وارتفاع قتلى مدرسة ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أبي زيد السروجي - الطريق الى الاله