الحرب على غزة.. والمأزق السعودي المصري

أبي زيد السروجي

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 07:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتميز العقلية السياسية العربية بانها تعمل بعقلية زعيم القبيلة، وكما هو متعارف عليه بزعماء القبائل فهم من يحل مشاكل القبيلة صغيرها وكبيرها، ودائما يستخدم رئيس القبيلة احد معاونيه لمشورته في اتخاذ القرار، وهذا ماتقوم به مصر والسعودية فهذه الدول تضع نفسها زعيمة للعرب وتحل وتربط في مشاكلهم بدون اشراك الاطراف العربية الباقية، وعندما حاولت سوريا الاشتراك معهم في حل مشاكل المنطقة تم تهميشها، وهذا سبب الفجوة الواقعة بين مصر والسعودية من جهة وسوريا من جهة اخرى، مما سهل الطريق لقوى كايران للعب باوراق المنطقة.
ما يجب ان يعيه الساسة المصريون والسعوديون، بان هذه العقلية انتهت ويجب ان تنسى، فيجب ان يسهمو في لحمة الوطن العربي من خلال اشراك دول كالاردن و سوريا وقطر و المغرب والعراق في اتخاذ القرار ويجب ان تحصل هذه الدول على نفس الدور الذي تلعبه مصر والسعودية، والا سيؤدي الامر إلى دخول قوى اخرى للتدخل بمشاكل المنطقة كايران وفنزويلا.
فعندما يتم اشراك دول عربية اخرى في اتخاذ القرار وحل مشاكل المنطقة، سيسهم هذا الامر في تخفيف العبء عن السعودية ومصر، ويتقاسم العرب حل مشاكلهم، بدل ان تقوم مصر والسعودية بهذا الدور، لان اي اخفاق في حل اي مشكلة سيتم رميه على كاهل مصر والسعودية، ولكن في حال اشراك اطراف اخرى، سيتقاسم العرب فشلهم في حل مشاكل ونجاحهم.
وما يجب ان تعيه السعودية ومصر، بانه سيتجاهلها المجتمع العربي، في حال استمراريتهم بهذه السياسة الاحادية، ويجب لا يوظفو الازمات العربي لاشغال مجتمعاتهم في نهج يهدف للالتفاف على المشاكل الداخلية التي تواجها كل دوله(مصر والسعودية)، مما يسبب في احتقان الشارع العربي والشارع الداخلي لكل من مصر والسعودية، وهذا ما يجعل المواطن المصري والسعودي يطالب حكومته بعدم حشر انفها في مشاكل الغير والالتفاف لمشاكله لحلها، وهذا ما جعل السعودية ومصر في مأزق.

#أبي_زيد_السروجي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل