ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 09:53
المحور:
الادب والفن
أنْ تكون
بلا بلاد ...
يشبه ذلك تلك الليلةْ:
برد بأظافر طويلة
يخدِش أشجار الحديقة المنزليِة
الصغيرةْ....
تستيقظ في الفراش وحيدا
تنظر في جوهر العمى ,
الساعة الثالثة فجرا....
تسال الساعة عن سرِ النهوضْ
فيشير العقرب..
يرفع ذيله المقاتلْ!!!
أنت تعاني انتصابا لجوجا ..
تخرج لبرد الساعة الثالثة فجرا
تلملم أوراق الحديقة الذاوية ..
باردة
تشبه قطنة الممرضة العبوسة ْ....
تضعها بغنوص صوفيٍ قديم
على اجاصة القضيب المنتصبْ
منتظرا هدوءه....
تتذكَر فجأة
انَك بلا بلاد
ولن تخدع قضيبا ثائرا....
بعد الخمسين
تصبح كرامة الشهوة السخيفة
أعلى منزلة
من العادة السرِية......
البرد يقلع بأظفاره
نعومة براعم الحديقة المنزلية الصغيرة ,
وأنت بلا بلاد تخرج إلى سلطانها
لتشتكي قضيبا متمرِدا
موغلا بالعناد والعصيان ْ
تجلس القرفصاء في البرد
توقد أشجار الحديقة ..
(لقد غدت حطبا )
لم يعد الجمال المؤجَل للربيع القادم
مهمَا....
تغفو جالسا
وحين توقظك الشمس بشروقها
تشعر باحتقان شديد ....
تدخل الحمّام
تتبوَل طويلا
و
تنتهي فجأة لازمة الانتصاب ْ!
تستطيع العودة للفراش..
تستطيع أنْ تستأجر بلادا للنوم,
مجرَد النوم ...بعد شروق الشمسْ.
الانتصاب المفاجئ
غربة
في هزيع الليالي الباردةْ!!
لا يمنح الطمأنينة
إلا بعد التبوِل الطويل
لكل ِ سوائل الزمان ْ:
وهذا
هو
الموت
بعينه..
الموت بطيبته الجافّة
الموت الذي يرتكب الخطيئة دائما
والذي لا يأتيك
إلا
بعد زوال الاحتقان ْ....
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟