أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد جان عثمان - سوريا لنا جميعاً يا فهان كيراكوس














المزيد.....

سوريا لنا جميعاً يا فهان كيراكوس


أحمد جان عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 792 - 2004 / 4 / 2 - 09:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أخي فهان...
انطلاقاً من حقي في الجنسية، الذي يمنحني إياه الدستور السوري، ذلك الحق الذي يخولني الكلام في الشأن السوري، يمكنني القول إن سوريا وطن لأمثالنا، أنا الأويغوري الصيني وأنت الآشوري وفرزند عمر الكردي وحسين عجيب العربي، الذين تخطّوا آفاق وحدة العرق كالعربية والآشورية والكردية والأويغورية أو وحدة المعتقَد كالإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية، نحو وحدةٍ أكثر انفتاحاً وتحقيقاً للكينونة السورية ألا وهي وحدة الحوار.

سوريانا ليست عربية كما تدّعيه الأيديولوجية البعثية، وليست إسلامية كما يدّعيه الإسلام السياسي، وليست "سوريّة" كما يدّعيه القوميّون الاجتماعيون إنما هي وطن يتّسع لجميع هذه النزعات الفكرية والسياسية بالإضافة إلى أطياف ممكنة تلوح في آفاق الحوار السوري. أستطيع القول إن التعصّب والعنف الإيديولوجيَّين كانا، وما يزالان، ظاهرتين غريبتين عن الشخصية السورية منذ الأزمنة السحيقة.

إن وحدة الحوار، التي ينضوي تحت لوائها السوريون، هي، قبل كل شيء، اعترافٌ عفوي وإقرارٌ واعٍ بمبدأ التنوّع. هذه العفويّة وهذا الوعي سمتان سوريّتان تكفلان حقّ الجميع، من مختلف الإثنيّات والمعتقَدات الدينية والفكرية والسياسية، في الشروع في الحوار وخوضه بشكلٍ يهب كلّ سوريّ هويّته، هذه الهويّة التي تتّصف بالحواريّة، وحدها، الهاضمة في جوفها الشفّاف كلاً من العرقيّة والعقائديّة الدينية الفكرية السياسية.

هكذا نعرف سوريا... نعرفها وطناً للمتحاورين، نعرفها المجال الجغرافيّ للجميع وليس للعرب وحدهم، كذلك للكرد، للتركمان، للآشور، للشركس... وللأويغوري الصيني مثلي... كما أنه ليس للمسلمين وحدهم، كذلك للمسيحيّين واليهود وعبدة النار والماء... وأنه ليس للبعثيّين أو الإسلامويّين أو السوريّين القوميّين وحدهم، كذلك للناصريّين والبروليتاريّين والديمقراطيّين والفوضويّين... إنها المجال الجغرافي للحوار الذي يهضم في جوفه الشفّاف كل الجغرافيا والتاريخ. هكذا نعرف سوريا... نعرفها وطناً منفتحاً، على الدوام، على الذات والآخر.

للحوار، وحده، انتماء السوريّين. وإلاّ فسوف يمسي وطنهم مجالاً جغرافيّاً للقوميّين البعثيّين أو القوميّين السوريّين أو الأُمَميّين البروليتاريين أو الأُمَميّين الإسلامويّين... كما أن سوريا ستمسي كردستان الغربية وتركيا الجنوبية والأردن الشمالية وإسرائيل الشرقية... ويصبح العَلَم الوطنيّ السوريّ ممسحة موائد بعدما يغادرها البعثيّون أو منديلاً لمسح الوسخ "المقدَّس" على وجوه العمّال والكادحين أو قماشاً يتدرّب الإسلاميّون كتابة كلمة الشهادة عليه... أو، كما حدث في الآونة الأخيرة في القامشلي، يحرقه الأكراد بهياج ثيرانٍ فرّتْ من الحظيرة!

سوريانا مشروع حوار وليس منجَزاً أبداً؛ مجال جغرافي للحاضر السوري بعفوية التنوّع ووعيه، وليس يوتوبيا للمستقبل "المشرِق" أو حائط مبكى على الماضي "المجيد"؛ طاولة مستديرة لجميع الإثنيات والعقائد من أجل الحوار في الـ"ما العمل؟" وليس من أجل "العشاء الأخير" لطرف بمفرده دون سواه.

إليك التحية، فهان كيراكوس، أيها السوري.



#أحمد_جان_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقعية الوطن بين الذاكرة والحوار
- إنه سيزيف... من سفح الحزن نحو وادي حلبجة
- ملائكة على الأرض
- نقد الوطن
- مبتدأ الخوف وخبره
- رد مفتوح لرسالة حسين عجيب
- شرعيّة العزلة ومشروعيّة الحلم
- الحريـــة والقيـــد
- يا لنا من ضحايا الرقم 3
- حوار الهوية والاختلاف


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد جان عثمان - سوريا لنا جميعاً يا فهان كيراكوس