أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فاروق - حقائب














المزيد.....

حقائب


حنان فاروق

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
حقائب
أخيراً حصلت عليه..مفرش السرير المطرز الذى كدت أجن به منذ أكثر من عشرين يوماً..كنت أمر من أمام نافذة عرضه يومياً وأنا أمني نفسي براتب الشهر الجديد لأقتنص هذا الكنز الثمين قبل أن يختطفه غيري..حملته إلى منزلى وما أن انفردت به فى غرفتي حتى احتضنته وبسطته فوق فراشي..وقفت أتأمله مسحورة أتخيله محتضناً سريري هناك..يالجماله.. أمتعت عيني ثم طويته فى حافظته ووضعته بعناية فى حقيبة السفر..تنهدت تنهيدة طويلة..مضى من هذه السنة ستة أشهر ومازال أمامي أربعة أخر قبل إجازتي السنوية..الأيام تزحف فوق الأشواك لتأخذني إليها لا أدرى لم؟ الغريب أنها هناك تقذف بي في دوامة لاتنتهي إلا وأنا مصلوبة على شجرة غربتى الذابلة من جديد ...أنظر في ساعتي..موعد درس ابني الخصوصي ...أسمعه يتحرك فى غرفته..يبدو أنه يرتدي ملابسه..(أتريدين شيئاً ياأمي؟)..( لا حرمنى الله مـ.....ماهذا؟لماذا ترتدى هذه السترة؟ أما قلنا أنها ليست لهنا بل لهناك..ادخل بدلها بسرعة وضع هذه فى حقيبة الملابس)..ينظر إلىّ متبرماً ثم يدخل غرفته..أتابعه بعيني..يخلع السترة بعصبية ويلقي بها على السرير ..ينتزع القديمة من فوق شماعتها ويرتديها...(أما قلت ضعها فى الحقيبة؟)..يختطفها كأنه فى معركة..يطويها غيظاً ثم يلقي بها فى الحقيبة ويخرج صافعاً وجه الأرض ..أهز كتفي..أسمع مفتاح الباب يدور..اتجه إليه..يدخل زوجي تزدحم الأكياس بين يديه..أخفف عنه أحماله..يناولنى أحد الأكياس قائلاً: (ماكينة القهوة التى كنا نريدها..وجدت عليها عرضاً رائعاً اليوم فاقتنصتها)..يتهلل وجهي ..أفتح العلبة لأتأكد من مكان الصنع..نعم هي..(ضعيها فى حقيبة الأجهزة)..الحمد لله أنهينا أجهزة المطبخ ولم يعد ينقصه شيء..أغلق العلبة وأضعها بعناية فى الحقيبة..من الغرفة المجاورة يرتفع صوت زوجي (لاتنسي زيارة المساء لصديقنا وأسرته فقد خرج من المشفى اليوم)..هززت رأسي..(أتسمعيننى؟)..(نعم نعم..إن شاء الله) لم يكن بي رغبة للخروج لكن ما باليد حيلة..تكومنا فى السيارة وانطلق زوجي مسرعاً..فجأة..دوى صوت ارتطام هائل و..........................
فى أحد الصباحات فتحت عيني..نظرت حولي فوجدتني فى بيتى الذى هناك..(متى عدت؟)..آه..الارتطام..فقدت الذاكرة وعادت لتوها على مايبدو..الجريدة الملقاة بجانبي على الفراش تراود فضولي عن نفسه..مددت يدي..سحبتها..حاولت أن اقرأ تاريخها لكن عينيً خانتانى..تركتها بلامبالاة..انفتح باب الغرفة..دخلت أختى بهدوء وأغلقت الباب خلفها..لأول مرة ابتسم منذ فتحت عيني..أردت القفز من الفراش لأعانقها لكني لم أستطع..لم تلتفت هي إلي كأنها لاتراني..فتحت خزانة الملابس..(لماذا تعبث بأشيائي؟) لابد أنها تريد أن تبدل لى ملابسي..أخرجت صفاً من الأكياس وضعتها فوق بعضها البعض..ثم خرجت..فى الخارج سمعت أصواتاً محتدة..أرهفت السمع لأفهم مايقال: (لماذا أخذت ِ هذا المفرش؟ألم يكفك ما أخذت؟.. إنه ليس من حقك..أتعرفين قيمته؟)..(سآخذه بلا جدال)...
ماهذا الجنون..فقط لو أستطيع النهوض من هذا السرير اللعين ..هل يقتسمون أشيائى أمام عينى..ينفتح باب الغرفة بعنف..تدخل أخت زوجي..تبحث فوق المكتب وفى خزانة الأوراق وفوق التسريحة وفى الأدراج..(لا أجد الورق يايحيى)....يدخل زوجها بعصبية...ماهذا أغرفة نومي هذه أم الشارع..(ألم أقل لك أنها على الرف الأعلى فى الخزانة؟)..قالها بضيق..وضع نظارته الطبية على عينيه وأعاد فحص الأوراق..حتى النطق لا أستطيعه..لو أستطيع فقط أن أئن..أن أنبههم لوجودي ...
(لماذا لم يأت الباقون حتى الآن؟؟ أمتفرغ أنا لهذا الإعلام أم ستنتظرنا المحاكم حتى المساء؟)
ربتت على كتفه تهدىء من غضبه:
(بالتأكيد هم فى الطريق......
هل أعد لك بعض القهوة....بالمرة نجرب الماكينة ..ولو أنى لا أحب إلا القهوة التركية)..

د.حنان فاروق

http://fisabeelellah.maktoobblog.com



#حنان_فاروق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات جنون
- تلكؤ
- ملامح
- بروفا
- على جدار الفنجان
- هاميس
- ماذا بعد؟!!!
- الخروج من ال (بين بين)
- حين مرّ..!!
- في حضرة البحر
- في شباك العنكب
- تمتمات ليلية
- تلبس
- وطن معلق
- فراغات
- أحلام منهكة
- تشريح (ق.ق.ج)
- ورد أحمر(ق.ق.ج)
- تنويعات ممنوعة(ق.ق.ج)
- تبحث عن أجنحة(ق.ق.ج)


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فاروق - حقائب