أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - قاسم السماوي والكاريكاتير السياسي














المزيد.....

قاسم السماوي والكاريكاتير السياسي


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 04:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قاسم السماوي والكاريكاتير السياسي
شخصية قاسم السماوي . شخصية كاريكاترية أبدعها الكاتب الساخر الأعظم " أحمد رجب " ضمن عشرات الشخصيات الكاريكاتيرية البالغة الروعة . التي ابتدعها فكر احمد رجب ورسمتها ريشة فنان الكاريكاتير المصري " مصطفي حسين " .
بداية نود أن نصحح للكثيرين نطق الاسم حيث لاحظنا أن كل من نطقوه امامنا ينطقونه : قاسم السماوي – بفتح السين – نسبة الي السماء .. بينما الصحيح هو :
. " قاسم السماوي " – بكسر السين وتشديد وفتح الميم . السماوي نسبة الي" السم " - وقاكم الله وعفاكم –

جميع الشخصيات الكاريكاتيرية التي ابتدعها الكاتب المصري الساخر " أحمد رجب " مأخوذة من صميم المجتمع المصري . وبها كان يعالج بشكل كاريكاتيري ضاحك . المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية والصحية . مختلف مشاكل المجتمع المصري .. ومن ضمن تلك الشخصيات شخصية " قاسم السماوي " .

و" السماوي " – نسبة الي السم - . كانت وظيفة يعرفها من عاشوا بالقرية المصرية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي . ولا ادري ان كانت تلك الشخصية – الوظيفة – موجودة الآن . أم اختفت .

ولأن شخصية – وظيفة - السماوي . لم تتناولها الأعمل الفنية المصرية مثلما تناولت كثيرا شخصيات مثل : الشيخ – الواعظ ، او الفقي المعلم بكتاب القرية – والحماة . والعمدة ، وحكيم القرية – او ابو العريف - ، والحانوتي – اللحاد - ومجذوب القرية .. الخ .
كل تلك الشخصيات تناولتها باسهاب الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والاذاعية المصرية . عدا شخصية " السماوي " . التي لا أتذكر انني رايتها في عمل فني . أو علي الأقل لم يتم تغطيتها بشكل كاف .
لذلك فان كل من سمعتهم ينطقون اسم الشخصية الكاريكاتيرية لأحمد رجب والفنان مصطفي حسين . ينطقونها – السماوي . باعتبارها منسوبة للسماء . والصحيح كما قلنا . نسبة الي السم .

فاسمحوا لنا بأن نقدم لكم نبذة عن شخصية " السماوي " كما رايناها في القرية المصرية في وقت الطفولة والصبا .

" السماوي " كما علمت . كان " وظيفة " في وزارة الصحة . الغرض منها منع انتشار مرض سعار الكلاب بالقرية المصرية . حيث تنتشر الكلاب الضالة والمصابة بداء السعار . بشوارع القري . ومهمة " السماوي " كانت ملاحقة الكلاب . وانتقاء المشتبه في اصابتها بداء السعار وقتلها .

غالبا كان " السماوي " يحمل معه حقيبة من الصفيح . مربعة الشكل لها يد يحملها منها . وبداخل الحقيبة بعض قطع الخبز . ولفة بها سموم . يغمس اللقمة في السم ويقدمها للكلب المراد قتله . وينتظر بضع دقائق حتي ان راي مفعول السم قد بدا يتسبب في ترنح الكلب ودورانه حول نفسه . هنا ولكي يعجل بموته وكسبا للوقت كان يحمل بيده عصا غليظة . فيقوم بضربه بها فوق راسه حتي يجهز عليه . وبعدما يموت . يقوم السماوي . باخذ قطعة صغيرة من الجثة – لعلها كانت الدليل امام الادارة التي يتبعها علي ما انجزه من العمل – .
واحيانا كان السماوي يأتي مستخدما بندقية طويلة . الا أنه في الغالب كان يستخدم السم . في قتل الكلاب المسعورة . لذا أطلق عليه اسم " السماوي . أو سماوي الكلاب " الاسم الذي كان معروفا به لدي اهل القري .

و" السماوي " كما رايته في القرية مذ كنت صغيرا هو الي حد كبير كما يظهر في فكرة الأستاذ احمد رجب التي صورتها ريشة الفنان مصطفي حسين . .
رجل طويل . مكتئب . شكله : متقزز ، حاقد ، ساخط ، ناقم – مزيج من تلك الاشياء- . بالاضافة الي الهيبة التي يحملها رجل السلطة في القرية كالخفير – وأكثر -. فهو مبعوث حكومي للقرية . من طرف وزارة الصحة - واهل القري المصرية منذ زمن وهم يخافون الحكومة ويخشون أذاها - .
... هذا هو السماوي . كما رايته في القرية . ولعل طبيعة الوظيفة هي التي اكسبته تلك الصفات ، وربما اختاروه لتلك الوظيفة لحمله لتلك الصفات ..! الا انه كهذا كما رايته و كما صوره لنا الكاريكاتير – الي حد كبير -.

وما نأخذه علي الكاتب الكبير " احمد رجب " في استخدامه لتلك الشخصية في توجيه سهامه النقدية الساخرة . هو أنه اتخذ شخصية " السماوي " للسخرية ممن يعارضون التفاوت الطبقي . جميع معارضي التفاوت الطبقي بشكل عام .. سخر منهم . .
في حين أن التفاوت الطبقي نوعان . تفاوت طبقي نتاج عوامل طبيعية- قدرات ومهارات - ، تفاوت منطقي ، مشروع ، عادل ، ومعقول .. وتفاوت طبقي آخر غير معقول وغير مبرر . وغير مشروع لأنه قام علي ممارسات غير مشروعة .. وهذا النوع الأخير من التفاوت الطبقي معارضته واجبة .. وليس من المعقول السخرية من معارضيه ..
أما الذي يعارض التفاوت الطبقي علي طول الخط ويدعو لاذابته تماما فهذا غير المعقول ..
فالرجل الذي لا يمكنه سوي بيع الخضر والفاكهة لأبناء الحارة وسكان الحارة المجاورة . كيف نساويه برجل يستطيع ادارة مزرعة تنتج وتورد الخضر والفاكهة لمائة 100 بائع .. مثل صاحبنا : خضري وفكهاني الحارة ؟؟

والمثقف الذي لا يمكنه سوي القراءة والمشاركة في الندوات الثقافية ولا شيء زيادة ، ولو منح ادارة دكان او مكتبة مساحتها: 2 متر x 3 متر . لتسبب في خسارتها واغلاق بابها ، كيف نساويه – ونذيب الفوارق بينه وبين مثقف منتج ، و يدير مجموعة فروع دولية لاحدي الشركات العالمية ؟؟؟!
الذي لا يميز بين تقريب الفوارق و بين اذابتها . ويريد اذابة الفوارق تماما متجاهلا لاعتبارات . . تجاهلها يقلل حافز العمل و الابتكار والابداع فيعوق التقدم .. هذا هو من يمكن السخرية منه وتشبيهه بالشخصية الكاريكاتيرية : قاسم السماوي .
**==**



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الطواريء في الاسلام / بين - محمد صلعم - و محمد حسني مب ...
- مذكراتي في كندا - 5
- تاجر الرقيق المبشر بالجنة!
- مذكراتي في كندا – 4
- منوعات بانورامية - 2
- تركيا الاسلامية بين الأرمن والفلسطينيين 3/3
- تركيا الاسلامية بين الأرمن والفلسطينيين 2/3
- تركيا الاسلامية بين الأرمن والفلسطينيين 1/3
- كورال البوم والغربان
- من مذكراتي في كندا -3
- الاسلام لم يختطفه أحد – والعكس صحيح .
- من ضحايا الاسلام – الشيخ عبد الله السماوي –
- الناس والحرية 21
- من خيرات الاسلام
- حصان اسمه فلسطين !
- الناس والحرية - 20
- كلية طب الحجامة – جامعة بعيركو
- منوعات بانورامية
- مسلم وملحد في الاحتفال برأس السنة
- الناس والحرية – الحلقة 19


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - قاسم السماوي والكاريكاتير السياسي