أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - من ضحايا الاسلام – الشيخ عبد الله السماوي –













المزيد.....

من ضحايا الاسلام – الشيخ عبد الله السماوي –


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 08:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في اوائل التسعينيات من القرن الماضي 1990 : 1992 . دعاني الشيخ " عبد الله السماوي " لزيارته . بعد أن أعطاني كارد يحمل اسمه وعنوان مسكنه وقتذاك – بحي عابدين .- حي شعبي -. خلف قصر عابدين بالقاهرة . – والشيخ السماوي . هو بمثابة الأب الروحي للجماعات الاسلامية التي ملأت مصر تفجيرا ورعبا وارهابا . من أسوان والأقصر وحتي الغردقة والقاهرة وشرم الشيخ.. الخ .
وكنا قد تقابلنا عندما استقليت الأتوبيس من مدينة ملوي – 300كم تقريبا جنوب القاهرة . – عائدا للقاهرة . بعد رحلة عمل بالصعيد .
وفي الاتوبيس حدث مالم يكن من الممكن حدوثه ابدا . لولا وجود الشيخ السماوي الذي لم أكن اعرفه من قبل . وعرفته في ذاك اليوم .
فحينها لم يكن من السهل اقناع شخص بالا يدخن في الاتوبيس . ! ولو حاولت فسوف تفاجأ بدهشة غريبة وباحساسه بانك قد أهنته بتدخلك فيما كان يعتبر عند غالبية الناس حرية شخصية – التدخين بالاتوبيس ! – وقد ينتهي الحوار بينكما بمشاجرة ! . وان كان السائق بالذات مدخنا . ومن النادر أن تجد سائقا لا يدخن . فمن رابع المستحيلات اقناعه بألا يدخن . بل دعوتك لذلك كانت تعد من قبيل الجنون ! فكيف يقود السيارة حاملا أرواح عشرات الناس علي الطريق بدون أن يدخن له سيجارة - تعدل مزاجه - ؟! هكذا سيقال لك..! وهذا ما لم يكن يستطيع أحد المساومة حوله لا شيخ ولا قس ولا حتي من الشرطة التي لا تهتم بموضوع من هذا النوع من الأصل .

ولكن فجأة بمجرد تحرك الأتـوبيس وقف رجل في الاربعينيات من العمر . ضخم الجسم مهيب الطلعة ودود الملامح . سمح الوجه . له شخصية الزعماء . تكلم بعض الكلمات فحاز علي انبهار كافة الركاب واعجابهم بحسن كلامة وحلاوة أسلوبه وقوة حجته المفعمة بالحب والمودة . فاذا بالجميع يلتزمون . ولم يفكر واحد من ركاب الاتوبيس - الذي كان كامل العدد - ولا السائق . في اشعال ولا سيجارة . رغم طول الطريق – قرابة 5 ساعات سفر - ! وذلك حبا واحتراما واعجابا وانبهارا بهذا الشيخ المهيب المحب السمح الودود .
تصادف جلوسنا في مقعدين متجاورين . فدار بيننا حديث . اعطاني كارد يحمل اسمه وعنوانه . فتذكرت انني قرأت عنه كأحد الدعاة الاسلاميين المراقبين من السلطة . حرص علي أن يحصل مني علي وعد بزيارته وشدد علي هذا الوعد .
كان لا يتكلم الا بالعربية الفصحي . مع الجميع .. وهذا غير مألوف اطلاقا لم ألحظه لا في مصر ولا بأي من البلاد التي زرتها – الناطقة بالعربية - .
بعد لقائنا هذا باسبوع تقريبا . زرته بالفعل بمنزله بالقاهرة . فلاحظت انه لا يتكلم ايضا الا بالفصحي . حتي مع ولده الصغير واسمه " سلوان " – حوالي 10 سنوات . حينئذ– اذ كان يخاطبه بالقول : هيا يا " سلوان " ، هيا يا غلام ..
قدم لي مشروبا شعبيا " العرقسوس " . وقال لي انه لا يستخدم سواه ولا يقدم لضيوفه غيره . فهو مشروب صحي مفيد وليست له اضرار كالمشروبات الأخري مثل الشاي والقهوة .
اسمعني بعضا من شعره وخاصة قصيدة قالها - بالمدرسة - وهو طالب بالمدرسة الثانوية واعتقلوه بسببها في عهد " عبد الناصر " ..!

ولم نتقابل بعدها . حتي عرفت بنبأ موته اليوم عندما فتحت بريدي – الالكتروني- فوجدت مقالا لصحفي اسلامي من موقع " اسلام أون لاين –" أ . علي عبد العال " و معه الرابط المنشور عليه المقال . *

وقد رأيت أن الشيخ عبد الله السماوي . يحمل معدن انسان مثالي نبيل . وكاريزما من النوع الذي يتصف به أبرز القادة والزعماء والنجوم . حيث كان يمتلك قدرة غير عادية علي الاقناع والتأثير من خلال شخصية مغناطيسية . وكان يتمتع بوجه انساني بشوش ونفس مطمئنة ليست فيها غلطة دعاة الارهاب وقسوتهم ولا كان من ذوي الوجوه المتجهمة الصارمة العابسة دوما كما في كثير من المشايخ ، ولا يفتعل الابتسام ولا يمثل أو يرسم التسامح علي وجهه رسما .. كما المشايخ الكذبة . بل تلمس بداخله انسانا طيبا ودودا ومهذبا رقيقا . كان هذا انطباعنا عنه . وهذا ما يؤكده كاتب المقال ايضا حيث يقول :
( لم تنل قسوة الاعتقال من لطف الرجل وتظرفه مع جلسائه ) .
وكذلك يقول عنه كاتب المقال : ( .. داعية إسلامي نشيط تجمع حوله الشباب وأحبوه وأجلوه.. )
ويقول عنه أيضا :
(( وبرغم أن الرجل كان يفضل الدعوة العامة، ولم ينشئ جماعة أو يؤسس تنظيما خاصا به، فإن ثمة اتفاقا بين أبناء هذا الجيل على أن "جميع الإسلاميين قد مروا عليه في وقت ما من حياتهم"، وكانت معرفته والاجتماع به والسماع منه "محطة في الطريق إلى جماعة أخرى"، حسبما ذهب القيادي الإخواني عصام العريان.))
ونعلق : ولكن من سؤ حظه ومن سؤ حظ مصر انه كان ضحية للدين الارهابي . علموه له في الصغر ودرس الارهاب حتي صار من دعاته ، ودرسه للشباب الذين روعوا أمن مصر بتفجيرات في كل مكان وطالت الابرياء من الشعب الغلبان بأكثر بكثير مما طالت الظلمة من الحكام .
ومما جاء بالمقال : " توفي الشيخ عبد الله السماوي الأربعاء (7/1/2009) وجرى تشييع جثمانه وسط حصار أمني مشدد، منع فيه مصورو الصحف من التقاط صور الجنازة ، وتمت الصلاة عليه في مسجد كريم الخلوتي وسط حضور كثيف من قيادات الجماعة الإسلامية والجهاد وقيادات حزب العمل الذين كانت تجمعهم به علاقات طيبة، وعدد من رموز التيار السلفي البارزين مثل الشيخ نشأت إبراهيم الذي أمّ الناس في صلاة الجنازة، لتطوى صفحة من صفحات العمل الإسلامي في مصر. "

نعقيب : لو كان الشيخ السماوي . قد اشتغل بالعمل الاجتماعي الاقتصادي الخيري الانساني الوطني بعيدا عن الدعوة لديانة تقول : قاتلوهم واقتلوهم وقطعوا أيديهم وأرحلهم ! – كما دعا محمد في قرآنه وسنته وسيرته ..
لو فعل " عبد الله السماوي" . ذلك . لأقام مشاريعا للخير بكافة أنواعه في كافة ربوع مصر . بشخصيته الفذة المؤثرة القادرة علي كسب حب وطاعة كل من يخاطبهم . ولكان اسمه محفورا في قلوب كل المصريين بالخير لا بالجروح والقروح التي تركتها في قلوب المصريين تفجيرات تلاميذه واعمال القتل التي قاموا بها . ولكان قد تقدم جنازته صفوة وجوه مصر - الحقيقيين لا صفوة المتدروشين . عشاق " الفتة " ومدمني الثريد -. . ولخرج جثمانه محروسا محاطا من أبناء شعب مصر من كافة طوائفهم . لا من قوات أمن النظام .
فلتطلب ارواح ضحايا الارهاب الاسلامي في مصر . الرحمة و الغفران للشيخ عبد الله السماوي . عسي أن تلقي روحه الراحة والسكينة . فقد كان معدنا انسانيا مصريا طيبا نفيسا . خبثه واهدر قيمته واضاعه علي مصر : صلعم الصحراء . بعقيدته البدائية العربية الخرقاء .

* http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1231926508042&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout
**********



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناس والحرية 21
- من خيرات الاسلام
- حصان اسمه فلسطين !
- الناس والحرية - 20
- كلية طب الحجامة – جامعة بعيركو
- منوعات بانورامية
- مسلم وملحد في الاحتفال برأس السنة
- الناس والحرية – الحلقة 19
- حركات التحرير الكاذب – من مراكش الي كوردستان –
- مصحف هيرو هيتو - 3
- شاعر الجغرافيا - افسد علما فجعلوه رمزا ! - الحلقة 17
- شعوب ادمنت الهزائم وتهوي اختلاق البطولات !
- من أدب شاعر الرسول صلعم / 2
- فوائد صلاة الاستخارة - لقطات من رواية علاء الاسواني - شيكاغو
- شيخ الأزهر: وقضية مصافحة الاسرائليين!!!
- أدب الاديان و شركات التليفون / من مذكراتي في كندا
- رسالة - بن المقفع - الي -ريزكار عقراوي - - بمناسبة 7سنوات عل ...
- لماذا انتقاد الاسلام بالذات ؟
- صهيونيتهم وصهيونيتنا
- طارق حجي ، والمسلة الفرعونية .


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - من ضحايا الاسلام – الشيخ عبد الله السماوي –