أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم بركات - لم ينضج الشكر فينا بعد














المزيد.....

لم ينضج الشكر فينا بعد


قاسم بركات

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 06:43
المحور: الادب والفن
    


لا تفكرْ أبداً بنجاتِك حينَ تُعدمُ الشجرة .. حينَ يُراقُ دمُ بيتِك على كلّ شاشاتِ التلفزة ... لا تصرخْ فلا جَدوى من سماعِ الآخرينَ إليك .. حينَ يحطّ الليلُ في كأسِ السكرِ ما تبقّى من حُلكة .. اقتفِي أثرَ العُتمةِ قبلَ انسيابِ الضوءِ في النجمة .. من يدلك على تحسسِ أغراضِ بيتِك حينَ يُصبح ُسقفُ الحجرِ خيمة .. وتتخبّطُ دموعُك وأنتَ تتلوّى في الدمِ المسكوبِ من السّماءْ .. لم تتعلم بعدُ من جدّتِك ملحَ الحَياةِ .. وأنتَ تعلو بصوتِك هنا يدقّ نعشَ الموتِ .. هنا يسكنُ الفارقُ ما بينَ الماضِي والحاضِر .. هنا لا تدري أنّك مشوهٌ بحقيقةِ الغيابْ .. هُنا لا تلهيك سيجارةُ التبغِ من زائرٍ طارئ .. هنا نحنُ نولدُ من الفجأة .. شوكُ صبارٍ يعتلي الرّكام .. هنا ما تبقي من كرمِ الزيتونِ .. والجذورُ شبيهةٌ بأيادي جدي المتشققةِ .. هنا ترابٌ أسود .. يُنخَّلُ بندى الصبحِ المنفيِّ مع الصورِ .. هنا لا تحلو الإقامةُ لكلِّ المغامرينَِ .. هنا نحنُ .. نعمّدُ مصطبةَ التاريخِ برائحةِ المطر .. حسبَ الحاجةِ.. تُضربُ رؤوسُنا تحتَ المقصلةِ .. نُقتلُ برصاصٍ طائشٍ .. حسبَ الحاجةِ تُكتبُ سيرةُ الأممِ .. حسبَ الحاجةِ تُقضَمُ أطرافُكَ .. غابت كرمةُ الزيتونِ .. غابت كرمةُ الزيتونِ يا ولدي .. لا تُشعلِ الثقابَ أيّها الولدُ الصغيرُ حتى لا تبللَ فراشكَ في الليلِ فانْ أتوكَ بمحرقةٍ لا تُطفِئها ولا تقتربْ بفيكَ مِنها فانّ الليلَ لعنةٌ والنارُ نقمةٌ والنهارُ ليسَ للجميع .. أيها الصغيرُ لا تزحفْ لا تمشي لا تقفزْ وابنِ منْ فراشِك خيمةً واطئةً تخفيكَ من الضوءِ الشاردِ .. أيها الولدُ الصغيرُ احبسْ نفسَك قبلَ أن يحبسَك الآخرينَ ..ولا تتلكّأ في كتمِ أنفاسِك جرّب غرغرةَ الغريقِ وكن من الصابرينَ .. ليسَ لأنك تخلو من الحقدِ يصلبُونك .. ليسَ لأنك ّتدندن أنشودة الحياة .. لم ينضجُ الشكرُ فينا .. لنتلو الصلاةَ المصلوبةَ في أعناقِنا .. وننثرَ فاكهةَ الحربِ فوقَ بيوتِ الصفيحِ .. نعانِقُ دمعةَ الجريحِ .. ونبقى في حفرةِ الليلِ لا تتعبُ فينا المقلُ .. لم ينضجْ الشكرُ فينا بعدْ ..
ليس لأننا نبحث عن الخبز في حانات الليل .. أو لأننا نستلقي علي إسفلت الماضي ونعلن حالة النسيان .. ليس لان الترهل في أوداجنا يجعل أصواتنا تتمدد في الرمل الساخن .. ليس لان أعيننا مبطنة بالخوف من القادم .. ليس لأننا لا نستطيع المشي وبحاجة إلي من يدفعنا دوما.. ليس لأننا لا نهوي صليل الشفاه المصقولة بالرخام .. إنما يجب أن تترطب ألسنتنا بالشكر وألا تصخب أعيننا ببريق الحزن المعتق علي منضدة الموت.. وما نضج الشكر فينا بعد ..
تحياتي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام أنت بخير يا عيد
- شهقات عاشق
- شيء من الحب
- تهاويم
- أكتب بلا تكاليف .. للغد طبيعة أخري
- هذيان في محراب الغياب
- عابر سبيل
- إلي أبو علي مصطفي بمناسبة الذكري السابعة لاستشهاده
- خبر وصورة
- إرتحال في عوالم الذات
- أنا الحب أنا عشق الأرض أنا المطر
- حدثني جدي
- أماه ما هات الطريق
- طقوس الموت والحب وأشياء أخري


المزيد.....




- متحف -غريفان- بباريس.. 250 تمثالا شمعيا لإضاءة صفحات التاريخ ...
- الممثل الأمريكي ديك فان دايك يكمل عامه الـ100 ويأمل في حياة ...
- 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
- -سيتضح كل شيء في الوقت المناسب-.. هل تيموثي شالاميه هو مغني ...
- أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
- الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الـ5 من مهرجان -البحر الأحمر ا ...
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم أنتوني هوبكنز وإدريس إل ...
- الفيلم الكوري -مجنونة جدا-.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق ا ...
- صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البري ...
- حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. حضور عالمي وتصاميم ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم بركات - لم ينضج الشكر فينا بعد