أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - عودة إلى موضوع تسلح العراق














المزيد.....

عودة إلى موضوع تسلح العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2564 - 2009 / 2 / 21 - 09:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد نشر مقالي الموسوم (لماذا الخوف من تسلح العراق الديمقراطي؟؟ ) وصلني العديد من تعليقات القراء الكرام، نشر قسم منها على مواقع الانترنت، كان معظم المعلقين مؤيدين للفكرة، والقليل منهم معارضين لها وبدوافع وطنية صرفة. ومن نافلة القول أن الاختلاف في الرأي مسألة صحية، وأنا إذ أتفهم هواجس المعارضين وخوفهم من التسلح، ولكن للضرورة أحكامها كما يقولون، ولذلك عدت للموضوع ثانية لتسليط المزيد من الضوء على هذا الموضوع الشائك من أجل توضيح النقاط الغامضة وإزالة الخلاف.

معظم المعارضين لفكرة تسليح الجيش العراقي ذكروا الأسباب التالية:
أولاً، هناك أولويات أهم من التسلح، وعلى رأسها توفير الخدمات مثل الماء والكهرباء ومجاري الصرف الصحي والتعليم والصحة والنقل والبناء وإعمار العراق وتوفير العمل للعاطلين...الخ، فهذه الأمور لها علاقة مباشرة بحياة المواطنين، وإذا ما انتهت الحكومة من إنجازها، عندئذ يحق لها أن تفكر في تسليح الجيش!!

ثانياً، الشعب العراقي أصيب بخيبة أمل من الجيش والتسلح بسبب ما حصل في عهد حكم البعث، حيث بدد النظام الساقط ثروات البلاد الهائلة على التسلح وعسكرة المجتمع، وكان من نتائج تلك السياسة الطائشة شن الحروب على دول الجوار، حيث جلبت الكوارث على العراق وشعوب المنطقة. كما وقال أحد المعلقين أنه مجرد التفكير بالسلاح والجيش يشعر بالقرف والغثيان.

ثالثاً، قال آخر، أن العراق الآن ليس له أعداء وغير مهدد من دول الجوار، وكانت حدوده أيام زمان تحميها شرطة الكمارك فقط ، وعليه لا داعي لوجود قوات مسلحة لحماية حدوده، وإذا ما حصل أي عدوان على العراق، فأمريكا تدافع عنا وفق الاتفاقية الأمنية الموقعة بينها وبين العراق!!

رابعاً وأخيراً، جاء تعليق من أحد الأخوان يقول أن تسليح الجيش العراقي له غرض واحد فقط وهو شن حرب الإبادة على الأكراد كما حصل في الماضي!

بطبيعة الحال لهذه المخاوف والهواجس ما يبررها، ولكن في نفس الوقت يجب أن نرى الأمور وفق ظروفها الخاصة، إذ لا يجب أن يدفعنا تطرف البعث في التسلح وشن الحروب إلى تطرف معاكس آخر في تجريد الدولة العراقية من أية قوة لحماية مواطنيها من عدو محتمل. إذ يجب الحفاظ على توازننا، فـ(خير الأمور أوسطها) كما تقول الحكمة.

بدءً، وكما بينت في القسم الأول من هذا المقال، لا يمكن في العالم وجود دولة تحترم نفسها وسيادتها الوطنية، وحريصة على مصلحة شعبها، بدون أن تكون لها قوات مسلحة تحمي حدودها من العدوان الخارجي، وفرض حكم القانون في الداخل. فالخطأ ليس في التسلح في المستوى المعتدل المقبول والضروري، بل التطرف في التسلح المفرط وسوء استخدامه.

ثانيا، لا أعتقد أن مسألة أولويات توفير الخدمات تتعارض مع حاجة البلاد لجيش عصري يحمي النظم الديمقراطي، فالحكومة ليست مؤلفة من وزارة واحدة مسؤولة عن جميع احتياجات الشعب، بل هناك تخصص في الحكومة، وكل وزارة مسؤولة عن جزء معين من هذه الخدمات. وعلى سبيل المثال، مسؤولية توفير الكهرباء هي من اختصاص وزير الكهرباء وليس وزير الدفاع الذي من وظيفته بناء الجيش وتسليحه والدفاع عن الوطن..الخ. وهذا الكلام ينطبق على الوزارات الأخرى حسب اختصاصها. أما الحاجة إلى الأموال، فالأموال متوفرة بفضل تصاعد أسعار النفط في السنوات السابقة، والعراق يتمتع الآن بقدرة مالية يحسد عليها، وخمسة مليار دولار لتجهيز جيش ليس بالمبلغ الكبير.
والجدير بالذكر أن السبب الرئيسي في تأخير توفير الخدمات (الأولويات) والبدء بإعمار العراق طوال السنوات الخمس الماضية هو غياب الأمن والذي بدوره كان بسبب غياب قوات مسلحة ملتزمة بالانضباط العسكري لفرض النظام وحكم القانون. لذا فتوفير الخدمات مرهونة بوجود قوات مسلحة قوية تحمي المؤسسات الخدمية وأمن المواطنين ومؤسسات الدولة وحدودها مع دول الجوار.

ثالثاً، للعراق أعداء كثيرون، فهناك الإرهاب الوافد من الخارج، وفلول النظام الساقط في الداخل، وبسبب هؤلاء صار العراق الآن منتجاً ومصدِّراً للإرهاب، كما وهناك عدد من دول الجوار يضمرون للعراق العداوة، يريدون إفشال مشروعه الديمقراطي، لذا يلزم التسلح.

رابعاً، الاتفاقية الأمريكية ستنتهي في نهاية عام 2011، وربما قبل ذلك، والاعتماد على أمريكا في الدفاع الخارجي وفرض حكم القانون في الداخل إلى الأبد أشبه بمريض في غرفة العناية المركزة، باق على قيد الحياة بواسطة الأجهزة الصناعية وليس على سلامة جسمه وأعضائه.

خامساً، مسألة تسلح الجيش العراقي في النظام الديمقراطي لا يهدد أمن وسلامة الكرد، بل العكس هو الصحيح، أي قوة للشعب الكردي، فالأكراد يتمتعون الآن بالفدرالية وشبه دولة مستقلة، وعهد شن الحروب على الكرد قد ولى إلى غير رجعة، بل ومن حق الأكراد تقرير مصيرهم بما فيه قيام دولتهم المستقلة لو كانت الظروف الدولية تسمح لهم ذلك، فالمانع لإعلان دولتهم ليس العراق أو حكومته المركزية، بل الظروف الدولية وخاصة دول الجوار التي تواصل عدوانها على إقليم كردستان بين حين وآخر.
وبالمناسبة، يسعى الأخوة الأكراد على جعل الحكومة المركزية ضعيفة بحجة منع عودة الديكتاتورية!!، وهذا خطأ كبير ليس في صالحهم ولا في صالح الشعب العراقي، لأن قوة وسلامة العراق تعتمد على قوة الحكومة المركزية الديمقراطية. فسلامة كردستان تعتمد على سلامة العراق ككل، لأن سلامة الجزء من سلامة الكل. فالمطلوب ليس إضعاف الحكومة المركزية كما يطالب البعض، بل بناء حكومة مركزية قوية مع منح صلاحيات واسعة للحكومات المحلية.




#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الخوف من تسلح العراق الديمقراطي؟؟
- الثورة الخمينية ضد مسار التاريخ
- هل محمد خاتمي، إصلاحي حقيقي أم مزيف؟
- أهمية انتخابات مجالس المحافظات العراقية
- حوار مع القراء حول محرقة غزة
- انتصارات إلهية، أم كوارث؟
- لماذا أرى ميسون الدملوجي أولى برئاسة البرلمان؟
- إلى متى تنجح إيران في سياساتها العبثية؟
- انتقادنا لحماس لا يعني تأييداً لإسرائيل
- ماذا لو كان القائل عراقياً؟
- من المسؤول عن مجزرة غزة؟
- دعوة لحظر العقوبات الجسدية في المدارس
- لولا بوش لكان صدام يحكمهم الآن ب-القندرة-
- ثقافة الحضيض
- إلى أين تقودنا ثقافة الحذاء؟
- ما تخططه سوريا للعراق لما بعد الانسحاب الأمريكي!!
- هل الانهيار قريب؟
- محنة أهل القرآن وأهل الإنجيل
- (بنات يعقوب) رواية جديدة لمحمود سعيد
- وأخيراً انتصر العقل...!!


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - عودة إلى موضوع تسلح العراق