أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - ماذا لو كان القائل عراقياً؟














المزيد.....

ماذا لو كان القائل عراقياً؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استلمت يوم أمس عن طريق بريدي الإلكتروني رسالة فيها خلاصة محاضرة ألقاها في الرياض، رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية الشيخ صالح اللحيدان، جاء فيها (وصف –الشيخ- المظاهرات التي تقوم بها الجماهير في العديد من الدول العربية؛ تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بـ"الفساد في الأرض، وليست من الصلاح والإصلاح ")، مبررا رؤيته بأن المظاهرات "تصد عن ذكر الله، حتى وإن لم يحصل فيها تخريب".

وتعليقي على هذا التصريح الخطير هو أن في السعودية لا يمكن أن يترأس القضاء شخص ما لم يكن من رجال الدين المتفقهين بالمذهب الوهابي، إذن فالشيخ اللحيدان هو رجل دين. والاستنتاج الآخر الذي يمكن التوصل إليه هو بما إن النظام السعودي هو نظام بوليسي استخباراتي يحصى على الناس أنفاسهم، فلا بد وأن ينسجم هذا التصريح مع رغبات ومواقف الحكومة السعودية، وإلا لما تجرأ الشيخ أن يطلق مثل هذا التصريح لو علم مسبقاً أنه يناقض موقف السلطة السعودية مما يجري في قطاع غزة من قتل جماعي؟ وعليه فالسبب الرئيسي لتنديد الشيخ اللحيدان بالمظاهرات هو إرضاءً للسلطة السعودية وتأييداً لسياستها ودعماً لمواقفها في هذه القضية. وهذا يعني أنه من وعاظ السلاطين الذين يستخدمون الدين لخدمة السلطان.
والجدير بالذكر أن الصديق الذي بعث لي تصريحات المسؤول السعودي، تساءل في عنوان رسالته: (ماذا لو كان القائل عراقياً؟) أي صاحب هذه التصريحات عراقي.

أعتقد أن السؤال مشروع، خاصة وأنه ما أن يصدر أي عمل أو تصريح من مسؤول عراقي، يتعلق بإسرائيلي، حتى ولو مجرد مصافحة بالصدفة مثلاً، يقيم الأعراب الدنيا ولم يقعدوها على ذلك المسؤول العراقي. فقبل ثلاثة أعوام حصلت مصافحة عابرة بين المندوب الإسرائيلي والمندوب العراقي في الأمم المتحدة بسبب ترتيب مقاعد الدول الأعضاء حسب الحروف الأبجدية اللاتينية لأسمائها، لذلك كان المندوب العراقي مجاوراً للمندوب الإسرائيلي، فمد المندوب الإسرائيلي يده لمصافحة المندوب العراقي، وهنا انفجر البركان العربي حول "خيانة العراقيين" للقضية العربية المركزية في مصافحة المندوب الإسرائيلي!!
وتكررت الحملة قبل أشهر عندما حصلت مصافحة بين الرئيس العراقي جلال طالباني وإيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، في مؤتمر دولي للأحزاب الاشتراكية الدولية، بقيت هذه المصافحة مدار ضجة الإعلام العربي لفترة طويلة، علماً بأن مصافحات مماثلة جرت بين الزعماء الفلسطينيين وعرب مع الزعماء الإسرائيليين ودونما أي ضجيج عربي أو أي نقد يذكر، ناهيك عن الزيارات المتبادلة بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين من العديد من الدول العربية، حتى صارت هذه من الممارسات اليومية وطبيعية تقريباً، إضافة إلى العلاقات الدبلوماسية والتجارية الرسمية لإسرائيل مع العديد من الدول العربية ودون أن يثير أي نقد لهذه العلاقات. بل وحصلت مصافحة قبل أسابيع بين شيخ الأزهر سيد محمد طنطاوي والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القاهرة ودون أية ردود أفعال من الشارع العربي.

فلنتصور ولو للحظة، لو كانت هذه المصافحة قد جرت بين رجل دين عراقي، خاصة إذا كان هذا الرجل الدين من المذهب الشيعي أو من الديانة المسيحية، فماذا كان رد الفعل العربي؟ كل هذا يكشف لنا النفاق الواضح والصريح الذي اتصف به الشارع العربي والإعلام العربي وتحيزهما ضد العراق منذ سقوط الفاشية البعثية.

وبالعودة إلى تصريحات رئيس مجلس القضاء السعودي، ونظراً لأهميتها، قمت بدوري بتوزيعها على أصدقائي ومعارفي، وبعد ساعات قلائل استلمت رداً من الصديق عبدالمجيد دزه يي، يجيب فيه على السؤال مشكوراً: ماذا لو كان القائل عراقياً؟ ونظراً لما في إجابة الصديق من حقائق ناصعة عن واقع الحال العربي، ولأهميتها، رأيت من المفيد أن أذكرها هنا ضمن مقالي هذا لتعميم الفائدة. وهذا ما قاله الصديق:
تعقيبا على السؤال: ماذا لو كان القائل عراقيا؟
سوف يتهم العراقي من قبل الأعراب حسب انتمائه العرقي و الديني و المذهبي. فإذا كان عربيا من أهل السنة ؟ فقد اجتهد وأخطأ، وفي هذه الحالة له حسنة، (وذلك وفق الحديث الشريف: من أجتهد وأخطأ فله حسنة، وإذا أجتهد وأصاب فله حسنتان.)
وإذا كان عربيا شيعيا من أتباع آل البيت؟ فهو رافضي صفوي باطني من أحفاد ابن العلقمي ومن أصول فارسية مجوسية.
وإذا كان كرديا عراقيا؟ فهو متصهين وعميل لليهود والموساد.
وإذا كان من مسيحي العراق، فسترى حملة تهجير جديدة مع هدم للكنائس وحرقها.
ومن تجربتنا مع الأشقاء العرب ومواقفهم المعادية للعراق منذ سقوط الطاغية صدام، أتفق تماماً مع ما قاله الصديق دزه يي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط الخبر
الشيخ صالح اللحيدان: المظاهرات استنكار غوغائي يصد الناس عن ذكر الله
http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=7766




#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن مجزرة غزة؟
- دعوة لحظر العقوبات الجسدية في المدارس
- لولا بوش لكان صدام يحكمهم الآن ب-القندرة-
- ثقافة الحضيض
- إلى أين تقودنا ثقافة الحذاء؟
- ما تخططه سوريا للعراق لما بعد الانسحاب الأمريكي!!
- هل الانهيار قريب؟
- محنة أهل القرآن وأهل الإنجيل
- (بنات يعقوب) رواية جديدة لمحمود سعيد
- وأخيراً انتصر العقل...!!
- الفرصة الأخيرة لإنقاذ العراق
- الدستور العراقي...المشاكل والحلول
- حول ترشيح المالكي لجائزة نوبل
- الدلالات الحضارية لانتخاب أوباما رئيساً
- أوباما أو ماكين؟
- مخاطر التدخل الإيراني الفظ في الشأن العراقي
- الاتفاقية... أو الطوفان!!
- العشائر والدولة
- مخاطر تحويل العراق إلى مأتم دائم
- يا حكام دمشق، هذه بضاعتكم ردت إليكم


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - ماذا لو كان القائل عراقياً؟